* إن هذه الدعوة ما هي إلا تنهدات قلم تطرح إشكاليات فكرية ومشكلات في طرائق التفكير.
إنها النظرة إلى الأنا من زاوية. النحن.
إنها دعوة لمحاولة النهوض بالفكر وكسر قيود الأنا الفردية و السلطات الفكرية المقيدة
إنها قطرات في بحر الفكر الغامض ذرى المفكرين.
إنها محاولة تصوير لفكر أرضي المنشأ كوني البعد.
- لقد كثر المطلعون في عصرنا و كثرت المعارف ووسائل الإطلاع، وكثر رجال الفكر و مدعينه ومدعين النهضة المتخبطين في بلبلة الأفكار.
لذلك فما أحوجنا في هذا الوقت إلى تقويم التفكير.فقد كثرت الإشكاليات الفكرية، والمشكلات التفكيرية و بتنا بحاجة إلى ناظم فكري يحد من جنوح المفكرين و خصيصا من قد أصبح منهم محاطاً برعاية إعلامية ضخمة أدت في الغالب إلى تضخم الأنا داخله، ويكاد يصبح برأي نفسه قائل الحق الأوحد، والمبدع الأكبر في العالم.
- وهاهنا دعوة لكل رجال الفكر كي يطرحوا مشاكل شطط المفكرين ومشكلات في طرائق التفكير ومحاولة " خلق ناظم تفكيري."
_ أن ما دعاني إلى هذا المقال هو محاولة الإضاءة على جنوح المفكرين نحو البلبلة لا النهضة والوضوح، ومحاولة إحصاء الأخطار المنهجية التفكيرية.
إنها دعوة للحث على الكلام بالمطلق الواضح و الكف عن الاستمرار في مطلقيات مبهجة، وحتى من يطلقها لا يفهم كنهها." فالتعيين هو شرط الوضوح"و المطلق المبهم هو لا شيء و إنما المطلق الذي هو شيء هو المطلق الواضح". سعادة.
- إننا الآن وفي هذا الزمن المليء بالصعاب , حيث أمتنا في أعوز الحاجة إلى مفكريها ليشكلوا مقاومة فكرية واضحة , مقاومة المثقفين لا مقاومة السياسيين , مقاومة من وجدوا هويتهم ويدافعون عنها , لا مقاومة فاقد الهوية . فمن يفقد هويته عمن يقاوم ومن يقاوم ؟ ! .
إنه زمن المقاومة بشتى أشكالها , وإن المثقفين المبدعين هم الألى يعتمد عليهم في انتهاج خط المقاومة وخطه .
- وإن أولى الخطوات التي يجب إتباعها من مفكرينا هي التخلص من السلطات الفكرية المعيقة الوصول إلى الحقيقة والحائلة دون وعي هويتنا .
·أما عن المطلعين و" عقدة الإنسان الكامل " فإني لأرى ميزتان تميزان المثقف معرفة , فكراً ونفساً :
1 - أن يكون قادراً على الاعتذار , سواءً من شخص أخطأ بحقه , أم بالاعتذار عن قول أدلى به سابقا و تبين له أنه مخطئ باعتقاده .
2 – أن يستطيع أن يجيب بعبارة " لا أعرف" على الأسئلة التي لا يمتلك الحيثيات الكاملة للحكم عليها , أو عن أي شيء أو مجال لم يطلع عليه " بالمجمل " .
فعقدة المطلعين أنهم يشعرون بأنهم يجب أن يعرفوا كل شيء وأن لديهم عقدة "الإنسان الكامل "
وهذه العقدة تمنعهم من الاعتذار عن أخطائهم , فهم لا يخطئون أنفسهم أمام الآخرين , لكنهم يضخمون الخطأ أمام أنفسهم , ومن صفات الكامل أن يعرف كل شيء .
فعنده لكل سؤال جواب ... و اسألوا لبيبة ...
والأغرب أنه قد لا يكن هناك من مشكلة لديهم بأن يقولوا :
" نحن لسنا كاملون " , ولكن المشكلة أنهم حين يخطئون , أو لا يعرفون شيئاً ما فإنهم لا يفكرون بعدم الكمال بل بالنقص .
وفي هذا المضمار يمكن تصنيف هؤلاء " المطلعين في فئة التائهين " لا المثقفين .
·أما عن الثقافة والسلطات المعيقة للفكر , سأتعرض لها في مقال قادم .
|