شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-03-19 |
إبـن البـســـطه الدكتور الرفيق سعيد شهاب الدين |
رفقاء الخمسينات من القرن الماضي يعرفون جيدا الرفيق سعيد شهاب الدين، إنما نشك أن كثراً هم الرفقاء الذين سمعوا به لاحقا او عرفوا عنه. عنه يقول عارفوه من الرفقاء، كما وردتنا افاداتهم بالتتابع: الأمين ابراهيم غندور: كانت المديرية تنظم اجتماعات اذاعية ومناظرات شبه أسبوعية وكان الدكتور سعيد شهاب الدين أحد الوجوه البارزة ومناظراته مع أقطاب التيار العربي مثل رمضان لاوند وإنعام الجندي من المناظرات المهمة والفاعلة. الرفيق مارون حنينه: أتذكر عميد المالية سعيد شهاب الدين، نشاطه وحيويته ودماثة خلقه وتواضعه، واهتمامه بأنشطة متنوعة تدر مبالغ مالية للحزب. رحمه الله، فقد مات باكرا. أذكر انه كلفني بمهمة الاتصال بالمؤسسات الحرفية والصناعية في منطقة الجميزة حيث كان للحزب مديرية فاعلة بإسم ”التضامن“، من اجل معرض أقامه الحزب في برج البراجنة . الرفيق محمد خليفه: كان لا يخشى من أي حدث مهما كان جسيماً. حتى لو أدى ذلك الى عزله من عمله في وزارة التربية كمدرس لمادة الجغرافيا، ففي سنة 1956 هاجم أفراد من حزب الكتائب مدرسة رسمية في الأشرفية لضرب الرفيق محمد خليفة بعد إشكال له مع طلبة كتائبيين. وصدف أن الرفيق خليفة لم يكن ساعتئذ في المدرسة، فاعتدوا على الرفيق خليل بطرس عوضا عنه. مع ذلك صدر قرار من وزير التربية في الحكومة اللبنانية بطرد الرفيق محمد خليفة من المدرسة كما عدم قبوله في أي مدرسة حكومية، فما كان من الرفيق سعيد شهاب الدين، وهو أستاذ موظف في وزارة التربية ممنوع عليه أن يكون حزبياً، إلا أن ذهب بصحبة الرفيق محمد خليفة لمقابلة مدير المدرسة آنذاك الأستاذ موريس اقليموس للبحث معه في إعادة الرفيق خليفة الى المدرسة، فقال مدير المدرسة للرفيق سعيد شهاب الدين أن محمد خليفة أحدث فوضى في المدرسة، فما كان من الرفيق سعيد شهاب الدين إلا ان أجاب المدير المذكور أن الرفيق محمد خليفة سوري قومي اجتماعي ونحن السوريون القوميون الإجتماعيون نظاميون في تصرفنا وتربيتنا وحياتنا ولا مكان للفوضى عندنا. العميد الأمين ايلي معلوف: أن تتذكر انسانا مضى عشرات السنين منذ كنت في أول صباك، فهذا يعني ان هذا الإنسان باهر ومميز لا ينسى، انه استاذي الدكتور سعيد شهاب الدين أستاذ مادة الجغرافيا في الصف الثاني تكميلي في ثانوية الطريق الجديدة الرسمية للصبيان “البر والإحسان” . رجل مليء فكرا وجسدا، حسن الهندام بالبدلة والكرافات على الدوام، دائم البسمة، خفيف الظل ولا تشعر بثقل في حضوره، لم يكن يتقيد بمضمون منهج المادة فقط بل يزيد ليزيدنا علما من معارفه المتنوعة والمتخصصة وينقلنا من جمود السطور الى رحاب العالم وجغرافيته. كنت صغيرا لا أعرف الحزب ولا أعرف عن حزبية أستاذي وانما من شخصيته المميزة الفرحة والباسمة والمحترمة ومعارفه الواسعة وثقافته العامرة والتزامه اخلاقيات العلم والانسان، فكان لا بد ان يكون قوميا اجتماعيا وهكذا كان من غير ان اعرف . * في مقالة له في جريدة ”السفير“ بتاريخ 3/12/2004 يشير الكاتب أسامة العارف في معرض البحث الذي نشره بعنوان ”النزول في ترامواي البربير الى داون تاون تلك الأيام” الى الرفيق الدكتور سعيد شهاب الدين، فيقول: تحت المدرسة المذكورة يقع مقهى آخر صاحبه مفوض في شرطة بيروت. شقيق المفوض المذكور أستاذ لنا في مدرسة ”الطريق الجديدة“ يعلمنا الجغرافيا. وحين أتى للمرة الأولى الى المدرسة علمنا أنه قومي سوري. وقد أعجبنا شديد الإعجاب بأسلوبه في التدريس فدخل الى قلوب التلامذة واستطاع أن يؤكد حضوره بيننا. وعندما شاهد مدى تأثيره فينا اخذ عناوين جميع الطلاب وأرقام هواتفهم ليبقى على اتصال بهم خارج إطار المدرسة. إلا ان ثمة من أخبر مدير المدرسة المرحوم ”محي الدين بواب“ بذلك، فطلب اليه امامنا أن لا يقيم علاقة مع الطلاب خارج المدرسة، فوعد بذلك ووفى بوعده . * نبذة شخصية • ولد الرفيق سعيد شهاب الدين عام 1926. • عرفت عائلته بحضورها الكبير في منطقة البسطة، منها فاروق شهاب الدين وكان احد قادة المقاومة الشعبية عام 1958. • تلقى علومه في مدرسة حوض الولاية في بيروت، ثم تابع دراسته العليا في فرنسا حيث حاز على دكتوراه في الجغرافيا من جامعة السوربون في باريس عام 1953. من انجازاته وضع خريطة الوطن السوري. • انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1951، وتولى مسؤوليات حزبية مركزية عديدة، منها في عمدتي المالية والاقتصاد، وكان يكلّف بمهمات إذاعية في المناطق اللبنانية. • منح رتبة الامانة في اوائل الخمسينات، فرفع رسالة يعترض فيها على القرار ويصحح الخطأ حيث انه لم يكن مضى على انتمائه الى الحزب ثلاث سنوات، فيما كان من الشروط التي يجب ان تتوفر لنيل الرتبة حينذاك ان يكون قد مرّ خمس سنوات على اعتناق الرفيق للعقيدة السورية القومية الاجتماعية والتزامه بالحزب. بناء عليه اتخذ المجلس الاعلى قراراً في جلسته بتاريخ 7/12/1955 يقضي بابطال مرسوم رتبة الامانة عن الرفيق سعيد شهاب الدين، بناء على رسالته التي يوضح فيها انه تقدم بطلب انتمائه عام 1947 انما لم ينتم الا عام 1951. • اقترن من الرفيقة راحيل جبور، شقيقة الرفقاء الياس، جبران ونعمة (1) وانجب منها ثلاثة اولاد. • درّس مادة الجغرافيا في العديد من الثانويات الرسمية. من مؤلفاته - "اخي البيروتي تعال ننتخب" - “Geographie humaine de beyrouth, avec une etude sommaire sur les deux villes de Damas et de Baghdad” (1960) (1) حسب ما أفادنا الرفيق الراحل اميل ابو رزق مضيفاً ان الرفقاء جبور كانوا يقطنون رأس بيروت، وجميعهم غادروا الوطن، وان شقيقتها ماري اقترنت من المحامي جورج زيدان .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |