شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-06-21 |
مدرسة النظام الجديد في السودا (طرطوس) |
نسمع ان الحزب اسس مدارس له في عدد من قرى وبلدات في أمكنة متفرقة من الشام: مرمريتا، مشتى الحلو، صافيتا، السودا، كفرّام وان الامين الياس جرجي الذي كان يتولى مسؤولية عميد الداخلية ترأس اللجنة المشرفة على تلك المدارس. انما عدد هذه المدارس، واسماء البلدات والقرى، ومناهجها، واسماء مديريها واساتذتها، وتضحياتهم الجسيمة في سبيل استمرار تلك المدارس في القيام برسالتها التعليمية-التربوية، فهذا ما نسعى الى معرفته عبر رفقاء قيد الحياة، وهم قلّة مع الاسف، بعد ان غيّب الموت الكثيرين من الامناء والرفقاء الذين كان لهم دورهم القومي الاجتماعي في مرحلة اوائل الخمسينات من القرن الماضي، ومنهم الياس جرجي، سهيل الياس، عبد الله كوزاك، عيسى بندقي، ياسين عبد الرحيم، منيف رفقة، عبد القادر تحوف، سهيل عبد الملك، جوزف حداد، فهمي شريح، غفرائيل سلوم، رجا اليازجي، طلال الجرجس، كمال ابو غانم، علاء الدين حريب، مدرسة النظام الجديد في قرية السودا نشكر المربي الرفيق، القدوة في المناقب وفي الايمان بالقضية القومية الاجتماعية والاخلاص لمفاهيمها ولنهجها، عفيف خوري، الذي قدم لنا كراساً كانت اصدرته مدرسة النظام الجديد في ذكرى عام التأسيس 1950-1951 فمنه هذه المعلومات. * تولى إدارة المدرسة الرفيق المحامي سهيل الياس، احد الوجوه السياسية والاجتماعية في منطقة بانياس، فيما تسلم الرفيق عفيف خوري (1) نيابة الرئاسة، الناظر العام، ومن الاساتذة الرفيق يعقوب عكر، الرفيق خضر حموي، المواطن محمد عيتاني. التأسيس كان ذلك في اول آذار من العام 1950 يوم اجتمع نخبة من وجوه المحيط وشبابه في السودا وجوارها بمدير المدرسة الرفيق سهيل الياس وابدوا له فكرة تأسيس مدرسة في السودا توفر لأبناء وبنات المحيط من خريجي المدارس الابتدائية الرسمية ان يتابعوا دراستهم الاكمالية والثانوية. واذا باول آذار من تلك السنة التاريخية في حياة المحيط يشهد مع نهضة الحياة ووثبة الامل في ربوعه في ذلك الشهر فأساً تحركها قوة الايمان ضربت اول صخر، وصوتاً تصيغ نبراته صلابة العقيدة نطق بأول كلمة: شق الطريق لتحيا سورية! لم يكن القصد إذا من إنشاء المدرسة تجارياً وكذلك لم يقف الهدف عند تحصيل العلم وحمل الشهادات الرسمية، وانما الغاية هي إخراج جيل جديد، بمفاهيم جديدة، يصمد به في حياة جديدة مجتمع سوري جديد! ولهذا الجيل الجديد كانت المدرسة، مدرسة النظام الجديد !. الموقع اختيرت السودا مركزاً لمدرسة النظام الجديد فهي مركز الناحية. يقارب عدد نفوسها الالفين بين مقيم ومهاجر. تتوسط قرى الناحية الكبيرة العامرة المتوفرة فيها المدارس الابتدائية الرسمية كزمرين ومتن عرنوق وحصين البحر وعقر زتي ودوير طه وغيرها. على هضبة منبسطة خصبة شمالي شرقي مدينة طرطوس تعلو اربعمائة متراً عن سطح البحر وتبعد ثماني كيلو مترات عن الشاطىء. مناخها جاف صحي، فيها مدرستان ابتدائيتان رسميتان للبنين والبنات. ومتوسطة ارثوذكسية، وثانوية واحدة هي "النظام الجديد". ومما تتميز به السودا وجوارها ان المحيط يجمع بين حضارة القرية والمدينة فيقدم للتلميذ جواً هادئاً مطمئناً عميقاً في هدوئه وصمته يفتش عنه في المدينة !. النظام الجديد "هذا النظام يتكفل بان يجعل من التلميذ مثقفاً قبل ان يكون متعلماً. انه يود ان يرى في الامة نضجاً قبل ان يرى شهادات. "هذا النظام يتكفل بان يعدّ للامة رجالاً اشداء في اجسامهم اقوياء في ارادتهم، سليمين في تفكيرهم، صلبين بشخصيتهم، احياء بوجدانهم، يفكرون بعقلهم لا بعواطفهم، ويندفعون نحو العمل بذهنية واقعية وإرادة حازمة متحررين من ضغط الاهواء الخصوصية فيقبلون على اداء واجباتهم بحس وجداني عميق بالمسؤولية واحساساً بكرامتهم التي يرونها مربوطة بالقيام بالواجب لا خوفاً من دوافع خارجية. "انه نظام يقوم على خدمة الامة فيعتبر ان مهمته هي تأمين النشء الافضل لتحقيق مجتمع افضل وأكمل. ولذلك هو يتكفل بتربية التلاميذ على الشعور والوعي بانهم مربوطون بمجتمعهم القومي الذي فيه ومنه يتغذون مادياً ونفسياً وان مصيرهم مرتبط بحريته ورقيه وغناه فيدركون انهم اشخاص اجتماعيون ويسلكون في حياتهم سلوكاً وجدانياً اجتماعياً ذا مناقب سامية" الادارة يقوم عليها المدير (الرفيق سهيل الياس) بمساعدة نائب المدير- الناظر العام (الرفيق عفيف خوري) وتتضافر مع مجلس المعلمين في جلساته الدورية والاستثنائية للوقوف على سير المنهاج وسلوكية التلاميذ وجو المدرسة العام وتأمين التوجيه ضمن النظام الجديد. تتميز علاقة الادارة بالمعلمين انها قائمة على الثقة المتبادلة واحترام المسؤوليات والعمل بجو مسؤول ضمن المسؤولية. اما الادارة مع التلاميذ فهي السلطة المربية المحبة: "انني اطالعكم في بدء العام بهذا الوجه لكي لا تتصوروا في الادارة والمعلمين وجه الرهبة والقسوة فتخافوه بامتعاض بل تعرفوا إليه انه وجه السلطة المربية المحبة فاحبوه باحترام واجلال " (المدير في حفلة التدشين). الاناشيد لتلاميذ النظام الجديد نشيدهم الخاص المستمد من حيويتهم الصاعدة ومستقبلهم الرحب الفسيح ومن الذروة الشامخة التي يتطلعون إليها في صعودهم القومي: اللازمة نحن شموخ الهمم وجيل خير الامم وللعطاء المنعم نظامنا الجديد الى العلى المؤئل بهمة وأمل وضاحك المستقبل هبوا بلا وجل نبني الحياة الفاضلة لجيلنا الجديد ليرتقي معاقله ويركز الخلود وفي طريق القافلة يبغي الهوى العتيذ بالعلم والجهاد دعائم البلاد فلنغرف لرشاد من منهل العمل...
وقد زاد توثب وطموح التلميذات حتى انهن اختصين بنشيد : اللازمة يا فتاة بلادي نهضت نحو العلاء بحياة واجتهاد ونظام وولاء *** انت صرح للوطن وسماء زاهرة انت ما دام الزمن للاماني ناضرة غدك الزاهي الجميل للهدى والامل انت للبيت دليل وسمو العمل *** ارشفي العلم هنيا هو نور وجلاء وانهلي الخلق قويا وصراعا وعطاء زينة الاوطان انثى عرفت معنى الوجود وبنت للجهل رمساً ومشت نحو الخلود *** للعلا لما نهدت قد سموت الاربا اخت اليسار انت واماني زينبا *** (من نشيد فلسطين الخاص "بالنظام الجديد") جنود مغاوير : حرام علينا هجوع الليالي اذا لم تظلي لنا وحدنا وان لم ندمر صروح الضلال ونجل الصهاين عن ارضنا وننصب راياتنا في القمم مناور هدى لكل الامم * بعض الانظمة والتقاليد في "النظام الجديد" الافتتاح في 4 تشرين الاول والاختتام في 26 حزيران – تفتتح المدرسة بتحية العلم – يجري توزيع العلامات مع الرتب كل خمسة عشر يوماً – للمدرسة ثلاثة امتحانات – الترفع من صف الى صف يجري بالنسبة لعلامات الامتحانات والعلامات اليومية – للمدرسة عطلتان فصليتان في 23 كانون الاول و 10 نيسان – قلة اللجوء الى العقوبات والاعتماد في تصحيح الاخطاء على الافهام والقناعة ثم الاعتذار – ينادى المدير يمسؤوليته فقط دون اسمه – يجري اختتام العام الدراسي بحفلة يجتمع فيها البيت الكامل، التلاميذ وذووهم وجهاز المدرسة – يدعى يوم الاختتام بيوم الحصاد فتقرأ فيه نتائج الامتحان الثالث ونتائج كامل السنة – يبدأ الاحتفال بتحية العلم في الباحة ثم يعطي المدير للتلاميذ موعداً للالتقاء يوم الدخول ويعلن لهم موعد فحوص الاكمال – توزع الجوائز للاول والثاني والثالث من كل صف، وجائزة للاول بين كل التلاميذ بالنسبة للمعدل النهائي المحرز – يتكلم في الحفلة معلم عن اسرة التعليم ثم تلامذة ويختتم الحفلة المدير – ترافق المدرسة التلاميذ في العطلة الصيفية بواسطة فروض العطلة الموزعة بانتظام على ايام كل اسبوع. * حرص نائب المدير الرفيق المربي عفيف خوري في الكلمة التي القاها في حفلة التخرج التي أقيمت يوم الاحد اول تموز 1951، ان يوضح كيف تنظر الادارة الى التعليم وتعالج قضايا التربية بقوله: " التعليم رسالة تعليمية تربوية قومية .. انه دعوة صارخة لبناء عقول ورفع نفوس، انه تركيز البطولة والاستقامة والثقة في النفس واسماء القيم ورفع النظرة الى الحياة.. " والمعلم، يوجد بذلك وبكل فخر جندي الهجوم في ميدان البعث والاصلاح القوميين، انه باعث الصراع في النفوس الفتية بين التفكير السامي والاهداف النبيلة والعواطف المترفعة والخير المتدفق، وبين الغرائز والاهواء التي تهدد الناشئة.. "عليه ان يبني العقول قبل ان يحشوها بالمعلومات، عليه ان يعوّدها على الموضوعية والتجرد في معالجة الامور وبناء المنطق، ويوجهها نحو التعمق في البحث والدقة في الملاحظة. ".... ولما كان النجاح والتفوق في مجالي العلم يرتكز على الثقة بالنفس والاختصاص، فقد جعلنا قصارى جهدنا ان نستكشف امكانيات ومؤهلات وميول التلاميذ البارزة لننميها ونوجه اصحابها في خطها. " على ان هذا التكوين النفسي التام من شروطه التكوين الجسمي الصحيح الرياضي .. لذلك ان مدرسة النظام الجديد ساهمت في تكوين جيل جديد ودعتنا لاحياء حفلتها التاريخية هذه التي لم تعد مقتصرة على تدشين مدرسة، وانما فيها الى جانب التدشين فكرتان اساسيتان، دعينا للاحتفال بهما الا وهما: حفلة وداع وحفلة استقبال، نودع جيلاً قديماً ابت سنو الاستعمار التي مرت على هذه الامة الا ان تسبل ستاراً خالداً على نفسيته الاصيلة لتجعل منه جماعة لا تعي تاريخها فلا تعمل لاعادة هذا التاريخ. " ونستقبل جيلاً جديداً وعى حقيقته فقام يسعى للحرية. يصارع من أجلها داخليا وخارجياً بنظام جديد دقيق يجعل منه امكانية لا ترد قوتها، يعمل لهدف واحد بولاء اكيد لهذا الهدف ليغير مجرى التاريخ ويسير صاعداً في مضمار الحياة. وقال يخاطب التلاميذ: "انتم الآن عنصر التحرر من قيود الرجعة، من قيود قضايا الماضي، انتم العنصر المؤهل لحل قضايا جديدة لنفوس جديدة، وقد حييتم بمدرسة النظام الجديد التي تؤهلكم لتكونوا هذا الجيش المؤمن الفاتح الذي يقيم النظام والحياة العزيزة لهذه الامة. انتم امل الامة الوحيد وهي تنتظر وثبتكم، وطالما انتظرت، فكونوا عند حسن ظنها بكم لتنالوا بركتها وتسير بكم الى النصر، الى المجد، الى الخلود". * كلمة التلاميذ النظام الجديد يتجلى في كلمة التلاميذ. التلميذ نوفل موسى من الثالث الاكمالي والحائز على جائزة "الاول" في كل المدرسة مثّل رفاقه في حفلة التدشين: "... انها تلقننا العلم منبثقاً من ادمغة نيرة مفعماً بقيم النظام السامية ومناقب الواجب العظيمة، وتعلمنا الحياة انها عطاء وصراع لتحقيق الافضل والامثل والاكمل. "... اننا اصبحنا بفضل الجهود الجبارة التي بذلتها ادارة مدرستنا ومعلموها الافاضل فتياناً يهدفون الى بناء اخلاقهم على مناقب الخير والتضحية والنظام والوطنية المتوثبة، ويتطلعون الى العلم نوراً يبدد الجهل والاوهام ويشيد صروح الحضارات". ملاحظة: نأمل من كل رفيق يملك ما يضيفه من معلومات تُغني النبذة، ان يزودنا بها. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |