إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 12 و18 حزيران 2016

نديم عبده

نسخة للطباعة 2016-06-21

إقرأ ايضاً


نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.


مال وأعمال

مسلسل الوفيات الغامضة في قطاع المال والأعمال: شبه التأكد من حصول إغتيالات

قبل نحو من عامين ونصف العام، بدأت موجة من "الوفيات الفجائية" الغريبة تعصف بقطاع المال والأعمال في البلدان الغربية وفي جنوبي شرقي آسيا، لتصيب عدداً من كبار العاملين في شركات مالية، غالبيتها من المصارف أو شركات التأمين، وقد طالت تلك الموجة ما يزيد على 40 شخصاً – البعض يقول أكثر من 60 شخصاً، والتقديرات متفاوتة - -يعملون في هذا القطاع. وقد أتت هذه الوفيات على شكل حوادث إنتحار دونما سبب ظاهر لها، أو إصابة أشخاص بأمراض فجائية تودي بهم في غضون أيام معدودة، علماً أن هؤلاء كانوا بصحة جيدة وما يزالون حينها في سن الشباب أو الكهولة، وليس الشيخوخة، أو أن المتوفين وقعوا ضحايا حوادث غريبة جداً، وما إلى ذلك... وقد أفدنا عن أبرز تطورات هذا "المسلسل" القاتل ضمن هذا التقرير في حينها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى عدد من وسائل الإعلام غير المتقيدة بالنظريات التي تروج لها الأوساط النافذة في البلدان الغربية، أو بكلام أوضح وسائل إعلام غير خاضعة للوبي اليهودي في العالم.

بالنسبة إلى وسائل الإعلام "التقليدية" الخاضعة إجمالاً للوبي اليهودي في العالم، فإنها تأخرت في تناول هذا الشأن على الرغم من طابعه المثير، وحين تناولت الموضوع كان ذلك للتأكيد على أن حوادث الإنتحار وقعت بسبب ضغط العمل الشديد في قطاع المال، مع رفض الوسائل الإعلامية تلك لما تردد من أن حوادث الإنتحار كانت عمليات قتل مقنّعة، أو أن الإصابة بأمراض فجائية وفتاكة كانت في الواقع ناجمة من عمليات تسميم,,, مع تشديد وسائط الإعلام هذه بأن فرضيات القتل تلك ناجمة أولاً وأخيراً من "نظريات للمؤامرة" conspiracy theories مشبوهة تنمّ عن "ميل" أصحابها – أي أصحاب تلك النظريات - إلى مشاعر فاشستية ومعادية للسامية...

وقد توقفت موجة الوفيات الغامضة منذ أواسط السنة الماضية 2015 تقريباً... على أنه تم مؤخراً نشر عدد من شهادات أقارب – أزواج، أولاد، أخوة – مباشرين لبعض ضحايا موجة الوفيات الغامضة، وكان الجامع بين كل تلك الشهادات أن حوادث الإنتحار لم تكن إنتحارات حقيقية وإنما عمليات قتل مقنعة، مع تقديم أصحاب الشهادات دلائل أو قرائن دامغة على ذلك. ومن الأمثلة البارزة عن تلك القرائن أن أحد "المنتحرين" الإيطاليين ترك رسالة "وداع" لزوجته، وأنه سمى زوجته المفجوعة في تلك الرسالة الوداعية بكنية "توني" (إسم الزوجة أننونيلا)، علماً أنه لم يستعمل هذه الكنية قط طيلة حياتهما المشتركة، وكأنه أراد بذلك إبلاغها بأنه يكتب الرسالة تحت الإكراه... وهناك أمثلة شبيهة عديدة لا مجال هنا للدخول في تفاصيلها.

على أن القاسم المشترك لجميع الإفادات المشككة بحقيقة أمر حوادث الإنتحار هو أن أصحاب هذه الإفادات يجمعون بأن ضحايا موجة الوفيات الغامضة كانوا على معرفة بقدر "زائد" من المعلومات حول صفقات مالية مشبوهة وعمليات إحتلاس ضخمة، وخصوصاً ما يتعلق بملابسات الأزمة المالية الكبيرة التي وقعت في 2008 بسبب مضاربات الشركات المالية اليهودية الأميركية، وبالتالي أتت وفياتهم مناسبة لمن إقترف الصفقات المشبوهة لإسكات العارفين بخفايا الأمور إلى الأبد...

مع التذكير بالموقع اليهودي المهيمن في قطاع المال والأعمال في غالبية البلدان الغربية...


غولدمان ساكس في نزاع قضائي بقيمة 1,2 بليون دولار بين الصندوق السيادي الليبي

يبدو أن الإشكالات القضائية الخاصة بالشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs لا تنتهي، حيث يكاد لا يمر أسبوع إلا وتحتل فيها هذه الإشكالات صدارة الإعلام المالي... ومن آخر الجديد بهذا الصدد أن محكمة لندن العليا تنظر حالياً في نزاع قضائي بقيمة 1,2 بليون دولار أميركي بين المؤسسة الليبية للإستثمار، والتي هي بمثابة الصندوق السيادي لإستثمار الأموال الليبية الناجمة عن العائدات النفطية، وشركة غولدمان ساكس، حيث تتهم المؤسسة الشركة اليهودية بأنها تسببت لها بخسائر طائلة من جراء إستشارات مالية "خاطئة". و قد أعطت هذه القضية مشهداً كاشفاً حول الأساليب التي تتبعها غولدمان ساكس للفوز بالصفقات الإستثمارية على مستوى الدول، من قبيل الرحلات الباذخة إلى المغرب وتقديم الهدايا، وإقامة الحفلات الماجنة مع تناول المسكرات بكثافة وبرفقة فتيات مثيرات إلى كبار المسؤولين في الصناديق الإستثمارية...

مختصر النزاع أن المؤسسة الليبية للإستثمار تؤكد أن غولدمان ساكس إستغلت محدودية خبرتها المالية سنة 2008، حيث حملتها على عقد صفقات مع ما عرف بالـ"عقود الإشتقاقية" derivatives تسببت للمؤسسة بخسائر فادحة، وإنكار الشركة اليهودية للأمر،.مع العلم بأن المؤسسة الليبية للإستثمار أنشئت في 2006 بإيعاز من سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (مع الإشارة إلى أن لآل القذافي بصورة عامة، وسيف الإسلام القذافي بصورة خاصة، صلات وثيقة جداً باليهود من الناحية الشخصية) وكانت الغاية المعلنة منها إستثمار الثروة النفطية للبلاد.

ويؤكد بعض الخبراء أن هذا النزاع لا بد وأن يسيء إلى غولدمان ساكس نفسها، علماً أن الشركة ترغب في نزع الصورة التي يحملها الرأي العام عنها بأنها شركة متغطرسة تضع مصالحها الخاصة فوق كل إعتبار، وبالتأكيد فوق مصلحة زبائنها... مع التذكير بأن الشركة اليهودية تُعتبر أكثر جهة إثارة للكراهية في الأوساط الشعبية الأميركية، وأنها تسعى حالياً لتبديل هذه الصورة، مثلاً عن طريق فتح حسابات ذات قيمة ضئيلة لديها لعموم الناس، كما سبق وأن أفدنا عن الأمر.

وفي حال سارت الدعوى على نحو طبيعي ولم تُعقد تسوية حبية بين الطرفين، فسيتوجب على غولدمان ساكس الكشف عن عدة تفاصيل مثل قيمة الأرباح التي حققتها من الصفقات الخاسرة التي تمت عن طريقها وكيفية تحصيل تلك الأرباح من حسابات زبائنها.

وبالعودة إلى النزاع، فإنه ليس بالجديد، لكن بلوغه مرحلة المحاكمة القضائية قد إستغرق عامين بسبب التأخيرات التي تسببت بها حالة الفوضى السياسية في ليبيا.

هذا، وقد تأتي الأسابيع القليلة القادمة بنزاعات قضائية جديدة تطال غولدمان ساكس، ومن ذلك إشكالات تعامل الشركة اليهودية مع الحكومات اليونانية السابقة، مع العلم بأن اليونان وصلت إلى حافة الإفلاس التام بسبب إتباعها سياسات مالية فاسدة وإبرام صفقات مشبوهة... وتأتي هذه التطورات لتؤكد على خطورة الدور الذي تضطلع به غولدمان ساكس على الصعيد العالمي، وليس على الصعيد الأمبركي البحت، بما يمكن تشبيهه إلى حد ما بدور مجموعة روتشيلد في القرن التاسع عشر وفي النصف الأول من القرن العشرين...


اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة

أميركا بصدد منح "إسرائيل" أكبر مساعدة منحتها لأي بلد في تاريخها، وجماعة الإيباك غير راضية...

أعدت الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما Barack Obama خطتها للمساعدات العسكرية الخارجية التي تمنحها الولايات المتحدة، وتلحظ هذه الخطة منح الكيان اليهودي "إسرائيل" مساعدات قدرها 40 بليون دولار أميركي على مدى السنوات العشر القادمة، وهو مبلغ أكدت المستشارة الأميركية لشؤون الأمن القومي سوزان رايس Susan Rice بأنه يمثل "أكبر مساعدة" على الإطلاق تمنحها الولايات المتحدة إلى أي بلد آخر في التاريخ...

على أن هذا "السخاء" من جانب الإدارة الأميركية ليس كافياً بنظر جماعة "إيباك" AIPAC التي تمثل الجناح اليميني ضمن اللوبي اليهودي الأميركي، حيث إحتجت الجماعة على أن الإدارة الأميركية لم تتبع إقتراحاً صادراً عن لجنة في مجلس الشيوخ كانت تطالب بمنح "إسرائيل" 455 مليون دولار إضافية على المبالغ التي أوصت بها الإدارة الأميركية، وذلك من أجل تطوير نظام الدفاع الصاروخي اليهودي "قبة الحديد" Iron Dome...


أرقام ذات دلالة

تراجع حاد بثقة الأميركيين بغالبية مؤسساتهم النافذة على مدى عشر سنوات

أظهرت دراسة مقارنة أجراها معهد غالوب Gallup Institude لإستطلاعات الرأي العام بين 2006 و2016 بأن ثقة الأميركيين بصدق وسائل الإعلام قد تراجعت بنسبة 10%، بالمتوسط حيث أن نسبة الأميركيين الذين يثقون بصحة ما يجدونه في الصحف اليومية لم تعد تزيد عن 20% - الصحف المقصودة تشمل المواقع الصحفية على الإنترنت وليس فقط الصحف بطبعاتها الورقية – وأن الثقة بالقطاع المصرفي قد تراجعت من 49% في 2006 إلى 27% حالياً، والثقة بمجلسي الكونغرس – النواب والشيوخ – تراجعت من 19% إلى 9% فقط...

مع التذكير بأن اللوبي اليهودي الأميركي يهيمن بصورة مباشرة أو غير مباشرة على القطاعين الإعلامي والمصرفي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مجلسي الكونغرس، ومن هنا فإن هذه الأرقام تأتي لتقدم دليلاً جديداً على أن الرأي العام الشعبي الأميركي لم يعد يطيق مواصلة الخضوع لمشيئة اللوبي اليهودي...

مع الأمل بأن يتبلور هذا التطور الإيجابي للغاية في الرأي العام الشعبي الأميركي هذا إلى تخلي أميركا في مستقبل غير بعيد جداً عن سياساتها المنحازة والمنقادة للوبي الماقياوي الإحتكاري اليهودي، علماً أن هذا التجول في السياسة الأميركية لو حصل سيصب في المصلحة العليا الحقيقية لأميركا نفسها بالدرجة الأولى...


تزايد "العداء للسامية" في شمالي شرقي الولايات المتحدة

أفادت تقارير صادرة عن فرع الرابطة المناهضة للتشهير Anti-Defamation League (وهي إحدى أبرز المنظمات اليهودية في العالم) في منطقة "إنكلترا الجديدة" New England شمالي شرقي الولايات المتحدة إلى أن عدد "الحوادث المعادية للسامية" بالمنطقة بلغ 56 حادثاً خلال النصف الأول من العام الحالي، في حين أن عدد مثل تلك الحوادث وصل إلى 61 طيلة سنة 2015 بأكملها، ما يؤشر إلى نمو بنسبة تقارب الضعفين في تنامي المشاعر "المعادية للسامية" بين سكان هذه المنطقة.

إشارة إلى أن أنكلترا الجديدة كانت الموطن الأول لمعارك حرب إستقلال الولايات المتحدة عن الإستعمار البريطاني بين أواسط سبعينات وبداية ثمانينات القرن الثامن عشر,


اللوبي اليهودي في البيرو

الرئيس البيروفي الجديد من أصل يهودي

مع شيء من التأخير، لا بد من الإشارة إلى أن الرئيس البيروفي المنتخب حديثاً بيدرو بابلو كوكزينسكي Pedro Pablo Kuczynski هو نجل ألماني يهودي قدم إلى البيرو في بداية ثلاثينات القرن العشرين. والدة كوكزينسكي ليست يهودية، وهو نفسه قد لا يكون يهودياً بصورة "رسمية"، على أنه لا بد من ذكر أنه عمل في الحقل المصرفي بالولايات المتحدة لسنوات طويلة، حيث وصل إلى مراكز مرموقة، وثانياً، وهذا هو الأهم، أن وسائل الإعلام اليهودية في العالم أبدت سروراً بالغاً لفوزه بالرئاسة البيروفية – مع العلم أن نتيجة الدورة الثانية للإنتخابات الرئاسية البيروفية التي جرت في الخامس من حزيران/يونيو لم تعلن إلا في العاشر من ذلك الشهر، وأنها كانت متقاربة للغاية بين المرشحين، وأن حملة مركزة وقوية تم شنها في الإعلام البيروفي،{ وفي وسائط الإعلام الدولية الرئيسية أيضاً...) ضد منافسة كوكزينسكي السيدة كيكو فوجيموري Keiko Fujimori

من هنا فإن أقل ما يمكن إستنتاجه مما تقدم هو أن الرئيس البيروفي الجديد على صلة مباشرة باللوبي اليهودي العالمي، وأنه يحظى بدعم هذا اللوبي الكامل...


إعداد: نديم عبده


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024