إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حافلة القدس تفجّر الرعب في كيان الاحتلال

مهند فائز نصرة - البناء

نسخة للطباعة 2016-04-26

إقرأ ايضاً


حالة جديدة ومتجدّدة من القلق سيطرت على تفكير كيان الاحتلال «الاسرائيلي» في ما يتعلق بأمنه الذي كما يسمّيه الاسرائيليون «خطاً أحمر» بعد أن تصدّرت الهجمات الفدائية الاخيرة صحف الاحتلال في القدس الغربية المحتلة مع استمرار مسلسل الطعن بالسكاكين لجنود الاحتلال هذا من جهة، أما الجهة الأخرى والاهمّ من وجهة نظر الاسرائيليين كانت القوة المتعاظمة التي لم تعد تقهر كما يقول بعض المحللين من حيث العقيدة الجهادية لرجال المقاومة والقوة النارية والقدرة التكتيكية التي أصبحت في متناول المقاتل لكلّ من حزب الله في لبنان، أو حماس والجهاد الإسلامي في غزة اللتين لم ينفع حصار السنين في منع اي منهما ـ حماس أو الجهاد الإسلامي ـ من تطوير قوتها وزيادة قدرتها على المواجهة من خلال الدعم المستمرّ الذي اعترفت به قيادة حماس للجمهورية الإسلامية الايرانية بالخبراء والسلاح بعد خسارتها لحليفها الاستراتيجي الأول دمشق وانخراطها بالحرب السورية ضد الجيش السوري كما أكدت دمشق في أكثر من مناسبة، وحزب الله الذي يعتقد الاحتلال الاسرائيلي امتلاكه آلاف الصواريخ التي يطال بها العمق الاسرائيلي والتي كشف عنها السيد حسن نصرالله مراراً وتكراراً، مؤكداً على قدرة الحزب ضرب المفاعلات النووية الموجودة بعمق الكيان الاسرائيلي».

السؤال هنا هل كان انشغال المجتمع الدولي بـ«داعش» و«النصرة» لمصلحة المقاومة أم لمصلحة «إسرائيل»؟ حماس التي كانت حديث المجتمع الدولي ووُجِّهت لها اتهامات الدول الاوربية واميركا بالإرهاب المتعلق بالصواريخ التي تطلقها على «إسرائيل» اصبحت بعيدة عن الجلسات الدولية والاقليمية وربما المحلية الضيقة، وجاء المتحدّثون «الاسرائيليون» من جديد ليؤكدوا خطر ما أسموه الجناح العسكري لحركة «حماس» الذي لم يعد يُسكت عنه على حدّ تعبيرهم، حيث حقق نتائج مخيفة على صعيد تطوير الأسلحة والصواريخ، وقدرة على إصابة العمق الأمني الاسرائيلي بالعملية الاستشهادية الاخيرة في القدس المحتلة، والتي كانت حصيلتها إصابة اكثر من 22 اسرائيلياً.

وما يزيد الطين بلة «كما يُقال» حزب الله الخطر القادم من الشمال والتقارير العسكرية التي تحدّثت عن امتلاكه صواريخ نوعية ذات قدرة على حمل رؤوس متفجرة بقدرة تدميرية مضاعفة عن صواريخ «سكود» التي استخدمها الحزب في حرب تموز 2006، وما لم يغفله المتحدثون العسكريون كان الخبرة القتالية العالية التي اكتسبها مقاتلو الحزب جراء قتالهم في مدن وقرى وجبال وصحاري سورية ضدّ «داعش» و«النصرة» والجماعات المتطرفة، وهذا قد يعطي فهماً للمناورات العسكرية الضخمة التي أجراها الجيش الاسرائيلي في الجبهة الشمالية قبل فترة. وما كان مؤشراً أو بالأحرى اعترافاً واضحاً بواقع القوة المتغيّرة لحزب الله جاء على لسان نائب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الجنرال يائير جولان الذي أكد أنّ الحزب «طوّر قدرات قتالية جديدة تشكل خطراً لم يسبق له مثيل على اسرائيل»، وأنه في حال نشوب اية حرب قادمة «سيلحق بلبنان دمار كبير يطال البنية التحتية وبيوت المدنيين».

هنا نلاحظ كيف يتحدّث نائب رئيس الأركان عن حرب مؤكدة تعتبر استباقية لتدمير الأسلحة النوعية والاستراتيجية التي حصل عليها الحزب أو ربما يكون حديثه تحريضاً ضدّ حزب الله عبر التلويح بأنّ الحرب القادمة ستكون ضدّ اللبنانيين جميعاً، وليس كما كانت في حرب 2006 ضدّ مدن وقرى في الجنوب والشمال من البيئة الحاضنة للحزب لعلّهم بذلك يزيدون الضغط الداخلي عليه لتعلو أصوات في قوى 14 آذار التي أصلاً باتت في بعضها تتهم الحزب بالإرهاب. وما هو مؤكد من هذه التصريحات حالة من الخوف والرعب التي باتت تسيطر على سكان المستوطنات من نشوب ايّ حرب أخرى قد يرى بعضهم بأن لا قدرة لدولتهم بأن تحميهم اذا ما نشبت، وخصوصاً أنّ حرب تموز كانت درساً قاسياً، فكيف بعد عشر سنوات مضت من التسليح والصواريخ والتدريب التي بات الحزب يمتلكها كماً ونوعاً؟

وفي تصريح للجنرال جولان هدّد بإحداث دمار كبير في البنى التحتية اللبنانية في حال انفجار ايّ حرب جديدة مع حزب الله ليؤكد السياق السابق ويوصل الرسائل نفسها التي سلف ذكرها.

أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن أفضل حالاً من نائب رئيس الاركان حيث كان الارتباك يأخذ حيّزاً واضحاً من تصريحاته وربما تقاسيم وجهه جراء تعاظم قوتي «حماس» في الجنوب و«حزب الله» في الشمال، وما لم يخفِهِ كان خوفه وقلقه الدائم من وجود بعض الكتائب من حزب الله في الجولان السوري، هذه الكتائب التي أسّسها الشهيد سمير القنطار بمقولته المشهورة «لم أعد من فلسطين إلا لكي أعود إليها» في إشاره إلى هدف وجود هذه الكتائب. وجاء ارتباكه واضحاً في الاجتماع الاستعراضي الذي عقده مع وزرائه في هضبة الجولان، وإعلانه من داخل الجولان أنّ هذه الهضبة ستكون تحت السيطرة «الاسرائيلية» الى الأبد. أكثر من مئة الف صاروخ من مختلف الأبعاد والأحجام باتت ضمن منظومة «حزب الله» الصاروخية، وسلاحه النوعي المضادّ للدروع أصبح جاهزاً على أكتاف المقاومين في الجنوب اللبناني، وأيضاً في الجولان السوري المحتلّ، بينما سلاح الأنفاق السري والمعقد والصواريخ الجديدة والمحلية المطّورة لـ«حماس باتت هاجساً يقضّ مضاجع المحللين الإسرائيليين، وربما كانت محاولة نتنياهو تبديد هذا الرعب بالادّعاء بأنّ جيشه يملك أجهزة قادرة على كشف الأنفاق، فجاء تكذيب بعض الخبراء له ليزيد خوف الإسرائيليين ويرسخ رعبهم. والمؤكد أنّ المقاومة تستمرّ في الإعداد لمواجهة ايّ عدوان اسرائيلي، وتسعى لتحقيق أكبر الخسائر في بنيته التحتية والعسكرية بعد انشغال المجتمع الدولي بقتال «داعش» و«النصرة» وانقسام العالم العربي وانحراف البوصلة الاساسية عن ارض فلسطين ليكون بصيص أمل وسط عالم عربي يغرق في «أزهار الربيع العربي» المدمّرة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024