إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

روسيا وحلفاؤها يغلقون السماء السورية وتل أبيب تنكشف استراتيجياً!

محمد صادق الحسيني - البناء

نسخة للطباعة 2018-08-31

إقرأ ايضاً


المناورات الروسية الضخمة في المتوسط يوم غد السبت والتهديدات المشتركة الروسية السورية من موسكو لواشنطن والغرب وإغلاق السماء السورية روسياً وسورياً بوجه أيّ هجوم جوي أو صاروخي محتمل يدفع واشنطن إلى موقع الدفاع وتل أبيب إلى انكشاف استراتيجي كارثي هو الأوّل من نوعه في تاريخ الكيان الصهيوني الغاصب!

وعبثاً يحاول نتن ياهو الخروج من مأزق اللا قرار الذي يبدو أنه حشر فيه بعد زيارة وزير الدفاع الإيراني التاريخية لدمشق وما أفرزته من تداعيات كبيرة على مشهد التوازنات الإقليمية والدولية.

وفي هذا السياق يمكننا القول إنّ من أهمّ نتائج وتداعيات زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى سورية وتوقيع الاتفاقية العسكرية بينهما هي إصابة رئيس الوزراء الإسرائيلي بصدمة عميقة أفقدته توازنه وأدخلته في غيبوبة كاملة مدة يومين كاملين، أيّ منذ توقيعها يوم 26/8/2018 وحتى مساء 28/8/2018، حيث عاد إليه النطق بعد أن صعق بخبر توقيع الاتفاقية.

خاصة إذا علمنا أنّ الإيرانيين وفي إطار عرضهم للسوريين بإعادة بناء البنية الدفاعية السورية سيقدّمون فيما سيقدّمون لحكومة دمشق سرباً من طائرات الكوثر الإيرانية الحديثة والمتطوّرة جداً، والتي ستساهم بشكل كبير في إغلاق السماء السورية أمام أيّ عدوان «إسرائيلي»، كما تؤكد المصادر الإيرانية المرافقة للضيف الإيراني الزائر!

كما أنّ أيّ متابع لزيارة الوزير الإيراني في ظلّ التطورات الميدانية السورية المتسارعة يصل لقناعة بأن توقيع الاتفاقية قد أدّى عملياً إلى زلزلة الوضع الاستراتيجي للكيان الغاصب في المنطقة، كما أدّى إلى انكشافه استراتيجياً بشكل كامل. أيّ أنّ الوضع الاستراتيجي الذي تعيشه دويلة «إسرائيل» الآن لا يمكن وصفه بأقلّ من أنه كارثي وذلك لسبب بسيط جداً، وهو أنّ العمق الاستراتيجي «لدولة نتن ياهو» لا يزيد عن اثني عشر كيلو متراً. وهي المسافة بين مدينة طولكرم في الضفة الغربية وتل أبيب. بينما صار العمق الاستراتيجي لعدوّه السوري هو المسافة الفاصلة بين دمشق وطهران وهو ما يقارب ألفي كيلومتر .

وهذا يعني أنّ سفن الأسطول السادس الأميركي المحتشدة في المتوسط وغيرها من الأساطيل البحرية والجوية الموجودة في المشرق العربي لم تعد قادرة على حفظ «أمن إسرائيل» بسهولة.

ثم إنّ من يجيد القراءة الاستراتيجية لتوقيع الاتفاقية العسكرية الإيرانية السورية يصل إلى استنتاج مفاده أنّ هذه الاتفاقية تحظى بمباركة روسية إن لم نقل إنها تمّت بتنسيق وثيق بين كلّ من روسيا وإيران وسورية وحزب الله. وهو ما يعني:

إنّ الرئيس بوتين أظهر مزيداً من التلاحم، من خلال رعايته توقيع الاتفاقية، في العلاقات المميّزة بين روسيا وأطراف حلف المقاومة المذكورة آنفاً .

– ما يعني أنّ الموقف الروسي المؤيد من توقيع الاتفاقية بات يقدم غطاءً جوياً/ بحرياً/ لقوات كلّ من سورية وإيران وحزب الله العاملة في الميدان السوري في مواجهة أيّ عدوان جوي أو صاروخي ثلاثي أو رباعي، بمشاركة «إسرائيل» في حال حصوله .

هذا كما يمكن القول بأنّ موقف روسيا ورئيسها من توقيع الاتفاقية قد أدّى الى:

كشف أكاذيب نتن ياهو حول تفاهمات مزعومة عقدها مع الرئيس بوتين خلال زياراته المتكررة لروسيا، وبالتالي دحض أكاذيبه حول وجود ضمانات روسية بإبعاد المستشارين العسكريين الإيرانيين عن حدود الجولان المحتل.

إن ما أشاعته أوساط نتن ياهو، حول تفاهمات أميركية روسية حول التمركز الإيراني في جنوب سورية، لم يكن صحيحاً، لا بل إنه كان أضغاث أحلام تسربت الى رأس نتن ياهو .

إن توقيت توقيع الاتفاقية يؤشر الى أنه قد تمّ التفاهم عليه، وتحديده بين كلّ من روسيا وإيران وحزب الله بشكل يُؤمن ورقة استراتيجية إضافية لكلّ من الرئيس الروسي والإيراني، خلال القمة التي ستعقد في طهران يوم 7/9/2018، مما يقلّص هوامش لعب أردوغان على الحبال، وذلك لأنه سيكون في مواجهة ثلاث دول ترتبط باتفاقيات تعاون عسكري بالغة الأهمية وبالتالي مواجهة قوى ضغط موحدة لإنجاز تحرير إدلب من أنصار أردوغان الذين يضمّون بينهم حوالي أربعة عشر الف مواطن تركي او ممن يحملون الجنسية التركية او جوازات سفر تركية .

ما ذكر أعلاه يؤكد أيضاً انعدام أيّ احتمال لمواجهة مرتقبة بين الكبار في المنطقة، كما يُشاع لوجود ردع كافٍ يمنع وقوع مواجهة كهذه!

لا بل إننا نعتقد بأنّ مفعول الزيارة والمناورات سيزيد من حجم تقدّم محور المقاومة العالمي للأحادية الأميركية ويعزّز هجومه الاستراتيجي المنطلق منذ تحرير حلب، باعتباره المحور المنتصر على المحور الأميركي «الإسرائيلي» المهزوم انطلاقاً من البوابة السورية.

بعدنا طيبين قولوا الله…

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024