Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 26
SSNP.INFO: الفنان الرفيق بهيج فهد العنداري الخط لديه شعر ونحت وموسيقى
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2014-07-25
 

الفنان الرفيق بهيج فهد العنداري الخط لديه شعر ونحت وموسيقى

الامين لبيب ناصيف

كلما نظرت الى اللوحة بخط يد الرفيق الفنان بهيج العنداري، حاملة كلمة سعادة، و التي تزين اي مكان تواجدت فيه في مركز الحزب، فانقلها معي من مكتب الى آخر، تعود بي الذاكرة الى سنوات الستينات عندما تعرفت الى الرفيق بهيج، ثم في اوائل السبعينات عندما توليت ادارة جريدة "البناء"، وكان الرفيق بهيج خطاط الجريدة، ثم ايضاً عندما اقترن من الرفيقة امال الطرزي، شقيقة الامين عبد المسيح والرفيق حنا والمواطن الغيور سعيد، فالتصقنا بالمودة اكثر وبات الرفيق بهيج العنداري، ابن العبادية، ابنا لحي المصيطبة ملتحما قوميا اجتماعيا برفيقة من غير طائفته ومشكلاً معها، لمحيطه ولمحيطها، قدوة في الحياة الواحدة هيهات ان تحصل خارج الحزب السوري القومي الاجتماعي الا، لماماً.

وكعشرات الالوف من ابناء لبنان، دفعت الحرب المجنونة الرفيق بهيج العنداري لمغادرة وطنه الى لندن، فهو، كخطاط معروف، تقصده الصحف والمجلات وراغبو تزيين منازلهم ومكاتبهم بلوحات تحمل ايات وكلمات، بمختلف انواع الخط العربي.

و تلقفته جريدة الحياة ومؤسسات اعلامية اخرى، واستقر مرغما في بلد ما كان يحلم انه، يوماً، سيبقى فيه ويفنى.

*

لعل ما كتبه الرفيق الاعلامي غسان الشامي في العدد 26 تاريخ 1062000 في "البناء"، يعبّر عما نشعر به نحن رفقاء واصدقاء الرفيق الرائع بهيج العنداري الذين، ان كتب كل منهم، لما توقفوا.

"بهيج العنداري، سحابة حروف جميلة".

تحت هذا العنوان كتب الرفيق غسان الشامي:

ما قدرت على رؤيته عندما جاء الى لبنان مؤخراً، ولم تلحّ علي زهرة حمود، لا لأنني غير مشتاق إلى التنادم معه، أو أنني لم أحنّ الى جلسة في مكان هادىء في شارع الحمراء، أو حتى أنني أخشى رؤية مريض.. لا، لكن حدساً و تياراً جوّانياً كان يدفعني إلى الاحتفاظ ببهيج العنداري داخل برواز طيفي – أحبـّه. هناك على مصطبته الخاصة التي تضجّ بالبسمة والعطاء، وفي فضاء جَلجلة ضحكات الفرح الطفولي ترنّ عقب كل دعابة أرسلها.

لقد كان بهيج يانعاً مثل عينيه اللتين سرحتا ذات جلسة على حافة "شوار الجريد" فوق بسكنتا. عينان حالمتان، صافيتان، لا أثر لأي موت فيهما.

لكنه لم يمهلني كي أتضاحك معه، ولم يشفَ ويعود رافعاً نخب بلاد جاءت إلى انتصارها، وعلى الأصح، خذلني ورحل، كما خذل كل المحبين، مع أنه لم يفعل ذلك طيلة حياته. خذلني ورحل، غادر مسرعاً ولم يلتفت الى أمنياتي وطلباتي المتلاحقة له بالشفاء، غاب دون أن يترك لنا وقتاً لنتحسـس اختياره السريع للمفترق.. الموحش.

صعب أن تكتب عمن تحبهم، يا لهذه الطامة القاتلة، أو يا لهذا "الواجب" الذي يقتلني، لأن الكلمات مهما تعمشقت وتطاولت تبدو أقل من قاماتهم، وتصير اللغة مجرد قاموس بارد مرمي في زاوية المكتبة، وتنحسر المفردة كما الزبد أمام عصف الروح، وموج المشاعر الهفهافة، والأكثر دفئاً، وتُحب وقتها أن تتناولهم همساً، وتلتقطهم عطراً، حيث تمدُّ الروح أذرعها الهيولية لتلتف كحرير الصباح حول ابتساماتهم وأحزانهم وصراخهم وخطاياهم الصغيرة، وحيث تربت بجفونها على كلماتهم وحروفهم، وتسبح في بحرها الصغير والأليف، ولذلك تبدو المسافة المطلوبة كي تكتب عنهم قصيّة، نائية نأي الوشوشة عن الأذن، وخصل الشعر عن الجبين، فتحار في انتقاء الكلمات، وما عليك إلا أن تترك القلم يسيل.

العنداري بهيج رحل اذن، هرول الى هناك متأبطاً دواته وريشته، أصابعه ودبكة الحروف الجميلة، حاملاً معه معانداته للكمبيوتر، وخصامه مع الآلة الحديثة، وتحديها حتى اختراع خطوط جديدة تبقي الخط العربي فاتناً في عيون القراء، مشى العنداري تاركاً سحابة من حروف فاتنة.

ما من أحد مرّ في قطار "البناء" إلاّ ويعرف أن خطوط العنداري قد زينت صفحاتها، وأن بهيج كان واحداً من النبلاء الضاحكين، الكرماء... رغم كل الصعاب، وقد انتقلت ضحكاته الى لندن حيث لم يستطع الضباب طمس طيبته، ولا أن تصل البرودة الى حرارة مشاعره وحفاوته وانتمائه الى نهضته، كما لم يستطع الغرب المادي تخفيف حدّة كرمه..

في لندن، كما في بيروت، ما مرّ أحد من الرفقاء إلاّ وعرّج على "مضافة العنداري". وما احتاج رفيق الى مال أو توصية أو كتاب إلاّ وكان بهيج حاضراً... حتى المعاناة، التي قاسمته "أمال" كل خطواتها.

غادر بهيج ريشته واختار المفترق الموحش.. هناك في لندن حيث اجتمع الاصدقاء الطيبون الذين ما نسوا روحه و حفاوته و ابداعه..

رحل العنداري... ولم أره، لأنني كنت لا أصدق أنه سيمضي باكراً على سحابة حروفه، أو.. ربما لأنني كنت غير جدير برؤيته.

رحل العنداري، وها إنني أعتذر منه، لأنني لم أره أولاً، ولأن كلماتي لا تطال أنامله المبدعة.

*

اجرت مجلة "صباح الخير – البناء" مقابلة مع الرفيق بهيج العنداري نشرتها في عددها بتاريخ 17/10/1981 تحدث فيها عن جمالية التشكيل الفني للحرف والخط العربي. ننقل ابرز ما ورد في المجلة لمزيد من الاضاءة على تميّز الرفيق بهيج، كما والده الفنان فهد العنداري في صناعة الخط العربي.

تطور الخط العربي بشكل ملحوظ واصبح يشكل مادة فنية غنية بالتشكيل الجمالي. واصبح بالتالي لكل فنان، خطاط، حرية الابداع والتفنن في تطوير الخط العربي ضمن القواعد الاساسية والفنية لجمالية الحرف.

هذه الجمالية الفنية للحرف والخط العربي، حدثنا عنها الفنان والخطاط بهيج العنداري الذي عاش وترعرع مع تشكيل الحرف من خلال والده الفنان حامل لقب خطاط الجمهورية اللبنانية المرحوم فهد العنداري، الذي اعطى للحرف العربي ابعاداً جمالية تشكيلية، فهو الذي كتب على حبة السمسم اربعة ابيات من الشعر للامام الشافعي، والذي اجاد كل انواع الخطوط العربية (السلس، النسخ، الاسلوب الفارسي او ما يسمى بالمشق، الكوفي، الرقعي، الديواني والهمايوني) والتي يجيدها كلها باتقان وباسلوب رائع جميل. ومع انه لم يترك لوحات اثرية لضيق الوقت ربما، لكنه ترك بعض الاثر في تشكيل وتكوين جماليات الحرف العربي.

في هذا الجو الفني للخط العربي، نشأ الفنان والخطاط بهيج العنداري وحدثنا عن والده وعن رحلته مع الحرف قائلاً:

كان لوالدي بالاضافة لولعه بالخط العربي، حبه للموسيقى، والرسم، فقد درس الرسم على يد الفنان حبيب سرور سنة 1925، ثم اتجه الى تعلم الخط على يد الخطاط الشهير الشيخ نسيب مكارم. ومن أعماله انه كان خبيراً في كتابة الخطوط في المحاكم اللبنانية.

في هذا الجو تتلمذت على يده وبدأت مزاولة هذا الفن تقريباً في أوائل الستينات، وخضت رحلتي في عالم الحرف والخط العربي الجميل في عدة صحف ومجلات، بدأتها مع جريدة الحزب السوري القومي الاجتماعي "البناء"، واكتسبت الكثير لقيمة الفن، من خلال مفهوم النهضة السورية القومية الاجتماعية ونظرتها الشمولية للفن والكون والجمال.

ثم عملت في مجلة "الديار" الى جانب "البناء" خلال الاحداث اللبنانية، ثم سافرت الى لندن للبحث عن كيفية صناعة الخطوط العربية الجاهزة. فصممت مجموعة حروف، احد الحروف استعمل في مجلة "المجلة" الذي يعطي الشكل الجمالي للصفحة مع المحافظة على جمالية الحرف العربي، في تغطية المساحة المطلوبة في "الماكيت" الجديد. هذا الحرف يبقى محافظاً على روحيته وجماليته، ويعتبر الاقرب الى الحروف العربية، المستعملة في الجرائد والمجلات، وهناك عدة حروف مصممة لم تستعمل بعد. وفي لندن اشتغلت في مجلة "الحوادث" وفي مجلة "المجلة".

وبالنسبة لجمالية الحرف العربي قال الفنان العنداري: ان جمالية الحرف العربي، تكمن في ان له اسساً وخصائص، مثلاً: حرف "الالف" له ارتفاع يوازي حرف الـ "الجيم" واحجام الاحرف قريبة من بعضها، ومن بعض الاحرف نستطيع تشكيل الاحرف الابجدية كلها. فحرف الياء بالخط الفارسي هو نفسه حرف النون والعين والجيم وكأس السين والصاد. وبالنسبة للذين كتبوا الحرف العربي، بعضهم ابتعد كثيراً عن قواعد واسس جمالية الحرف العربي، واعطوه ابعاداً حسب مزاجيتهم، اضافوا الى اللوحات بعض الالوان، فاعتبروها لوحة فنية، فلم يعطوا الحرف العربي قيمته الفنية الجمالية، كقاعدة تدرس. بالاضافة الى أنهم اساؤوا اليه، فحولوا الحرف من عمل فني له اصول وقواعد الى عمل تجاري له متطلبات حسب الآلة الغربية، يأتي القالب الغربي، ونركب عليه الحرف العربي متناسين 1400 سنة من تاريخ وتطور وجمالية هذا الحرف، الذي له رونق وتشكيل جمالي غير موجود في غيره من الحروف.

وأخيراً قال لنا: هناك خطاطون اعطوا للحرف قيمته امثال محمود البرجاوي، البابا، محسن الفتوني، برهان كباره وآسف اذا غاب الان عن فكري احدهم... انهم اعطوا وابدعوا مع الخط العربي، فقيمة الحرف العربي تكمن في كتابته باليد ليأخذ شكله الجمالي الفني التاريخي.

*

نشكر الرفيقة امال طرزي العنداري التي زودتنا بتلك النبذة التعريفية الجيدة عن الرفيق بهيج:

ولد بهيج عنداري في قرية العبادية (قضاء بعبدا) في 11 حزيران 1948.

درس فن الخط العربي على يد والده فهد العنداري. وفي اوائل السبعينيات افتتح الشاب العشريني مكتبه الخاص في ساحة رياض الصلح في الوسط التجاري في بيروت.

كان بهيج يوقع كتاباته باسم "بهيج" وبعد وفاة والده اعتمد توقيع خطوطه باسم "عنداري".

انخرط في العمل الحزبي في سن مبكرة سائراً على خطى خاله الذي كان من الجيل الرائد في الحزب وأحد أركان الحرب في أميركا اللاتينية.

عام 1971 أصيب بطلقات نارية في رجله وركبته اقعدته بضعة أشهر عندما هاجم عناصر من حزب الكتائب اجتماعاً حزبياً في فرن الشباك كان مشاركاً فيه(1).

حمل مسؤوليات حزبية لسنوات في لبنان وفي بريطانيا والتي انتقل إليها عام 1978.

مع توافد الصحافة العربية الى العاصمة البريطانية كانت ريشته تزين كبريات الصحف بأسلوب مميز بخطوط النسخ والفارسي والديواني، فقد كانت العناوين الرئيسية وحتى الإعلانات التجارية تكتب بخط اليد وتصور وتطبع. وكان يقضي الساعات الطوال ليلبي احتياجات المطبوعات وشركات الاعلان العربية والعالمية التي تتهافت على فنه وتقصده ليصمم لها العلامات التجارية والجداريات الاسلامية وجوازات السفر وأغلفة الكتب وبطاقات الافراح والمعايدة.

من الصحف التي تعاون معها "الحياة" و "الشرق الاوسط" ومجلات: "المجلة"، "سيدتي"، "الوسط"، و"فنون عربية" التي كان يدير تحريرها الشاعر العراقي بلند الحيدري.

في منتصف الثمانينات بدأت سطوة الكمبيوتر على سوق النشر العربية فطوّع بهيج خبرته في الخط العربي ليدخل مجال الكتابة الرقمية وكانت الباكورة، الحروف التي صممها ببراعة لجريدة "الحياة" اللندنية والتي ما زالت تمتاز بأناقتها. وما يميز حروف بهيج انه كان يكتب خطوطه بقلم القصب ويرسمها بنفسه على الكمبيوتر فيخرج الحرف الالكتروني اقرب ما يكون الى الخط المكتوب باليد.

ومن الصحف التي صمم خطوطها صحيفة "السياسة" الكويتية، "القدس العربي" اللندنية، وصحيفة "النهار" قبل التحول الى شكلها الحالي، وغيرها. ولم يكتف بالخط العربي فصمم أيضاً حروفاً آرامية لمجلة "آرام" الصادرة عن مركز آرام لدراسة الحضارات السامية في جامعة اكسفورد في بريطانيا.

لا تزال خطوط بهيج بعد رحيله تزيّن آلاف أغلفة الكتب والمجلات واللافتات التجارية.

توفي الرفيق بهيج في 2 حزيران العام 2000.

*

فهد العنداري

خطاط الجمهورية اللبنانية

لا يصح ان نكتب عن الرفيق بهيج العنداري، الا ونذكر بكثير من التنويه والده فهد العنداري الذي كان منحه الرئيس حبيب باشا السعد عام 1934 لقب خطاط الجمهورية اللبنانية(2).

في عددها رقم 575 (ايار 1973) خصصت مجلة "البيدر" غلافها الخارجي وعدداً جيداً من صفحاتها للحديث عن الخطاط "نابغة الخط العربي" كما وصفته "البيدر"، نختار منها المقاطع التالية:

مولده ونشأته ولمحة مجملة عنه:

ولد فهد قاسم العنداري في بلدة " العبادية " سنة 1903، ونشأ في بيت جفته المادة، ولكن هذا لم يحل بينه وبين طموحه وما خلقه الله له والموهبة كامنة فيه منذ نشأته تنتظر ساعة بروزها.

تعلم في مدرسة البلدة، وكان مجلياً في دروسه، خصوصاً في الرياضيات والرسم والتصوير، فكان يلتقط الرسم بريشته بسرعة مذهلة، وهو في مرحلة الطفولة، فتكتمل ملامحه بين انامله بصورة واضحة.

توقف عن الدرس اثناء حرب "1914 – 1918"، وتوجه الى "جبل الدروز" حيث مارس مهنة التدريس في بعض قراه، وعلم بعض التلاميذ الخط.

عاد الى لبنان ففتح مكتباً للخطوط في "عاليه" سنة 1927، وبعد قضاء فترة توجه الى العراق حيث اسس مكتباً في مدينة "البصرة" عمل فيه مدة تزيد عن سنة، عاد بعدها الى لبنان حيث استقر نهائياً واسس مكتبه في بيروت.

في الثلث الاول من شهر تموز سنة 1938 تزوج مهيبه محمد العنداري، ورزقا: عفيف (توفي)، رفيق، نزيه، بهيج، نجاة، لمياء، شوقي، خالد، هيفاء، بسام.

وبتعبه وجهاده المتواصلين انشأ عائلته، وبلغ مركزاً اجتماعياً مرموقاً، ورمم بيته القديم في العبادية، وبنى منزلين كبيرين في "ضهور العبادية" حيث سكن احدهما مع اسرته.

صفاته:

الى جانب موهبته الفائقة في الخط وهبه الله ذكاءً حاداً، وبصراً دقيقاً، وبصيرة مميزة، وخفة روح نادرة، ونكتة مبهجة، وصفاء قلب، ووفاء خالصاً، ومحبة غامرة.

وفاؤه لأصدقائه مضرب للمثل، اذ لم يفقد واحدة من صداقاته طوال حياته، بل كان كل يوم يكسب واحدة جديدة، وقد شملت صداقاته الحميمة طبقات المجتمع كلها.

كانت البساطة من ابرز صفاته، فهو لم يعرف التصنع والتكلف، ولم يدفعه المركز المرموق الذي بلغه الى الغرور والكبرياء والتعالي، بل بقي ذلك الانسان المتواضع الطلق المحيا الذي لم يعرف وجهه العبوس ولم يجد الحقد مجالاً له في قلبه.

التواريخ الابجدية واللوحات الفنية:

التواريخ الابجدية واللوحات الفنية التي خرجت من بين يدي فهد العنداري تعد بالالوف، فمنازل الملوك ورؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزارات والوزراء والنواب والقضاة وسواهم من مختلف الطبقات مزينة بهذه التواريخ واللوحات التي كانت اثمن هدايا المناسبات لانها قيّمة وباقية. وكان يتفنن في رسم الاطار المحيط بها وفي خطوطها.

الاوسمة:

الى منحه لقب "خطاط الجمهورية اللبنانية"، منح الفنان فهد العنداري الوسامان التاليان:

1-وسام المعارف من الدرجة الثانية، وقد ورد في المادة الاولى منه: خطاط حاذق قضى الشطر الاكبر من عمره وهو دائب على اتقان هذا الفن فاستحق التقدير.

حمل المرسوم رقم 73 والتاريخ 29 تموز 1952، التواقيع: رئيس الجمهورية بشارة الخوري، رئيس مجلس الوزراء سامي الصلح، وزير التربية الوطنية انطوان اسطفان.

2-وسام الاستحقاق اللبناني الفضي:

المرسوم رقم 582 تاريخ 13/03/1954، التواقيع: رئبس الجمهورية كميل شمعون، رئيس مجلس الوزراء عبدالله اليافي، وزير الخارجية والمغتربين ألفرد نقاش.

*

وافت المنية الخطاط فهد العنداري عام 1973 فشهدت "العبادية" احد اضخم مآتم التشييع، وقد نشرت "البيدر في عددها المشار اليه آنفاً نص الكلمة التي ألقاها كل من رئيس بلدية العبادية الدكتور يوسف سلامة، والاستاذ سليمان ابو نصار، وقصائد للشعراء، الرفيق قاسم نجد(3) الرفيق سليمان العنداري(4) وجميل ابوعز الدين(5).

*

خير خلف للخطاط السلف:

في ختام الفصل الخاص برحيل خطاط الجمهورية اللبنانية فهد العنداري اوردت "البيدر" المقطع التالي:

ان الخطاط فهد العنداري اذ يغيب، يبقى مستمراً في ولده "بهيج" الخطاط البارع المبدع المتفنن الذي شهد له والده النابغة بالنبوغ وجودة الخط منذ سنوات طويلة، وهو، المولود سنة 1948، في الخامسة والعشرين من سني حياته، وفي مطلع ربيع الشباب، تسلم الامانة من والده ويتابع رسالته الفنية بجدارة واهلية، وقد صقل والده موهبته ودرّبه على اصول الخط وقواعده. وها هو يبعث الحياة في مكتب والده الذي لم تفارقه الحياة، ويلقي على عاتقه مسؤولية العمل والجهاد في المضمار الذي خاض والده غمراته مكللاً بغار النصر، وقد اضفى عليه كل جديد وحديث في مجالات الفن. وعزاؤنا الكبير ان بهيج فهد العنداري يملأ الآن مركز فهد العنداري، وان خطوطه وروائعه التي كان يوقع عليها باسم "بهيج" يوقع عليها الان باسم "عنداري" الذي هو توقيع والده الشهير. وروح فهد العنداري ستقبل باقتناع ورضى تام بهذا التوقيع الذي انتقل من خير سلف الى خير خلف، فبهيج فهد العنداري الموهوب كأبيه سيحافظ بنبوغه على هذا الامضاء الذي طالما تذيلت به روائع الخطوط. وهكذا يصبح بهيج فهد العنداري خليفة فهد العنداري عن جدارة واستحقاق.

*

كتب رئيس تحرير "الحياة" جهاد الخازن عن الرفيق بهيج العنداري مرتين. اولى بتاريخ 23/06/2000، قال:

"على نطاق شخصي فقد توفي الزميل بهيج عنداري بعد ان اصيب بمرض نادر جداً في الاعصاب يصيب واحداً في اكثر من مئة الف. وكان بهيج عنداري خطاطاً، له طموحات صحافية وسياسية، الا ان التكنولوجيا سبقته في السنوات الاخيرة، فلم تعد الصحف تستعمل خطاطاً مقيماً، وإنما اصبح الكمبيوتر يقوم بالمهمة، وكلفته رسم خط "الحياة" هذا، فانجز العمل في فترة قياسية، واصبحت صحف عربية كثيرة تستعمل الخط الذي ابدعه بهيج عنداري وحسّنه، حتى اصبح الخط الاكثر شيوعاً في الصحافة العربية.

عدت من سفر فقال لي اصدقاء مشتركون ان بهيج عنداري راح ضحية مرض لا يصيب الا نادراً جداً او ما يعادل ندرة بهيج كخطاط وانسان، رحمه الله ".

ثم بتاريخ 12/03/2013:

" الحرف الذي استعملناه رسمه خطاط جريدتنا (الراحل) بهيج عنداري، والصحف العربية التي تبعت "الحياة" في الطباعة الالكترونية استعملت خط بهيج، فكان هذا ارثه للصحافة العربية ".

*

هوامش:

(1)شارك فيه عدد من الرفقاء، منهم الرفيق جوزف رزق (من عيتنيت، ومقيم حالياً في كليفلند) الذي اصيب في قدمه اوجب نقله الى المستشفى لمدة غير قصيرة.

(2)وجه رئيس الجمهورية اللبنانية حبيب باشا السعد، بتاريخ 23 ايار 1934 الرسالة التالية:

" حضرة الخطاط البارع الاستاذ فهد العنداري المحترم

اطلعت على عريضتك ووقفت على خطك الجميل فرأيت ان اجيز تلقيبك "بخطاط الجمهورية اللبنانية" اعترافاً بحذقك وبراعتك وتشجيعاً لك في سبيل الاتقان والاجادة، وفقك الله ".

(3)شاعر معروف. من مؤسسي العمل الحزبي في "العبادية"، سنكتب عنه لاحقاً.

(4)شاعر معروف ايضاً. سنكتب عنه وعن شقيقه الرفيق الشاعر امين العنداري الذي كان مهاجراً في التيغري- فنزويلا، ومسؤولاً حزبياً فيها.

(5)من العبادية ايضاً. وكان شاعراً شعبياً معروفاً.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه