إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

نديم قرر والراعي استجاب: لا قداس للعلم في جبيل

ليا القزي - الاخبار

نسخة للطباعة 2014-06-21

إقرأ ايضاً


صدر «أمر الطاعة» من الصرح البطريركي في بكركي عن البطريرك الماروني بشارة الراعي، طالباً إلغاء جناز الأربعين عن نفس القيادي السابق في الحزب السوري القومي الاجتماعي نبيل العلم، الذي كان سيُقام ظهر غد الأحد في جبيل. قرار اتخذه بعد أن التقى نجل الرئيس الأسبق بشير الجميّل، نديم.


لم يكن في جدول أعمال نائب الأشرفية زيارة قضاء جبيل يوم الجمعة. حتى إن الكتائبيين الذين كانوا يتواصلون معه حتى الحادية عشرة من مساء الخميس، تفاجأوا به يصل التاسعة صباح أمس إلى القضاء. بدأ زيارته من مطرانية جبيل، حيث لم يتمكن من لقاء المطران ميشال عون. أمام الآباء أعرب عن رفضه لإقامة قداس احتفالي لمن خطط لاغتيال أبيه، مبلغاً إياهم «أننا سنكون موجودين يوم الأحد أمام الكنيسة وأنتم تتحملون مسؤولية أي عمل قد يحصل». ممثلو المطران، الذين اجتمع بهم الجميّل، قالوا إنهم سيبلغونه نتيجة الاتصالات قريباً. بيد أن رده كان قاطعاً: «مش ناطر جواب، فنحن أبلغناكم ماذا نريد». من المطرانية، انتقل الوفد الكتائبي إلى كنيسة مار يوحنا ـــ الأنطش، حيث كان من المفترض أن يُقام القداس. فكان اللقاء مع مسؤول الدير الأب جان بول الحاج، واستعادة لكلام الجميّل في المطرانية. قبل مغادرته، كانت جلسة مع «الرفاق» بحضور عضو المكتب السياسي طنوس قرداحي، وغياب رئيس إقليم جبيل روكز زغيب لارتباطه بأمور أخرى. انشغالات رئيس البلدية زياد حواط منعته من لقاء الجميّل، فرضيا بـ«حلّها» هاتفياً. أما الحديث الأكثر واقعية، فكان مع القوى الأمنية في المدينة، الذين أبلغوه «ضرورة المعالجة السياسية للموضوع قبل يوم الأحد، أما الأمن فنحن نتكفل به وقت القداس». إلى بكركي، توجه الجميّل حيث التقى الراعي والمطران جوزف معوض، الذي كان سيترأس الذبيحة الإلهية. يقول الجميّل لـ«الأخبار» إنه لا مشكلة لديه في إقامة جناز للعلم، فهو يؤمن بأن العدالة السماوية ستأخذ مجراها «ولكن أنا أرفض أن يُرفع القداس إلى مستوى الاحتفال وإرسال الدعوات، والحشد الشعبي». لذلك، طلب من الراعي «إمكانية نقله إلى مكان آخر، أو على الأقل إعادة حصره على ألا يتعدى إطار المناسبة العائلية». بعد ساعة من مغادرته الأراضي الكسروانية، قال: «تلقينا اتصالاً من بكركي يبلغوننا أن القداس ألغي».

كتائبياً، «نشوة الانتصار» تسيطر على العناصر التي كانت مستنفرة. يوضح روكز زغيب أن «منطقتنا ليست حاضنة للفكر المناهض لبشير. لن نقبل استفزاز عواطف الناس». يعيد التأكيد أن القداس حق للجميع، «ولكن رفضنا هو لتكريمه في بيئة ليس مُكرماً فيها. هذه المنطقة بكت على بشير ولم توزع البقلاوة».

عائلة نبيل العلم رفضت التعليق، مكتفية ببيان تقدم فيه «الاعتذار والشكر لكل صديق ومحب»، بسبب إلغاء القداس، وذلك بعد أن «انطلقت في المدينة مجموعة من الشائعات والأقاويل والبلبلة وامتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتواجه بأقاويل وتحديات مضادة. وتطور اللغط إلى تهديدات وتحديات بين المحازبين وما شابه، ما أحرج رجال الدين والأمن في آن واحد وأربك العائلة وأهل الفقيد أيضاً». إضافة إلى حرص العائلة على سلامة الناس «ورفضاً منا لكل أنواع التنافس بين الأحزاب والمجموعات في مناسبة دينية اجتماعية لا علاقة لها بالسياسة ولا بذلك الحزب أو غيره». القوميون ملتزمون قرار العائلة. يقولون إنه «سيأتي اليوم الذي سنعيد فيه الجثمان ونقدس لراحة نفس نبيل». يقول أحد المقربين من عائلة العلم إن «تصريحات مسؤولين في الحزب القومي الاجتماعي منذ يومين، بعد أن تناسوا نبيل طويلاً، شكلت سبباً إضافياً للعائلة حتى تسير في قرار الإلغاء». فالهدف الأساسي كان الصلاة «ولكن الكلام السياسي وإرسال وفد منهم للمشاركة عززا فرضية حصول احتكاك على الأرض بيننا وبين الكتائبيين». عدم الصلاة الأحد، لا يعني أن هؤلاء الأفراد سيتوقفون عن تكريم «شهيدهم»، فعلى مدار السنة «سيكون هناك محطات تكريمية تحت عنوان نبيل العلم: شخصية عام 2014»، ليصار بعدها إلى «تشكيل لجنة لتخليد ذكرى الأمين نبيل».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024