"اسرائيل" تبكي على مبارك...!
"اسرائيل" لا تصدق ما جرى وما يجري هناك في القاهرة...!
حالة من الدهشة والذهول تلف"اسرائيل"...!
ربما لا تكفي حتى هذه العبارات المكثفة للتعبير عن حقيقة ما ألم بالدولة الصهيونية، اولا وهي ترى تهاوي حارسها العربي-نظام مبارك- وسقوط اخطر جدار عربي حام لها، ثم وهي ترى مبارك في القفص...حليفها وسمسارها في الشرق الاوسط...!.
فقد اثارت محاكمة مبارك حالة من الدهشة وعدم التصديق في الدولة الصهيونية، عكستها جملة من التصريحات والتعليقات البكائية عليه: فقال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" آفي ديختر إن "وضع مبارك داخل القفص وهو مريض يعكس أن النظام الحالي في مصر ينتهج سلوك الأنظمة غير الديموقراطية"، واعتبر أن "إهانة مبارك تعطي ضوءا أحمر للزعماء العرب حول علاقاتهم مع الولايات المتحدة التي لم تستنكر هذا التصرف"، مشيراً إلى" أن واشنطن متورطة في إهانة مبارك الذي ظل حليفا لها طيلة حكمه لمصر".
وأعرب عضو الكنيست إسرائيل حسون (حزب كديما) عن أمله في "أن يتمكن فريق الدفاع من إثبات براءة مبارك"، مبــدياً "حزناً شديداً لرؤيته مبارك في هذا الشكل المهين".
وكان السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر ايلي شاكيد، قال للإذاعة الإسرائيلية إن "ما يحدث في مصر في هذه اللحظة لا يعبّر عن الشعب المصري"، موضحاً: "لقد اعتادوا على مسامحة القادة على أخطائهم... ومنذ الثورة وحتى الآن، أظهر الشعب المصري الرأفة بشأن أخطاء السياسيين... أما ما يحدث حالياً فهو انتقام وتعذيب".
وغصت الصحف العبرية بالمقالات والتعليقات حول محاكمة مبارك وتابعتها عن كثب، فكتبت صحيفة معاريف -2011-8-3-تحت عنوان "محاكمة التاريخ"، تقول:"أن حلم مبارك في أن يعود إلى القاهرة بعد ستة أشهر من طرده من قصره لم يكن على هذا النحو، فتحت حراسة مشددة وبشكل تلفّه السرّية، نقل مبارك من شرم الشيخ إلى قفص الاتهام"، مشيرة إلى "أن المحاكمة حدث تاريخي يعصف بمصر كلها"، وقال المحلل عوديت غرانوت " أن مبارك ألقي فريسة للجماهير من خلال هذه المحاكمة"، لافتاً إلى "أن مصير مبارك سيكون الموت الحتمي سواء أدين أو برّئ".
وفي صحيفة هآرتس كتب آفي يسسخروف يقول:" إن المحاكمة محاولة أخرى من الحكومة المصرية والمجلس العسكري لتهدئة الشعب"، مشيراً إلى" ان تخوف الحكم الحالي فــي مصــر هو أنه من دون تقديم جواب لمطالب الجماهير التي تقصد ميدان التحرير فإن الغضب قد يوجه إليه".
الى كل ذلك، عندما اعلن وزير الخارجية المصري السابق نبيل العربي" إن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان بمثابة كنز لإسرائيل عندما كان في السلطة، مضيفا في تصريحات له خلال برنامج "العاشرة مساء" مع الإعلامية منى الشاذلي، الذي أذاعته قناة دريم الفضائية السبت "إن إسرائيل كانت تستطيع فعل أشياء كثيرة وتمرير ما تريد من خلاله، وهذا الكنز نفد الآن- وكالات/ الأحد 3 / 04 / 2011"، فقد مس الجوهر والصميم وكشف حقيقة كبيرة ملموسة خطيرة كانت تربض على قلوب كل العرب، ولم يكن العربي مبالغا في ذلك، فالادبيات السياسية الاسرائيلية التي تتحدث عن ذلك لا حصر لها.
ولعل من ابرز ما يلفت الانتباه في المشهد المصري ومحاكمة الرئيس المخلوع مبارك، هي تلك البكائية الاسرائيلية على مبارك ونظامه وعهده ودوره في خدمة الدولة الصهيونية، فقد وصف الكاتب الإسرائيلى المعروف ألوف بن، رئيس تحرير صحيفة هآرتس-29 / 07 / 2011، مصر بأنها "كانت بمثابة الحارس الشخصى لإسرائيل فى أثناء حكم مبارك".. ولذلك عرضت "اسرائيل" على مبارك قبل عدة شهور، "اللجوء السياسي في إسرائيل"، وقال بن إليعيزر لإذاعة الجيش03/08/2011 -إنه التقى مبارك في شرم الشيخ، وأبلغه بأن المسافة قصيرة إلى إسرائيل، وستكون فرصة جيدة بالنسبة له لتلقي العلاج".
ونعتقد "ان اسرائيل" لن تنسى عهد ودور مبارك في خدمتها، والادبيات الاسرائيلية التي تتحدث عن ذلك كثيرة لا حصر لها.
ففي حينه، عندما اهتزت الارض تحت اقدامه، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عددا كبيرا من مقالات الرآى لأهم وأشهر الإعلاميين والسياسيين فى إسرائيل، أكدوا فيها "أنهم يشعرون بالصدمة بسبب رحيل الرئيس السابق حسنى مبارك من السلطة بشكل مفاجئ وغير متوقع بالمرة أدى إلى حدوث حالة من الارتباك والقلق والخوف غير المعلن فى إسرائيل"، ف"يديعوت أحرونوت" كتبت بعنوان "دموعى على مبارك"، أن الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك شخصية لا تعوض، وأن الشعب المصرى أخطأ خطاً فادحاً عندما تسرع وأصر على الإطاحة بمبارك الذى كان يحكم مصر منذ 30 عاما، مبررا ذلك بأن مبارك كان الحائط المنيع الأخير الذى يقف فى وجه انتشار الإرهاب والتطرف والإسلام الراديكالى بمنطقة الشرق الأوسط".
واعترف الإعلامى الإسرائيلى "ايتان هابر" بأن مبارك كان "طاغية"، ولكنه كان رئيساً شديد الولاء لإسرائيل وللولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه كان متعاونا مع اسرائيل وحافظ على معاهدة السلام، وفتح قصره بترحاب وكرم لقادة إسرائيل، ويصدر لنا الغاز المصرى الجيد بـ "ثمن بخس"، حتى أنه شارك فى جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلى المغتال إسحاق رابين".
وقال رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داجان، "إن الرئيس مبارك كان علي اتصال لحظة بلحظة بعدد من الضباط الإسرائيليين منذ اندلاع الثورة وحتي تدخل الجيش"، وذكر مائير في تقرير له عن أحداث ثورة 25 يناير وسبب فشل الموساد في توقعه "أن الجيش قام بقطع الاتصال بالكامل عن القصر الجمهوري حيث خير مبارك بين ترك الحكم أو الاعتقال الفوري، فاختار التنحي وخرجت عائلته في دقائق من القصر الجمهوري، وقام الجيش بجمعهم في بهو القصر ثم خرجوا بالملابس التي يرتدونها.. مؤكداً "أن المشير طنطاوي يرفض منذ هذا الوقت الحديث مع مبارك أو أي محاولة للتدخل أو الوساطة الخارجية بشأنه-صحيفة "روزاليوسف5/11/2011"
وكان الجنرال احتياط بنييامين بن اليعازر قال مرة ب"إن حسني مبارك بمثابة كنز استراتيجي بالنسبة لإسرائيل".
لذلك كله، وهناك الكثير الكثير من الحقائق والوقائع والوثائق، لا غرابة في ان يكون النظام المصري السابق برئاسة مبارك يحتل تلك المكانة المحورية في الاستراتيجية الصهيونية، فهو من وجهة نظرهم كان كنزا استراتيجيا لا يقدر بثمن...!
غير ان هذا الكنز تبخر من بين ايديهم، ليبقوا في مهب رياح التغيير العربية.. وان غدا لناظره قريب...؟!
انها بكائية اسرائيلية لم تشهدها الدولة الصهيونية في تاريخها الا في حالات قليلة جدا كانت تواجه فيها تهديدات وجودية...!
|