شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-06-25
 

الأمر لك!

ليلى زيدان عبد الخالق - البناء

الضنية نهر البارد طرابلس عرسال صيدا جرائم متنقّلة بحق الجيش وجنود يستشهدون وضباط ورتباء أما المشكلة.. فأمر.

الأمر لك جيش بلادي لا تستمدّه لا من سياسيين ولا حكومات حتّى لو طرّزت الدساتير والقوانين مواد تقول بذلك. فالمادة الأبرز في كافة قوانين الدنيا تقول أن الجيش مخوّل بالدفاع عن الوطن وعن وحدة الوطن وعن أمن الوطن وأمان مواطنيه إنها واجبات أساسية لا تحتاج إلى قرار ولا إلى إيعاز.

الأمر لك جيش بلادي فأنت الضامن الوحيد لوحدتنا والضامن الوحيد لاستمرارية وجودنا والضامن الوحيد لحياة وطننا ومن دون تفانيك نحن هالكون ومن دون تضحياتك إلى مزابل التاريخ سائرون ومن دون وفائك نحن لا أحد.. نحن لا شيء.

الأمر لك جيش بلادي يا صمّام الأمان لوحدة شعب يتعطّش للأمن والأمان ويا أيها المعبّر الوحيد عن وحدة هذا اللبنان لا تلتفت إلى من أضاع البوصلة ولا تكترث لمن يهاجمك بالكلام المسموم أو برصاص مشبوه المصدر فأن المبتدأ وأنت الخبر.

الأمر لك جيش بلادي مهما تكاثروا عليك فلن ينالوا من عزيمة بواسلك ومهما استقدموا لهجات التخوين لن ينالوا من إيمانك ومهما لعبوا على أوتار الفتنة فستبقى تعزف لحن وحدة لبنان.. شرف تضحية ووفاء.

يريدون أن يضعونك في وجه المقاومة لينالوا منك ومن المقاومة بعدما فشلوا في كسر شوكة هذه المقاومة وبعدما فشلوا في النيل من هيبتك. يريدون منك أن تنفّذ تعليمات أملتها عليهم أجندات غربية ومستعربة باتت مفضوحة للعلن لكن خسئوا فإيمانك بلبنان ووحدة أراضيه وسلامة شعبه أكبر بكثير من أن تنزلق إلى منزلقاتهم.

يهاجمونك حيناً بتصريحاتهم التي تشبه نعيق الغربان وباتهامات باطلة بأنك منحاز إلى فريق لبنانيّ دون آخر وبأنك أب تفضّل ابناً لك على ثانٍ لكنهم يعرفون تماماً أنّك عكس ذلك وأنك أرقى من أن تميّز بين أبنائك وأنّك أنبل من أن توجّه بنادقك نحو الشعب اللبنانيّ فاستعانوا بهذه الفكرة وصوّبوا بنادقهم نحو صدور جنودك غدراً وماذا في المقابل يريدون منك التروي وألا تردّ وأن تكسر هيبتك لكنهم خسئوا.

يهاجمونك كلّ يوم لينفّذوا ما بدأ به كيسنجر وما أكمله ساترفيلد ومن بعده فيلتمان ورايس في تحويل لبنان إلى بلدٍ حليف لأميركا بكل ما للكلمة من معنى حليف يكون صديقاً لـ«إسرائيل» وعدواً لسورية وإيران في حرب تنشدها أميركا للحفاظ على موارد تفتقر لها في اقتصادها.

يهاجمونك لتكون أداةً طيّعة بين أيديهم يقولون لك إقتل فلاناً فتفعل إقصف الضاحية فتمطرها بقذائفك دمّر المقاومة فتعمل على تدميرها لكنهم لا يعون أنك لن تنجرّ إلى ترّهاتهم ولن تكون تلك الأداة الطيّعة.

من الضنية إلى نهر البارد إلى طرابلس فعرسال فصيدا يستشهد جنود بلادي برصاص صهيوني وبنادق لبنانية عفواً بل ليست لبنانية ولن تكون لبنانية بل إجرامية إرهابية لا تنفصل عن تلك الجماعات التي نراها ترتكب المجازر في سورية في أبشع صورة إجرامية يمكن أن نتصورها.

نعم إن أعمال هذا الإرهابي وجماعته بحق الجيش يشبه تماماً أعمال القتل في سورية التي تنفذها الجماعات الإرهابية وليست بعيدة عن قطع الرؤوس وأكل القلوب والأكباد والتمثيل بالجثث فالإجرام واحد والينبوع التكفيري المتأمرك المتأسرل واحد.

في المقابل لا بدّ من الدعوة إلى أوسع حملة تضامنية مع جيشنا الباسل وقفة صادقة حقيقية لا مجرد لافتات يبهت لونها تحت الشمس ولا مجرّد بيانات تطرّزها عبارات التنديد التي بتنا نحفظها عن ظهر قلب والدعوات التي تتضمن العبارات التالية: «المطلوب من الجيش أن يضرب بيد من حديد» «المطلوب من الجيش ملاحقة المخلّين بالأمن»... وما إلى ذلك من العبارات.

قال قائد الجيش العماد جان قهوجي مساء الأحد ما معناه أنّه على بعض السياسيين أن يحسموا خياراتهم إما أن يكونوا مع الجيش أو مع مروّجي الفتنة.

كلام العماد قهوجي ينمّ عن وجع كان يكتنف قلب الجيش الوجع من بعض السياسيين الذين لا يوفرون برنامجاً تلفزيونياً ولا صفحة جريدة ولا حفلاً خطابياً حتّى يفرغون ما في جعبتهم من خطابات تغذي التفرقة والفتنة.

قبل أن تطلبوا من الجيش أن يضرب بيد من حديد عليكم يا بعض الساسة أن تخفّضوا من مستوى الشحن الطائفيّ الذي تزخر فيه تصاريحكم. لكن من تربّى على شيء شاب عليه. فحتى أمس كانت تصريحاتكم تنمّ عمّا في داخلكم من حقد.

فها هو النائب جمال الجراح يواصل بثّه الفتن من على الشاشات فيقول في حديث بثّ عبر «MTV» أمس: «ثقتنا كبيرة بأهالي طرابلس وقيادات طرابلس والجيش اللبناني بأن يتداركوا هذا الأمر وألا يتورطوا أكثر في الفتنة التي خطّط وساعد في تنفيذها حزب الله».

يتحدّث عن الفتنة وينطق بها وعلى غراره يتشاطر زملاؤه في الخطّ السياسي ودماء شهداء الجيش لمّا تجفّ بعد.

وبالحديث عن محطات التلفزة فهنيئاً لك يا لبنان ببعض محطات التلفزة فيك. هنيئاً لك في هذه الحميّة التي تعتري أصحاب بعض المحطات فما لا يُفهَم أن تستمرّ محطتان هما «LBC» و«MTV» في بثّ برامج هرطوقية بينما جيش لبنان يتعرّض للقتل والغدر وتسيل دماء جنوده في صيدا.

لو أنّ سياسياً ما اغتيل لنكّست الاعلام فوراً ولبثّت محطات التلفزة الموسيقى الكلاسيكية الحزينة والآيات القرآنية ولكنّا شهدنا رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي يهرع إلى تصريف أعمال حكومته ليصدر بياناً يعطّل فيه أشغال الناس لثلاثة أيام ولكنّا شاهدنا رئيس الجمهورية ووزير الداخلية ووزير الدفاع ومعهم من شاء من الوزراء في مكان الاغتيال لكن ضباطاً وجنوداً في جيش وطنيّ يؤدّي دوره الطبيعيّ في اجتثاث الإرهاب والفتنة فلا يستحقون سوى ساعة حداد واجتماع طارئ بعد 24 ساعة.

الأمر لك فخامة الجيش ودولة الجيش ومعالي الجيش وسيادة الجيش فأنت الدولة ولك الكلام الفيصل في تصحيح مسار الوطن لأنك تؤمن بأن مسار الوطن إلى الأمام وأنّ الأمام لا يلتفت.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه