شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1970-01-01 |
حكايات من موسوعة الطفل الفلسطيني |
حكايات من موسوعة الطفل الفلسطيني..! 07/04/2013
نواف الزرو
في يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الخامس من نيسان من كل عام، نستحضر أهم وابرز واخطر العناوين المتعلقة بالحرب المنهجية التي تشنها دولة الاحتلال ضد اطفال فلسطين، وهي حرب مفتوحة تهدف الى ترويع وتحطيم شوكة ومعنويات الاطفال قبل أن يكبروا، ولا مبالغة بالقول إن الجريمة الصهيونية ضد اطفال فلسطين منهجية مؤدلجة مبيتة عن سبق تخطيط وترصد، معززة بثقافة المذابح وكمائن الموت وجرائم القنص لاطفال فلسطين، فهناك مجزرة الاطفال الفلسطينيين التي اقترفتها كتائب الاحتلال الخاصة خلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى، وهناك المجزرة الاخرى ضدهم خلال انتفاضة الاقصى/2000، وهناك أطفال غزة الذين يرزحون منذ اكثر من ألف وخمسمئة يوم تحت الحصار والقتل الصهيوني البشع، وهناك التعليمات العسكرية الإسرائيلية الصريحة الداعية إلى: قتل الأطفال الفلسطينيين وهم صغار حتى قبل أن يصلوا إلى سن الـ 11 سنة، أو حتى وهم أبناء ثلاثة أو أربعة اشهر، أو حتى وهم في بطون أمهاتهم، والتي اصبح الأطفال الفلسطينيون – استناداً إليها – هدفاً دائماً لآلة القتل الإسرائيلية، وباتت السياسة الإسرائيلية أكثر تركيزاً على قتل الأطفال الفلسطينيين. وتطبيقا على الارض، كانت "محرقة" الاطفال في غزة خلال الحرب العدوانية الاخيرة قد فتحت هذا الملف بقوة، فهذه المحرقة سادت المشهد الفلسطيني، وتثبت الاحداث أن دولة الاحتلال لا تتوقف مجازرها ومحارقها عند حد أو سقف أبدا، فمنذ أن قامت تلك الدولة وهي تقترف مجازرها على مدار سنوات بل وايام عمرها، ويمكن القول إنه ربما لم يمر يوم على الشعب الفلسطيني الا واقترفت فيه تلك الدولة مجزرة، غير أن تلك المجازر اخذت ترتقي فترتقي شيئا فشيئا الى ما هو أبعد واخطر واشد إجرامية من الجرائم، ما يجعلنا نطلق عليها بلا تردد "موسوعة المجازر والمحارق" الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني بعامة وضد اطفال فلسطين على نحو خاص، فإذا كان لدينا موسوعة "المحارق" ضد الشعب الفلسطيني اذا، فلدينا على نحو حصري ايضا موسوعة "المجازر والمحارق الصهيونية ضد اطفال فلسطين"، ولهم في ذلك تراث هائل من الادبيات الايديولوجية والسياسية التي تسوغها لهم. وفي المشهد الفلسطيني الصراعي الراهن مع الاحتلال وتداعياته الثقيلة على الارض المحتلة وعلى أهلها، نتابع الاستهداف المركز لقوات ومستعمري الاحتلال، للاطفال الفلسطينيين، فعلى مدار الساعة نتابع القمع للمسيرات الاحتجاجية للاطفال – كما حدث في النبي صالح أمس الاول-، ونتابع القتل المتعمد، والاعتقالات الجماعية، وكذلك الادبيات السياسية والتوراتية الصهيونية التي تدعو الى قتل وحرق الاطفال الفلسطينيين، فالكاتب الاسرائيلي المعروف جدعون ليفي كتب في هآرتس: "سافرت في الاسبوع الماضي مع الحجاج الى الخليل في عيد الفصح، وفي الحافلة التي نقلتهم الى هناك قال واحد منهم بصوت عال: "يجب أن نرسل العرابيش (كلمة احتقار يستعملها اليهود الاسرائيليون للدلالة على العرب – المترجم) الى آلات جرش الصخر من المستشفيات مباشرة وهم اطفال صغار"، وانفجرت الحافلة كلها بالضحك، وهمسوا هناك في كُره موجهين الحديث الينا، المصور والصحافي، وكنا العلمانيين الوحيدين: "متعاونون، يوجد متعاونون في الحافلة"، ولم يحتج أحد بالطبع"، كما نشر نشطاء إسرائيليون عبر موقع "فيسبوك" صورة لأطفال في إحدى خيام "حي أحفاد يونس" الذي أزاله جيش الاحتلال فجر الأحد الماضي من قرب بلدة العيزرية شرق القدس المحتلة داعين إلى قتلهم وحرقهم بأبشع الأساليب الوحشية. إن السجل الاسود "للمحارق الصهيونية ضد اطفال فلسطين" التي تقترفها دولة الاحتلال يزداد سوادا واتساعا، فقد شكلت عمليات استهداف الأطفال وقتلهم سياسة ثابتة اتبعتها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية واعتمدت على أعلى المستويات بهدف النيل من الأطفال الفلسطينيين وزرع الرعب والخوف في الأجيال الفلسطينية الناشئة وقتل الأمل في المستقبل في نفوسهم، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000 وقع الأطفال الفلسطينيون في دائرة الاستهداف والموت الإسرائيلية فكانت عمليات الإعدام الميدانية للأطفال أمام بصر ونظر العالم الطفل الشهيد محمد الدرة وهو في حضن والده أمام عدسات التلفزة، ومرورا باغتيال الطفل فارس عودة وتمزيق جسد الطفلة إيمان حجو بقذائف المدفعية، وليس انتهاء بمئات الأطفال والأجنة والرضع الذين استشهدوا في هذه الانتفاضة. لتتحول حياة الطفل الفلسطيني إلى موت يومي، وإلى يوميات مليئة بشتى أشكال الألم والعذاب والمعاناة المستمرة، ولتغدو قصة الطفل الفلسطيني "قصة موت يومي ومعاناة مفتوحة بلا سقف وبلا حدود". ولكن، على قدر ما سطّر أطفال فلسطين من فصول متصلة حمراء مثقلة بدفق مستمر لا ينضب من الدماء البريئة الطاهرة، وعلى قدر ذلك الزخم الهائل من قصص المعاناة والألم والعذاب والحرمان من كافة أحلام وامتيازات الطفولة الطبيعية، على قدر ما نجحوا في الوقت ذاته في مراكمة كم هائل من قصص وحكايات الصمود والتحدي والبطولة التي ارتقت إلى مستوى أسطوري مذهل لم يشهد له تاريخ أطفال البشرية على مر العصور مثيلاً، ليودعوها في مجلد التاريخ الملحمي الأسطوري العربي الفلسطيني المنتفض على مدى العقود هناك كالعنقاء في فلسطين في وجه المشروع الاستعماري السرطاني الصهيوني.
n.alzarow@alarabalyawm.net
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |