شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-02-18 |
ذكرى أسبوع الرفيق محمد كردية (أبو غسّان) في النبي عثمان |
بمناسبة مرور أسبوع على وفاة الرفيق محمد حسين كردية (أبو غسّان)، أقيم في حسينية بلدة النبي عثمان حفل تأبيني، بحضور حشدٍ من أهالي البلدة والمنطقة، وتقدم الحضور عضو المكتب السياسي المركزي الدكتور الأمين مروان فارس، منفذ عام البقاع الشمالي الرفيق علي نزها وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من المسؤولين الحزبيين. كما حضر المناسبة، مفتي البقاع الشيخ خليل شقير، ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية، رؤساء بلديات ومختارون، إضافةً إلى فاعليات تربوية وثقافية واجتماعية وعسكرية وروحية. قدّم الاحتفال الصحافي أحمد طيّ الذي ألقى أيضاً كلمة العائلة وجاء فيها: «هي صوَرٌ تمرّ كالطيف كلّما نتذكّر عزيزاً أفقدنا إيّاه الموت، ومعك يا أبا غسّان، تكثر الصوَر، ولا تحصى الذكريات. أيّها الجار الطيّب، والقريب القريب، والرفيق الذي وعى قضيّة أمّته فآمن بها، شبّ عليها، وربّى عائلةً قومية اجتماعية بامتياز، فاستحقّ أن يكون أهلاً بقسَمٍ خطير، لا يؤدّيه إلا الجبابرة وطالبو الحياة، هو قسَم الانتماء إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. تكثر الذكريات معك، وأنا ممّن ترعرعوا بالقرب منك، ممّن رأوك مبتسماً دائماً، محبّاً الطفولة، شعارك كان: «إنو الواحد ما آخد معو شي إلا أعماله»، فآليت الضحك على الهموم، والفرح على الترح، والبشاشة على الكرب، وعشت أيّامك كلّها مغلّباً البسمات على الملمّات. عرف الجميع عنك أنّك كنت من دعاة الصلح في المجتمع، لا يغمض لك جفن، إن طرأ إشكال عائليّ هنا، أم فرديّ هناك، وكثيرة هي المرّات التي كنت أراك فيها تجوب البلدة والمنطقة حاثاً الكبار على تنكّب مسؤولياتهم في الإصلاح». ثم كانت كلمة للمفتي شقير تقدّم في مستهلّها بالتعازي من ذوي الراحل، مشيداً بسيرته الحسنة، معتبراً أنّ الإنسان ذي السمعة الحسنة، يتذكّره الناس دائماً. وتطرق شقير إلى الأحداث التي توالت على المنطقة في الآونة الأخيرة، معتبراً أن بعض العرب والمسلمين انغمس في المؤامرات على المنطقة، على فلسطين، على سورية، وعلى المقاومة في لبنان. وختم: «لو لم تكن سورية تشكّل خطّ إمداد للدفاع عن لبنان، لما أطلقت فيها رصاصة واحدة». من ناحيته، نقل الأمين مروان فارس تعازي قيادة الحزب إلى ذوي الراحل وأهالي بلدة النبي عثمان، ثمّ ألقى كلمةً عدّد في بدايتها مزايا أبي غسان، مشيداً بنضاله ونشاطه، معتبراً أنّه كان من القوميين الاجتماعيين المميزّين في النبي عثمان وفي الشويفات. وقال الأمين فارس: «نحن نهضة تؤمن بالوحدة، الوحدة القومية التي دعا إليها باعث النهضة أنطون سعاده، وعمادها الإنسان الجديد الوطنيّ اللاطائفيّ، ومن هذا الموقع الوحدوي نؤكد أن الطائفية والمذهبية والاتنية هي من صنيعة الاستعمار الذي عمل ويعمل على تمزيق مجتمعنا وتجزئته إلى كيانات وفئات وطوائف ومذاهب متناحرة، ومتنابذة، ولذلك علينا مواجهة مخططات التجزئة ومشاريع الفتنة بارادة الوحدة والصراع». ثم تطرّق الأمين فارس إلى المناقشات الدائرة في المجلس النيابي حول قانون الانتخاب، فقال: «تقدّم حزب منذ سنوات باقتراح قانون يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة، وتجري فيه الانتخابات وفق النسبية وخارج القيد الطائفي، كما تضمن المقترح صيغة لإشراك الشباب في الانتخابات، عبر خفض سنّ الاقتراع إلى 18 سنة، لكنّ للأسف فإن النقاشات لا تدور حول المقترحات التي توحد البلد والناس، والسبب أن هناك ذهنية طائفية مذهبية تتحكم بمسار النقاشات، وهذه الذهنية لا تؤتي اصلاحاً ولا تؤسس لوحدة حقيقية بين اللبنانيين». وأضاف: «عندما شكّلت اللجنة الفرعية لدرس قوانين الانتخابات، اقترح بعض النواب أن تضم اللجنة ممثلاً للأحزاب الوطنية والقومية، فقامت القيامة ولم تقعد، لأنّهم لا يريدون أن يسمعوا إلا اقتراحات طائفية، وهذه اللجنة فشلت بعد أيام من الجلسات والمناقشات العقيمة». وفي ما يتعلّق بالأحداث الأخيرة التي جرت في عرسال، اعتبر الأمين فارس أنّ الجيش هو المؤسسة الوحيدة في لبنان الوطنية اللاطائفية، ويجب التمسّك بهذه المؤسسة، وصونها، وحمايتها ودعمها على المستويات كافة، وقال: «إنّ أهالي عرسال هم معنيّون أكثر من غيرهم في الحفاظ على الجيش، وإن وقعت جريمة ما، فيجب إدانتها، وتسليم مرتكبي الجريمة إلى العدالة، لأنّ الجيش هو جيش لبنان كلّه، وحامي لبنان، وحريّ باللبنانيين جميعاً، سياسيين وفاعليات أهلية، أن يصونوا الجيش ويحموه، وحري بالبعض من اللبنانيين ألا يرشقوا الجيش بكلام طائفيّ مقيت». أمّا حول ما جرى في منطقة القصر ـ الهرمل، وتعرّضها للقصف من قبل المجموعات التكفيرية والإرهابية في سوريا، قال الأمين فارس: «تعرّض أحد المنازل في بلدة زيتا للقصف، وسقط عدد من الضحايا، ما يؤكّد وجود عناصر للمجموعات الارهابية تحت مسمّى «الجيش السوري الحر» ضمن مناطق لبنانية حدودية من جرود عرسال حتى الشمال، ولذلك فإن مسؤولية الدولة اللبنانية اجتثاث هذا الوجود لمنع تكرار هذه الاعمال الارهابية الجبانة». وأضاف: «إن الحرب على سوريا ليست من الداخل، بل هي من الخارج، من أميركا و«إسرائيل» وادواتهما في المنطقة، والهدف من هذه الحرب التي تُخاض بأدوات التكفير والارهاب النيل من سوريا موقعاً ودوراً، لأن سوريا تدعم المقاومة في لبنان، ونحمل لواء المسألة الفلسطينية التي هي جوهر القضية القومية، وفي هذه المناسبة نثمّن كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حول قدرات المقاومة واكتفائها الذاتي، ونرى أن سوريا قطعت أشواطاً كبيرة في محاربة الارهاب والتطرف». وختم قائلاً: «سوريا على أبواب الانتصار الذي سينعكس على لبنان، وتلك الضوضاء المثارة على الساحة اللبنانية، والمراهنات على سقوط سوريا، هي اضغاث احلام، لأن الجيش السوري هو جيش عقائدي، والجيوش العقائدية منتصرة ولو بعد حين».
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |