إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«جاستا»: قانون العدالة لملاحقة رعاة الإرهاب

رضا حرب - البناء

نسخة للطباعة 2016-10-06

إقرأ ايضاً


بتاريخ 26/4/2016 نشرت مقالاً بعنوان: «هل يلتفّ حبل المشنقة على رقبة نظام آل سعود؟» http://www.cgsgs.com/article/2015122101، يومها كان مشروع القانون في طريقه إلى مجلس الشيوخ. يوم الأربعاء الماضي وضع الكونغرس الأميركي حبل المشنقة حول رقبة المملكة بعد التصويت على تجاوز فيتو أوباما.

بعد مرور 15 سنة على 11 أيلول/ سبتمبر 2001 ظنّ السعوديون أنّ الولايات المتحدة طوت الصفحة وأصبحت من الماضي والتاريخ، إلا أنّ عوائل الضحايا لم ينسوا أحباءهم فقرّروا منذ خمس سنوات مقارعة القانون الذي يمنح الدول الحصانة من مقاضاة الأفراد. وأخيراً بعدما أصبحت القضية قضية رأي عام، استجاب الكونغرس فقرّر بالإجماع 97 صوتاً من أصل 100 منح عوائل 3000 ضحية الحق في مقاضاة المملكة العربية السعودية في المحاكم الاميركية. صحيح انّ القانون لا يسمّي السعودية بالاسم، لكن كلّ عوائل الضحايا بلا استثناء ينوون مقاضاة المملكة الوهابية على مسؤوليتها غير المباشرة، وربما المباشرة إذا أصدرت المحكمة قراراً بالكشف عن الوثائق السرية.

المفاجأة الكبرى التي على الأرجح شكلت صدمة لعادل الجبير انّ السيناتور جون ماكين جمهوري عن ولاية اريزونا الذي تسلّم مؤخراً هبة لمؤسسته «مؤسسة ماكين McCain Foundation» قيمتها مليون دولار أعلن قبل التصويت عن تغيير موقفه من القانون وانه سيصوّت لصالح قرار «تجاوز» فيتو الرئيس أوباما. ردّ على الرشوة بصفعة ستصيب عادل الجبير بالهذيان.

بعد يومين على تجاوز الفيتو رفعت «ستيفاني روس دي سيمون» أرملة ضابط البحرية «باتريك دن Patrick Dunn»، قضية تعويض ضدّ المملكة وقال المحامي النيويوركي الذي يمثلها «جيمس كريندلر James Kreindler» انه سيرفع قضايا ضدّ السعودية في محاكم نيويورك نيابة عن المئات من عوائل الضحايا الذين يمثلهم. من المتوقع ان تشهد محاكم نيويورك وواشنطن في الأيام القليلة المقبلة تدفقاًً كبيراً لرفع قضايا ضدّ المملكة.

ليس هناك من معطيات تؤكد النتائج النهائية وإذا المحاكم ستحمّل السعودية المسؤولية المباشرة او غير المباشرة، لكن لو تتبعنا آثار الجريمة الكبرى سنجد بلا شك انها تقود الى معقل الوهابية في الرياض. لا أحد يمكنه ان يشكك بأنّ تنظيم «القاعدة» وغيره من التنظيمات الإرهابية، بلا استثناء، يتبنّى العقيدة الوهابية. بما أنّ المعقل في الرياض، وبما أنّ مملكة آل سعود صرفت مئات المليارات على ترويج ونشر الفكر الوهابي التدميري لما وصلت الحال الى ما نشهده في العراق وسورية ومناطق أخرى من العالم.

من وجهة نظري كما أشرت في المقال السابق، على السعودية ان تنسى أرصدتها في الولايات المتحدة وان تفكر كيف ستواجه المصيبة التي ستحلّ بها خصوصاً انّ التقارير تقول انّ التعويضات يمكن ان تصل الى 3 تريليون دولار الأمر الذي سيصيب الاقتصاد السعودي بالإفلاس.

هذه البداية والأسوأ آتٍ لا محال. قرار الكونغرس يمكن ان يشجع دولاً أخرى تعرّضت لهجمات إرهابية قام بها إرهابيون تخرّجوا من المدرسة الوهابية على مقاضاة السعودية كألمانيا وفرنسا واسبانيا وبالأخصّ بلجيكا التي تدرس مقاضاة المملكة منذ عدة أشهر.

في المقال السابق أكدت انّ الكونغرس سيمرّر مشروع قانون «العدالة ضدّ رعاة الإرهاب» لسببين رئيسيين: القضية باتت قضية رأي عام والانتخابات على الأبواب. وها قد وضع الكونغرس حبل المشنقة حول رقبة نظام آل سعود في انتظار حكم الإعدام، وهو أقرب مما يتوقع المراقبون، خاصة أننا سنشهد تصاعد العداء للوهابية بوتيرة عالية.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024