إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ليبيا.. المهمة العاجلة

بسام الهلسه

نسخة للطباعة 2011-04-16

إقرأ ايضاً


لا يجوز, تحت أي مبرر وفي ظل أية ظروف, أن يبقى العرب- دولاً وهيئات وشعوباً- صامتين متفرجين, فيما تراق دماء أشقائهم وشقيقاتهم الليبيين أمام أنظارهم, وفيما تعبث دول أجنبية طامعة بمصيرهم. لو كان الأمر يتعلق بنزاع سلمي داخلي, لكان مفهوماً وقابلاً للإجتهاد, لكننا إزاء وضع شديد الخطورة على المستويين: الإنساني والسياسي, يستدعي التصرف المسؤول والتحرك العاجل.

الأمر المهم والملح هو حقن الدماء الليبية النازفة, ورفع المعاناة عن الشعب الشقيق, وتجنيب ليبيا آلام الصراع الدموي, ومخاطر التدخل الأجنبي ذي الأجندات المصلحية الخاصة. وهذا ممكن, وواجب, من خلال تبني الدول العربية لمبادرة تنصُّ, وتعمل على:

- وقف فوري ملزم لإطلاق النار ولكل العمليات العسكرية.

- رفع الحصار عن مختلف المدن والبلدات والمناطق.

- إطلاق سراح جميع المعتقلين, والموقوفين, وسجناء الرأي.

- إعادة تشغيل خدمات ومرافق البنية التحتية المدمرة.

- توفير ممرات آمنة لإخلاء ومعالجة الجرحى والمصابين والمرضى, وللتزود بالدواء والأجهزة الطبية والغذاء والوقود وسائر الإحتياجات الإنسانية.

- تعويض ذوي وعائلات الشهداء, ومن دمرت بيوتهم ومنشآتهم وممتلكاتهم, أو تعرضت للسرقة أو الإتلاف.

- تمكين المهجرين, والنازحين, والعالقين, والمنفيين, من العودة لأماكنهم ومنحهم حرية الحركة والإنتقال.

- إتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتثبيت وقف القتال, وحماية المدنيين وإنهاء معاناتهم.

مع هذه التدابير الإنقاذية العاجلة, ينبغي وضع صيغة للحل السياسي, تقوم على السماح للشعب الليبي بممارسة حقه في تقرير مصيره في جو من الأمن والحرية, بعيداً عن التدخل الأجنبي وعن هيمنة السلطة, وتمكينه من إختيار نظام الدولة وشكل الحكم الذي يريده لنفسه وفق آليات التعبير الديمقراطي المتعارف عليها دولياً. ويجب أن تؤكد هذه الصيغة على استقلال وسيادة ليبيا وعروبتها, وحرية ووحدة الشعب, والوطن, والدولة الليبية, ورفض كل أشكال التقسيم التي يمكن أن تنشأ, إما عن تعيين خطوط تماس بين المحاربين وتكريسها كمناطق فصل ثابتة, أو عن مؤامرات دولية تسعى لتمزيق ليبيا إلى مناطق نفوذ ومصالح. وهذا ما يبدو لنا من مناورات دول "حلف النيتو" التي تتلكأ, بهذه الحجة أو تلك, في إنجاز مهمتها- المزعومة أصلاً-: " حماية المدنيين". وتناور هنا وهناك وتبعث برسائل عديدة, متلاعبة بالطرفين, من خلال عدم تمكين أيٍ منهما من حسم الموقف لصالحه (منع قوات القذافي من الزحف نحو الشرق من جهة, وعدم السماح بتسليح قوى الشعب الثائر من جهة ثانية). وهذا يعني ببساطة: ترك كل منهما يستنزف الآخر في مواقع محددة, إلى حين الوصول إلى وضع تنهك فيه قواهما, فيرضخان للإملاءات والشروط المفروضة.

التحرك العربي السريع إذاً, ضروري لحماية الليبيين ولوقف دمار بلادهم, وللحيلولة دون تفكك ليبيا وتمزقها, وهو ما يقوض مصالح وأمن الليبيين حاضراً ومستقبلاً, ويهدد مصالح الأمة العربية وأمنها الإستراتيجي, وبخاصة الدول المجاورة لليبيا.

نرجو ألا يخيب أملنا مجدداً, فيترك العرب المبادرة والعمل لمجلس الأمن وحلف النيتو كما فعلوا من قبل, مكتفين قانعين بأخذ علمٍ بما يدور وكأن الشعب الليبي ليس شعباً عربياً, أمره ومصيره يخصنا جميعاً, أو كأنهم لا يعرفون أين تقع ليبيا!؟


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024