نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
تزايد زخم الدعم اليهودي لهيلاري كلينتون
لقد سبق لنا وأن بينّا في عدة مناسبات بأن الشريحة الأكبر من يهود أميركا تدعم بحماس ترشيح هيلاري كلينتون Hillary Clinton للرئاسة الأميركية، في حين أن عدداً ضئيلاً من اليهود يؤيدون منافسها دونالد ترامب Donald Trump ، وإنما دون حماس كبير، وذلك على الرغم من تصريحات هذا الأخير التي يغالي فيها بالإعراب عن "صداقته" لـ"إسرائيل".
وقد برز هذا التأييد اليهودي لهيلاري على نحو مميز بمناسبة عقد مؤتمر الحزب الديموقراطي مؤخراً، حيث تمت تسمية هيلاري بصورة رسمية مرشحة عن الحزب للإنتخابات، وكان من أبرز الداعمين اليهود لها كل من:
- مايكل بلومبيرغ Michael Bloomberg ، عمدة مدينة نيويورك السابق ومالك المجموعة الإعلامية التي تحمل إسمه. مع الإشارة إلى أنه سبق لبلومبيرغ أن كان منتمياً إلى الحزب الجمهوري قبل أن يصبح "مستقلاً"، وأنه كان مطروحاً لأن يترشح شخصياً للإنتخابات الرئاسية في وقت ما...
- المنظّر روبيرت كاغان Robert Kagan الذي يُعتبر من أكثر دعاة النظرية "النيو محافظة" neoconservatism نفوذاً بالولايات المتحدة، وهو أعرب عن تأييده لهيلاري بسبب مواقفها في السياسة الخارجية بصورة خاصة. إشارة إلى أن كاغان هذا كان من أبرز من دعا إلى توريط الولايات المتحدة في حروب العراق المتتالية...
- المضارب اليهودي الشهير جورج سوروس Goroge Soros الذي تبرع مؤخراً بـ25 مليون دولار لحملة هيلاري كلينتون
- غالبية الشركات المالية اليهودية في حي المال والأعمال بنيويورك "وول ستريت"، وفي طليعتها شركة غولدمان ساكس Goldman Sachs ـ مع الإشارة إلى أن هذه الشركات تفضل إجمالاً عدم إطلاق بيانات علنية بهذا الصدد نظراً إلى أن أكثرية الأميركيين الساحقة باتت تكره قطاع المال اليهودي الأميركي الذي تسبب بأزمة 2008 المالية...
بالمقابل، لا بد من التنويه إلى أن عدداً من اليهود قد إنتقدوا إختيار تيم كاين Tim Kaine نائباً لهيلاري، وذلك على الرغم من أن كاين المذكور هو من المؤيدين المتشددين للكيان اليهودي "إسرائيل" في مجلس الشيوخ الأميركي. أما سبب الإنتقاد، فيعود إلى أن كاين وافق على الإتفاق النووي المعقود مع إيران في السنة الماضية، وإلى أنه لم يكن حاضراً لجلسة الكونغرس الأميركي التي طالب فيها رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتن ياهو من النواب والشيوخ الأميركيين رفض الإتفاق المذكور، وأنه يؤيد قيام دولتين على أرض فلسطين المحتلة... أي أن الإنتقاد يتركز على كون كاين ليس مؤيداً للخط اليهودي المتشدد بما فيه الكفاية.
أرقام ذات دلالة
الصناديق السياجية الأميركية تفضل هيلاري كلينتون على دونالد ترامب
من أبرز ما يميز الحملة الإنتخابية الرئاسية الأميركية هذه السنة طغيان عامل المال فيها، والمساهمة القوية للشركات المالية في التبرع لهذه الحملات, واللافت أن غالبية تبرعات الشركات المالية تذهب لصالح حملة هيلاري كلينتون Hillary Clinton ، وذلك على الرغم من أن لهذه الأخيرة آراء يصنفها البعض على أنها تميل إلى اليسار أو حتى إلى الإشتراكية، في حين أن دونالد ترامب Donald Trump يعترف بأنه يميني الهوى ويؤمن إجمالاً بالحرية الإقتصادية، مع العلم أنه هو شخصياً ينتمي إلى عائلة ثرية جداً بالأساس.
ومن أحدث الدلائل على التأييد القوي من جانب الشركات المالية لهيلاري كلينتون ما كشفته جمعية الأبحاث السياسية "مركز السياسات المتفاعلة" Center for Responsive Politics في أميركا من أن مالكي والمستخدمين لدى الصناديق السياجية hedge funds قد تبرعوا بما مجموعه 48,5 مليون دولار لحملة المرشحة الديموقراطية، في حين أن مجموع ما تبرعوا به لحملة دونالد ترامب الجمهوري لا يتعدى 19000 دولار، أي ما يساوي لا شيء تقريباً وفق المعايير الإنتخابية الأميركية,,,
مع التذكير بأن غالبية مالكي الصناديق السياجية الأميركية يهود، بمن فيهم صهر هيلاري كلينتون نفسها مارك ميزفينسكي Marc Mezvinsky (مع التذكيربأن ثمة معلومات تؤكد بأن هيلاري قد زودت هذا الصهر اليهودي بمعلومات سرية تساعده في أعماله، وبصورة خاصة صفقاته في اليونان، حين كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأميركية...)
مصدر الأرقام المذكورة: http://www.economicpolicyjournal.com/2016/07/hedge-fund-money-485-million-for.html
مال وأعمال
سيارات تيسلا تتخلى عن نظام "إسرائيلي" للمساعدة على القيادة
أفادت الأنباء بأن كلاً من شركة تيسلا Tesla الأميركية للسيارات الكهربائية وموبيل آي Mobileye "الإسرائيلية" التي تنتج نظام أوتوبايلوت Autopilot للمساعدة على القيادة قد أنهتا العلاقة بينهما، حيث كانت بعض سيارات تيسلا مزودة بالتكنولوجيا "الإسرائيلية". وقررت تيسلا أن تقوم بتطوير تكنولوجيا خاصة بها للمساعدة على القيادة في المستقبل.
مع التذكير بأن سيارة من شركة تيسلا تعرضت لحادث أودى بحياة سائقها بعد أن كان هذا الأخير جعلها تسير وفق نمط أوتوبايلوت، وهو مطمئن البال إلى أن هذا النمط سوف يجنبه الحوادث، على أن الذي حصل كان أن سيارته إصطدمت إصطداماً بالغ القوة بمقطورة "تريلا" شاحنة كانت تقوم بتبديل وجهة سيرها... مع العلم أن "موبيل آي" تركز الدعاية لنظامها على ناحية تعزيز سلامة السير والقيادة، وهي بررت فشل نظامها في الحؤول دون حصول الحادث القاتل بأن "أوتوبايلوت" مصمم لجعل السيارات تتفادى حوادث الإصطدام التي تطرأ حين تسير على خط مستقيم فقط... وكان للحادث صدىً قوياً، مع تأثير سلبي على سمعة سيارات تيسلا، الأمر الذي حملها على التخلي عن التكنولوجيا "الإسرائيلية".
إشارة في النهاية إلى أن عائدات "موبيل آي" للفصل الثاني من هذا العام كانت قد شهدت إرتفاعاً بنسبة 75% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الفائت، على أن إستمرار إرتفاع العائدات سوف يتبدل الآن على الأرجح... ومع التذكير أخيراً وليس آخراً بأن الشركة اليهودية كانت قد أبرمت في وقت سابق من السنة عقداً مع "بي أم دبليو" BMW الألمانية للسيارات و"إنتل" Intel الأميركية لتكنولوجيا المعلومات من أجل تطوير أنظمة للقيادة الذاتية للمركبات الآلية، والسؤال الآن هو ما إذا كان سريان العقد سوف يستمر في ظل السمعة السيئة لنظام أوتوبايلوت Autopilot ، وخاصة بعد فسخ الإتفاق بين تيسلا Tesla وموبيل آي Mobileye "الإسرائيلية" على النحو الذي أفدنا عنه...
اللوبي اليهودي في فرنسا
أستاذة فرنسية تتعرض للتحقيق التأديبي بسبب الإشتباه بـ"عدائها للسامية"...
أفادت صحيفة "لو كانار أنشينيه" Le Canard Enchainé الفرنسية بأن وزارة التربية الفرنسية أحالت إحدى الأساتذة بفرنسا إلى التحقيق التأديبي بسبب بعض كتاباتها في صفحتها على موقع فايسبوك Facebook والتي كانت تتشارك بها مع تلامذتها، وذلك بناءاً على شكوى تقدم يها "المجلس التمثيلي لليهود بفرنسا" CRIF. وقد جاء في المعلومات المتوافرة أن الأستاذة المحالة على التحقيق كانت تمارس مهنتها في معهد جانسون دي سايي Janson-de-Sailly ، وهذا المعهد متخصص في تحضير المتقدمين للدخول إلى جامعات التعليم العالي المتخصص، بما يعني أن طلاب المعهد من البالغين الراشدين من الناحية المبدئية.
أما سبب الشكوى، فهو أن الأستاذة نشرت في صفحتها على الموقع آراءً معادية للـ"لوبي اليهودي الأميركي"، مع إشارتها إلى أن هذا اللوبي يدعم حملة هيلاري كلينتون. كما جاء في ما نشر على تلك الصفحة أن الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند François Hollande هو يهودي متستر إستفاد من هذا الإنتماء ليخوض عمار السياسة، ولو أنه ينفي ذلك ويدعي أنه مسيحي كاثوليكي الأصل بالنظر إلى أن اليهود خسروا شعبيتهم... كما ذكرت الأستاذة أن المحرقة أو "الهولوكوست" الذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية هي في الواقع من تصميم وترتيب اليهود أنفسهم...
تعليقنا على الموضوع أنه يُفترض أن تكون الكتابات في المواقع الإجتماعية شأناً خاصاً، وبالتالي يكون للمرء حرية نشر ما يشاء عليها؛ أما في ما يتعلق بتشارك طلاب الأستاذة ضمن صفحتها على الفايسبوك، فإن كون هؤلاء الطلاب قد بلغوا سن الرشد يجعلهم قادرين على إحتيار ما يقرؤونه من كتابات وفق آرائهم الخاصة، مع إمكانية تدقيقهم في حقيقة ما ينشرـ وبالتالي لا يمكن الإدعاء بأن الأستاذة كانت تستغل واقع أنها تتولى تدريسهم للتأثير عليهم، كما كان سيكون الأمر عليه لو أن تلامذتها من القاصرين...
بالنسبة إلى حقيقة ما نشرته المدرّسة الفرنسية، فإن ما ذكرته حول دعم اليهود الأميركيين لهيلاري كلينتون متفق تماماً مع حقيقة الأوضاع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى "الهولوكوست" المزعوم، حيث لا يتوافر أي دليل مادي يؤكد حقيقة الوقائع والأرقام التي يزعم اليهود بأنها حصلت بالفعل إبانه، في حين أن من ينكر حصول الهولوكوست يقدم جميع الدلائل المطلوبة لإثبات صحة ما يدعيه (تُراجع بهذا الصدد دراستنا "حقيقة محرقة اليهود").
في ما يتعلق بكون الرئيس الفرنسي هولاند يهودياً خفياً، فإننا لا نملك معلومات و/أو معطيات تتيح لنا تأكيد أو تكذيب ذلك، لكن الأمر الأكيد الذي لا جدال فيه أن لفرنسوا هولاند صلة وثيقة للغاية باللوبي اليهودي الفرنسي، وهذا أكيد أيضاً بالنسبة إلى الحزب الإشتراكي الفرنسي الذي ينتمي الرئيس الفرنسي إليه بصورة عامة...
وتبقى هذه القضية لتعطي مثالاً جديداً على مدى إحترام فرنسا واليهود لمبدأ حرية الرأي والتعبير...
اللوبي اليهودي في بريطانيا
اليهود يطالبون بطرد البارونة تونجي من مجلس اللوردات
إستكمالاً لتقريرنا الأخير حول مطالبة مجلس يهود بريطانيا حزب الأحرار الديموقراطيين Liberal Democrats بإقصاء البارونة جيني تونج Baroness Jenny Tonge من صفوفه بسبب مواقفها الشجاعة المنددة بالسياسات "الإسرائيلية" والمدافعة عن الحقوق الفلسطينية، (وعن المصلحة الحقيقية لبريطانيا,,,)، فلقد رد الحزب بأن البارونة لم تعد عضواً فيه وباتت تصنف على أنها من المستقلين في مجلس اللوردات.
من حهاتها، فلقد تمسكت البارونة تونج بمواقفها، بل أنها أكدت عليها وعززتها بأن شاركت بقوة في عدد من الفعاليات الموجهة لفضح الممارسات "الإسرائيلية" من ندوات ومقالات وعرائض جرت في بريطانيا خلال الفترة الأخيرة,,,
هذا الأمر بات يحمل جماعة "الحملة ضد العداء للسامية" Campaign Against Anti-Semitism (CAA) في المملكة المتحدة على المطالبة بإقصائها من مجلس اللوردات هذه المرة، وليس فقط من حزب الأحرار الديموقراطيين، الذي لم تعد عضواً فاعلاً فيه على ما يبدو...
ومن المحتمل أن تشغل هذه القضية وتفاعلاتها الأوساط السياسية البريطانية خلال الأشهر القليلة القادمة، ولا سيما في ظل رفع دعوى حول قانونية "وعد بلفور" الذي منحت بموجبه بريطانيا حقوقاً لليهود على أرض فلسطين غير البريطانية...
إعداد: الرفيق نديم عبده.
|