إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

على أبواب دمشق... سقط العالم وولد العالم

جمال العفلق - البناء

نسخة للطباعة 2014-08-25

إقرأ ايضاً


ليست مبالغة شعرية أن نقول إن العالم سقط على أبواب دمشق وولد على أبواب دمشق… فهذه الحرب الطاحنة التي دُفع فيها مليارات الدولارات واستُخدمت فيها كل صنوف القتال ورُفع سقف التهديد حتى وصل إلى أعلى قمة فيه.

أميركا أطلقت صواريخها عبر المتوسط… «إسرائيل» قصفت بطائراتها مواقع ضمن الأراضي السورية… العرب دفعوا أموالاً طائلة للمرتزقة وزودوهم بالسلاح وكل أسباب الانتصار المفترض… وعقدت مؤتمرات واشتغل الإعلام بكل ما يملك من طاقة في حرب نفسية وعملية غسل للأدمغة وكذب وقلب للحقائق… مشددين عبر جيران سورية طوقهم ومعلنين انتصارهم الوهمي في أفخم الفنادق وعبر أكبر الصحف… ذلك الانتصار الذي لم يشعروا فيه مرة واحدة ولكنهم أصروا على نشر الوهم.

منهم من قال لا سلطة رسمية في سورية معترف بها… ومنهم من قال إنه سيصلي في الجامع الأموي ومنهم من اتخذ قراره بأنه لن يعود إلى بلاده إلا عبر مطار دمشق الدولي… والنتيجة كل أقوالهم لا تساوي ثمن وتكاليف طباعتها على منشوراتهم.

اليوم دمشق التي استطاعت أن تكسر الطوق وتجبر الأمين العام الذي كان يتجاهل وجود حكومة دمشق الرسمية أن يشكر السلطات على تعاونها.

اليوم استطاعت دمشق أن تجبر أميركا صاحبة المشروع الأكبر في إعادة تقسيم الشرق الأوسط على المغازلة وطلب التعاون الأمني من أجل المساعدة على إطفاء نار هي اشعلتها وشر هي أطلقته.

أحياء دمشق الجنوبية تنفض غبار الحرب عنها، الغوطة الشرقية بدأت تعود إلى أصحابها الحقيقين، الحدود السورية اللبنانية أصبحت مقبرة للمرتزقة وأثبت التعاون الأمني غير المعلن بين دمشق وبيروت والتعاون العسكري المعلن بين دمشق والمقاومة الشريفة في لبنان أن المصير واحد وأن دمشق لا تشعل قناديلها إلا إذا أضاءت بيروت.

أردوغان العدو اللدود للعرب والذي انتزع الرئاسة على حساب الدم السوري والفلسطيني والعراقي بدأ اليوم يعيد حساباته، فلا يعني وصوله إلى الرئاسة أن الحرب معه انتهت لأن الشعب التركي يكتشف كل يوم مدى تورطه في الدم العربي الذي طالما ادعى أردوغان أنه يخاف عليه. فما قرارات الحكومة التركية بترحيل اللاجئين إلى معسكرات اللجوء إلا فصل جديد من مسرحية أردوغان المتباكي على الشعب السوري. وصمت المعارضة التي تعيش في فنادق أنقرة عن هذا التصرف هو فصل آخر من فصول الخيانة للشعب السوري والذي أدارتة المعارضة وما يسمى ائتلاف الدوحة أفضل إدارة وكانت تلميذ يستحق حفنة من الدولارات على مساهمتة في قتل الشعب السوري.

إن العالم الذي سقط على أبواب دمشق اليوم يبحث عن بوابة صغيرة أو فرصة للدخول مرة أخرى إلى دمشق، ولكن هذه المرة كما تريد دمشق لا كما أراد مشروع احتلالها والقائمين عليه.

وعلى رغم مرارة الحرب على الشعب السوري وعلى رغم الألم سيكتب التاريخ أن العالم ولد من جديد وأن سياسة القطب الواحد والتسلط على شعوب الأرض كُسرت في سورية. وأن العالم اليوم مجبر أن يستمع إلى ما تقولة دمشق ومجبر على أن ينصت وبصمت لخطاب المقاومة، الذي خرج به سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى الانتصار بحرب تموز. وكان خطابه أكثر صدقاً وأكثر وضوحاً من قرار مجلس الأمن الذي ادعت بريطانيا أنها صاحبته على رغم إجماع المجتمع الدولي عليه، إلا أن القرار هو صياغة لخطاب حلف المقاومة في المنطقة.

وما تصريحات وزير الخارجية الأمركي عن ما يسمى الهجوم الكيماوي إلا استعراض جديد للفشل الدبلوماسي الغربي والعربي. فالسيد كيري يمثل اليوم جزءاً من الجامعة العربية أكثر من تمثيله لأميركا.

على أبواب دمشق سقط العالم وولد العالم.

قال الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري رحمه الله:

دمشق صبراً على البلوى فكم صهرت

سبائك الذهب الغالي فما احترقا

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024