إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ما بين سجن رومية وعرسال!

محمد حمية - البناء

نسخة للطباعة 2015-06-26

إقرأ ايضاً


بعد نشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي والذي أظهر قيام عناصر في قوى الأمن الداخلي بتعذيب سجناء إسلاميين في سجن رومية، طُرحت علامات استفهام عديدة حول ردود الفعل السياسية والشعبية عليه.

على رغم إعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمره الصحافي «أنّ هذا الموضوع لم ولن يتكرّر بعد انتهاء المداهمة في المبنى «د» وإحالته المرتكبين إلى القضاء المختصّ، إلا أنّ هذا لم يكن كافياً لدى الإسلاميين الذين نزلوا إلى الشارع في مناطق متعدّدة للاحتجاج، فحرقوا الإطارات وقطعوا الطرقات واعتدوا على المارة وألقوا القنابل وأطلقوا الرصاص على مراكز وآليات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، أما اللافت هو رفع أعلام لـ«جبهة النصرة» و«داعش» في بعض مناطق البقاع وطرابلس.

على رغم التعاطف الإنساني مع السجناء الذين تعرّضوا للتعذيب في السجن وغيرهم الذين يعيشون أوضاعاً صعبة منذ فترة طويلة وضرورة إنزال العقاب بالمرتكبين الذين خالفوا أبسط القواعد القانونية والإنسانية والأخلاقية، إلا أنّ السؤال، هل تعامل هذا الشارع مع حالات مشابهة كما تعامل مع هذه الحادثة؟ لماذا لم يحتجّ هذا الشارع والذين يغطونه سياسياً عندما شنّ تنظيما «النصرة» و«داعش» هجوماً على عرسال في آب العام الماضي وقتلوا جنود الجيش وخطفوا 35 آخرين وذبحوا منهم أربعة فيما لا يزال 25 آخرون قيد الاعتقال؟

وعلى رغم إحالة 6 عسكريين الى التحقيق إلا انّ الاستغلال السياسي للقضية استمرّ، لماذا؟

إثارة الشارع وتحريضه مذهبياً في وجه القوى الأمنية وفرا الظرف المواتي الذي يريده تنظيم «داعش» للدخول على الخط، من خلال توجيه تهديد لأهالي العسكريين بقتل أبنائهم رداً على ما ظهر في الشريط.

مصادر مراقبة اعتبرت في حديث لـ«البناء» أنّ إثارة الشارع مذهبياً في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة معركة حاسمة ومفتوحة مع تنظيمي «داعش» و«النصرة» واستعداد الجيش لتنفيذ قرار الحكومة لتحمّل مسؤولية الأمن في عرسال، هو توقيت مريب وذلك بهدف استعمال هذا الشارع الذي يشكل حساسية لدى فريق المقاومة كدرع حماية عن عرسال وخط أحمر أمام دخول الجيش الى البلدة.

وتساءلت المصادر عن توقيت نشر الفيديو مع بداية شهر رمضان، حيث يتجمّع الاسلاميون بكثافة في المساجد ما يسهّل تعبئة واستغلال وتحريض جموع المصلين.

وذكّرت المصادر بتهديد النائب جمال الجراح عقب هجوم حزب الله على المسلحين في جرود عرسال بتحريك الشارع في صيدا والطريق الجديدة والبقاع والشمال «دفاعاً عن البلدة».

وأضافت المصادر أنّ هذا الأمر يثبت مجدّداً رفض فريق 14 آذار دخول الجيش الى عرسال، كما يرفض قتال حزب الله للإرهابيين في الجرود تحت ذريعة أنّ هذه مهمة الجيش وليس أيّ طرف آخر. فهل يستطيع الجيش ذلك؟

تؤكد مصادر عسكرية لـ«البناء» أنّ الجيش لا يستطيع تغطية كامل الجرود على الحدود اللبنانية السورية على جبهة طولها 40 كلم طول من جرود نحلة الى جرود القاع وعرض يصل الى ما بين 10 و15 كلم، وأشارت المصادر الى أنّ حزب الله يدفع مسلحي «النصرة» الذين يبلغ عددهم بالآلاف باتجاه الشمال لكن قسماً كبيراً منهم موجود داخل عرسال، ولفتت الى أنّ الجيش في وضع صعب جداً لأنه موجود في شرق عرسال وإذا شنّ المسلحون هجوماً على عرسال كيف سيقاتل وظهره الى عرسال حيث يتواجد مقاتلو «النصرة» و«داعش»؟ وكيف يقاتل وخاصرته اليمنى غير مؤمّنة لوجود 60 ألف لاجئ وآلاف المسلحين داخل مخيمات النازحين السوريين؟

واعتبرت المصادر انّ هناك قراراً سياسياً بأن لا تأخذ المقاومة رصيداً معنوياً وسياسياً بحسمها معركة عرسال، واضافت: «إذا كان البعض لا يعتبر إسرائيل عدواً فهذا شأنه، لكن يجب ان يلترم الدستور اللبناني الذي يقول انّ إسرائيل عدو، لأنّ وجود هذا البعض في السلطة هو بسبب هذا الدستور وإذا كان لا يريد محاربة إسرائيل فماذا عن الإرهاب؟ أميركا تضع «داعش» و«النصرة» على لائحة الإرهاب، فلماذا يعترض على مقاومة حزب الله الإرهاب على الأراضي اللبنانية؟

بعد ما تقدّم يمكن طرح السؤال التالي: هل يريد فريق 14 آذار أن تنتظر المقاومة كي يسلَّح الجيش بهبة الـ3 مليارات الموعودة والمجمّدة حالياً ويستعدّ لكي ينخرط في مواجهة الارهاب؟ وهل يضمن هذا الفريق حتى ذلك الحين أن لا تصبح التنظيمات الإرهابية في بيروت؟


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024