شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-02-03
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 27 كانون الثاني/يناير و2 شباط/فبراير 2013

نديم عبده

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.

اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة:هاغل يعتذر لليهود في جلسات تثبيت تعيينه وزيراً للدفاع

وفقاً لما سبق وتوقعناه، فإن وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هاغل Chuck Hagel بدأ يتخذ مواقف متخاذلة إزاء اللوبي اليهودي الأميركي في جلسات الإستماع إليه أمام اللجنة المتخصصة بمجلس الشيوخ، وذلك توطئة لتثبيت مجلس الشيوخ تعيينه وزيراً. ومن ذلك أن هاغل ذكر أن إستعماله عبارة "اللوبي اليهودي" jewish lobby لم يكن "مناسباً" appropriate ، أو أنه لا يعرف حالات مارس فيها ذلك اللوبي الإبتزاز والتهديد ضد سياسيين أميركيين لحملهم على إتخاذ مواقف متطرفة داعمة ومنحازة للكيان اليهودي "إسرائيل"، أو ضد الحكومة الأميركية نفسها لنفس السبب (علماً أنه كان بإمكان هاغل لذلك مجرد الإستشهاد بالوقائع الواردة في الكتب التي ألفها النائب السابق بول فيندلي Paul Findley ، وهي كتب تلاقي رواجاً جيداً في الولايات المتحدة...)..كما أن هاغل أكد أنه لن يتورع عن شن حرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية "عند اللزوم"، وأن "إسرائيل" أقرب حليف للولايات المتحدة...

ومع هذا، فإن اليهود الأميركيين يشنون حملات إعلامية مركزة ضده. وقد أفاد تقرير نشرته صحيفة النيويورك تايمز New York Times بأن اليهودي الثري شيلدون أديلسون Sheldon Adelson بساهم بقوة في بعض تلك الحملات، مع التذكير هنا بأن أديلسون المذكور يُعتبر من اليهود المتطرفين، ومعارضاً بشدة للرئيس الأميركي أوباما، ويخضع حالياً لتحقيقات حول ممارساته المالية والضريبية (راجع تقارير سابقة نشرناها بهذا الصدد).

هذا، وينتظر أن تنتهي جلسات الإستماع إلى هاغل في الأيام القليلة القادمة، ليتبين حينها ما إذا كان وزير الدفاع قد نجح في تلافي معارضة الشيوخ الأميركيين الخاضعين لهيمنة اللوبي اليهودي الأميركي ليتم تثبيته... وفي هذه الحالة، يبقى أن يتبين ما إذا كانت سياسته على رأس وزارة الدفاع ستعتمد السير وفق نهج يحافظ على المصالح القومية الحقيقية للولايات المتحدة، بما يتماشى مع مواقفه السابقة التي تثير غضب اليهود، أم أن تلك السياسة تبقى مرهونة بطلبات اللوبي اليهودي...

مشروع قانون يسمح بإقامة "الإسرائيليين" في الولايات المتحدة ثلاثة أشهر دون تأشئيرة دخول

قدم النائب اليهودي من الحزب الديموقراطي عن ولاية كاليفورنيا براد شيرمان Brad Sherman إقتراح القانون "إيتش أر 300" HR 300 الذي يُدخل الكيان الصهيوني "إسرائيل" ضمن قائمة الدول التي يحق لمواطنيها الإقامة بالولايات المتحدة مدة 90 يوماً دون تأشيرة دخول "فيزا". وقد دعم ما يزيد على 50 عضواُ في مجلس النواب هذا الإقتراح، ما يرجّح تحوله إلى قانون نافذ على المدى المنظور.

والمعروف أن البلدان التي يحق لمواطنيها الإقامة بالولايات المتحدة مدة 90 يوماً دون تأشيرة دخول "فيزا" تُصنف على أنها من الحلفاء الموثوقين جداً للولايات المتحدة، وبهذا الصدد تعالت بعض الأصوات من الأوساط اليمينية واليسارية المتطرفة بأميركا تذكّر الشعب الأميركي بأن "إسرائيل" ليست أبداً "حليفة موثوقة" لدى الأميركيين، بدليل أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي أي" CIA نفسها تصنف الكيان اليهودي على أنه يشكل "أكبر تهديد للمخابرات الأميركية في الشرق الأوسط"، مع التذكير بالدور المريب الذي إضطلع به "الإسرائيليون" في العديد من الإعتداءات التي تعرضت لها الولايات المتحدة، بما في ذلك حوادث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001...

اللوبي اليهودي في بريطانيا:إنبطاح بريطاني لتقديم الإعتذار لليهود إثر نشر رسم كاريكاتوري عن نتن ياهو

نشرت صحيفة الصنداي تايمز Sunday Times البريطانية رسماً كاريكاتورياً يُظهر رئيس الحكومة اليهودية بنيامين نتن ياهو يقوم بتشييد جدار مع أجساد لفلسطينيين, وقد تعالت الأصوات اليهودية من كل جانب على الأثر، خاصة وأن الكاريكاتور نُشر في "اليوم العالمي لتذكار الهولوكوست"، حيث قال الشاجبون للكاريكاتور بأن هذا الرسم يمثل "إهانة لمشاعر اليهود في مثل هذا اليوم"، وأنه يعيد إلى الأذهان جرائم "فطير صهيون" blood libel التي إقترفها اليهود (مع نكرانهم للأمر رغم وجود دلائل تاريخية ثابتة حوله...) وما إلى ذلك من المعزوفات اليهودية المألوفة...

وقد سارع مالك الصنداي تايمز روبيرت موردوخ Rupert Murdoch إلى تقديم الإعتذارات الشخصية والفورية من اليهود، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصحيفة، وحتى إلى الفنان جيرالد سكارف Gerald Scarfe راسم الكاريكاتور نفسه الذي قال أنه لم يقصد إهانة اليهود، ولم يكن يريد أن يُتشر رسمه في "اليوم العالمي لتذكار الهولوكوست" المزعوم... مع العلم بأن سكارف فنان مشهور جداً ببريطانيا حيث يعمل في مجال الرسم الكاريكاتوري منذ خمسينات القرن العشرين...

الحزب الليبرالي الديموقراطي يشجب أحد أعضائه لمعارضته السياسات اليهودية بفلسطين

بمناسبة "اليوم العالمي لتذكار الهولوكوست"، نشر النائب البريطاني من الحزب الليبرالي الديموقراطي Lib Dem دافيد وورد David Ward تعليقاً أعرب فيه عن أسفه بأن يقوم اليهود بتعذيب يومي للفلسطينيين رغم أنهم – أي اليهود - عانوا أنفسهم من "الهولوكوست" المزعوم. وكالعادة في مثل هذه الظروف، تعالت الأصوات من كل حدب وصوب تندد بهذا التعليق، بسبب إساءته لمشاعر اليهود، ومعاداته للسامية، إلخ... مع تهديد الحزب الليبرالي الديموقراطي نفسه (هذا الحزب مشارك في الحكومة البريطانية إلى جانب حزب المحافظين) بإتخاذ إجراءات تأديبية بحق النائب...

وقد تمسك دافيد وورد بقوة بموقفه في البداية، قيل أن يدلي بإعتذار حين إشتد الضغط عليه، وبصورة خاصة الضغوط الحزبية الداخلية، ما حمله على الإعراب عن أسفه...

إشارة هنا إلى أن الحزب الليبرالي الديموقراطي ربما يكون الحزب البريطاني الرئيسي الأقل تأثراً بنفوذ اللوبي اليهودي، ولكنه مع ذلك لا يجرؤ على الخروج عن المسلك اليهودي العام، مع التذكير بأن هذا الحزب نفسه كان قد فصل عضوة مجلس اللوردات البارونة جيني تونج Baroness Jenny Tonge سنة 2010 من مسؤولياتها الحزبية لإتخاذها مواقف شجاعة دفاعاً عن الفلسطينيين وفضحاً للمتاجرة اليهودية بأعضاء المجاهدين الفلسطينيين الشهداء...

اللوبي اليهودي في إيطاليا:إطفاء أنوار الكوليزيوم في روما إستنكاراً ضد "العداء للسامية" في... المجر!

في خطوة أثارت إستغراب وإستهجان الإيطاليين، قامت بلدية روما بإطفاء أنوار صرح الكوليزيوم (وهو أحد أهم الآثار الرومانية في العاصمة الإيطالية، وأحد أشهر المعالم السياحية في العالم بأسره، وذلك بمناسبة الإحتفال بالـ"يوم العالمي لتذكار المحرقة"، ومن أجل "الإعراب عن الإستنكار ضد المواقف المعادية للسامية التي يدلي بها الحزب اليميني المتطرف جوبيك" Jobbik ، مع الإشارة إلى أن هذا الحزب مجري وليس إيطالي...

والجدير بالذكر أن عمدة مدينة روما جياني أليمانو Gianni Alemanno كان هو نفسه ينتمي في الماضي إلى التيار اليميني المتطرف بإيطاليا، غير أنه فضل أن يتخلى عن قناعاته السابقة وأن ينخرط في الحزب الذي يتزعمه رئيس الحكومة الإيطالية السابق سيلفيو بيرلسكوني Silvio Berlusconi، وهذا الأخير معروف جيداً بصلاته الوثيقة مع اللوبي اليهودي. وترجح الأوساط السياسية الإيطالية أن أليمانو أراد من مبادرته السخيفة أن يثبت لليهود بأنه بات الآن موالياً لهم على نحو غير ملتبس، رغم ماضيه اليميني المتطرف، بحيث أن هذه المزايدة تضمن الدعم اليهودي له في المستقبل...

اللوبي اليهودي في سويسرا:حملة يهودية ضد سويسرا بسبب مواقفها خلال الحرب العالمية الثانية

بالإستناد إلى مصادر أميركية بالذات – تحديداً موسوعة ويكيبيديا Wikipedia على شبكة الإنترنت، فإن سويسرا كانت البلد الأوروبي الأكثر إستقبالاً وإيواءاً لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك على الرغم من أن هذا البلد الصغير المساحة كان مطوقاً بالقوات الألمانية والإيطالية على حدوده بأكملها، كما أن اليهود لم يتعرضوا لأية مضايقة بسويسرا خلال تلك الحرب. وقد دخل البلاد نحو 26 إلى 27000 يهودي. على أن سويسرا لم تتمكن من إستقبال المزيد بالنظر إلى محدودية مواردها الطبيعية، ولذا تم رفض قدوم نحو 10000 – البعض يقول 24000 - يهودي إلى أراضيها خلال الحرب. بالمختصر فإن جميع تلك الوقائع الثابتة تبين أن سويسرا قامت بما تستطيع لمساعدة اليهود أثناء الحرب العالمية، وأنه كان لها دوراً مشهوداً لكونها ملجأ لمن كان معارضاً للحكم النازي بألمانيا في حينها، وهذا ما نوّه به مؤخراًُ الرئيس السويسري في كلمة له بمناسبة "اليوم العالمي لتذكار الهولوكوست".

ومع هذا كله، يتعرض الرئيس السويسري، وسويسرا كلها بصورة عامة، لحملة يهودية مركزة في هذه الأيام بذريعة أن بعض الوثائق الديبلوماسية كشفت أن المسؤولين السويسريين كانوا على علم منذ 1942 بالسياسة الألمانية إزاء اليهود في المناطق التي كان يحتلها الجيش الألماني، ومع ذلك لم يفعلوا شيئاً للتصدي لهذه السياسة... أي أن اليهود يلومون سويسرا لآنها لم تعلن الحرب على ألمانيا سنة 1942، مع التذكير بأن بلاداً قوية مثل فرنسا كانت قد إستسلمت بعد دخول القوات الألمانية أراضيها بنحو شهر واحد فقط سنة 1940، وأن سويسرا حافظت على سياستها المحايدة طيلة سنوات الحرب، الأمر الذي كان يعرّضها لخطر التعرض لحملات عسكرية من جانب ألمانيا وإيطاليا حينها...

وأخيراً وليس آخراً، وبمناسبة "اليوم العالمي لتذكار الهولوكوست" أيضاً وأيضاً، لا بد من التذكير بعدم وجود أي دليل خطي أومادي واحد على حصول "الهولوكوست" بالطريقة التي يصفها اليهود، وذلك من ناحية عدد الذين قضوا نتيجة "المحرقة" المزعومة، أو لجهة مجرد وجود "غرف الغاز" التي قيل بأنه كانت تتم إبادة اليهود فيها (غرف الغاز التي تُعرض في معسكرات الإعتقال بأوشويتز وسواها صنعت بعد الحرب العالمية بما يتفق مع شهادات لأسرى يهود، وليس أثناءها...)، وأن ما يستند اليهود إليه في مروياتهم عن "الهولوكوست" هي شهادات لمعتقلين يهود فقط، مع العلم يأن المعتقلين غير اليهود في المعسكرات لم يكونوا أبداً على علم بوجود "غرف للغاز" في هذه المعسكرات، وأنهم ذكروا أن معاملة الأسرى اليهود كانت مماثلة تماماً لمعاملة الأسرى غير اليهود في تلك المعسكرات... (يُراجع بهذا الصدد دراستنا "حقيقة محرقة اليهود")، ومن هنا فمن الواضح جداً أن هدف اليهود من الـ"هولوكوست" هو الجصول على مكاسب مادية (التعويضات المالية الطائلة...) ومعنوية (لكسب تعاطف الشعوب غير اليهودية مع اليهود بما يصبّ لصالح سياسات اللوبي اليهودي والكيان الصهيوني "إسرائيل") وحسب...


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه