إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سيدي رئيس الوزراء ... نَقف لك تبجيلا واحتراماً

أ. غسان مصطفى الشامي

نسخة للطباعة 2007-01-01

إقرأ ايضاً


بإتسامته العريضة وقلبه الكبير ونور وجهه كالبدر المنير ، ودماثة خلقه الرفيع ، ضَرب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية النموذج العالي في الفداء والتضحية والتواضع ...ضرب مثلاً لكل رؤساء الوزراء العرب في تقديم الكرسي والمنصب والتنازل عنه مصلحةً وخدمةً لشعبه و لأهدافه وقضاياه المصيرية ، عندما أعلن الرمز " هنية " أمام العالم كله أن المنصب والكرسي يَهون أمام قَضية الشعب الفلسطيني والتحديات والمخاطر الكبرى التي تواجهها هذه القضية ، ولا سيما أنها تعيش في هذه الأيام مرحلة من أدق مراحل حياتها ، تَحتاج من الجَميع الاصطفاف في صف واحد من اجل مواجهة التحديات والمؤامرات الكبرى على هذه القضية وحمايتها من عبث العابثين ..


* ها هو الرمز " هنية " ، يُطير برسالة لأصحاب المناصب والكراسي في دولنا العربية ليقول لهم " فلسطين قبل كل شيء " ، وها هو يَبقى صامداً شامخاً أمام ما تَعرض له هُو وشعبه وحُكومته المُنتخبة ، من ضُغوطاتٍ ومؤامراتٍ خارجية وداخلية ، وها هو " هنية " يُعرقل من قبل " الاحتلال الإسرائيلي " ويتم تأخير موكبه على المعبر لساعات وذلك بسبب النجاحات الكبيرة التي حققتها جولته الخارجية في كسر الحصار والعزلة عن الشعب الفلسطيني ..


* لأول مرة يتعرض رئيس وزراء فلسطيني إلى ما تَعرض لها الرمز " هنية " ووفده المرافق ، فلم نَسمع سابقاً أن رئيس الوزراء مُنع من السفرِ أو تَم تَأخيره على المَعبر ، وربما شاهدت بنفسي على معبر " ايرز " ، أن موكب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق لم يَتوقف سوى خمس دقائق بالضبط لإجراءات روتينية دون تفتيش أو مسائلة أو ممانعة أو رفض امني من احد ... هنا الفرق ... !! فرئيس الوزراء " هنية " لم يتمكن من الاجتماع مع وزرائه على طاولة واحدة ، سوى من خلال " الفيديو كونفرنس " ، فيما تَعرض وزرائه للاعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي .. !!


* هذا هو الرمز " هنية " يَقطع جولته العربية ليَعود إلى أَحضان شَعبه ويَعمل على لَملمة جَرح الشعب النازف بَعد الأحداث والفتن الداخلية التي كادت أن تعصف بهذا الشعب ...


عاد الرمز " هنية " إلى غَزة ليَبعث من جديد الرُوح في جَسد حُكومة الوحدة الوطنية ، والتي تَمر بأزماتٍ وتعثراتٍ مُنذ أن بَدأ " هنية " جولته الخارجية ، فيما تحتاج حكومة الوحدة إلى من يَعمل على تَحريك المياه الراكدة وتَفعيل المُشاورات والجهود بهدف تشكيل حكومة الوحدة الوطنية " الأولى " ، و توحيد الكل الفلسطيني في بوتقة واحدة ..


* ها هو الرمز " هنية " يَتعرض شخصيا للاغتيال ـ وحمداً لله على سلامته ونجاته ـ ويُصاب نجله الأكبر " عبد السلام " ويُستشهد احد مرافقيه ـ رحمه الله واسكنه فسيح جناته ـ ، ويُصاب الدكتور احمد يوسف احد كبار مسشتاريه ـ نتمنى له الشفاء العاجل ـ .



* ها هو الرمز " هنية " وفي أول تعقيب له على عملية الاغتيال وَجه أصابع الاتهام " لإسرائيل " ، قائلا " إن ما حدث سببه " الاحتلال الإسرائيلي " الذي عمل على عرقلة مَوكب رئيس الوزراء " هنية " لسَاعات ، ولم يُشر " هنية " بأصابع الاتهام إلى أية جهات أخرى ..


* سَيدي رئيس الوزراء ، نَقف لك تبجيلاً واحتراماً وتقديراً على مَواقفك الصَلبة الشَجاعة التي كَانت لَها أثراً كبيراً في قَضيتنا الفلسطينية وشَكلت هذه المواقف حماية للحقوقنا وثوابتنا الوطنية العليا وحفظاً للتاريخ امتنا ومجدها التليد ..


*سيدي رئيس الوزراء لازالت كلماتك خالدة في قلوبنا وراسخة في عقولنا .. لن تسقط القلاع .. لن تخترق الحصون .. لن ينتزعوا منا المواقف ..


* سَيدي رئيس الوزراء ، كم سَمَوت في نفوسنا وأنت تُعلن أمام العَالم كُله كَلماتك الشهيرة " إن الكرسي عندي لَيس أهون من قطرة دم طفل فلسطيني " ... لقد أَعدت للأُمة أمجادها القديمة وسَطرت تاريخاً حديثاً في العزةِ والكرامةِ بدأه إمام الشهداء الشيخ ياسين وصحبه والشهيد القائد أبو عمار ـ رحمه الله ـ الذين قَدموا أرواحهم جُسوراً لتَعبر أجيال النصر عليها ..


* ها هو التاريخ الحَديث يُسطر ولأول مرة وبأحرف من نور ، استعداد رئيس الوزراء الفلسطيني " هنية " عن التنازل عن منصبه ، من اَجل ضَمان وحدة الشَعب الفلسطيني وصون حقوقه ..


* رئيس الوزراء " هنية " يَسكن وسط الفقراء في حي الشاطئ ، هذا الحي الذي عَانى الوَيلات الكثيرة من المحتل الغاشم ـ رفض " هنية " منذ أن توليه المنصب الجَاه والسُلطان وأَصر عَلى أن يَبقى بَين النَاس ـ يُصلي الفَجر حَاضراً ويَخطب الجمعة ويَؤم الناس ، فَمنذ تولي " هنية " منصبه لم يَنقطع عن هموم شعبه وآلامه ، بل و يتواصل معهم لحظة بلحظة ويقف على معاناتهم و همومهم و مشاكلهم ، لَيس كمثل سابقيه رؤوساء الوزراء ، عندما كانوا يعيشون في قصورٍ عالية ورفاهية لم يسبقها مثيل ، فيما يُعاني الشعب الويلات والآلام جراء الاحتلال ، هذه نَماذج ونُسخ لا تتكرر ، شخصيات تَصنع التاريخ ، فالشعب الفلسطيني شَهد عبر محطات تاريخه التليد رموزاً كثيرةً ، منها الأمام الشيخ احمد إسماعيل ياسين ، والقَائد أبو عمار ، ورئيس الوزراء الرمز " هنية " .. وغيرهم من شموع مضيئة لهذا الشعب ..


* رئيس الوزراء " هنية " طَبق على ارض الواقع المَقولة التاريخية لسَيد قطب رحمه الله " عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! … أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتَمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !…


* رئيس الوزراء صَاحب اليَد النَظيفة والأدب الرَفيع الذي تَبرع براتبه الأَول لأسرة فلسطينية هَدم الاحتلال منزلها ، والذي رَفض الواسطة والمَحسوبية العَمياء والفساد الإداري داخل حكومته ، وكان أَول من طَبق القانون الفلسطيني ، الذي مَنع الصراعات الداخلية وحقن الدم الفلسطيني بحكمته وبراعة فكره الأصيل ،عندما مُنع من دخول احد شوارع مدينة غزة ... عندها ذَكر المُعلقون والسَاسة أن هذا الحَدث لو كان مع رئيس وزراء آخر أو أي وزير عربي ، لنُفي الجُندي الذي منعه من دخول الشارع ومرؤوسيه وسجنوا وقطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف ، عقابا لهم على جرمهم الكبير بحقِ سيادة ورمزية الدولة وقوانينها ، فهذا الحدث ـ الذي اعتبره البعض عَابر ـ يُمثلُ تَعدي ليس فقط على شخص رئيس الوزراء " هنية " ، بل تعدي وانتهاك صارخ للدولة وسيادتها و الثورة الفلسطينية وقادتها ...


إلى الملتقى ،،


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024