نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
خرافة الهولوكوست
نحو إنتهاء عمل "صائدي النازيين"، وسعي اليهود إيجاد أشكال جديدة لهذا النشاط مع شمول العالم العربي ضمن هذه الخطة...
من المعروف أن اليهود تخصصوا في العقود التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا الحاضر في تعقب أو "إصطياد" النازيين بهدف ملاحقتهم أمام المحاكم لـ"معاقبتهم" على محاربتهم لليهود خلال تلك الحرب، والقيام بما يُعرف بخرافة "المحرقة" أو "الهولوكوست", على أن مرحلة "إصطياد النازيين" Nazis hunting قد شارفت الآن على الإنتهاء لسبب بسيط وهو أن عامل الزمن أدى إلى وفاة الغالبية الساحقة ممن يتهمهم اليهود بالمشاركة في "الهولوكوست" المزعوم، وأن من تبقى منهم على قيد الحياة قد بلغ العقد التاسع من العمر، (أو أواخر العقد الثامن...)، علماً أن اليهود لا يتورعون عن جرّ أشخاص بهذه السن المتقدمة ويعانون من مشاكل صحية إلى المحاكم بصفتهم "مجرمي حرب" لمجرد أنهم عملوا في معسكرات الإعتقال الألمانية، وذلك حتى لو أن عملهم في تلك المعسكرات أقتصر على أعمال مكتبية متواضعة، أو على التنظيف...
ومع مشارفة هذه المرحلة على الإنتهاء، صدرت عدة دراسات وتصريحات يهودية تطرح ما ينبغي على اليهود القيام به الآن من أجل "الإبقاء على الذاكرة"، على حدّ تعبيرهم، بمعنى الإستمرار في التباكي لكون اليهود ضحايا "المحرقة" المزعومة بهدف إستدرر تعاطف الرأي العام العالمي عليهم من جهة، وفي سعي منهم لمواصلة جني الأرباح الوفيرة من جراء إستغلال هذه الإدعاءات.
وفي هذا المجال قال "صائد النازيين" اليهودي الليتواني الأصل إيفراييم زوروف Efraim Zuroff أن التركيز سيكون من الآن وصاعداً على السعي لمحاربة ما يصفه هو بـ"تشويه تاريخ المحرقة"، بمعنى محاربة نشر الدراسات حول "المحرقة" المزعومة التي لا تتفق مع الإدعاءات اليهودية. ويمارس زوروف هذا الجهد من جانبه الخاص على ليتوانيا، لكن من الأكيد أن اليهود يتطلعون إلى أن يشمل هذا الجهد جميع أنحاء العالم، وليس عدد محدود من البلدان مثل ليتوانيا وسواها فقط...
إشارة هنا لبروز إشارات متزايدة إلى أن هذه الحملة ستشمل أيضاً العالم العربي، مع صدور عدة تصريحات عن عدد من الإعلاميين العرب تنمّ عن رفضهم أمر "إنكار الهولوكوست"...
على أن زوروف هذا أكد بأن الملاحقة القانونية ومحاكمة "مجرمي الحرب" يبقى الأسلوب الأكثر فعالية من الناحية الإعلامية لجهة تسليط الأضواء على "المحرقة"، وعلى ما عانى منه اليهود... ولما كان أن محاكمة "مجرمي الحرب" المزعومين هؤلاء لن تعود ممكنة بسبب عامل الزمن، فمن المحتمل أن اليهود باتوا الآن بصدد التفكير بمحاكمة الكتاب والمؤرخين الذين لا يعتمدون المرويّات والأرقام اليهودية حول "الهولوكوست" المزعوم، مع سعيهم -أي اليهود - إلى تصنيف "إنكار الهولوكوست" كجريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي...
وبالعودة إلى "الهولوكوست" نفسه، فإن أي قارىء للتقارير التي تنكر حصول "المحرقة" على النحو الذي يرويه اليهود يجد تلك التقارير مفعمة بالوقائع الثابتة والأرقام الدقيقة والدلائل المادية التي لا يمكن إنكارها، في حين أن من يقرأ التقارير اليهودية بهذا الصدد يجدها مليئة بالمشاعر الجياشة مع الإفادة عن وقائع مزعومة من دون تقديم أي دليل مادي ثابت على حقيقة حصولها، مع الإصرار والتشديد على رقم "6 مليون قتيلاً يهودياً" نتيجة للـ"هولوكوست"، علماً بأن الإحصاءات الصادرة عن اليهود أنفسهم حول عديدهم قبل وبعد الحرب العالمية الثانية تشير إلى أن هذا العديد كان ثابتاً، أو حتى أنه زاد قليلاً بين 1939 و1945، فمن أين أتى الـ6 مليون هؤلاء؟
(تُراجع بالنسبة إلى مسألة "الهولوكوست" دراستنا "حقيقة محرقة اليهود").
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
بروز مرشح يهودي يساري الملامح للرئاسة عن الحزب الديموقراطي
تُعتبر وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون Hillary Clinton المرشحة الأبرز لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي لها لخلافة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما في إنتخابات 2016؛ على أن مفاجأة بدأت تبرز في صفوف الجزب الديموقراطي تتمثل بعضو مجلس الشيوخ اليهودي بيرني ساندرس Bernie Samders الذي نجح في جمع قدر بالغ من التبرعات في اليوم الأول لحملته الإنتخابية فاق ما حققه جميع المرشحين الآخرين في يومهم الأول. وتفيد التقارير الرسمية بأن هذه الأموال أتت لبيرني ساندرز من أفراد وليس من متمولين كبار، علماً أن ذلك اليهودي إعتمد على المواقع الإجتماعية على الإنترنت للترويج لترشيحه.
وبيرني ساندرز هذا يمثل الجناح اليساري شبه "الإشتراكي" على المسرح السياسي الأميركي، وكان يعتبر نفسه مستقلاً حتى وقت قريب، إلى أن قرر الإصطفاف رسمياً مع الحزب الديموقراطي؛ غير أنه كان حظي بدعم الحزب الديموقراطي له في إنتخابات مجلس الشيوخ سنة 2006 وكان ما يزال "مستقلاً" حينها، وذلك بإيعاز من اليهودي تشاك شامير Chuck Schumer, رئيس لجنة اترشيحات الحزب الديموقراطي لمجلس الشيوخ، حيث أن الحزب الديموقراطي لم يرشح أحداً امنافسته في الإنتخابات.
وساندرز يعارض علناً العديد من سياسات رئيس الحكومة "الإسرائيلية" نتن ياهو، ويمثل الجناح اليساري في اللوبي اليهودي الأميركي، بما يتفق مع الأسلوب اليهودي المافياوي المعروف القاضي بالتواجد في جميع الأجنحة السياسية من يسارية إلى وسطية إلى يمينية – تُراجع بهذا الصدد دراستنا Breakthrough" أو العبور الإنكساري" –من أجل حفظ مكانة ونفوذ المافيا الإحتكارية اليهودية كيفما تطورت الأحداث وترجحت كفة الموازين السياسية، مع العلم أن الجناح اليميني المحافظ في اللوبي اليهودي الأميركي المتمثل بجماعة "إيباك" Aipac أصيب مؤخراً بنكسة كبيرة نتيجة فشل الجماعة المذكورة بتعطيل الإتفاق النووي المُبرم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجلس الشيوخ الأميركي.
بالمختصر، فإن بيرني ساندرز قد يكون يساري الهوى ومعارضاً لنتن ياهو، على أنه يبقى من رموز اللوبي اليهودي الأميركي، وإنما بالوجه اليساري لهذا اللوبي الذي لا يقل خطراً وضرراً من الوجه اليميني فيه...
اللوبي اليهودي في فرنسا
مدينة فرنسية تموّل أشغالاً عامة في إحدى ضواحي تل أبيب المحتلة
من المعروف أن الوضع الإقتصادي لفرنسا يُعتبر بالغ السوء في المرحلة الراهنة. ويُعتبر سوء إدارة أموال القطاع العام من الأسباب البارزة لهذا الواقع. وقد نشرت المجلة الإقتصادية الفرنسية الشهرية "رأسمال" Capital مؤخراً عدداً خاصاً حول هذا الموضوع، ومن أبرز التحقيقات الواردة فيه للدلالة على سوء إدارة الأموال العامة الفرنسية الإفادة أن مدينة بوتو Puteaux الفرنسية قامت بتمويل بناء بركة سباحة بقيمة 250000 يورو في مدينة غان يافني، وهي إحدى ضواحي تل أبيب المحتلة، وأن المدينة الفرنسية نظمت رحلة بلغت تكاليفها 60000 يورو ليتفقد عدد من أعضاء المجلس البلدي ومن الموظفين فيها (أي في بوتو) ورشة بناء بركة السباحة تلك... والمعروف أن عمدة مدينة بوتو جويل سيكالدي-رينو Joëlle Ceccaldi-Raynaud تنتمي إلى حزب "الجمهوريون" الذي يقوده الرئيس الفرنسي نصف اليهودي السابق نيكولا ساركوزي Nicolas Sarkozy ، وهي تخضع حالياً لتحقيقات متعلقة بشبهة تهربها من تسديد الضرائب مع إخفاء حسابات لها في مصارف باللوكسنبورغ.
مال وأعمال
تأكيد مصرفي أميركي على تخبط شركة غلينكور في مأزق مالي حطير
إستكمالاً وتأكيداً لتقريرنا الأخير حول شركة غلينكور Glencore المالية المتخصصة في المتاجرة بالمواد الأولية، فلقد أصدر مصرف "بنك أوف أميركا" Bank of America الأميركي تقريراً أكد فيه أن الشركة مكشوفة على مديونية تزيد على 100 بليون دولار موزعة بين سندات وقروض مصرفية ومستحقات وديون مقابل تأمينات وخطوط إعتمادية، مع العلم أن غلينكور نفسها تقول أن حجم مديونيتها لا يزيد على 30 بليون دولار، أي أقل من ثلث المبلغ وفق تقديرات بنك أوف أميركا، علماُ أن العديد من المحللين الماليين موافقون على صحة هذه التقديرات, ورفض ناطق باسم غلينكور التعليق على تقرير "بنك أوف أميركا"، ما يمكن إعتباره بمثابة إقرار ضمني بصحة ما جاء فيه، ويتواصل تدني سعر أسهم الشركة في البورصات العالمية. ونتيجة ذلك أن المخاوف من حصول هزة مالية خطيرة وعالمية النطاق بسبب شركة غلينكور قد زادت الآن.
والجدير بالذكر أن المختلس اليهودي مارك ريتش Marc Rich هو الذي أسس الشركة التي تأتي في المرتبة الأولى عالمياً في المتاجرة بالمواد الأولية وإستثمار المناجم، ورئيسها الحالي هو اليهودي إيفان غلانزنبيرغ Ivan Glasenberg الذي يحمل أربع جنسيات (على الأقل)، أفريقية جنوبية، أوسترالية، سويسرية وطبعاً "إسرائيلية"...
تركيز إعلامي على عودة اليهودي دافيد بوتراك إلى قمة إدارة الأعمال
ركزت عدة وسائل إعلامية أميركية مؤخراً على تسمية اليهودي دافيد بوتراك David Pottruck رئيساً أعلى لشركة الإستشارات في الإستثمارات التكنولوجية "مستشارو هايتاور" Hightower Advisors. وكان بوتراك هذا يشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة المالية المتخصصة في الإستثمارات التكنولوجية "تشارلز سواب" Charles Schwab ، على أنه كان قد أقصي من مركزه هذا في 2003 بسبب ما ذُكر من تسببه بإلحاق خسائر للشركة لفشله توقع إنهيار قيمة أسهم الشركات التكنولوجية حينها، مع تلميح البعض إلى أنه قد يكون ساهم بالتسبب بأزمة الشركات التكنولوجية حينها...
ويُعتبر هذا اليهودي خبيراً في قطاع التكنولوجيا، ولو أن خبرته تلك لم تجل دون تكبد خسائر كبيرة لدى الشركة التي كان يديرها، كما رأينا. كما أن له صلات وثيقة مع الصين الشعبية.
اللوبي اليهودي في الباكستان
تأكيد أمر إرتباط حزب "تشريق الإنصاف" باللوبي اليهودي
يُعتبر حزب "تحريك إنصاف" من الأحزاب البارزة وذات الشعبية المتنامية في الباكستان، مع حمل هذا الحزب الذي يرئسه نجم لعبة الكريكيت السابق عمران خان شعارات عصرية براقة. على أن هذا الحزب يتعرض منذ نشأته إلى إتهامات مفادها أنه تم تأسيسه بإيعاز من اللوبي اليهودي العالمي، وبدعم من الهند. وتعود هذه الإتهامات إلى كون عمران خان كان متزوجاً من البريطانية الثرية نصف اليهودية جيميما غولدسميث Jemima Goldsmith – الإثنان تطلقا في 2004، لكنهما بقيا على علاقة جيدة.
وكان يمكن إعتبار إتهام حزب "تخريك إنصاف" مرتبطاً باللوبي اليهودي مجرد وشاية طالما أن الإتهام يستند بالدرجة الأولى إلى الحياة الشخصية لعمران خان، إلى أن صدر من أحد مؤسسي الحزب أكبر بابار Akbar Babar إفادة أكد فيها أن الحزب قد تلقى بالفعل أموالاً من جهات يهودية وهندية (مع التذكير هنا بالعلاقة الجيدة القائمة بين بعض الهنود واللوبي اليهودي...)، وقدم بابار مستندات تؤكد الأمر.
هذا، وتطالب عدة أحزاب باكستانية بإجراء تحقيقات معمقة حول مصادر تمويل حزب "تحريك إنصاف"، ولا يُستبعد أن تتحول هذه المسألة إلى فضيحة سياسية كبيرة بالباكستان في الأشهر القليلة القادمة.
|