«إذا كان لا بدّ من هلاكنا، يجب أن نهلك كما يليق بالأحرار لا كما يليق بالعبيد».
شعبنا في فلسطين لم يتعوّد الاستسلام ولم يُهزم رغم الاحتلال تلو الآخر، وفشلت كلّ محاولات الاحتلال الصهيوني البغيض لتركيعه وإذلاله. وبمقاييس المقارنة النسبية فإنّ العدو الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين منذ 71 عاماً ورغم أنه يتفوّق عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً، إلا أنّ شعبنا في فلسطين يتفوّق بأنه صاحب حقّ تاريخي، وقد دفع أرواحاً طاهرة ودماء زكية في سبيل حماية أرضه، وهذا كفيل بأن يحقق له النصر.
يا أصحاب أجندة الورشة القذرة وصفقة القرن… إنّ أبناء شعبنا في فلسطين بذلوا خلال قرن من الزمان من التضحيات الجسام الغالي والنفيس وعشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى والآلاف من المعتقلين والأسرى كعربون انتماء لفلسطين، ولن يهدأ لهم بال إلا بتحريرها بالكامل من دنس الاحتلال.
71 عاماً من الاحتلال بكامل قوّته تدعمه كلّ قوى الشرّ لإبقاء المنطقة في حالة انقسام وتخلف وتبعية عبر إشغالها بالنزاعات الطائفية والمذهبية، وسبقت ذلك اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور والكتاب الأبيض وغيرها من المبادرات والمشاريع المشبوهة، كما خرجوا علينا بمبادرات ومشاريع سياسية من روجرز إلى اتفاقيات الذلّ والعار «كامب ديفيد» و«أوسلو» و«وادي عربة» التي لم تجلب إلا الهوان ومزيداً من الديون والفساد والإفساد والإفقار والتجويع بهدف تمرير المشروع الصهيوني التوسعي «إسرائيل الكبرى»، وللأسف بأيدي بعض حكام دول المنطقة وبتمويل من أموال الشعب والأمة، وعلى حساب ليس فلسطين وحدها بل على حساب الأمة السورية ومشروع وحدة سورية الطبيعية مهد الحضارات.
انطلاقاً مما سبق لا بدّ أن نبرز الحقائق التالية:
أولاً: منذ 71 عاماً لم ينعم الصهيوني بلحظة أمان واحدة بينما يُقبِل الفلسطيني على الحياة بروح وثابة وبمعنويات عالية. «نحن لا نرضى إلا حياة الأحرار، ولا نرضى إلا أخلاق الأحرار».
ثانياً: كلّ صهيوني يعيش على أرض فلسطين لديه جنسية أخرى غير جنسية الاحتلال في الوقت الذي يعود الفلسطيني بكلّ شموخ هو وأطفاله من منفاه في أوروبا وأميركا والدول العربية مستغنياً عن حياة النعيم والرخاء إلى غزة أو إلى أيّ بقعة في فلسطين يحتدم فيها القتال لينال شرف المقاومة والشهادة». قد تكون الحرية حملاً ثقيلاً ولكنه حمل لا يضطلع به إلا ذوو النفوس الكبيرة».
ثالثاً: في الوقت الذي يرفض كثير من الصهاينة التجنيد والالتحاق بجيش العدو الباغي دفاعاً عن مشروعه القائم على الباطل خوفاً من الموت فإنّ عمر ابو ليلى وأشرف نعالوة وغيرهما من أبناء الجيل الجديد يُقبلون على الموت كما يُقبلون على الحياة دفاعاً عن الحق في مواجهة العدو وعملائه ليشكلوا نموذجاً للأجيال اللاحقة.
أمام هذه الحالة والمسيرة الوطنية الثورية الزاخرة بالبذل والعطاء المشرّفة للشعب الفلسطيني، يتوهّم العدو الصهيوني المحتلّ وداعموه من قوى الاستعمار الغربي ومموّلوه من العربان في مشيخات الغاز أنّ إطلاق المبادرات وعقد مثل هذه المؤتمرات والورشات قد يقلق شعبنا أو تؤثر عليه قراراتها من قريب أو بعيد، لكن من يتصدّى للدبابة بمقلاع وللأسلحة الاوتوماتيكية بالسكين وسلاحه الرئيسي حجر بلاده الذي لا ينتهي ويستخدم بندقية عفا عليها الزمن ليوقع خسائر عالية بالأرواح ويزحف المُقعَد على ما تبقى من قدميه ليتقدّم صفوف ذوي الصدور العارية لمواجهة جنود الاحتلال المدجّجين بالأسلحة الحديثة الفتاكة لن تهزمه هذه الفقاعات من المؤتمرات.
أجزم أنكم أيها المؤتمرون في ورشة البحرين ستخذَلون وتعودون من حيث أتيتم تجرّون أذيال الخيبة، وهنا أقول لكم «إنّ العبد الذليل لا يمكنه أن يمثل أمة حرة لأنه يذلها».
|