من المنتظر خلال الساعات القليلة القادمة تبلور ملامح الاتفاق الذي جرى بين الحكومة السورية وبين مسلحي داريا حيث رجحت المصادر المتابعة للاتفاق أن يكون التنفيذ على ثلاث مراحل متتالية يتم بالمرحلة الأولى قيام كل من لواء شهداء الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بتسليم كافة المعدات والأسلحة الثقيلة إلى الجيش السوري وتتضمن المرحلة الثانية خروج عدد من المسلحين إلى ريف درعا بينما سيتوجه آخرون إلى الشمال السوري وتتضمن المرحلة الثالثة تسوية وضع عدد من المسلحين الراغبين برمي السلام وفق احكام المرسوم رقم 15 القاضي بمنح عفو لكل من حمل السلاح وكان فارا من وجه العدالة إذا بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه إلى السلطات المختصة.
وبهذا الاتفاق تكون الحكومة السورية قد أسدلت الستار عن واحدة من البؤر الأمنية النازفة طيلة سنوات عديدة مما يوسع دائرة الحماية للعاصمة دمشق التي كانت تتعرض لسقوط القذائف والصواريخ من مدينة داريا طيلة فترة سيطرة المسلحين عليها .
ساعات حاسمة في داريا.. الحل أو الحرب المفتوحة!
دخلت مدينة داريا الواقعة في غوطة دمشق الغربية، إرهاصات حل منشود ربما يزيل عوامل الحرب في مدينة شهدت على أطول مرحلة من القتال السوري – السوري منذ بداية الأزمة.
وتفيد مصادر “الحدث نيوز”، عن هدوء حذر يسود محاور المدينة منذ يوم أمس، يأتي كفتح أمام بوابة التفاوض من أجل عقد تسوية تنجلي على إثرها غبار المعارك وتؤدي إلى خروج المسلحين من المدينة.
المفاوضات التي تديرها لجنة مصالحة متصلة بوزارة المصالحة الوطنية السورية، توصلت في الساعات القليلة الماضية إلى إلتزام من الجيش السوري بوقف عملياته العسكرية، مثله مثل ميليشيات المعارضة المسلحة التي أبدت إستعدادها لإسكات البنادق من أجل إعطاء فرصة لحل لم يشمل المدينة على الرغم من الحلول التي تم التوصل إليها في محيطها سابقاً.
وتشير تسريبات حصلت عليها “الحدث نيوز”، أن عدداً من المسلحين قاموا فعلياً بتسليم أنفسهم وسلاحهم بعد إتفاق على تسوية أوضاعهم، فيما البحث جارٍ مع الفصائل الباقية من أجل السير في الركب نفسه وإنهاء حالة القتال، خاصة بعد أن دخلت في حرب إستنزاف طالت كثيراً.
ويبدو أن الجيش السوري متجه لتفاهمات في مسألة داريا حيث أبدى إستعداده لتقديم مهلة كافية للمسلحين من أجل التفكير وتحضير أنفسهم لرمي السلاح وحل أمورهم كما حصل مع من سبقهم في الإقدام على هذه الخطوة، بيد أن مجموعات من داخل داريا تعمل على محاولة عرقلة أي إتفاق من خلال الضغط على المسلحين من أجل عدم تسليم أنفسهم.
وتجمع المصادر، أن الساعات القليلة القادمة هي كفيلة بحسم الموقف وتبيان الأمور في حال كانت متجهة إلى الحلحلة أو هي ذاهبة نحو مزيدٍ من التأزيم في مدينة تشهد حرباً في نماذج مختلفة منذ 6 أعوام!
|