إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تنتظر الانسانية نهوض المارد السوري

د. تيسير كوى

نسخة للطباعة 2019-11-14

إقرأ ايضاً


1- يتألم المرء اشد الالم في منطقتنا لاسيما في سورية الطبيعية ( اي جمهوريات لبنان و سورية والعراق و المملكة الاردنية الهاشمية و فلسطين و الاسكندرون و كيليكيا و الكويت و قبرص ) يتألم من وضع لم يعد يطاق أبدا يتلخص في ان اليهودي يحلم في أن يكون له الى الأبد جزء من هذه الأرض الطاهرة الطيبة, أي سورية الطبيعية, ويبذل قصارى جهوده لكي يحافظ على ما تحقق من حلمه وهو الحلم الذي نجح في تحويله الى واقع لقاء ثمن باهظ جدا لم يدفعه هو ولا حلفاؤه بل دفعه ويواصل دفعه أهل بلاد الشام وأهل معظم المنطقة العربية لا سيما الشباب منه . يصعب الحصول على أي احصاء لعدد الذين قضوا في الدفاع عن فلسطين و لبنان و العراق ثم حاليا عن الجمهورية الشامية حيث لا تزال الحرب التي تهدف الى حماية اسرائيل وتقويتها جارية ينتشر معها الموت والدمار والفتنة حيثما أمكن فيها و في أنحاء اخرى من سورية الطبيعية المقدسة . هذا بالاضافة الى عدد لا يستهان به أبدا من الذين استشهدوا من مصر وبلاد عربية أخرى .

ثم يأتينا في آخر الزمن حاكم مأفون معتوه يدعى رجب طيب أردوغان يحلم باعادة عقارب الساعة الى الوراء أي الى الخلافة العثمانية البائدة فيقتل ويدمر ويتآمر ويرسل الينا حثالات بشرية لكي تتولى أمر القتل والتدمير ويتوعد بزيارتنا فاتحا منتصرا ويمارس التتريك حيثما تيسر له باسم الدين الاسلامي المحمدي ولا يبدي أي شعور بالاثم بسبب ما فعلته وتفعله يداه أي قتل شبابنا وتشريدهم وتدمير مزارعنا ونهب تراثنا ومنشآتنا الصناعية وتعطيل الحياة الطبيعية أو تصعيبها في المجالات كافة وذلك بتعاون وثيق مع الحلفاء الذين ينتمون مع تركيا الى حلف شمال الأطلسي العدواني البربري .

ويعود الينا حكام الدول الغربية الرئيسية المرضى بأحلامهم وأطماعهم وعنصريتهم وبربريتهم يبغون نهبنا واذلالنا فهؤلاء لا يزالون مع حلفائهم الأتراك يحلمون بالسيطرة التامة علينا وباحكام الجزمة على رقابنا لأسباب تاريخية واقتصادية . لا يكن لنا الغرب وتركيا شعوبا وحكاما الا الحقد والحسد والازدراء ولم يتوان هذا الغرب عن الحاق الأذى بنا لا في الماضي ولا في الحاضر وحيثما يتسنى له ذلك فهو زرع في أرضنا الطيبة اليهودي وشجعه ويشجعه بالقول والفعل على التمادي في اعتداءاته وفي عنصريته وهمجيته ولا يتردد في ارسال القتلة المتفننين بأساليب الاذلال والقتل والتشريد الينا ناهيك عن ما بذله في الماضي ولا يزال يبذله باشاعة الفتن والحض على التقاتل الداخلي عن طريق اغراء البعض منا بمكاسب وهمية عابرة تشبه الى حد بعيد جدا حلوى " غزل البنات" التي توهم الطفل بأنه يمسك بقطعة كبيرة من الحلوى فيما تكون هذه القطعة في الواقع هشة للغاية ولذتها عابرة .

يكبر الطفل ويبلغ سن الشباب في سورية الطبيعية وهو لا يعرف أين سيكون وأين سيعمل عندما يتخرج من مدرسته أو جامعته . ويعود هذا كله الى الوضع غير المستقر في بلادنا .هجرة الشباب صارت أمرا في غاية الايلام والضرر وهي هجرة نزيفية لا يجوز أن تستمر أو أن تبقى من أهم سمات المجتمع السوري المعاصر . يذكر في هذا المقام أن بعض من تولى الحكم في بلادنا تباهى في وقت من الأوقات أن بلده يصدر الشباب أي يصدر في حقيقة الأمر دمه ونسغ الحياة فيه . الى متى سيبقى هذا الأمر يقض المضاجع ويرهب كل من يعشق سورية ويتباهى بتاريخها وتراثها وبأصالة شعبها وبعبقريته . لا يجوز أن تكون سورية الطبيعية في هذا الحال الفريد . يخسر بعض الدول بعض شبابه وأدمغته وثروته لكن سورية تخسر من هذا كله أكثر من أي بقعة من بقاع هذا الكون فالى متى ولماذا .

بكلام مختصر لم يبق في هذا العالم لئيم خسيس منحط الا وجاء الى سورية يتطاول عليها ويحاول او يخطط لاذلال شعبها النبيل الذي لم يبخل على أمم الأرض كافة بعبقريته وابداعه بينما لم يتوان الغرب الاستعماري عن الحاق الأذى بهذا الشعب النبيل وبأرضه الطيبة المعطاء .

يتطلب هذا الوضع المؤلم اعمال النظر و التأمل العميق لوضع حد له . يقترح هذا المقال العودة الى افكار و حلول الراحل انطون سعادة . لقد نادى هذا العظيم الراحل بعقيدة يكفل تحقيق ما تدعو اليه العز و الرخاء لاهل سورية و لغيرهم من شعوب الارض الطامحة الى ان يكون لها مكان رفيع تحت الشمس . لقد انهى هذا العظيم حياته بوقفة عز لا نظير لها حبذا لو يقفها اهل سورية كلهم فهم اقدر على هذا من اي شعب من شعوب الكرة الارضية يشهد على ذالك تاريخهم وما يفعلونه حاليا لرد الأذى عنهم والتطلع الى غد مشرق يليق بهم .

2- بمناسبة مرور سبعين عاما على اغتيال هذا العظيم قيل الكثير وطالب البعض باعادة الاعتبار اليه لأنه قتل بعد محاكمة صورية لا تليق بدولة تدعي التحضر واحترام القانون . رد الاعتبار لهذا الشهيد يكون في أن يتوحد المؤمنون بعقيدته في حزب واحد يكون طبقا لما صار اليه هذا الحزب قبيل اغتيال زعيمه. أما من يريد من الدولة اللبنانية المعاصرة أن تعيد الاعتبار لسعادة فتقول الحكمة أن هذا يشبه طالب الدبس من ...

3- يقرأ المرء في بلادنا أحيانا أن أحد كبار الميسورين يتبرع سنويا بمبالغ طائلة لصيانة بعض المساجد الموجودة خارج العالم الاسلامي واذا سئل هذا المتبرع عن ما يدفعه الى هذا العمل الخير يقول أنه يبغي مرضاة الله أي أن يكون مصيره الجنة بعد الوفاة أي أن ينعم بالحياة الآخرة فيما قد يذهب بعض من يصلي في هذه المساجد الى غير الجنة . ما يفعله هذا المحسن أو من يبني جامعا في مكان يوجد فيه جامع ينم عن أنانية ما بعدها أنانية فهو يبغي عمليا ضمان مستقبله الشخصي بعد الوفاة بدلا من أن ينشئ أعمالا جديدة بالمال الذي يتبرع به لصيانة المساجد أو تشييدها , أعمالا تشغل بعضا من جيوش العاطلين عن العمل في العالمين العربي والاسلامي فالبطالة المنتشرة في هذين العالمين مؤذية الى أبعد الحدود فهي تطال كرامة الانسان واحترامه لنفسه ومقدرته على انشاء عائلة سوية .فالعمل الصالح المنتج يساهم الى حد كبير في النهي عن الفحشاء والمنكر والبغي فيما توفر البطالة تربة خصبة لهذه المثالب . يجب أن تكون صيانة المساجد وتشييدها في العالم كله من مال المسلمين المحمديين كافة الميسورين منهم وغير الميسورين . فالمساجد للجميع وعلى الجميع المساهمة في تشييدها وصيانتها . أما من لديه فائض من المال فعليه أن يشغل شباب بلاده وبالتالي حفظ كرامتهم واعادة الثقة بالنفس والمستقبل اليهم . ومن جهة أخرى يخطئ المسلم المحمدي عندما يذهب الى الحج في ما يسمى المملكة العربية السعودية فيما تحرم سلطات هذا البلد بعض المحمديين من الحج لأسباب سياسية لا علاقة لها بالدين أبدا . كما يخطئ من يحج من المسلمين المحمديين أكثر من مرة واحدة بدلا من أن يساهم بماله في مشاريع صناعية أو زراعية تشغل على الأقل بعضا من المقيمين في طابور العاطلين عن العمل .

4- ثمة أمر آخر يسبب ألما شديدا لمن يحب سورية وأهلها . يذهب المرء الى دائرة حكومية بغية اتمام معاملة تسهل له حياته وحياة أسرته فيجد أحيانا أن عليه أن يرشي الموظف المخول انهاء المعاملة لكي يسارع هذا الموظف الى اتمامها أو لكي يعالجها . فالرشوة اذلال للراشي والمرتشي فالراشي ينفق ما يزيد على ما يتطلبه اتمام المعاملة فهو بذلك ينفق مالا الأولى به أن يكون ضريبة للدولة يمكنها من تحسين ما تدفعه لموظفيها بحيث يستغنون عن طلب الرشوة أو قبولها . أما المرتشي فهو يعلن بعمله أنه يشرى ويباع كأي سلعة ويحرم نفسه من احترامه لنفسه واحترام مواطنيه له .

يقترح هذا المقال انشاء صندوق يسمى صندوق الرشوة يوضع في كل دائرة حكومية ويغذيه ما يدفعه المواطن من ماله في سبيل تسريع انهاء معاملته في الدولة على أن يوزع مافي هذا الصندوق على موظفي الدائرة الحكومية المعنية كلهم . وبهذا يحصل صاحب المعاملة على ما يبغيه ( اتمام المعاملة بسرعة ) لقاء مال يغذي صندوقا عاما لا يذهب ما فيه الى شخص معين . أما اذا كان صاحب المعاملة يستطيع أن ينتظر قليلا لكي تتم معاملته فينبغي أن يسدد لهذا الصندوق اياه مبلغا من المال ( ربما في شكل طابع ) يتناسب مع ما سيجنيه صاحب المعاملة جراء اتمامها . وبهذا تحفظ كرامة الراشي والمرتشي ويصبح ما يدفعه صاحب المعاملة عطاء اضافيا لا علاقة له بالرسوم القانونية المترتبة عليه .

5- يقول مراقب واسع الاطلاع أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى جاهدة لزرع دولة تغطي الشمال السوري كله أي شمال العراق وشمال الجمهورية الشامية لكي يسهل عليها التجسس على روسيا وايران والهند والصين وكل الدول التي تأبى ان تتفرد الولايات المتحدة بالسيطرة على العالم على أن تحكم هذه الدولة كالعادة دمى كردية أو غير كردية فيما يكون الاسرائيليون هم حكام تلك الدولة الفعليون. وستكون وظيفة هذه الدولة الاعداد لأي هجوم عسكري كاسح على كل دولة " مارقة " معادية للولايات المتحدة اذا استدعت الظروف ذلك . ويقول هذا المراقب أن الولايات المتحدة الاميركية عرضت على بشار الأسد أن يسيطر سيطرة كاملة على الجمهورية اللبنانية الحالية مقابل غض النظر عن انشاء تلك الدولة أو المساهمة الفعلية في هذا الانشاء . لكن الأسد رفض الفكرة وأبى على نحو حاسم أن تكون للجمهورية العربية السورية أية مساهمة في مشاريع تركية أميركية اسرائيلية اطلسية من هذا القبيل . اذا صح هذا القول فسيكون بمثابة درس بليغ لمن لا يزال يثق بالولايات المتحدة الأميركية في منطقتنا . لا تعرف هذه الدولة الباغية الا ما يناسب الطبقة الغنية الفاحشة وأطماعها فيها .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024