إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

من عمق الهوية السورية الوطنية و الخطيئة العروبية الكبرى الجزء الأول

أدونيس آرامي

نسخة للطباعة 2015-01-20

إقرأ ايضاً


من تكون !! سؤال قد يبدو سهلاً للوهلة الأولى , نقف لنُعَرِّف عن أنفسنا , الجواب يكون عفوي اسمي فلان من عائلة فلان . لكن عندما يطلب منا التعريف عن حقيقتنا الفعلية كمجتمع متعدد الأصول تتلعثم الألسن و يبدأ التناقض و الأنفصام عن الهوية بالظهور فتسقط الهوية الوطنية و يحل مكانها الهوية العرقية لأن النسب الأجباري لعرق ما .. كما فعلت العروبة لا يمكن أن يستمر إلا من خلال الكذب و التلفيق و التزوير أو من خلال العنف و التسليم القصري , هذا ما عاشته أمتنا السوريه على مدى عقود و ها هي النتيجة أمامكم . لسنا إلا غرباء عن ذاتنا وهويتنا الشخصية الحقيقة , نحن السوريين كأفراد من عروق و أصول مختلفة لا يمكن أن ندعي أننا من أصل عرقي واحد , لذلك و من أجل حل هذه المعضلة تم إدخال عنصر جديد و هو الدين و تم ربط الدين بالعرق مع أن الأديان لا تعترف بالعرق و لا تعترف بأرض وطن أصلا لأنها أممية , لذلك تفقد الهويه الوطنية محتواها أو مضمونها و هنا ندخل بالمأساة الحقيقة الذي هو هذا التناقض بين الدين الذي لا يعترف لا بأرض ولا بعرق و ربطه بأرض و عرق لذلك أصبحت هويتنا كونية لا أرض لها كي ندافع عنها و لا تميز قومي نفتخر به و نحارب من أجله أي بما معناه يصبح المواطن غريب عن هذه الأرض و بدل من أن يدافع عنها يصبح عدوها و يحاربها , من يقتل السوريين و يذبح بهم معروفين لكن العروبه تخجل أن تقول لكم الحقيقة , لذلك و أحد أهم أسباب أمتداد هذه الحرب الكونية لسنوات أربع هو الكذب و الكذب و الكذب على السوريين من أجل عدم ذكر حقيقة الأمور . ما يحصل اليوم هو نتيجة فقدان الهوية الوطنية و تميزها و هذا التدافع والصراع بين الأمم على أرضنا هو بالأساس لأن نسبة لا بأس بها من السوريين في سوريا الطبيعية أصبحوا عملاء لتلك الأمم , عملاءعلى سوريتهم لأمم تتصارع لمد نفوذها على أرضنا والعقل العروبي لم يفهم هذا أو لا يريد , لذلك تجده يكرس لنا جيش من الصحافة كي يكذب علينا ليل نهار , يتم تخديرنا بأخبار لا صحة لها و لا أساس لها فقط من أجل اللعب بالوقت المستقطع و بالتالي المزيد من الدماء و الدمار فلا يعنيهم حياة السوريين بل ما يعنيهم عدم معرفة الناس للحقيقة .

في أبسط العلاقات الأجتماعية و هي علاقة الجيرة أو الحارة أو القريه ترتبط حالة الفرد النفسية والتربوية مع حال الأمة كاملة سواء ثقافياً أو أخلاقيا أو سياسيا إلا في أمتنا السورية و ذلك بسبب طغيان ضياع الهوية فهوية الجار و جاره تختلف كليا عن بعضهما مع أنهم يحملون قصاصة ورقية كتب عليها جمهوريه أو دوله أو مملكه لأنها بالفعل أصبحت فقط قصاصة ورقية لا معنى لها لأن الفرد فقد قدرته على التعبير عن ذاته في أمّةٍ عاجزةٍ عن التعبير عن هويّتها و فقد قدرته على إدراك قيمة هذه الهوية وممارستها في سياق الأمّة وعقيدتها .

في مطلع القرن الماضي بقي الجدل على الهوية في حالة صراع بين مفهوم تابع للأمم الصهيونية الحاكمة في ضرورة تعريب الأمة السورية و بين الهويه السورية ذاتها النابعة من الأرض و الروح و النفس السورية , و كان ما كان و تم إغتيال أنطون سعادة من أجل إغتيال الهوية السوريه و استبدالها بالأعرابية . سبعة عقود من الضياع و قبل ذلك أربعة قرون من التأمر على الهويه السوريه فأضحت الثقافة السوريه ضحلة جافة يابسة كما صحراء جزيرة العرب و الربع الخالي خالية من أي إبداع و أصبح الخطاب العربي المشوه ثقافيا و أخلاقيا سائد على الأرض السوريه لأن الغربي المتصهين يحتاج إلى مواطنين فاقدي الهوية و الثقافة كي يفرض علينا الثقافة التي تؤمن مصالحه و بالتالي الهوية التي يريدها هو و ليس الهوية الحقيقية للأمة .

ـ يتبع ـ

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024