إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

انعي لكم والدي القائل :إنني سأبقى مناضلاً فاعلاً في صفوف الحزب إلى آخر نفس في حياتي

عبد الله راشد

نسخة للطباعة 2007-02-27

إقرأ ايضاً


كثيراً ما دعاني لمرافقته في تجواله .

كثيراً ما حدثني عن رفقاءه وأصدقاءه .

كثيراً ما روى لي عن انتماءه وإيمانه القومي الاجتماعي .

كان كثيراً ما يفتخر برفقائه وبإيمانه لدرجة أنه في مذكراته كان يذكر دائماً أنه " كان لي شرف الانتماء ، كان لي شرف القيام بالمهمة التالية ، كان لي شرف حمل العلم ، كان لي شرف حراسة حضرة الزعيم ، كان لي شرف إدارة العمل في دمشق ، كان لي شرف الاتصال بالمركز " ، يا لهذا الاحترام و الاعتزاز الذي قليلاً ما نجده عند أحد أو لدى الكثيرين من القوميين .

تخبطت كثيراً قبل الوعي الحقيقي القومي الاجتماعي ، كنت أحس في أن هناك طريقة في الحياة ، ممارسة تطبق علينا في العائلة ، وعندما حان الوقت ، وقت معرفة الحقيقة ، اطلعت على مكنوناته الداخلية ، وعلمت إيمانه الحقيقي وعرفت أساس تربيته الذي وجَّهنا إليه ، إنه كان قومياً اجتماعياً . لقد رسم لنا الدرب وترك لنا حرية الاختيار أن نكون قوميون اجتماعيون بعقلنا وفعلنا ودربنا وحياتنا .

إنه الرفيق محمد راشد ( أبو خليل ) الذي غيبه الموت عن مسيرة النهضة عن عمر يناهز الثامنة والسبعون عاماً .

ولد الرفيق محمد في دمشق 1929 – نشأ في بيئة دمشقية عريقة في منطقة الميدان ثم انتقل وعائلته للعيش في شارع الأمين بدمشق . والده خليل راشد تاجر السجاد من تجار دمشق في منطقة الحريقة . وكان والده ملاحقاً من قبل السلطات الفرنسية وقد اعتقل كثيراً هو وزوجته وأودعوا في سجون الانتداب بتهمة تقديم وتأمين السلاح للثوار .

درس الرفيق محمد وتعلم في مدرسة الآسية حتى المرحلة الإعدادية ، وعندما بلغ من العمر الخامسة عشر عاماً كانت الحرب العالمية الثانية قائمة وكان الانتداب الفرنسي على الجمهورية الشامية وكان هناك الكثير من العملاء عن طريق الإغراءات المادية من مال وملابس وسلاح . وتعرض الرفيق محمد إلى هذه الإغراءات على اختلاف أنواعها وتبعاتها الخيانية . وكان اليهود حينها يتمتعون بالنفوذ والدعم حتى أنه كان لديهم نائباً في مجلس النواب . كل ذلك كان له الأثر الكبير في نفسه ونحو الحالة النهضوية .

من هنا بدأ الاتجاه للبحث عن طريق سليم لخدمة الوطن وأول من التقى به من القوميين الرفيق ناصر اللحام ، حيث كان اللقاء يتم في دكانه وبوجود الرفيق تاج الدين مرتضى . استمرت اللقاءات حتى عام 1945 حين بلغ من العمر السادسة عشرة ، ومن هنا بدأ السير في طريق الحزب السوري القومي الاجتماعي وكان له شرف أداء القسم على يد الرفقاء عيسى سلامة ومحمد الرافعي ومحمد أديب الصلاح . وفي عام 1946 نشط الحزب في حي الأمين على يد الرفيق ناصر اللحام والرفيق محمد راشد لدرجة أنه تم تشكيل مديريتين في الحي وتضم كل واحدة منها خمسون عضواً ، وكان الرفيق محمد مديراً للأولى والرفيق غسان أفرام مديراً للثانية .

شارك في استقبال حضرة الزعيم عند عودته من مغتربه القسري عام 1947 .

وعند خروج حضرة الزعيم من لبنان إلى دمشق كان له شرف استقباله وحراسة منزله .

وفي عام 1949 كان من ضمن الفرقة التي كان قائدها الرفيق الصدر عساف كرم ولكن عندما علم أنه وحيد لعائلته أمره الصدر عساف بالعودة وحرم من شرف المشاركة في الحملة .

وبعد أحداث الخمسينات وما حدث فيها من اعتقالات وسجون تم الاتصال بالمركز في بيروت عام 1957 وتمت إعادة التنظيم في دمشق وبإدارة الرفيق أنطون كردوس ومساعدة الرفيق محمد راشد ، وقسمت دمشق إلى قسمين شمالي وجنوبي وكانت إدارة القسم الشمالي للرفيق أنطون كردوس أما القسم الجنوبي فكانت بإدارة الرفيق محمد راشد .

ثم نتيجة الاحتفال بذكرى التأسيس واعتقال القوميين حينها تم تجميد التنظيم . حتى عام 1961 حيث تمت إعادة ومتابعة التنظيم السابق وعادت الاعتقالات حتى حدوث الانفصال والخروج من السجن .

في عام 1973 وعندما حدث الانشقاق المركزي الأول قام الرفيق محمد بدور الوسيط الدمشقي بين طرفي الانشقاق ولم يفلح ، فكانت نتيجتها توقف العمل الحزبي في الشام .

غيب الموت الرفيق محمد راشد في التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني 2007 وكان قد زرع الفكر والعقيدة والإيمان في عائلته وفي أبناءه الرفيق عبد الله والرفيق عصام وعقيل .

كان منزله مفتوحاً لجميع القوميين الاجتماعيين ، وقد دأب على نشر مبادئ الحزب بكل صدق وإخلاص وظل مواظباً على الاتصال والعمل الحزبي حتى كان مفوضاً لمفوضية باب شرقي في آخر أيامه .

أقيم له جنازة حاشدة من القوميين الاجتماعيين والأصدقاء وحضرها كل من رئيس المجلس الأعلى وأعضاء المكتب السياسي في دمشق وعدداً كبيراً من الرفقاء من منفذيات الكيان الشامي وتمت تأدية التحية الرسمية لدى خروجه من منزله حتى ووري الثرى في مقبرة السيدة زينب في ريف دمشق .

من كلماته دائماً " إنني سأبقى مناضلاً فاعلاً في صفوف الحزب إلى آخر نفس في حياتي وقد منح وسام الواجب في العام 2000 لعطائه المستمر .

له الرحمة والبقاء للأمة والخلود لسعادة .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024