إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الدم طفح في طرابلس، هل تعلم 8 آذار؟

فراس الشوفي - الاخبار

نسخة للطباعة 2013-11-30

إقرأ ايضاً


طفح الدم في طرابلس. قد تكون المشاهد الأخيرة التي تصل من المدينة، إلى القابعين خلف الشاشات، أقسى بكثير من أخبار جولات الاشتباكات وضحاياها.

وبالطبع، قوى 14 آذار ليست معنية بمصير أهالي جبل محسن، لكن كيف تصمت قوى 8 آذار كل هذا الوقت؟ فيما، يرى جزء كبير من جمهورها أن «جبل محسن... مبيع».

تعيش قوى 8 آذار جزءاً من التسليم بأن طرابلس باتت خارج السيطرة. ومن دون قفّازات، تقول مصادر متعددة في هذه القوى، إن «طرابلس لا حلّ لها».

«سُنة 8 آذار» مثلاً يقولون «إننا لا نستطيع فعل شيء في ظل هذا الشحن المذهبي، على الأجهزة الأمنية أن تتحرك». حزب الله أعلن موقفه أمس، مشيراً إلى أن «العصابات مغطاة من 14 آذار، وهي نتيجة فشل الرهانات الخاطئة في السياسة». ومن دون قفازات أيضاً، تقول مصادر في 8 آذار «إن حزب الله يتحاشى رفع الصوت في الإعلام بسبب الحساسية المذهبية». والرئيس نبيه برّي كذلك، يحمّل «قوى 14 آذار مسؤولية هذا الإجرام»، ويتهمها بعدم رفع الغطاء عن المطلوبين. وبينما يستنكر التيار الوطني الحرّ ما يقوم به «مجرمو طرابلس»، لا تبدو أن هذه المعركة في أولوياته، ويحيلها على حلفائه/أخصامه في المدينة، أي آل كرامي وميقاتي. بالنسبة إلى مصادر الرئيس عمر كرامي، فـ«إن الأمور لم تعد تحتمل، وعلى القوى الأمنية التحرّك، وهي لديها غطاء كامل من السياسيين... كما يُقال». وحده النائب سليمان فرنجية ذهب بعيداً: «فرع المعلومات ميليشيا».

بالطبع، حين تبحث في التفاصيل، ستسمع كلاماً غير ذاك المنمّق. ثمّة من يقول في قوى 8 آذار «دعونا ننتظر، لربما يكون علي عيد متورّطاً فعلاً كما حدث في قضية ميشال سماحة!». للأمانة، هذا الرأي ليس طاغياً، لكنه يبدو مسموعاً، بينما يطغى رأي آخر: «فرع المعلومات سرّب معلومات غير دقيقة من التحقيق في تفجيري المسجدين، متعمداً حصول ما يحدث الآن، للضغط على النظام السوري وحزب الله عبر جبل محسن».

لا تقسو 8 آذار كثيراً على الجيش، ويؤكد مصدر قيادي في 8 آذار أن «الخطة الأمنية حين أعدت لطرابلس، كان هناك اتفاق غير مكتوب، على أن الجيش يمنع كسر التوازن في المدينة، لا يضرب المسلحين، ولا يضرب جبل محسن». بينما يؤكّد مصدر آخر، «أن الجيش يدرك أن إنهاء المسلحين في طرابلس يحتاج إلى معركة قاسية، أقسى بكثير من تلك التي حدثت في عبرا وقبلها في مخيم نهر البارد، وبغطاء أميركي طبعاً، ولن يخوضها الآن قبل أن يتضح المشهد العام في الإقليم».

في 8 آذار أيضاً، من يقول إن «التسليم المبكر لحركة التوحيد الإسلامي والشيخ هاشم منقارة والحزب القومي، وخروج هذه القوى الفعلي من المدينة، سمحا للمسلحين بالطغيان على جبل محسن، ولو بقيت هذه القوى، وحصّنت نفسها، لكانت قد أقامت نوعاً من التوازن داخل المدينة». يعود المصدر ويبرّر، «قوى 8 آذار اختارت الانسحاب الجزئي من طرابلس حتى لا تنتقل الحرب السورية إليها سريعاً».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024