إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بدايات نشوء الدولة الدينية في المشرق العربي

أحمد اصفهاني

نسخة للطباعة 2010-10-13

إقرأ ايضاً


عندما يطالب رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو بأن تكون "يهودية دولة إسرائيل" شرطاً أساسياً لأي مفاوضات مع السلطة الفلسطينية في رام الله، فإنما هو يستكمل دائرة كاملة عمرها حوالي القرن أو أكثر كان التعبير الأبرز عنها "وعد بلفور" غير القانوني وغير الشرعي الذي تعهد بإنشاء "وطن قومي" لليهود في فلسطين.

ويمكننا أن نعود الى منتصف القرن التاسع عشر لنجد عشرات من الدعوات والإقتراحات والمشاريع التي دعت الى ان تكون فلسطين وطناً لليهود أو على الأقل مكاناً لتجميع بعض من يهود العالم، لكن من دون ان تصل الى الصفاقة التي طلع بها بلفور في تشرين الثاني سنة 1917. وهي صفاقة مرتبطة من جهة بقرب إنتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، ومن جهة أخرى مرتبطة بالعمالة والخيانة أو بالغباء السياسي الذي كان عليه بعض من القادة السياسيين في عالمنا العربي آنذاك.

ومن الأوجه الخطيرة المستجدة لمفاعيل "وعد بلفور" أنه كان جزءاً من مخطط عام وضعته بريطانيا وفرنسا في إتفاقية "سايكس – بيكو" السرية سنة 1916 لتقسيم الهلال الخصيب الى دويلات متباعدة تخضع لوصاية إنتداب شرعته عصبة الأمم وفرضته على شعبنا الذي كان قد خرج لتوه من أعباء أربع مائة سنة من السيطرة العثمانية والتدخل الأوروبي غير المباشر في الشؤون الداخلية، وفي أحيان كثيرة التدخل العسكري المباشر، خصوصاً بين الأقليات الدينية والعرقية المنتشرة في بلاد الشام. وليس من قبيل الصدف أن تكون إتفاقية "سايكس – بيكو" التقسيمية تمهيداً طبيعياً لصدور "وعد بلفور" والبدء العملي في تحقيق مشروع "الوطن القومي لليهود في فلسطين".

لم ينظر الأوروبيون الى بلادنا وشعبنا إلا من منظور أننا جماعات فسيفسائية متناحرة. ومع أنهم كانوا هم قد إنتقلوا الى طور الدولة الوطنية أو القومية في معظم دول أوروبا الغربية والشمالية بعد قرون من الصراعات والحروب الدينية، غير أنهم هبطوا علينا بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى حاملين موروث تلك الحروب والصراعات التي كانت من مخلفات القرون الوسطى. بل وكانوا يختزنون حقداً إفرنجياً (ولا أقول صليبياً) ظل يتآكل نفوسهم منذ إندحارهم النهائي من بلاد الشام سنة 1244 ميلادية.

فها هو الجنرال اللنبي، قائد الجيوش البريطانية في فلسطين، يدخل الى القدس في كانون الأول سنة 1917 ليعلن بكل وقاحة وفخر: "الآن إنتهت الحروب الصليبية". وبعد أقل من عامين، كانت القوات الفرنسية الغازية تستولي على دمشق في أعقاب معركة غير متكافأة في ميسلون. وكان أول ما فعله القائد الفرنسي "المظفر" هو زيارة ضريح صلاح الدين الأيوبي في دمشق، ووضع قدمه على البلاط قائلاً بزهو: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".

الإستعماريون الأوروبيون الذين إستولوا على بلادنا فور إنتهاء الحرب العالمية الأولى حملوا معهم جملة مشاريع تصب كلها في تصور واحد ونهائي: يجب أن لا تقوم في بلاد الشام (التي أطلقوا عليها إسم الشرق الأدنى ثم الشرق الأوسط) أي دولة ذات سيادة وطنية وهوية قومية. علماً بأن غالبية مفكري عصر النهضة في العالم العربي، وبالتحديد في مصر وسورية، كانوا يناضلون من أجل الإستقلال الوطني الناجز، وفصل الدين عن الدولة، ومنع رجال الدين من التدخل في الشؤون السياسية، والتشديد على الوحدة الإجتماعية لمكونات المجتمع القومي.

هذا هو المعلم بطرس البستاني يكتب سلسلة من المقالات تحت عنوان "نفير سورية" رداً على الأحداث الطائفية والمذهبية الدامية التي شهدها جبل لبنان ودمشق سنة 1860، ولم يكن التدخل الأجنبي بعيداً عن التحريض عليها ومن ثم إستغلالها لتحقيق مآربه في المنطقة. يقول البستاني: "إن سكان سورية على إختلاف مذاهبهم وهيئاتهم وأجناسهم وتشعباتهم هم أبناء وطننا". ثم يناشد السوريين بالقول، وهو أمر ينطبق على العالم العربي برمته: "أنبذوا عنكم تعصباتكم الدينية وتحزباتكم المذهبية وعداواتكم الطائفية". وعلى مدى عقود بعد البستاني، إنضمت أصوات نهضوية الى هذه الدعوة من أمثال عبد الرحمن الكواكبي وجمال الدين الأفغاني وطه حسين وعلي عبد الرازق وشبلي الشميل وفرح أنطون وخليل سعادة وغيرهم كثير.

كان تركيز مفكري عصر النهضة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ينصب على مسألتين جوهريتين: تحقيق الإستقلال الوطني الكامل، والخروج من حالة التخلف الى آفاق التقدم والمدنية الحديثة. وأدرك هؤلاء باكراً ان العقبة الكبرى أمامهم هي التدخل الأجنبي بغض النظر عن أشكاله، وكذلك التناقضات الداخلية سواء كانت دينية أو مذهبية أو عرقية. ولذلك رأينا أن غالبية المدارس الفكرية آنذاك، بما فيها تلك النابعة من قواعد دينية (وبالتحديد إسلامية)، جعلت نصب أعينها حماية الوحدة الوطنية في الوقت الذي تقارع بالسياسة أو بالسلاح الإستعمار الفرنسي والبريطاني.

أما الأوروبيون، أصحاب سياسة "فرّق تسد"، فكانوا يتحركون في النصف الأول من القرن العشرين إنطلاقاً من الدراسات والأبحاث الإستشراقية التي إزدهرت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من أجل تحقيق غايات أكاديمية علمية حميدة وغايات سياسية إستعمارية خبيثة في الوقت ذاته. وتلك الدراسات هي التي كوّنت الوعي الغربي المسيحي لذلك الشرق غير المسيحي، الغرائبي، المثير، المدهش، وغير العقلاني! ونحيلكم الى كتاب المفكر الراحل إدوارد سعيد عن الإستشراق، ففيه المزيد من الشروحات الدامغة.

طبعاً لا يمكننا تجاهل المصالح السياسية والإقتصادية للمخططات الإستعمارية الأوروبية في العالم العربي أثناء تلك الفترة. غير أن تلك الممارسات والمشاريع كانت بحاجة دائمة، كما هي بحاجة اليوم في الحرب المزعومة ضد "الإرهاب الإسلامي"، الى سند أيديولوجي يوظف في الحرب الإعلامية والفكرية. وكي تتمكن القوى الإستعمارية من مواجهة المد الوطني القومي التقدمي في منطقتنا في النصف الأول من القرن الماضي، فقد عملت ببراعة منقطعة النظير على إستحضار "البعبع اليساري"... والغاية الحقيقية هي إحباط أي مسعى تغييري حتى ولو كان شديد الإعتدال.

تسمعون الآن وتقرأون عن القلق الغربي المعلن من ترسخ الخلفيات الدينية للحركات السياسية في العالم العربي، وكأن الغرب كله (بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة الأميركية) بريء من تلك النزعات بصورة أو أخرى. عندما كانت شعوب العالم العربي، خصوصاً في وادي النيل وبلاد الشام، تتحرك مطلع القرن الماضي للدخول في عصر الدولة الوطنية والهوية القومية الجامعة، كانت الدولتان الإستعماريتان فرنسا وبريطانيا تعملان على تعزيز مفهوم الدولة الدينية، بل والمذهبية، كخطوة لا بد منها من أجل إبقاء بلادنا ممزقة وبالتالي وأد أي محاولة لصياغة عصر النهضة كما رآه ونظر له رجال النخبة المصرية والسورية في الربع الأول من القرن العشرين.

إن "وعد بلفور"، وهو إستكمال لإتفاقية "سايكس – بيكو"، شكل أول خطوة جدّية لتأسيس دولة دينية في الهلال الخصيب. ولم يكن نجاح ذلك المشروع غريباً بقدر ما كان غريباً فشل أبناء المنطقة في منع تحقيقه. ولعلنا نجد تبريراً لتقصيرنا المخزي يومها في أن باريس ولندن إستطاعتا إستنفار الغرائز المذهبية والعرقية، وهي المشاعر نفسها التي تأججت منذ أن سمحت السلطنة العثمانية للدول الأوروبية منح حمايتها ورعايتها لبعض الأقليات الدينية والعرقية الموجودة في ولاية سورية.

كان إسقاط أول حكومة وطنية سورية في دمشق، بعد معركة ميسلون سنة 1920، الخطوة الثانية المكملة لوعد بلفور المتعلق بفلسطين. ثم تتالت خطوات متسارعة كانت الغاية الفعلية منها إنهاك القوى الوطنية النهضوية ومنعها من الإلتفات الى ما يجري في فلسطين حيث الهجرة اليهودية المكثفة تحظى برعاية الإنتداب البريطاني وحمايته.

وجاء إعلان الجنرال الفرنسي غورو قيام دولة لبنان الكبير سنة 1920 في إطار السياق العام لمفهوم الدويلات الدينية والعرقية التي رأت فيها لندن وباريس الوسيلة الأنجع لحماية الدولة اليهودية في طور تكوينها الأولي. الكيان اللبناني هو دولة المسيحيين، وإن بصورة غير معلنة حتى لا تثار حساسية المسلمين، يكون على علاقة وثيقة مع دولة اليهود. وما نذكره هنا ليس مجرد تحليل أو إستقراء، بل هي حقائق تدعمها ممارسات ومراسلات رؤوس الكنيسة المارونية اللبنانية في تلك المرحلة من أمثال البطريرك أنطوان عريضة والمطران أغناطيوس مبارك. علماً بأن الغالبية العظمى من النخبة المارونية والمسيحية في بلاد الشام كانت ضد هذا التوجه بالمطلق.

وإذا عدنا الى مراسلات الجنرال غورو مع الحكومة الفرنسية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، نكتشف ان باريس كانت ترغب في تقسيم سورية الى ثلاثة عشر شكلاً إدارياً وفق التقاطعات الطائفية والعرقية. في حين ان غورو فضّل قيام أربع دويلات فقط هي: لبنان الكبير، ودويلة دمشق، ودويلة حلب، ودويلة اللاذقية. وإنتصرت وجهة نظر غورو في مشروع واحد فحسب هو دولة لبنان الكبير، وفشلت في محاولتين أخريين هما دولة الدروز في حوران والجولان وجوارهما، ودولة العلويين في اللاذقية ومحيطها. علماً بأن السلطة الفرنسية الإستعمارية شرّعت عدداً من القوانين والمراسيم التي تدعو الى نشوء هاتين الدويلتين. ويعود فشل مخططات غورو الى رفض الشعب السوري كل محاولات التجزئة الإستعمارية. وهكذا عندما إندلعت الثورة في جبل الدروز سنة 1924 وإنتشرت في أنحاء سورية، كان قادتها حريصين كل الحرص على تعريفها بإسم "الثورة السورية الكبرى"، في حين كانت فرنسا والأصوات المحلية المرتبطة بها تصر على وصفها بالتعريف المذهبي الضيق "الثورة الدرزية".

هذا على المستوى المباشر، أما على المستوى المستور فقد إستخدم الإنكليز جماعات من الأشوريين لقمع التحركات الشعبية الإستقلالية في العراق، فزرعوا فتنة. وإستخدم الفرنسيون فئات من الأكراد والأشوريين والسريان لضرب إحتجاجات السكان في الجزيرة السورية والقامشلي، فزرعوا فتنة. كما إستخدموا فرقة من الشركس لمحاصرة الثورة السورية الكبرى، فزرعوا فتنة. وعندما إندلعت ثورة العشرين التي إنطلقت من جنوب العراق وكادت تشمل البلاد كلها ، دق الإنكليز ناقوس الخطر الشيعي، فزرعوا فتنة.

وقد يكون من غريب الصدف ان يطلع علينا قبل سنوات الرئيس المصري حسني مبارك زاعماً ان الشيعة في العالم العربي "غير وطنيين" بحجة أن ولاءهم هو لإيران، ثم يلاقيه العاهل الأردني عبدالله الثاني محذراً مما وصفه بـ "الهلال الشيعي". ولو ان هذه العبارات صدرت عن غير هذين الشخصين لكانت تستحق المناقشة الجادة، لكن أن يطلقها مسؤولان عربيان هما جزء من المنظومة الغربية الحاكمة في العالم العربي، فمسألة تدعو الى التساؤل والريبة!!

وللذين لا يذكرون التاريخ جيداً نقول ان السلطات الإستعمارية الفرنسية إستقبلت في العام 1939 وفداً من شركس القنيطرة كان يطالب بالإنفصال عن سورية، ووعدته بإقامة "وطن قومي" للشركس في منطقة الجولان.

لكن دعونا نغادر التاريخ وندخل في زمننا الحاضر. عندما أنجز بشير الجميل سيطرته الدموية على كل القوى الإنعزالية اللبنانية سنة 1978، ووحد سلاحها في إطار "القوات اللبنانية" التي يتربع على سدة رئاستها اليوم سمير جعجع، راح الجميل يعمل لصالح ما أسماه "المجتمع المسيحي" في لبنان. واستطاع يومها أن يستقطب جماعات مختلفة من الأقباط والسريان والأشوريين والكلدان، لتوظيفها في مشروعه المرتبط عضوياً بالدولة الصهيونية. وتكشفت أبعاد هذا المخطط عندما غزت القوات الصهيونية لبنان في صيف العام 1982 واحتلت بيروت ونصّبت بشير الجميل رئيساً بالترهيب والترغيب. وكادت قطعة أخرى من حجارة الدومينو تسقط في بلاد الشام لولا أن أحد أعضاء الحزب السوري القومي الإجتماعي نفّذ في "الرئيس المنتخب" حكم الشعب الذي يجب أن يطبق بحق كل من يتعامل مع العدو ويتواطأ على الحقوق القومية للأمة. وبمصرع الجميل إنتهى زمن أن يكون لبنان كياناً طائفياً ملحقاً ومرتبطاً بالدولة الصهيونية.

ونصل الآن الى زمننا الراهن. جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، هو صاحب الإستراتيجية الداعية الى تقسيم العراق ثلاث دويلات: شيعية وسنية وكردية. وهو مكلف رسمياً من قبل رئيسه أوباما بمتابعة الملف العراقي. وبإمكاننا جميعاً أن نتصور الى أين ستصل بلاد ما بين النهرين المنكوبة في ظل "المتابعة الدقيقة" لجو بايدن!! وإذا وسعنا إهتمامنا الى أفغانستان، بوصفها حقل التجارب الثاني للمغامرات العسكرية الأميركية، سنجد أن أحد المشاريع المطروحة في واشنطن للخروج من المستنقع الأفغاني القاتل هو الإنسحاب من مناطق الجنوب والشرق وتركها للبشتون وطالبان والتركيز على الشمال والغرب لحماية الأوزبك والطاجيك والهزارة. (هل يذكرنا هذا بالقرار الأميركي سنة 1991 بتأمين الحماية للمناطق الكردية في شمال العراق وللمناطق الشيعية في جنوبه؟)

من السهل علينا أن نستعمل الغرب شماعة نعلق عليها كل مشاكلنا، ماضيها وحاضرها. سيكون مثل هذا التصرف تهرباً من مسؤولياتنا الذاتية، وفي الوقت نفسه يعتبر تشويهاً للمنهج الذي يجب إعتماده في التعاطي مع قضايانا المصيرية وطموحاتنا المعاصرة. ولا شك في أن الدولة الدينية أو العرقية على حساب الدولة الوطنية أو القومية هي من أكبر التحديات التي تواجهها أمتنا حالياً.

إذا كانت إتفاقية "سايكس – بيكو" سنة 1916 لحظت تقسيم الهلال الخصيب الى منطقتي سيطرة إستعمارية لكل من فرنسا وبريطانيا، فهي قد مهدت أيضاً لتقسيمات عرقية ودينية في كل من المنطقتين على حدا، ذلك أن المنهج التفتيتي كان عقيدة ثابتة في كل من باريس ولندن. وعلى رغم السرية التي أحيطت بها إتفاقية "سايكس – بيكو"، إلا أنه تأكد لاحقاً انها كانت خطوة حيوية لا بد منها لحماية "الدولة اليهودية" الموعودة في فلسطين. والأحداث التاريخية التي نحفظها جميعاً عن ظهر قلب أثبتت نجاح ذلك المخطط الجهنمي.

في بداية هذا الحديث قلنا أن مطالب نتانياهو بـ "يهودية إسرائيل" تعني إكمال الدائرة التي بدأ الغربيون رسمها قبل حوالي القرن في المشرق العربي. لكننا نستدرك هنا لنقول أن آخر خط في الدائرة سيكون مخالفاً في ترتيبه وسياقه لخط البداية الأول: إن موافقة الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا (وربما بعض القيادات العربية) على فكرة أن تكون إسرائيل "دولة يهودية" ستعني حكماً قيام أو محاولة قيام مجموعة مشرذمة من الدويلات الدينية والمذهبية والعرقية، المتناحرة في ما بينها والمتصالحة مع "الدولة اليهودية" الأقوى.


* محاضرة ألقيت يوم الجمعة الواقع فيه 8 تشرين الأول 2010 بدعوة من "الملتقى الثقافي العربي" في لندن.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024