إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

معركة إدلب... تصفير السياسة والميدان!

فاديا مطر - البناء

نسخة للطباعة 2019-05-09

إقرأ ايضاً


بعد فشل 12 جولة من مفاوضات «أستانا» التي اعتمدت حول سورية مع الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا، تتموضع مستجدات جديدة لرسم خارطة السيطرة السياسية والعسكرية في الميدان السوري الشمالي، فالمؤثرات التي حاولت تركيا وواشنطن وضعها في طريق الحلّ السوري عبر حلفائها الإقليميين والدوليين من تشكيل اللجنة الدستورية سياسياً الى محاولات اتهام الدولة السورية بمنع المساعدات الإنسانية، الى ما حاولته مؤخراً تنظيمات المحور المعادي الإرهابية من تغيير خارطة السيطرة العسكرية عبر هجمات ريفي إدلب وحماة في في خارج منطقة «خفض التصعيد» باتفاق سوتشي، إلا أنّ الردّ السوري جاء على لسان الجيش السوري وحلفائه لردع كلّ المحاولات المحظورة عسرياً وسياسياً، بعد الاعتراف الأميركي بضمّ الجولان الى كيان الإحتلال الإسرائيلي بدأت المعادلات بالتغيّر، لجهة «تصفير السياسة والميدان» في خرائط جديدة ترسم ملامح مراحل مقبلة مغايرة لما رسمت بعضها الأجندات الإقليمية والدولية على مدى ثماني سنوات مضت، وخلق حقائق تمكن أكثر مرحلة التخبّط الأميركي والإسرائيلي الحالية والتي أكدتها موسكو ودمشق بأنّ البديل الوحيد لملء الجغرافيا الشمالية التي يتنامى فيها الإرهاب هو الجيش السوري فقط، فتركيا التي ما زالت تراهن على كسب الوقت لإذابة تنظيم «النصرة» الإرهابي في كيان سياسي عسكري يضمّ فروعها وتجسيم هذا الذوبان في كيان يخرج من استهداف محاربة الإرهاب، لم تنجح في الاعتماد على هذا الخيار وحتى عن طريق التصعيد الميداني الأخير والذي فتح ورقة «تصفير الميدان والسياسة» لبدء مرحلة مغايرة لأجندات الرسم التي تسطرت، وربما تنضمّ إليها مراحل متقدّمة في الشرق كما الجنوب، فهناك تركيا التي صنّفت في ما سبق تنظيم النصرة إرهابياً تعود لتتشارك فيه مع واشنطن في الرسم الجيوسياسي للشمال السوري، وهو ضمنياً لم يعد مجدياً على وقع تسليم أميركي ـ إسرائيلي بأن الجيش السوري بدأ برسم خرائطه مع حلفائه ميدانياً في ملامح جديدة يصفر فيها سيطرة النصرة التركية، وعجز أنقرة عن قيادة حرب على سورية تعرف فيها نهايات المعركة التي ترمي بها في أمرين:

أولهما التخلي الأميركي عنها بعد غرق واشنطن في مقصّ التصعيد مع إيران بسبب البرنامج النووي والعقوبات، والتصعيد العسكري الذي بدأ فيه وزير الخارجية الأميركي بومبيو الاستجداء لخفض حرارته. وثانيهما هو الدخول في حرب مع حلفاء دمشق على أرض سورية بالاعتماد على تنظيمات أثبتت فشلها مرات عديدة في قدرة السيطرة والتثبيت، وهما خياران لا تستطيع أنقرة الولوج في إحداهما لوحدها، فالتحذيرات الأميركية السابقة لدمشق من مساس الجنوب قد غيّرت دمشق محاذيرها وبقيت التهديدات الأميركية في موقع تعويض خسارات الإرهاب ليس أكثر، وهنا تعيد الساعات نفسها في تصفير ذات الإرهاب الذي قادته واشنطن في الجنوب السوري وتغيير خارطة السيطرة في أعقاب السقوط الترامبي في أجندات المخابرات «الإسرائيلية» التي تعمل لجرّ واشنطن الى متاهات دولية في عهد مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي أوقع واشنطن بين سندان فنزويلا ومطرقة إيران، وهي مرحلة بدأت إدارة ترامب تقرأها ملياً على كلّ المستويات، فمسار معركة إدلب الذي يكرّر مشهد الجنوب السوري في ظلّ غرفة «الموك» وحشود الإستخبارات لم يعد تاريخاً قديماً يحمل عناوين آنية، بل هو تاريخ جديد يصفر مرحلة الإرهاب في أهمّ جغرافيا سورية قد تقدم أنقرة أو واشنطن على اللعب فيها، أو حتى كسب تأييد ما لمنطقة عازلة في منبج أو شرق الفرات تقع تحت حتى إدارة دولية أو محاولات ملئها بقوات مستعربة، أو إعادة المماطلة فيها، فالمرحلة الجديدة هل ستقرأها واشنطن وأنقرة بدقة الوعي؟ أم أنّ مسلتزمات السقوط في إدلب باتت قريبة؟ فهذا ما سيقدّمه ميدان إدلب من «صفر» قراءات جديدة ترسم السياسة المقبلة بقلم الميدان!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024