شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2014-04-11 |
احد بناة العمل القومي الاجتماعي في حامات وفي القويطع (الكورة)،الرفيـق د. تـوفيـق فـرح |
عرفت حامات الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ ثلاثينات القرن الماضي، كذلك منطقة القويطع المجاورة التي يصح ان يُكتب عنها الكثير. مؤسس العمل الحزبي في حامات، وابرز مؤسسيه في القويطع، الذي، وان لم اتعرف عليه شخصياً، انما قرأت وعرفت عنه الكثير مما يُفرح ويستثير التقدير الكبير: الرفيق د. توفيق فرح. غداً اذ يُكتب تاريخ العمل الحزبي فيهما، سيكتب عنه باحرف مضيئة، وبكثير من الوفاء والتقدير. * يفيد الامين جبران جريج ان الحزب دخل الى منطقة القويطع عن طريق الامين عبد الله قبرصي، اذ كان يعمل في مكتب المحامي ابرهيم خوري، (كمحام متدرج). ولان الاستاذ ابرهيم من بتعبورة فقد بات الامين عبد الله على تماس مع شباب هذه المنطقة، فكان اول المنتمين الرفيق اديب بربر ثم الرفيق الدكتور توفيق فرح، من بلدة حامات المجاورة، الذي كان بصفته طبيباً لمنطقة القويطع، كثير التواجد فيها. بدوره عمل الرفيق توفيق على انتماء الرفيق ابرهيم بشارة، من بلدة كفرحاتا. بعد فترة وبفضل النشاط الذي راح يبديه الرفقاء الاوائل، انتمى رفقاء جدد بحيث امكن انشاء اول مديرية في القويطع وتعيّن لها الرفيق توفيق فرح مديراً. كذلك فإن الكورة التي شهدت قراها انتشاراً واسعاً للحزب بفضل النشاط الذي كان يقوم به مدير لأول مديرية لها، الامين جبران جربج، فقد تم انشاء ثلاث مديريات فيها: -مديرية الكورة العليا: مركزها اميون، وتضم كوسبا، عين عكرين، كفرصارون، كفرعقا، دارشمزين، ودار بعشتار. مديرها الرفيق ميشال يزبك. -مديرية الكورة الوسطى: مركزها بشمزين، وتضم قرى بطرام، عفصديق وكفرحزير. مديرها الرفيق اسكندر ملكي. -مديرية القلع: مركزها بترومين، وتضم بدبا، عابا، بصرما، كفرقاهل، بكفتين، بتوتورتيج، برسا، راسمسقا، ضهر العين، النخلة، دده، فيع وقلحات. مديرها الامين جبران جريج. اما مديرية القويطع التي كان تولاها الرفيق الدكتور توفيق فرح فضمت قرى كفرحاتا، كفريا، بتعبوره، كفتون واجد عبرين. حتى اذا تحولت منطقة القويطع الى منفذية، وكانت تتبع اليها مديرية حامات تولى الرفيق توفيق فرح مسؤولية اول منفذ عام. * من مآثر الرفيق الدكتور فرح التي يوردها الامين جريج في الجزء الاول من كتابه "من الجعبة" "انه نظم تأميناً على حياته يدفع في حال وفاته الى انطون سعاده، وذلك تدليلاً على ايمانه بالزعيم والحزب. انها اول مبادرة من نوعها صدرت عن قومي اجتماعي"(1). تفيد الرفيقة نازك بربر صوايا ان الياس فرح (والد الرفيق د. توفيق) كان غادر الى البرازيل حيث نجح وعاد بثروة طائلة. اصطحب معه ابنه الصغير توفيق، فيما بقي اولاده الثلاثة الكبار: مخايل، جرجي وفرح في البرازيل. كان توفيق نابغة في الرياضيات، إلا ان والده اصرّ على ان يتخرج طبيباً. كان يجعله يشاهد جراراً من الذهب، ويقول له: انظر جيداً. كلها لك، شرط ان ارى اسم: الدكتور توفيق الياس فرح، عند باب المنزل. وتحقق حلم الياس فرح. في تلك الفترة كانت العلاقة قوية بين الدكتور توفيق وبين اخوال الرفيقة نازك(2) في بتعبورة. فحصل التعارف بين الشاب، توفيق، وشقيقتها الصبية الحلوة، فريدة. إلا ان والدها الرفيق نخول بربر اصرّ على ان يتم الاكليل رغم انها لم تكن انهت عامها الثالث عشر، وان تتابع دراستها. فما ان اصبحت في ال 16، وقد انهت مرحلة الدراسة الثانوية، انتقلت الى منزل زوجها الدكتور الرفيق توفيق(3) وقد بات طبيباً في الجيش العراقي. إلا انه بعد سنوات قليلة عاد الى لبنان، ليغادر بعد فترة الى فرنسا للتخصص كطبيب للقلب. واذ انهى تخصصه عاد مجدداً الى لبنان. مارس الرفيق الدكتور توفيق مهنته كطبيب قلب في منطقة الشمال(4). عام 1969 انتخب بالاجماع نقيباً لاطباء الشمال، فاعطى النقابة من جهده الكثير حتى آخر ايام حياته. وبفضل حضوره المتقدم وخدماته ورفعة مناقبه انتخب بالاجماع رئيساً لبلدية حامات، التي ما زالت تفخر به حتى الآن. * وافت المنية الرفيق د. توفيق في 6/1/1975 بعد ان كان اصيب بنكسة قلبية عندما كان يراقص عقيلته في عيد رأس السنة في منطقة اللقلوق. نقل الى المستشفى إلا انه فارق الحياة بعد ستة ايام. * رزق الرفيق الدكتور توفيق بخمسة اولاد: -الدكتور طلال -الاستاذ الياس -الاستاذ فرح -السيدة اميمة -والمرحومة السيدة نجوى. * ولدت الرفيقة فريده بربر فرح عام 1921 ورحلت عام 1995، وما زال الناس يحفظون لها كل الود والاحترام، لما كانت عليه من تواضع وسخاء ومحبة صادقة للآخرين. * عرف الرفيق المربي عفيف خوري، الرفيق د. توفيق فرح جيداً، وما زال يحفظ له الكثير من الحب والتقدير. منه هذه الشهادة:"قصدت الطبيب الرفيق توفيق فرح بإيعاز من منفذية الكورة، بسبب توعك صحي نتج عن تجمع ماء في الرئة. لم أكن على معرفة به. قصدته، رفيقاً، الى رفيق. استقبلني بترحاب. اهتم. اشار الي اني بحاجة الى "تنشيف" الماء بالابر والادوية على مدى 3 أشهر: 6 ابر يومياً و36 حبة دواء. سلمني مجموعة كبيرة من الابر والادوية، مساطر تصله كطبيب. انتهت الثلاثة أشهر لانتهي مقيماً في منزل الرفيق د. توفيق فرح. خصص لي غرفة اعود اليها كلما حال الطقس دون توجهي الى بلدتي كفرحزير. اضحيت أحد افراد العائلة. اساعد ابنيه الطفلين طلال والياس في دروسهما، بعد ان اكون انهيت ساعات التدريس في كل من البلمند، مدرسة النقطة الرابعة، ومعهد الاب نادر في دده. واستمرت العلاقة رغم مغادرتي منزل الرفيق د. توفيق. وعندما وقفت عريساً، وقفت عقيلته الفاضلة المرحومة فريده، اشبينة في العرس، الى جانب الامين الياس جرجي". يصمت الرفيق عفيف وفي عينيه بريق، وبعض من غصة في القلب. يتابع: " كان الرفيق د. توفيق طبيب قلب لكل من احتاج الى معاينة. لم يتأفف يوماً. لم يعتذر عن تلبية اي طلب في اي مكان: من البترون حتى أقاصي عكار. ولا في أية ساعة من النهار او في الليل. اذا تلقى اتصالاً، حمل حقيبته وتوجه الى اي مكان. وكان يرفض أن يتقاضى من أي رفيق، ومن كل محتاج. لم تكن يده اليسرى تدري ماذا قدم باليمنى. ولم يكن يغيره ان يتوجه الى عديله الامين عبد الله قبرصي طالباً ديناً بمئة ليرة لبنانية، هو الذي، لو تقاضى بدل معايناته طوال النهار والى ساعة متأخرة ليلاً، لكان من الاثرياء. " كان قومياً اجتماعياً في كل تصرفاته. استمعت إليه لأول مرة يتحدث في الحزب. كان ذلك بعد حادثة المالكي عام 1955، وقد تم اللقاء في منزل الرفيق نديم جواد عدره في كفريا. كنا أعضاء هيئة منفذية الكورة الرفقاء: المنفذ يوسف الحاج، الناموس جورج خوري، المالية نبيه مفرج، الاذاعة عفيف خوري، والتدريب نديم جواد، دعي الامين عبد الله قبرصي والرفيق د. توفيق لحضور جلسة. لفتني وضوحه، صدقه، جرأته في قول ما يراه حقاً وصواباً. لم يكن يمالق ولا يساير احداً على حساب الحزب، عقيدة ونهجاً وتعاليم. الرفيق د. توفيق فرح حالة مضيئة في تاريخ حامات والقويطع وفي كل مكان تواجد فيه. حتى يومنا هذا بذكره عارفوه في كل الشمال اللبناني بكثير من الوفاء وسيل من عبارات الثناء. امثاله نادرون، وباقون رغم رحيلهم. * يضيف الرفيق المربي عفيف خوري هاتين الواقعتين عن الرفيق الراحل د. توفيق فرح: •عندما كان في صف البكالوريا (القسم الثاني) اراد اساتذة الرياضيات النيل منه عن طريق الهائه بعدة اسئلة دون طاقته وسؤالا واحدا فوق طاقته، من مستوى جامعي. فهم اللعبة ووضع الاسئلة البسيطة جانبا وانصب على المعادلة الصعبة اخذا كل الوقت المسموح به، ساعة ونصف الساعة، مهملا الاسئلة البسيطة. بُهرت اللجنة الفاحصة ولم يسعها الاّ الثناء على حدة ذكائه. •كان صديقه الدكتور نيني، النطاسي الجراح البارع وصاحب مستشفى النيني في طرابلس جاراً له في عيادته. اصطحبه ذات يوم لحضور جراحة معقدة لاحد المرضى رغم ان الجراحة ليست من اختصاصه. في المرحلة الاخيرة للجراحة وجد الدكتور نيني صعوبة باعادة وصل احد الشرايين لانه لم يكن مطاطا بما فيه الكفاية. فتدخل الدكتور فرح موضحا طريقة ما لاعادة الوصل فجربها الدكتور نيني ونجح. عند انتهاء الجراحة راجع الدكتور نيني مع الدكتور فرح الموسوعة الطبية فوجدا ان الاجراء الذي اقترحه الدكتور فرح يمكن اعتماده . هوامش (1)توضح الرفيقة نازك ان الرفيق الدكتور توفيق كان اوصى بكل ما يملك ( وكان ملاكاً كبيراً) الى سعاده، في حال وفاته. (2)المطران بولس الخوري، المحاميان فهيم وابرهيم. (3)لم تكن الطريق سالكة ومعبدة. فامتطت العروس الحصان فيما سار الجميع من حامات الى بتعبورة. ولانها كانت فائقة الجمال، وقد خاف والدها من اعين المارة، فقد رمى فوق رأسها ملحفة كاملة. (4)من اعماله الخيرية: كان يتوجه ثلاثة ايام في الاسبوع الى مستوصف في بلدة القبيات ليعاين المرضى مجاناً، بناء لوعد قطعه لاحد اثرياء البلدة- عزيز نادر- عندما التقاه في البرازيل، اثناء زيارته لاشقائه الذين كانوا بقوا فيها، وقد كان معروفاً بصاحب القلب الكبير والعقل المنير، فاكتسب محبة الجميع وثقتهم، وخاصة الفقراء منهم الذي كان لهم خير معين، وما زالت ذكراه الطيبة بين الناس ليومنا هذا. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |