إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عميد الإذاعة والإعلام يحاضر في متحدي مصياف وسلمية – الشام : سايكس – بيكو بين القديم والمتجدد ...!

الأمين كمال نادر

نسخة للطباعة 2007-12-27

إقرأ ايضاً


بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشئوم ومقدماته التمهيدية في اتفاقية سايكس – بيكو ، وبمبادرة من منفذية حماه فقد وجهت الدعوة للاستماع إلى محاضرة عميد الإذاعة والإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين كما ل نادر بعنوان : سايكس – بيكو ، الشرق الأوسط الجديد ..! وفي مضمونها توضيح لاستمرارية اللعبة الغربية في تطوير الاتفاقية – المؤامرة ولكن بأوجه متعددة ، المحاضرة كانت يوم 12-12-2007 في المركز الثقافي العربي بمصياف ، ويوم 13-12-2007 في المركز الثقافي العربي في السلمية .

في المقدمة ، شرح الأمين نادر الأوضاع في نهايات العصر الاستعماري العثماني التي مهدت لقبول بعض القيادات العربية التعاون مع الدولتين الغربيتين – فرنسا وبريطانيا باعتبارهما تقودان ذاك الغرب ، وكيف مرت الخديعة الكبرى على القيادات العربية ، وانكشاف تفاصيل الاتفاقية بعد الثورة الروسية – البلشفية ، وإطلاق بريطانيا مجدداً ما أسمته الكتاب الأبيض إمعاناً في خديعة من ادعت أنهم الحلفاء العرب ، وانتقل إلى تفاصيل فرض الانتداب وتطبيقه على أرض الواقع عسكرياً ، وانتقال قيادات الأمة من الاعتراض الشفاهي العلني ، إلى مرحلة العمل المقاوم العسكري الذي تجلى في معركة ميسلون واستشهاد البطل يوسف العظمة ، كما شرح الكثير من خفايا المؤتمر السوري العام الأول الذي شارك فيه زعماء ووجهاء وقيادات من كل الكيانات السورية وأن جميع هؤلاء كانوا يؤمنون ويعملون لوحدة تراب الأمة ، وكان من أهم مقررات المؤتمر البند الذي ينص على أن سورية للسوريين وأن السوريون أمة تامة ... كان ذلك في العام 1920 ، مع أ، المؤتمر انعقد على مرحلتين ، بدأت أولاها في العام 1919 .. – الجدير ذكره أن هذا التوضيح جاء رداً على مداخلة أحد الحضور واحتج فيها على تعبير ... سورية للسوريين قائلاً أن سوريا للعرب .. كل العرب ، وقد أوضح الأمين نادر الفرق بين المقولتين وتساءل أين يجب أن يكون حق القرار ولمن ْ .؟. وهل يحق لأحد أن يتصرف بحق سوري ولو كان عربيا ، أو حتى سورياً دون أن يكون للأمة هذا الحق ، وفي العصر الراهن .. هل يكون القرار من حق دمشق أو غيرها من العواصم الشقيقة .؟.

الأمة لم تخضع للأمر المفعول في اتفاقية الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى ، أبناء الأمة تداعوا وبدأت الثورات تمتد من مكان إلى آخر ، من جبل الزاوية شمالاَ إلى جبل العرب جنوباً ، هنانو ، الشيخ صالح العلي ، الخراط والأشمر ، مروراً بجبال لبنان ، لتكتمل الثورات في الثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الأطرش العام 1925، ولم تهدأ الثورات إلى أن بدأت الحرب العالمية الثانية ، في هذه الأثناء بدأت بريطانيا التمهيد لسلخ فلسطين وتنفيذ وعد بلفور ، وأقامت أمارة شرق الأردن ، ومنحت جزءاً من أرض الأمة في مشرقها إلى الصفويين ، كما قامت فرنسا بإنشاء دولة لبنان الصغير ، ثم الكبير ، وسلخت لواء الاسكندرون فأعطته لتركيا ، وقبل ذلك كانت أجزاء أخرى من الشمال السوري قد أعطيت للدولة التركية الناشئة على أنقاض الامبراطورية ، وإمعاناً في التقسيم ولطمس اسم سوريا من خريطة العالم أقام الفرنسيون كيانات أربع على ما بقي من أرض الشام فكانت دولة دمشق ودولة حلب ودولة العلويين ودولة الدروز ، هذه الكيانات التي رفضها أبناء الأمة وحاربوها وعملوا لاستعادة الوحدة فما تمكنوا من ذلك إلا جزئياً حيث قامت الجمهورية السورية – الحالية وبقيت الكيانات المصطنعة الأخرى ، واستمر اغتصاب الأجزاء المغتصبة ، وقامت دولة الكيان العدو على أرض فلسطين .

هل توقفت الأمور عند حدود تنفيذ سايكس – بيكو الأولى أم أن تطوراً جديداً لا بد منه للقوى الطامعة في هذه الأمة ، وعلى أسس جديدة تخدم مصالحها ..؟. يتابع المحاضر متسائلاً ، ومستدركاً أن القوى الاستعمارية تدرس واقع المناطق المستهدفة ، اثنولوجياً وثقافياً واقتصاديا ، وتجمع المعلومات بكل الطرق والوسائل ، واكتشفنا متأخرين أن كل بعثات الاستكشاف والاستشراق والتبشير وحتى السياحة كانت تقوم بمهام ووظائف تخدم مخططات الغرب بعيدة المدى ، وهذه المعلومات تخدم عملية تطوير الأساليب الغربية في السيطرة على المنطقة وتفتيتها لتسهيل ابتلاعها والسيطرة عليها وقد تجلت في العصر الحديث بمحاولات مبكرة لتفتيت لبنان على أساس كانتونات طائفية – مذهبية تصدينا لها منذ ربع قرن وأفشلناها بعد أن تجسدت كحقائق على أرض الواقع ، دفعنا من دمائنا ... شهداء على مذبح الوحدة ، أسقطنا هذه الكانتونات وكانت مقدمة لتعمم على المنطقة المشرقية أي يجب أن تنتقل تباعاً إلى الشام والعراق ، سقطت في لبنان بدعم من الشام ، وبإيمان من العاملين لوحدة الأمة ، ولم تسقط الخطة ، بل انتقلت من خلال لعبة دولية واسعة النطاق إلى العراق بعد أن احتلته الولايات المتحدة الأمريكية بتحريض من المحافظين الجدد ، ومجموعة من اليهود الصهاينة العاملين في كواليس الإدارة الأمريكية ، ويبدو أن لهم من السيطرة ما يكفي لدفع دولة كالولايات المتحدة إلى ارتكاب أخطاء في سياستها العالمية وحتى حدود تسجيل الفشل الذريع الذي تعانيه حالياً ، ليس من منطلق القواعد الأخلاقية ، ولكن بسبب المقومة العنيدة والباسلة لأبناء الأمة من مختلف الكيانات ، المقاومة التي تكلف الشعب الأمريكي ما لا طاقة له على تحمله ، ويوقع الإدارة الحالية في مجابهة داخلية هي الأشد ، ومجابهة دولية بعد أن تكشفت الحقائق ، مع ذلك يتبنى الكونجرس الأمريكي مشروع كنتنة العراق على أساس كونفدرالية الطوائف والأعراق ، الأمر الذي يرفضه العراقيون ، وترفضه الأمة ، وقد لا يتحقق أبداً ، وهذا ما نعمل له ، ونأمل أن نصيب النجاح كما نجحنا في لبنان .

دمشق – حاضنة الممانعة ، وثقافة المقاومة ، دورها ، وصمودها ، وأساليب العمل السياسي الناجح الذي أبدعته ، سواء في مرحلة قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد ، أو في المرحلة الحديثة ، بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد ، كانت الفقرة المهمة في محاضرة الأمين نادر ، واستشهد بما كتبته جريدة النهار بعنوان عريض وبارز : مات ولم يوقع ..! وعاد بالحضور إلى مقولة الراحل الكبير : أنه إن لم نكن قادرين على استرداد الأرض المحتلة في الوقت الراهن ، فإننا غير ملزمين بتوقيع اتفاقات تقيد الأجيال القادمة ، بل لنترك الأمر لها أن تقرر بحرية ، وهكذا فإنه في سويسرا وفي آخر لقاء له مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لم يتنازل عن بضعة أمتار على شاطئ بحيرة طبريا ، بل إنه قال : لن أتنازل عن ذرة تراب من أرض الوطن ، ولا عن حقوق شعب فلسطين ، وهكذا فشلت المفاوضات التي أراد لها أن لا تنجح حتى لا يسجل التاريخ أنه وقع على ما يعتبره تفريطاً بجزء من حقوق الأمة .

أعقب المحاضرتين حوار مع الحضور ، أجاب الأمين نادر على جميع الأسئلة ، وأوضح الكثير من الأفكار المغلوطة أو التعابير الملتبسة ، وخاصة فيما يتعلق بأمر القرار الذي يجب أن لا يخرج من يد دمشق ، بمعنى آخر من يد القيادة السورية ، فليس منا من يقبل بأن تكون القيادة تابعة وليست صاحبة قرار في الأمور المصيرية ، وهذه يجب أن تكون مشاعر من يعتز بقيادته ويثق بها ، وهي قد أثبتت صحة رؤيتها ، واستشرافها لمستقبل هذه الأمة ، وبذلك حصدت التفاف أبناء الأمة حولها ، من هنا نقول ، ونؤمن بما جاء في مقررات المؤتمر السوري العام الأول من أن سورية للسوريين ... ليس بمعناها المجتزأ – الحالي – بل ، بواقعها الحقيقي الذي يشمل كل بلاد الشام ، والتي نرى فيها المؤهلة لقيادة العالم العربي ، وإقامة الجبهة القادرة على الدفاع عن مصالح هذا العالم وأخذ موقعه بين الكتل العالمية ... إذ ليس من مكان لضعيف بين الأقوياء .



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024