من يَتبَع النـورَ لـم تـعثـرْ به القَـدَمُ
بالعلمِ لا الجـهلِ نـهـجُ الحق يُـرتَسمُ
**
لم يُـخلق المـرءُ كيْ يحيا جـهالتَهُ
بل كـان في الكـونِ بالإدراكِ يـتسِـمُ
**
من حكمةِ الله خـلقُ الكونِ من عـدم ٍ
لا يـسـلمُ الكون إنْ يعبث به العـدَمُ
**
قــد زُوِّدَ الناسُ بالتـفـكـيـرِ فاكتملت
في الناسِ للناس آياتٌ بهـا الحـِكَـمُ
**
ما حَــلَّ أو جــازَ للإنسـانِ غـفـلتـه
عن واقعِ الكونِ، حيث الكونُ مُنتـظمُ
**
الـنـورُ في النـورِ يمضي في تألقـهِ
والعتمُ في العـتمِ فيهِ الويلُ والغُـمَـمُ
**
دربان للناسِ إنْ شاؤوا مسيـرتـهـم
للخلـفِ بالجـهـل، أو بالعلمِ مُعـتـَصَمُ
**
فالـويـلُ بالجـهلِ أهــوالٌ مفاســدهُ
قـد ضـلَّ بالجهلِ مَن بالجهل يحتـكـمُ
**
والعـلمُ بالعـلم ٍ أفعـالٌ بهـا إشتـعـَلـت
شمسُ الحضاراتِ والأقـمارُ والنُجـُمُ
**
جـهـلُ التـفاهاتِ دربُ العـلمِ مسلكـهُ
لا يُـحـرزُ الـفـوزَ من باللهـوِ مُلتَـزمُ
**
أما الأضاليلُ في التـضليلِ مـنـبتُـها
بالإثـمِ والفـحشِ والعـدوان تـلتـحـمُ
**
عـلمُ السخافات شيءٌ تافـه ٌ ابــداً
قـد يُشبهُ الجـهلَ إن بالسوءِ يلتـئـمُ
**
والجهلُ كالعلمِ يـزهـو في تـرفّـعـهِ
عن بؤرةِ الشرِ، إن حـلَّت به القِـيـَمُ
**
العـلمُ في الخـيـر معـروفٌ بفـطـرتهِ
والجـهلُ في الشرِ مشهـورٌ ومُتَسـِمُ
**
لا جـهـل في النـورِ مهما الـويلُ رافقه
أو علم في العـتمِ مهما جُندهُ عَـظُـموا
**
فإن تساوت معاني الجهلِ في سنن ٍ
والعـلمِ، ضَلّت وضاع الحـلُّ والحَرَمُ
**
لا يستوي النـورُ والديجورُ، بعضُهما
للبعضِ ضـدٌ ودربُ النور مُحتَـرَمُ
**
يا أعـقل الناسِ خيرُ الناسِ مَن فعلت
فـيه الهـدايـاتُ، بالإصـلاح يعـتـزمُ
**
فاستقبلَ الفجرَ في حبٍ وفي شغَـفٍ
واستطيبَ السيرَ حيث الضوءُ مُرتَسمُ
**
واستحسنَ الفـعـلَ بالأخـلاق مبتـكـراً
ما فـيه نــورٌ بـهيٌّ ليـس يـنهـزمُ
**
إن البـطـولات في تغـيـيـر واقـعـنا
لا يـرحمُ الله مَن بالجبنِ قـد وُصموا
**
إنـقـاذُنـا اليومَ رهـنٌ في تـنّـورنا
إن سيـطـرَ النـورُ لا ذلٌ ولا ســقـمُ
**
بالوحيّ والعـقـلِ والإلهـامِ أنقـذنـا
ربُ السمواتِ لا في غشمِ من غشموا
**
فـمبـدأ الحـقِّ أن نخـتـار يقـظـتـنا
بالعـقـلِ والقـلبِ، حيث الشكُّ ينهـزمُ
**
لنـبـدأ الفـعـلَ في تاريخِ أمتـنـا
بالنــورِ والخـيـرِ للإنسـانِ نلـتـزمُ
**
نستنهضُ الناسَ كي يدروا حقيقتهم
هيهاتِ بالحقدِ ينقـادُ العُـلى لَهُـمُ
**
فالنهضةُ الحقُ وعيُّ الناس أنفسهم
والنفسُ بالوعيِّ لا الإيهام تبتسمُ
**
والوعيُّ بدءٌ لخيـر الناس يُرشدهـم
مَن فاتـه الوعيُّ لا خيـرٌ ولا شـممُ
**
فليفهم الناسُ ما تعـني حقيقـتُهـم
حقيقةُ الخـلقِ في تكوينهـم أمـمُ
**
وعالـمُ الأرضِ والإنسانِ نهـضتُهُ
بالعـدلِ لا البغي بين الناس كلهمُ
**
من يفـقـدُ الوعيَّ ذلُّ الفقـرِ يقـتُـلهُ
والفـقـرُ جهـلٌ به الإنسـانُ يـنعـدمُ
**
والجهـلُ شعـبٌ جبانٌ في تخلّفـهِ
إن سـاد يوماً مصيـرُ الخلق ينهدمُ
**
لا يُحسـبُ الفـوزُ أموالاً نكـدّسُها
بالسلبِ والنهبِ خابَ الظُلمُ والنَهَمُ
**
أو يُـحسبُ المجـدُ بالأحقاد ينشرُها
من أهملوا الروحَ والأخلاقَ واغتشموا
**
واختطوا بالجورِ والعدوانِ منهجهم
وحَـرّموا الصدقَ، فاشتـدّ البلا بِهُـمُ
**
الـفـوزُ بالـوعيِّ نـورُ الله أيـَّـدهُ
بالعِـزِّ والنصرِ، وهو العادلُ الحكَـمُ
**
قـضيةُ العـدلِ والأنهى قـضـيـتُـنا
ما ارتابنا الشكُ أو زلّت بنا القَدَمُ
**
سنملأ الأرضَ نوراً من عـقيدتنا
عـقـيـدةُ الحــقِّ للأحـرارِ مُلتَزمُ
**
إن الأباطيلَ لا تُجدي وإن مُدحَت
فالغُـشُ داءٌ، وداءٌ مثـلُه الـوَرَمُ
**
يا قــوم يا قــوم إن الله خالـقُـنا
فاسترشدوا اللهَ يستهدي المَلا بِكُمُ
**
لا تبـدلوا الدينَ بالتأويـل، باطـلة ٌ
كـل التآويـلِ إن حَلَت بها الظُـلُمُ
**
مستقبلُ الناس في هجر لما عبثت
فيه الخرافاتُ والتخريفُ والهَـرَمُ
**
فليس بالظـنِّ والتخمينِ مُرتحلاً
ليـلُ التفـاهـاتِ، والأوهـامُ تنهَـزمُ
**
ما كان بالوهم يوماً فجـرُ مجـتمعٍ
إن غُـيّبَ الفكـرُ والإبـداعُ والحُلُـمُ
**
دليلُـنا العـقـلُ إن شـئـنا سـعادتـنا
ما خابَ شعبٌ بنور العـقل يعـتصمُ
**
بلادُنا اليـومَ بالتمزيـق نُهـملهـا
بين الطـواغـيت والأعـداء تُقتَسمُ
**
وسـادةُ الأمـرِ والحكّامُ يُشغـلهـم
اللهوُ والسهوُ، بالتهريج قد غُـرموا
**
ظـنّوا الخيانات والأوهام تـنقـذنـا
مما ابتـليـنا فكانَ الـويـلُ ظـنّهـمُ
**
خافـوا على الذل من أنوار نهضتـنا
فضلّلوا الشعـبَ، من أحراره انتقموا
**
اعتادوا الصغـارات تأميناً لخسّتهم
للجبنِ والـذلِّ في أطباعهم وَشَـمُ
**
فـغَـيّـروا الحـالَ يا أحـرار إنـكُـمُ
إن ثُرتمُ الأرضُ ثارتْ عند خطوكمُ
**
لا تهملوا الأمرَ، أمرُ العـز، ما فترت
فـيـهِ البطـولاتُ إلا استكبـرَ النَـدَمُ
**
صونوا القداساتِ بالإقدام وابتكروا
ما يجعـلُ الحـقَّ محـروساً بكمْ لكُـمُ
**
ضوّوا المناراتِ للأجـيال معـرفــة ً
بالحزمِ والعزمِ سورَ المُقبل اقتحموا
**
لا تأمنوا الغـدرَ ممن جـاءَ، أفـظعُه
من ساكنِ البيتِ فهـو المُجرمُ الأثـمُ
**
وأحيوا البطولاتِ، إنَّ العيشَ مهزلة ٌ
إن كان بالـذُلِّ يا أحـرار فافتهـموا
**
الجرحُ في الجـسمِ بالأدواء ملتئـمٌ
والجرحُ في النفس بالثوراتِ يلتـئمُ
**
فثـوِّروا الشعبَ في التـثوير عـزّتُنا
ما قيمةُ العيشِ إن خارت بنا الهـِمَمُ
**
ما قـامَ للبغيِّ والعــدوانِ قائـمـة
لـو ثـارَ فـيـنا لأجـل العـزة القـَسَـمُ
**
يا شـعـبـنا الـذلُ باقٍ في تخاذلـنا
والعـزُ والمجـدُ في الإقدام، والعـِظَـمُ
**
عـقيدةُ الوعيِّ في تـفعـيل نهضتـنا
والجبنُ ويـلٌ بـه الإنهاكُ والسـأمُ
**
بالوعي لا الغيّ نستهـدي، ويهجُرُنا
الويـلُ والبـؤسُ والخـذلانُ والعَــدَمُ
**
بالحـرب لا السلم نحمي حـقَ أمتـنا
إن حـقـنا السلمُ لا يحمي ويحترمُ
**
ما قـالَ في الظـلم ربُ الناس مفخـرة ٌ
بـل قـال في العـدل لو حُكمَ الهُدى فهموا
**
تَعَـبـقـرُ الفَـهـم تحديـثٌ لنهضتـنـا
من عَبقَرَ الفهمَ فهـو المبدعُ الفَهـِمُ
**
لا يرتقي الوعيُّ إلا في تنافسنا
نحو الأعالي لتسمو بالهُدى القيَمُ
**
فالدرب للفوق نمشيها اذ انطلقت
فيـنـا ومنّا ومن أعـماقـنا الهِـمَمُ
**
لا شيء أقوى من الذاتِ التي فعلت
بالحقِّ والعدلِ فانصاعت لها القِممُ
**
وقـد فعـلـنا وما زلـنا على قَـسَـمٍ
الاّ الى العـزِّ لن يَـرقى بنا القَسَمُ
|