شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-07-12 |
مجلة "النادي" |
من الصحف والمجلات الصادرة في خمسينات القرن الماضي وشكلّت منبراً للفكر القومي الاجتماعي نذكر مجلة لم يسمع بها معظم القوميين الاجتماعيين هي مجلة "النادي" التي صدرت اوائل عام 1957. اشترى امتياز المجلة الامينان شوقي صوايا وغسان عزالدين من صاحبها اوجين ابيلا وفيما تولى الامين شوقي رئاسة التحرير، تولى الامين غسان الادارة، وكان الرفيق فرنسوا غصن مديرها المسؤول، والرفيق جميل شماس مسؤولاً "عن الدعاية والاعلان". اعتنت المجلة بالمسائل الاعلامية والفكرية. وكتب فيها ادباء وشعراء من بدء انطلاقتهم، منهم علي احمد سعيد (ادونيس) ويوسف الخال. كانت المجلة تطبع في مطابع مجلة "الاحد" في خندق الغميق، التي كان يملكها الصحافي رياض طه(1) وقد استمرت في الصدور ما يزيد عن السنة، وتوقفت بسبب حوادث العام 1958 ووقوع مكتب المجلة في منطقة معادية. خلافاً لكل القوانين المرعية الاجراء تقدم اتحاد كرة السلة من نقابة الصحافة طالباً الحصول على امتياز مجلة "النادي" ليتابع اصدارها، فحصل على مراده دون علم صاحبها، الامين صوايا. في الجزء الاول من مذكراته "حوار مع الذاكرة" يفيد الامين غسان عزالدين عن مجلة "النادي" انها كانت مميزة، وفي طليعة المجلات التي كانت تصدر في تلك المرحلة، التي تحمل طابع الفكر الوطني والقومي الهادف. وأفسحت المجال في صفحاتها لحرية الصراع الفكري وللأدباء والشعراء ورجال الفن من مختلف المدارس والاتجاهات الفكرية.. وهذا الامر ينطبق على مجلة المجلة(3) ايضاً.. ولكن المجلتين لم تعمرا طويلاً بسبب حوادث العام 58، وما تلاها من احداث. ويورد الامين عزالدين في الجزء المشار إليه بعضاً من عناوين المجلة واسماء كتابها، اخترنا منها، التالي: حديث الشباب الاستاذ واصف البارودي مصطفى فروخ: حدثني قبل موته بيومين آخر ما قال ... الامين محمود غزالة سيادة متروبليت بيروت ودمشق وتوابعها للسريان الارثوذكس، الرفيق النائب السابق جميل شماس القرنفلة الصفراء- قصة جديدة الرفيق جان شماس موسى سليمان يتحدث الى النادي جولة في معاهد بيروت قام بها الرفيق انور برادعي ماغي الاشقر، المرأة التي ستخوض الانتخابات في منطقة المتن.. تتحدث عن المدرسة، الزواج والسياسة قابلها الرفيق نعمة حمادة مشكلة الفكر في بلادنا، متى تفتح الدولة شبابيكها؟ الرفيق ذو الفقار قبيسي الطلبة في ميادين الصراع، شهداء دمشق فتحوا درب الحرية الرفيق اياد موصلي * وفي الجزء الخامس من "حوار مع الذاكرة" نشر الامين غسان عزالدين عدداً من المقالات التي كانت صدرت في مجلة "النادي" منها نص تقرير كان ارسله الى المجلة الطالب القومي الاجتماعي زياد حسامي(2) تحت العنوان التالي: الطالب القومي الاجتماعي زياد حسامي يراسل مجلة "النادي" مندوب لبنان في مؤتمر الطلبة العالمي زياد حسامي يكتب للنادي في نيويورك وهذا هو النص الوارد في مجلة "النادي" كما نقله الامين غسان في كتابه: "كان لاختيار الطالب زياد حسامي ممثلاً لطلبة لبنان في مؤتمر الطلبة العالمي المنعقد في نيويورك أثر حسن في الاوساط الطلابية لما يتمتع به زياد من ثقافة عالية وشخصية مؤهلة للقيادة. هذه القيادة التي رفعت اسم لبنان خاصة والعالم العربي عامة. وقد اتصلت "النادي" بزياد وتم الاتفاق على ان يكتب لنا اخبار المؤتمر والمؤتمرين، كما وعدنا بأنه سوف يخص "النادي" بانطباعاته التي يدونها يومياً. وسننشرها تباعاً حين يعود مندوب لبنان . وفيما يلي ما وافانا به من اخبار: أولاً- بعد الاستعدادات التي جرت لتحضير المؤتمر أُلفت لجان لكل منها ميزتها الخاصة ومهمتها المعينة. منها لجنة للرحلات ولجنة للدعاية والنشر ولجنة للادارة .. وقد قام أعضاء المؤتمر بعدة رحلات الى ضواحي نيويورك كما تمت ترتيبات لزيارة جامعات الولايات المتحدة ونوادي الطلاب. وخلال زيارتنا لاحدى الجامعات شهدنا مناظرة بين طالب وطالبة، الطالب سوري ويدعى عيسى مرقص واما الطالبة فيهودية. وكان موضوع المناظرة: " من هم اصحاب الحق في فلسطين". وقد برز الطالب عيسى مرقص اثناء مناظرته وابدع في تأييد وجهة نظره حتى انه فاز بجائزة من عمدة الجامعة. ثانياً- في احدى جلسات المؤتمر وبعد ان انتهيت من كلمتي التي بينت فيها بالأرقام والادلة الدامغة حق اهل فلسطين ببلادهم شوهد الطلبة اليهود ينسحبون من المؤتمر. وقد كان لهذا الموقف أثر كبير بين المؤتمرين وفي بعض الصحف الاميركية التي علقت على هذا الحادث بما فيه خير بلادنا وشرعية موقفنا. ثالثاً- اتصلت بمنظمة الطلبة الشرقيين في الولايات المتحدة وتم الاتفاق بيننا على اعداد برامج للمحاضرات تلقى في الجامعات والمؤسسات العلمية في تلك البلاد. وقد شرعنا في ذلك بالفعل. وكان لهذا العمل ضجة كبرى في تلك الاوساط. رابعاً- بعد انتهائي من زيارة احد النوادي الاميركية دعاني رئيس النادي في اليوم التالي لالقاء محاضرة اختار أنا موضوعها. ومن الطبيعي ان افكر في الحال بفلسطين خاصة بعد ان علمت ان حاخام اليهود سيحضر هذه المحاضرة. وبعد ان اسهبت في اظهار حقوق اهالي فلسطين ببلدهم واعطيت البراهين المختلفة القاطعة، اشار الحاخام اليهودي الى احد الطلاب ان ينبري للرد على محاضرتي ومناقشتها . وكم كان انتصارنا كبيراً حين فشل هذا اليهودي وعجز عن تركيز اجوبته، ومما يجدر ذكره ان احد الطلاب الاميركان وقف بعد ذلك وقال: نريد طالباً يهودياً آخر لمناقشة هذا الشرقي. فابتسمت ورحبت بذلك بكلمة بدأتها بقولي: أجل، أيها الزملاء انه لمن دواعي سروري أن اظهر حق بلادي وأنا ارحب بكل نقاش علمي رزين. وأنني لكبير الامل بالضمير الاميركي النزيه الذي ساهم في اعطاء العالم حقوق الانسان، وواثق بأنكم ستحكّمون ضمائركم وأنتم تراقبون نقاشنا. وبالفعل ولست مبالغاً ابدا حين اقول ان الطالب اليهودي فشل فشلاً ذريعاً. ونقل إلي في اليوم الثاني من مصادر موثوقة ان حاخام اليهود اصدر امراً بالامتناع عن مناقشتي في اجتماع احضره. هذا ما وافانا به زياد الحسامي في أول رسالة له. * وانك ولا شك ايها القارئ لتغتبط معنا حين تسمع هذه الانباء التي ترفع أسهم بلادنا فأنه لما يثلج الصدر ان يوفق مندوب لبنان في الرد على تصريحات اليهود ودعاياتهم المسمومة المضلّلة وان يكسب لقضايا العالم العربي فهما جديداً بما يثيره في ضمائر الاميركيين حول حقوق العرب في فلسطين وحقوقهم في الحرية والكرامة والتقدم. ففي احدى المحاضرات التي القاها زياد وكان موضوعها "العالم العربي"، وقف رئيس النادي امام الحضور، وقال: لم يسبق للشرقيين ان وفقوا في شرح حالة بلادهم واظهار حقوقهم وامكانياتها كما وُفق هذا الطالب، ثم تقدم منه وصافحه قائلاً: انني اهنئك فلقد رفعت اسم بلادك عالياً، انك نجحت حيث فشل الكبار من بلادكم الذين القوا محاضرات ولم يستطيعوا الاجابة على الاسئلة التي طرحت عليهم. فلم يقنعوا الا القليلين بصحة قضاياهم. ولا نخال القارئ اخيراً الا موافقاً معنا على ان زيادا يستحق وساماً بل اكثر من وسام . وليس بكثير على الحكومة ان ترعى هذا الطالب ففيه امكانية ممتازة يجب ان تنطلق وان يؤمن لها كل اسباب النجاح والانتاج. ان قضايا العالم العربي تستفيد كثيراً اذا منحت الحكومات امثال زياد الحسامي ما يستحقونه من مؤازرة وتشجيع وتكريم". بدورنا نأمل من كل رفيق او مواطن يملك معلومات عن الرفيق زياد حسامي ان يوافينا بها. هوامش (1) من الهرمل. كان قومياً اجتماعياً في مطلع شبابه. انصرف الى الصحافة وانتخب نقيباً لاصحاب الصحف. لم ينقلب على الحزب بل استمر صديقاً وفياً. (2) المرجع: عدد شهر نيسان 1957 من مجلة "النادي". (3) كان اصدرها الرفيق وفاء نصر قبل اشهر قليلة من صدور "النادي" |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |