شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-04-02 |
الأمين عاصم الداعوق، منارة تشع بالقدوة |
يحكى الكثير عن "بيروت القومية الاجتماعية" منذ اوائل سنوات التأسيس، كما عن مئات الرفقاء الذين انتموا الى الحزب من مختلف عائلاتها، وناضلوا وعرفوا الاضطهاد والسجون، واستشهد البعض منهم، انما استمروا على ثباتهم في الايمان القومي الاجتماعي . بالامس عممنا عن الرفيق الدكتور سعيد شهاب الدين، قبله عن أمناء ورفقاء كان لهم حضورهم المشعّ، امثال اديب قدورة، زكريا لبابيدي، محمد راشد اللاذقي، منير الحسيني، ماجد الناطور، وسنكتب عن آخرين، وفاء لهم، وتعريفاً للاجيال الجديدة من القوميين الاجتماعيين على جوانب مضيئة من تاريخ حزبهم. هذه النبذة عن امين عرف الالتزام النهضوي منذ انتمائه، واستمر مناضلاً وقدوة، وعنيداً صادقاً في مواقفه. * عاصم الداعوق، عصمت شاتيلا، بل عاصم الداعوق . تحتار. أيهما هو الاسم الحقيقي ؟ أيهما المستعار ؟ فالأمين عاصم الداعوق عُرف كثيراً باسم عصمت شاتيلا حتى تكاد تنسى، وأنت صديقه، أهو عاصم أم عصمت، وداعوقاً هو أم شاتيلا ؟ الرفقاء الذين عملوا حزبياً في أوائل السبعينات عرفوا كثيراً الأمين عاصم الداعوق منفذاً لبيروت، عضواً في المحكمة الحزبية، عميداً للعمل، عميداً للمالية، عضواً فرئيساً للمجلس الأعلى، وتعرّفوا أكثر على ما تختزنه نفسيته من صدق في الالتزام، من نزاهة وتجرد، من جرأة في قول الحق ومن عناد في التشبث بالحقيقة . غيره كان يمكن أن يتلطى، مرتاحاً إلى وظيفته كمهندس كفوء في مصلحة الليطاني، كان مرشحاً لأن يعتلي مناصب أرفع، وأن يكون، لولا ما هو عليه، رئيساً للمصلحة، أو أدنى بقليل. انما اختار الأمين عاصم الداعوق أن يكون عصمت شاتيلا وأن يعمل للحزب. كل شيء لديه كان علنياً، إلا اسمه، منزله كان منزلاً للحزب وللقوميين الاجتماعيين. كم عرفناه في الاجتماعات وفي اللقاءات الحزبية، وكم استضاف الرفقاء الشاميين طعاماً ومنامة، ومثلهم كل رفيق آخر عند الاضطرار . *** كنت عرفت الأمين عاصم لماماً قبل العفو في شباط عام 1969. مثله، مثل رفقاء آخرين في مصلحة الليطاني أذكرهم اليوم بتقدير كبير، ليس فقط لأنهم تمتعوا بسوية جيدة من الوعي القومي الاجتماعي ومن حسن الالتزام، إنما لأنهم أيضاً لم يتقاعسوا في الملمات ولم ينسوا حزبهم في الأيام السود. إلى الرفقاء احمد سلامة، ميشال طحان، شفيق صدقة عبد الخالق، عباس خليفة، عباس شدياق، سمير ابو ناصيف، جوزف خوري.... تحية تستمر مرتفعة . بعد العفو الذي صدر في شباط 1969 وخروج الرفقاء من الأسر، انطلق الأمين عاصم الداعوق في المسؤوليات المركزية بنشاط مميّز، وبإخلاص فذ جعلنا جميعنا، نحن العاملين معه في المركز، نتعاطى معه بكثير من المحبة ونعطيه من ثقتنا ومن تقديرنا ما لا يقاس . في كل عمل كان الأمين عاصم منتجاً وناجحاً. في كل قرار هو عادل ومحق، في كل تعاط هو قومي اجتماعي أولاً وثانياً وأخيراً . كان يأخذ عليه البعض دقته في العمل وصرامته في المحاسبة، متناسياً أنها دقة من يحرص على حزبه، وصرامة من تعنيه المسؤولية توجيهاً وواجباً، لا وجاهة . إنما كان الجميع، في المركز وفي الفروع الحزبية، يقرّون له برفعة الأخلاق، بالعطاء اللامحدود وبالنشاط والإخلاص للقضية التي كانت تحتل كل وجوده . لذا انتمت رفيقة حياته، نجوى الطيارة، إلى الحزب بإذن خاص. هي لم تنتم مراهقة أخذت بشعارات الحزب وقرأت شيئاً عنه. كانت جامعية، مدّرسة ثانوية وامرأة مثقفة ناضجة، سعت لأن تكون رفيقة بالوعي العقائدي وبالإيمان الفذ. انتمى فادي، وانتمت نجلا، ولو أوتي لهما أخوة وأخوات لكانوا اليوم، مثلهما، رفقاء. *** - بدك تستلم "البناء" الكلام مع عميد المالية الأمين عاصم الداعوق لا يؤدي إلا إلى الرضوخ لقراره. كيف يمكنني وأنا رئيس لمكتب عبر الحدود، وقد نمت فروعه وانتشرت وتنوعت مهامه، أن أتمكن من تولي مسؤوليتين أساسيتين في آن معاً. لا حوار معه، يبتسم لك، ترضخ . هكذا هو الأمين عاصم الداعوق، الأمين عصمت شاتيلا، الذي خسرته النهضة باكراً، خسرته عائلته، خسرته مصلحة الليطاني، وخسرناه صديقاً ورفيقاً ووجهاً مشعاً في مدينة بيروت، ومسؤولا واعيا يعرف الحزب رسالة وعطاء ومثالية، والمسؤولية صدقاً وتجرداً وانكباباً ومتابعة . ترك الأمين عاصم فراغاً في بيروت، وفي مركز الحزب، مثله، مثل الرفقاء والأمناء الذين يحيون حزبهم بكلّيتهم، يتركون بغيابهم فسحة واسعة. *** السيرة الذاتية • ولد الامين عاصم الداعوق في بيروت بتاريخ 17/10/1933 • الاب : محمد • الام : نجلا سجعان، شقيقة الوجه البيروتي المعروف حسين سجعان • الاخوة : الرفيق الدكتور عادل الداعوق والمرحومة يمنى الداعوق • اقترن من الرفيقة نجوى الطيارة، وانجب منها الرفيق فادي (فرنسا)، والرفيقة نجلا • بعد ان انهى دراسته الثانوية في القسم الفرنسي في الكلية الاستعدادية I.C.، غادر الى فرنسا عام 1954 وعام 1958 حاز في باريس على شهادة مهندس ميكانيكي كهربائي، وفي تولوز عام 1959 على شهادة مهندس مائي. • التحق الامين عاصم بالمصلحة الوطنية لنهر الليطاني ابتداء من 22/04/1960، ومن مهامه فيها: 1. الاشراف على تنفيذ نفق مركبا – جزين ومعمل مركبا الكهربائي. 2. المسؤول عن دائرة الرصد المائي منذ 1962 المكلفة بجميع الأنهر اللبنانية بما في ذلك تدريب موظفي الدائرة على العمل ومن ثم رئيساً لمصلحة المياه حتى تاريخ وفاته. 3. اصدار الدليل السنوي للرصد المائي ابتداء من 1962 4. اصدار مجموع الرصد المائي لأنهر شمال لبنان 5. دراسات هيدرولوجية لسد ميفدون – نهر الحاصباني – نهر الزهراني 6. دراسة فيضان نهر الليطاني ونهر بسري. السيرة الحزبية • انتمى الامين عاصم الداعوق عام 1952 في مديرية الفرع الفرنسي في الكلية الاستعدادية I. C. (الجامعة الاميركية) . • تولى مسؤوليات مركزية، انتخب عضواً فرئيساً للمجلس الاعلى، وتسلّم مسؤولية منفذ عام بيروت في ظروف غامضة. توفي الامين عاصم في 3/03/1982 وشيّع في اليوم التالي بمأتم مهيب وقد حضره كبار المسؤولين الحزبيين وحشد كبير من الرفقاء القوميين اتوا من كل المنفذيات وخاصة رفقاء منفذية بيروت.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |