بين الهلاك وبين الهلاك
وكنت اختصار الفضيلة
وكنت دمشق تطرز حاراتها بالياسمين تجدد تاريخها بالفناء الرخيم وأجراس كنائسها الرائعة
وكنت وكان لأسمائك الحسنى مجاديفها كي تسوس السفين إلى فلسطين وتحزنك غزة
وكنت المشرد تضيع كشيء رخيص بين الحقائب ولا يشتريك سوى الراحلون إليك كضوء لأيامنا المعتمة
وكنت لنا شاعراً من شراب العسل وفي أمهات الخلايا أجّنة
وكنت جسور الغناء حين تهدم مجد الأغاني في بلاد العرب
وكنت إمام صلاة الغياب على المبعدين من سجل الحياة بغير إرادة
وكنت حبيب النساء اللواتي أحكن قميصاً لوجهك لباسا جديدا لعرسك وطيرن سرب حمام فوق عقوق المدينة...............
وكنت النبيذ الذي كان يسكر على شفتيك قصائد بحث عن الآدمية
وكنت المخيم تطاردك الطائرات والخفافيش وجوع اليتامى والبربرية
وكنت السوار الأخير الذي لبسته العروس لعرس مؤجل
يكاد قرناً يمر والعروس ترتق ثوب الزفاف لكي تلتقيك ، فكيف تموت..........أم تراك تنام على ظهر غيمة
وكنت أبي حين تنكبت ديوان شعر كتبت...
باليمين حملت الكتاب ورتلت قصائده غنيتها... وبكيت
كأني.....................اهرب قلبي في كل دمعه
وكنت الشعارات على خشب البندقية ، والصراط القويم لانتزاع الهوية .
وكنت عصوراً تمر على حفنة من رجال في بقعة ضيقة ......