إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لماذا سارعت واشنطن إلى نفي تزويد الإرهابيين بصواريخ مضادة للطائرات؟

حميدي العبدالله - البناء

نسخة للطباعة 2018-02-05

إقرأ ايضاً


ما أن أُعلن عن إسقاط الجماعات الإرهابية المسلحة طائرة روسية من طراز سو 25، وإعلان جبهة النصرة مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة، حتى سارعت الولايات المتحدة على لسان البنتاغون إلى نفي قيامها بتزويد المجموعات الإرهابية بصواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات.

مسارعة البنتاغون للنفي لا تحجب حقيقة أن «صواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات» قد وصلت إلى الجماعات الإرهابية. معروف أن الدول التي زودت هذه المجموعات المسلحة بهذا النوع من الأسلحة، هي الولايات المتحدة والحكومات الغربية وحكومات المنطقة التي شاركت في الحرب الدائرة في سورية منذ العام 2011. النفي الأميركي لا يمكن أخذه على محمل الجد، إذ من المعروف أن كل الأسلحة التي زوّدت بها الولايات المتحدة مباشرةً، أو عبر حلفائها، الجماعات المسلحة في سورية وصلت إلى التنظيمات المصنفة دولياً بتنظيمات إرهابية مثل جبهة النصرة التي أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الروسية. قبل هذه الصواريخ وصلت صواريخ تاو الأميركية إلى أيدي هذه الجماعات الإرهابية، إما من خلال التنسيق القائم بينها وبين المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة بحجة أنها معارضة معتدلة، أو من خلال حصول التنظيمات الإرهابية على هذه الأسلحة بعد الاستيلاء عليها عندما قامت النصرة وداعش بتصفية المنظمات المصنفة تنظيمات معتدلة.

النفي الأميركي بتزويد هذه الجماعات بأسلحة متطورة يقف وراءه دافعان، الأول خشية واشنطن أن تحمل موسكو الولايات المتحدة المسؤولية، لاسيما وأن ثمة وقائع كثيرة تعزز أي اتهام يمكن أن توجهه موسكو للولايات المتحدة. وبديهي أن تحميل واشنطن المسؤولية ستترتب عليه تبعات تضعف موقف الولايات المتحدة وتشكك بجدية واشنطن في مكافحة الإرهاب، وتأكيد تصريحات طالما أدلى بها مسؤولون كثر في الولايات المتحدة، تؤكد تعاون الولايات المتحدة وحلفائها مع الجماعات الإرهابية. الدافع الثاني، قلق واشنطن من إقدام موسكو على رد فعل يتجاوز بعض التفاهمات القائمة الآن في سورية بين الولايات المتحدة وروسيا، بما يزيد من مستوى التورط العسكري الأميركي في سورية، وهو ما يواجه بمعارضة شديدة داخل الولايات المتحدة، خشية تورط الولايات المتحدة في وحول حرب كبرى جديدة، هي ثالث حروب الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط بعد غزو أفغانستان والعراق. لكل ذلك سارعت الولايات المتحدة إلى نفي تزويد الجماعات المسلحة بصواريخ مضادة للطائرات.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024