شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-10-04 |
فرقة الاحرار المئة لنصرة مدينة بنزرت |
يفيد الرفيق المناضل نقولا نصير انه كان من بين المئة رفيق الذين تطوعوا للتوجه الى تونس لنصرتها في معركة استعادتها لمدينة بنزرت التي كانت فرنسا تحتفظ بحامية عسكرية فيها بالرغم من نيل تونس لاستقلالها ومطالبتها ببسط سيطرتها على كل شبر من اراضيها. وما زالت صورة "الاحرار المئة" الذين طلبت تونس من منظمات واحزاب وحركات تحرر ان تقدم كل منها هذا العدد للتطوع الفعلي، ماثلة في ذهني، وقد وقفوا صباح السادس والعشرين من تموز 1961 صفوفاً منتظمة للسير نحو سفارة تونس، وفي مقدمتهم الامين عجاج المهتار الذي ابى، رغم تجاوزه الخمسين من عمره، ان لا يكون في عداد المتطوعين، تماماً كما كان في تاريخه الحزبي النضالي الطويل، اسيراً او متوارياً او معتقلاً او ملاحقاً . كان بينهم ايضاً الامين غسان عزالدين والرفيق انطون أكزم. قبل ذلك كان رئيس الحزب آنذاك الامين عبدالله سعادة وجه برقية الى الرئيس التونسي الحبيب بو رقيبة، فور وقوع الحوادث في بنزرت، يعلن فيها وقوف الحزب السوري القومي الاجتماعي الى جانب تونس في جهادها ضد الاستعمار الفرنسي، كما وجه برقية الى المجلس النيابي اللبناني يطالبه بعقد جلسة عاجلة من اجل الاعلان عن موقف داعم لحق تونس في مدينتها بنزرت، كذلك دعا الى إقامة حشد قومي في بيروت، الا ان الحكومة اللبنانية لم ترخص له. نشكر الامين غسان عزالدين الذي حفظ لنا هذه الواقعة من تاريخ الحزب، فنشر في الجزء الخامس من كتابه "حوار مع الذاكرة" المعلومات التالية نقلا عن جريدة الحزب "البناء" . ل. ن. * " في الساعة الحادية عشرة من صباح امس الخميس كان المتطوعون من اعضاء الحزب القومي الاجتماعي لنصرة تونس في معركتها القومية يقفون في مكتب منفذية بيروت العامة يؤدون لحضرة رئيس الحزب الذي وصل برفقة رئيس المجلس الاعلى للحزب، رئيس المكتب السياسي واعضاء في مجلس العمد. بعد اداء التحية القى حضرة عميد الدفاع الرفيق بشير عبيد كلمة دعا فيها القوميين الاجتماعيين المتطوعين ليكونوا قدوة في النظام والبطولة ويبرهنوا على انهم قد استحقوا شرف الجهاد في معركة تونس. وذكرّهم بان تونس ترتبط بقلوبنا وماضينا ففي تاريخها مدينة قرطاجة واليسار وهملقار وهانيبعل. كلمة رئيس الحزب بعد ذلك القى رئيس الحزب الامين الدكتور عبد الله سعادة كلمة قيّمة جاء فيها: ايها الرفقاء المتطوعون لقد طلبنا مائة متطوع فقط ولم يحن الوقت بعد ليصل الخبر الى كل الفروع الحزبية فإذا بكم تلبّون الطلب مائة واكثر من مائة، بل ومئات تقدموا باسمائهم الى مركز الحزب يطلبون السفر لنصرة تونس في معركتها القومية. وقد تساءل عدد من المواطنين وبعض القوميين الاجتماعيين الغيارى، تساءلوا هل يجوز ان نهرق دمنا الا في ارض أمتنا وفي سبيل كرامتها. نعم، فلقد قال الزعيم: متى كانت المسألة مسألة العالم العربي تجاه غيره من العوالم فنحن هم العرب قبل غيرهم، ونحن صدر العالم العربي وسيفه وترسه. والمسألة التي نواجهها اليوم هي مسألة العالم العربي تجاه غيره، وانكم تجسدّون هذا القول فعلاً وايماناً وبطولة. واعاد حضرة الرئيس التذكير بالاحداث الماضية فقال: بالامس دافعتم عن لبنان فكنتم ابطالاً تروى عنهم الاساطير في معارك النبي عثمان وعدبل والكورة وكل مناطق لبنان والتي كانت قمتّها معركة شملان. تقوّل المقوّلون وقليلو الايمان فقالوا ان دفاعكم كان دفاعا عن انفسكم لانه لم يبق حصن للنهضة غير لبنان. لقد دافعنا عن الحريّة والكرامة التي هي من مضمون هذه النهضة ومعنى هذه النهضة. وها قد جاء تطوعكم اليوم لنصرة تونس ابلغ من كل قول ومن كل جواب لاننا حين ندافع عن الحرية في تونس فاننا ندافع عن القيم التي تعنيها لنا هذه النهضة التي لأجلها نحيا ولأجلها نعمل ولأجلها نموت.. ايها المتطوعون القوميون الاجتماعيون: قال لكم عميد الدفاع في الحزب انكم ذاهبون الى ارض حطّت في مينائها اليسار، وعمّر ارضها هملقار وهانيبعل. إن قرطاجة قد قضت على نفسها لانها لم تدرك مغزى وجودها ومصيرها ولم تلتفّ حول قيادتها البطوليّة. نعم ايها المتطوعون، فقد دمّر الرومان قرطاضة بسبب عدم التفاف قرطاضة حول قيادتها ولكنّ فرنسا عاجزة اليوم عن تدمير تونس لان تونس تؤمن بمصيرها ومغزى وجودها وتلتفّ حول قيادتها المخلصة العامة كما تلتفّون انتم ايضاً حول قيادتكم وتؤمنون بمصير أمتكم ونهضتها. انكم ايّها القوميون الاجتماعيون قد محوتم عار قرطاضة في الوطن الام وفي تونس ستمحون عار قرطاضة، بالعمل والتنفيذ والبطولة والالتفاف والقتال. وتابع حضرة الرئيس خطابه قائلاً: إن تونس بلد عربيّ، والامة السورية هي قلب العروبة وحاملة لواءها ومشعلها. إن التزامنا تجاه أمتنا هو لان كل فرد منّا لا يرى تحقيق معناه الامثل وحريّته المثلى الا بتحقيق الحرّية المثلى والنظام الامثل في المجتمع. إن حرّيتنا مستمدة من حريّة مجتمعنا ومنعكسة عليه. وأن وجود مجتمعنا بمعناه الاسمى وقيمه الفضلى وفي طليعتها الحرّية لا يكون كذلك الا اذا دافعنا عنه، ونحن مسؤولون عنه تجاه عالمنا العربيّ، الذي تبرهن الاحداث انه يعود في مشكلته ومعضلته ليدور منطلقاً من المحور الذي اوجده سعادة لقضية أمتنا ونهضتها. قلنا ونقول: لا يفهم الحرّية الا الاحرار، ولا يذود عن الحرّية الا الاحرار ولا يهتم بمشاكل الحرّية الا الاحرار. ولا يؤمن بالاستعباد الا العبيد. نحن احرار، انتمينا بحرّية الى نهضة الحرّية، وبحرّيتنا ندافع عن حرّية الآخرين، ونحن مسؤولون عن الدفاع عن حرّية الآخرين فالحرية لا تتجزأ. وأقول لكم إن عملنا القومي لأمتنا يجب الا يعني اننا نتنازل عن قضيّة العروبة بل ان في أمتنا العلم والقوّة والفكر والارادة وفيها هذه النهضة العظيمة التي يخفق علمها الزوبعة ترفع العروبة الى القمة. انكم ايها المتطوعون تمثلون ثلاثين عاماً من الجهاد في سبيل الحق ةالكرامة. انكم تمثلون خميرة شهداء سبقونا الى الشهادة في الوطن. وبفعلكم انتم اليوم تنتقلون وتنقلون عملكم الى دنيا الحرّية في العالم. انكم تضعون الحزب في المستوى العالمي فتحقّقون ما قد تعجز الدول عن تحقيقه . ايها المتطوعون القوميون الاجتماعيون: إن توجيهاتي إليكم واوامر قيادة الحزب ان تكونوا في مستوى النهضة التي تمثلّون وان تكونوا حراباً ورماحاً للحرية تسجّلون في ميدان تونس اساطير في الدفاع عن تونس العربية، وعن حرّية تونس الابيّة. كونوا بررة بشرف نهضتكم وتاريخها وعودوا إلينا باعتزاز وفخر. والذين يقضون هناك في ميدان الشرف فليعلموا انهم يرفعون راية الحزب في ميادين الارض كلّها وفي العالم بأسره. الى سفارة تونس وبعد ان انتهى حضرة رئيس الحزب من كلمته سار القوميّون الاجتماعيّون المتطوّعون الى السفارة التونسيّة في شارع فردان حيث اصطفّوا امام السفارة يتقدّمهم رئيس المجلس الاعلى ورئيس المكتب السياسي وعميد الدفاع. وقد توقف السير في الشارع إذ راح الشعب في كل زاوية وعلى الارصفة ومن الشرفات والسيارات يتطلّع الى موكب القوميين الاجتماعيين. كما تقدّم بعض الشباب من المواطنين الى المسؤولين يرجونهم قبول تطوّعهم مع فرقة "الاحرار المئة" من المتطوعين القوميين الاجتماعيين. وفي دار السفارة اصطفّ الرفقاء المتطوّعون ليستمعوا الى كلمة حضرة عميد الاذاعة التي قدّم فيها فرقة المتطوّعين الى سعادة السفير وهتف بحياة تونس وحياة قائدها الحبيب بورقيبة وبحياة النهضة ومؤسّسها سعادة. ثم القى سعادة سفير تونس الاستاذ محمود شرشور كلمة بليغة خاطب فيها المتطّوعين القوميّين الاجتماعيين فقال: ايّها الشباب الاعزّاء: اني لأتمثل في وجوهكم روح الشهيد الخالد انطون سعادة. إن تونس لتعتزّ فعلاً بهذا الحماس البادي في صفوفكم لنصرتها في معركتها التحرّرية الكبيرة. وإذ تجدّدت المعركة – وكل ما في الجوّ يدلّ على انها ستتجدد – فسندعوكم للسفر حتى يقوم كل منكم بما ندب له نفسه من تطوّع كريم للدفاع عن ارض تونس العربية، فنحن وانتم جنود العروبة في كل مكان، وان تونس التي تعرف نضال حزبكم القومي الاجتماعي لتقدّر بادرتكم النبيلة كل التقدير، واني باسم تونس، رئيساً وحكومة وشعباً، لأتقدم بالشكر الصادق إليكم والى قيادة حزبكم الموقرّة مؤمناً كل الايمان بأن النصر في النهاية لن يكون الا لقضية الحرّية في تونس وفي كل مكان. هذا وكان السفير التونسيّ بالغ التأثر وهو يلقي كلمته التي قوطعت مراراً بالتصفيق الحاد. ثمّ دعا سعادته المتطوعين الى تسجيل اسمائهم وعناوينهم في السجلّ الخاص المعدّ لهذه الغاية في دار السفارة. يضيف الامين غسان عزالدين: " ما زلت اذكر ذلك اليوم التاريخي عندما انطلقنا من المركز في رأس بيروت الى السفارة التونسية في صفوف بديعة النظام، وعلم الحزب – الزوبعة - في المقدمة إضافة الى يافطات تأييد لتونس، حيث تجمع المارة يصفقون لنا، وخرج السكان الى الشرفات، يرشون علينا الزهور والارزّ والعطور. وما أذكره، إضافة الى ما ورد في خطاب السفير التونسي، انه بعد الاطلاع على اسماء الرفقاء الذين كانوا من مختلف المناطق والطوائف، واصحاب الحرف والمهن المتنوعة، توجه إلينا قائلاً: انتم تمثلون الوجه المشرق لأصالة وحضارة هذه المنطقة من العالم. * • نأمل من الرفيق الذي يحتفظ بعدد "البناء" وفيها صورة الرفقاء المئة منتظمون قرب مكتب منفذية بيروت قبل توجههم الى السفارة التونسية، ان يزودنا بها، مع الشكر . |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |