شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-06-03 |
الحزب وأهالي ضهور الشوير والمتن يشيّعون الأمين شوقي صوايا |
شيّع الحزب الأمين شوقي صوايا في مأتم حزبي وشعبي في ضهور الشوير حضره وفد مركزي ضمّ رئيس المجلس الأعلى الأمين محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب الأمين توفيق مهنا، عميد الاقتصاد الأمين فارس سعد، عضو المجلس الأعلى الدكتور الأمين ربيع الدبس، عضو المكتب السياسي ورئيس الجامعة الثقافية في العالم الأمين مسعد حجل، رئيس لجنة تاريخ الحزب الأمين لبيب ناصيف، منفذ عام المتن الشمالي الرفيق سمعان الخرّاط وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من أعضاء المجلس القومي والمسؤولين. كما شارك في التشييع الدكتور شارل جزرا ممثلاً رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، الوزير فادي عبود، الوزير السابق بشارة مرهج، رئيس واعضاء مجلس بلدية ضهور الشوير والمخاتير وفاعليات المنطقة وجمع كبير من المواطنين والقوميّين. وفي وقت لاحق أمّت صالة الكنيسة في ضهور الشوير شخصيات ووفود معزية ابرزها رئيس الحزب الأمين أسعد حردان والنائب غسان مخيبر. تخلل التشييع كلمة عن مزايا الراحل ومناقبيته ألقاها ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية المتن الشمالي الرفيق هشام الخوري حنا الذي لفت إلى أنّ الراحل رأى في عقيدة سعاده ومبادئ حزبه الحلّ والخلاص من الأمراض المتفشية، فاعتنقهما ونهل من معينهما الثقافة والمعرفة، وامتهن الصحافة فأبدع فيها، واكتسب سيرة عطرة أهّلته لأن يُنتخب رئيساً لبلدية ضهور الشوير وعين السنديانة. ثم ألقى عضو المجلس الأعلى الدكتور الأمين ربيع الدبس كلمة المركز : أشجاك أنك رائحٌ لا ترجعُ *** وهواك والخلان بعدك لوَّعُ تلك الزغاليل التي غادرتها *** جفّ النديّ وغاب عنها المرضعُ ولكنت تسفك ناظريك ليرتووا *** وتذيب قلبك في يديك ليشبعوا جرس الكنيسة لو تكلم لاشتكى *** ولبَانَ فيه، مذْ نأيْتَ، تصدُّعُ وقال الأمين الدبس: ما أضعف الكلمات حين تأتي ساعة الحقيقة، وما أبعد المواساة النمطية عن الواقع حين نردّد في المآتم عبارة "إن شاء الله تسلموا". أولاً لأنّ أحداً لن يسلم في سنة الوجود والعدم لأنها جدلية الحياة والموت في أعمار لا حول لنا في أجلها، بل في نوعها والعمق.. وفي قاموسنا النهضوي الذي أرساه وليد هذه البلدة الرائعة، سعاده العظيم، أنّ البقاء للأمة، لأنّ الأمة مستمرّة بأجيال المجتمع، فلا تنتهي بموت فردٍ مهما عظم شأنه، لأنّ مثلها مثل الأرض الخصبة التي كلما ماتت فيها الجذور انبثقت منها عروق النسغ الجديد. نقول: شوقي صوايا إنسان ولا نزيد، لأننا إنْ أضفنا إليه نعوتاً حجّمنا فيه الإنسان، وقزّمنا القلب الكبير الذي عانى شتى الآلام وارتفع عليها. وربّما لم تقنعه تماماً معادلة ديكارت التي ربطت الوجود بالفكر فحسب، إذ انحاز الأمين شوقي إلى الفيلسوف فيور باخ الذي فلسف وحدة القلب والعقل فقال: أنا أحبّ، إذاً أنا موجود. هذا الراقد على رجاء أكبر تواضع حتى الشفافية وصلُب حتى العناد... تمرّس في مدرسة النهضة المثلى وطبّق أخلاقياتها على مساراته الحزبية والتجارية والعائلية والبلدية والصحافية، من "القبس" الى "السياسة" و "الرأي العام" الى مطبوعة "النادي"، من الكويت إلى ضهور الشوير وعين السنديانة، ومن الروشة الى بتعبورة وعموم الكورة الخضراء، من حيث تتحدّر شريكة حياته الصامدة، وعديله المقدود من سنديانات دده الأعمق من الأرض نفسها، كما يقول فؤاد سليمان، ابن فيع الذي استوى غيابه الباكر شاباً بالفجيعة الثقافية الكاملة. ونحن في أوج المؤامرة الكونية التي تعصف ببلادنا أحوج ما نكون الى أمثال فؤاد سليمان وعبد الله قبرصي وشوقي صوايا وسعيد تقي الدين ومحمد يوسف حمود، أحوج ما نكون الى أقلامهم الحرة المقاومة، والمروّسة النظيفة في الوقت الذي تلطخت أقلام آخرين بالكفر والعهر والمال المذلّ والنفط الملوّث، بل بأنتن الروائح المنتشرة في القاذورات، أعني رائحة الخيانة الوطنية. وقدم الأمين الدبس باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان التعازي إلى أسرة الفقيد وأصدقائه ورفقائه فرداً فرداً. وخاطب زوجة الفقيد السيدة نازك بالتأكيد على أنّ لديها أولاداً سيعوّضون كثيراً من حضور الشريك الذي كان يملأ البيت والعين والقلب، رغم ألم الغياب ومرارة الفقدان. كما خاطب الأعزاء جمانة وجو وغسان وعمر بأنّ لهم أباً يعتزون بسيرته الأخلاقية وبشراع حياته الذي أقلع معطاءً ورسا معطاء. ويا عمّ شوقي، سلّم على الأحباء الكثر الذين ستلتقيهم في دار الانتقال لعلّ في لقائهم بعض تعزية وحضور لبعض الأسى والغياب، وكن على ثقة بأنّ إيماننا الكبير يزاوج إيمانك بالصوت النهضوي الهادر: قد تسقط أجسادنا، أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود.. ولن تزول.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |