ينقسم هذا البحث إلى ثلاثة أقسام، سنعالجها تباعاً، وهي: المسألة السلالية في سورية الطبيعية (الهلال الخصيب)، ومسألة الأقليّات عموماً والحلّ الاجتماعي – الثقافي لها، ثم ملحق يختص باليهود.
I. المسألة السلاليّة
علم الأنساب ورواياته الغريبة:
لا أذكر، ضمن حدود معرفتي، أن المسألة السلاليّة قد نالت ما تستحق من التعريف العلمي على يد أي كاتب باللغة العربية مثلما نالت على يد أنطون سعاده. إن ما سمي "بعلم الأنساب"، وهو ما كان متداولاً في الأدب العربي، ليس علماً. وهو بالإضافة إلى أوهامه لا يمتّ بصلة إلى علم السلائل لا من قريب ولا من بعيد. يكفي أن نعرف أن "علم الأنساب" اعتبر النسب أصل الأجناس وسرّ نشوئها. وللمسعودي رواية غريبة مفادها أن السبب في توزع البشر إلى أجناس مختلفة مردّه أن ملك الموت الذي أرسله الله ليأتيه بطين من أديم الأرض ليخلق منه آدم جلب إليه ثلاثة أنواع من التراب هي: تربة بيضاء وتربة سوداء وتربة حمراء!(1)
وقد ظلت المسألة السلالية غائبة عن دائرة معارفنا حتى ظهر كتاب: نشوء الأمم في 25 أيلول عام 1937. في هذا الكتاب (الذي يعتبر بحق أعظم إنتاج فكري في مسيرة اللغة العربية بعد مقدمة العلامة ابن خلدون) نجد لأول مرة المسألة السلالية في وضعها العلمي الدقيق. فلا روايات غريبة ولا تخيلات بل تحقيقات واكتشافات علمية قام عليها الدليل وبذل في سبيلها كبار علماء الاجتماع عموماً وعلماء الانتربولوجيا (علم الإنسان) على وجه الخصوص أسمى الجهود وأنبل المساعي.
www.ssnp.info إن "علم الأنساب" وإن يكن قد استند إلى "ما جاءت به الشريعة ورواه الخلف عن السلف والباقي عن الماضي" كما ذكر المسعودي(2) (وذلك لتقوية أركانه الواهية) لا يمت للدين بصلة حقيقية أيضاً.
لقد ارتكبت أغاليط عظيمة في خطرها عندما نظر إلى الكتب الدينية الروحية وآياتها على أنها قوانين علمية وأغفلت وجهتها المناقبية التوجيهية. الأقوال الدينية للراسخين في العلم هي اتجاه توحيدي وجوبي وليست وصفاً وجودياً علمياً واقعياً.
وتجدر الملاحظة أن المعتقدات "السلالية" الخرافية لم تكن مقتصرة على شعوب البلاد العربية، بل إننا واجدوها، وإن بصورة مختلفة، في كل الشعوب. فهناك في ألمانيا وجدت عقيدة بين الأشراف مفادها أنهم من السلالة الآرية النبيلة، أما الشعب فمن سلالة مكتوب عليها الخضوع. وفي أنكلترا ظهر اعتقاد أن "السلالة الأنكلو سكسونية" متفوقة على العنصر الإيرلندي الكلتي. وعقيدة تفوق العنصر الأبيض على العنصر الأسود منتشرة في الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى عقائد عنصرية أخرى مثل اعتقاد بعض الأميركان أن السوريين والإغريق سلالات منحطة.(3)
علم السلائل البشرية عند سعاده:
1- سعاده في كتاب: نشوء الأمم:
في هذا المؤلف العلمي الثمين استند سعاده إلى حقائق العلم كما وجدها في أعمال مشاهير المختصين في علم السلائل البشرية لزمانه. يكفي أن نذكر لائحة ببعض أسماء أولئك العلماء وكتبهم لنتعرف إلى قوة اهتمام سعاده بأحدث المكتشفات العلمية في زمنه وطبيعة اتجاهه العقلي الجديد بالنسبة للعقلية الوهمية السائدة في مجتمعه:
F. O. Hertz, Race and Civilization, London, 1928.
Ph. Kh. Hitti, The Syrians in America, New York, 1924.
F. Von Lusuhan, "Anthropological view of Race"
Papers on International Problems, London, 1911.
A. C. Haddon, The Races of man and their distribution, New York, 1925
E. Meyer, Geschichte des Alterthums, Stuttgart, 1884 – 1902
F. Boas, Anthropology and Modern Life, New York, 1928
A. Kappers, Anthropology of the Neat East, Amsterdam, 1931
L. Ceatani, Studi di Storia Orientale, Milano, 1911
ماذا كان محصل تنقيب سعاده في تلك الأعمال العلمية الشهيرة؟
إن الفصل الخاص الذي عقده سعاده في كتاب: نشوء الأمم للنظر في مسألة السلائل البشرية يعلمنا أن سعاده كان محتفياً بإنجازات العلم مجارياً أقوال العلماء الاجتماعيين مجانباً كل المجانبة للأوهام رافضاً غير حبل الحقيقة معتصماً.(4)
السلالة جوهرها واقع فيزيائي:
ما هي حقيقة السلالة في نظر العلماء الاختصاصيين، التي تبناها سعاده؟
إن جمهور العلماء متفق على أن السلالة مصطلح من مصطلحات العلم الطبيعي عموماً وعلم البيولوجيا على وجه أكثر تحديداً. فإننا نجد علماء البيولوجيا يصنفون الكائنات من حيوانات ونباتات إلى أصناف وفقاً لناحية عضوية متوارثة، واحدةٍ أو أكثر. مثال ذلك قولهم بحيوانات فقاريّة وحيوانات لا فقارية نسبة لوجود العمود الفقري في أجساد بعض الحيوانات وغيابه في بعضها الآخر. والحيوانات يمكن فرزها إلى صنفين: لبون ولا لبون نسبة إلى ناحية الولادة والرضاع وهكذا. ولما كانت غاية علماء البيولوجيا من وراء تصنيفهم الحيوان والنبات التقدم بمعرفة تلك الكائنات من زاوية ما تشابه فيها وما اختلف بالإضافة إلى تيسير دراستها جنساً جنساً، تساءل علماء الاجتماع عن إمكانية تحقيق نفس الغاية بالنسبة للإنسان. ومن هنا كان نشوء علم خاص هو علم الإنسان من الناحية الفيزيائية أو علم السلائل physical anthropology. السلالة، في هذا العلم، جماعة من البشر جوهرها الاشتراك بصفة جسدية متوارثة جيلاً بعد جيل.
ومن أهم المقاييس الجسدية التي اعتمدها علماء الأنتروبولوجيا نذكر شكل الجمجمة ونوع الدم وشكل الأنف والأسنان والقامة وشكل الشعر ولون البشرة. سنهتم في هذه الدراسة بالكلام على الدليل الرأسي والدليل الدموي اللذين اعتمدهما جمهورهم لتصنيف النوع البشري إلى أجناس أو سلالات.
الدليل السلالي الدموي:
ربما كان معتقد "الأصل الدموي الواحد" أكثر المعتقدات السلالية انتشاراً وتأثيراً في الجماعات. وقد يعود منشأ هذا المعتقد إلى أغلوطة الخلط بين مفهوم السلالة ومفهوم القبيلة. فإذا جاز وصف أبناء القبيلة الواحدة بالقول، إنهم من "دم واحد"، بمعنى أنهم ذوو قرلبة كونهم أبناء عمومة وأبناء خؤولة وضمن حدود هذا المعنى فقط، فإنه من الخطأ العلمي الفادح رد شعب من الشعوب إلى وحدة دموية واحدة.
إن عبارات مثل "الدم العربي" أو "الدم الفينيقي" أو "الأشوري" أو "الكردي" ما تزال ذائعة في بلادنا السورية (الهلال السوري الخصيب) بخاصة العبارة الأولى التي هي في رأينا من رواسب العقلية القبلية القديمة التي كانت فاعلة في شبه الجزيرة العربية أيام الجاهلية واستمر بعض خصائصها في العهود الإسلامية عندما احتك المسلمون المحمديون العرب مع الشعوب الأخرى غير العربية التي دخلت الإسلام. عقيدة "الدم الواحد" انتشرت أيضاً في ألمانيا النازية حيث صار التشديد على نقاوة السلالة الجرمانية بزعم خلوص دم الألمان من الشوائب! يهمنا الآن أن نثبت خرافة تلك العقيدة بالإشارة إلى ما حققه العلم في هذا الباب.
منذ أوائل هذا القرن تمّ اكتشاف أربعة أنماط من الدم على يد لاند ستاينر
Land Steiner سماها بعده العالمان موسّ Moss وأيانسكي Iansky A, B, AB, O وقد عرف فيما بعد أن الدم O هو أكثر أنماط الدم انتشاراً في الجماعات (حوالي النصف من أفراد معظم الشعوب يملكه). فبين جماعات الهنود الحمر الأميركيين تصل نسبته إلى 90 بالمئة، أما في الجماعات الأوروبية فنسبته تتراوح بين 35 بالمئة إلى 40 بالمئة، في حين نجده في الجماعات الآسيوية والأفريقية بنسبة 30 بالمئة فقط.
النمط الدموي A يلي النمط الدموي O من ناحية انتشاره. أما النمط الدموي B فلا نكاد نقع على أثر له في جماعات الهنود الحمر في كلا الأميركيتين. وهذا النمط B أكثر توزعه في الشعوب الآسيوية والأفريقية.
بالإضافة إلى المقياس الدموي المذكور (A, B, O) يتحدث العلماء عن مقياس ثان باسم MNS – U. النوع الدموي M يكثر وجوده بين الهنود الحمر الأميركيين، ويندر جداً في أستراليا حيث نجد النوع N منتشراً في الجماعات الأبوريجينية Aboriginal. النوع S اكتشف في الشعب الإنكليزي خصوصاً (في عام 1947) والنوع U في الشعوب الأوروبية على وجه العموم.
ثم تمّ اكتشاف خاصتين من خصائص الكريات الدموية الحمراء أحدهما عرفت باسم الخاصة الموجبة Rhesus Positive والثانية الخاصة السالبة Rhesus Negative. فحصلت المعرفة العلمية بنوعين من الدم هما الدم الموجب والدم السالب، وبعدم تناسبهما لدرجة أن بعض الولادات تجيء مشوهة بسبب تناقض تلك الخاصتين في كلا دم الجنين ودم الأم. والحق يقال، إن الأبحاث العلمية المتأخرة أدت إلى اكتشاف أنواع عدّة من الدماء وليس مجرد اثنين. وأول ما عرفت هذه الأنواع الدموية الحمراء بين الشعوب الأوروبية حيث وجد أن نسبة النوع السالب منها يتراوح بين 12 بالمئة في القارة إلى 15 بالمئة في انكلترا.
وفي عام 1950 اكتشف نوع جديد من الدماء في جسم السيد دفىMr. Duffy وعرف فيما بعد باسمه. وعلى أساس هذا النوع ميز بين دم دفي موجب ودم دفي سالب. ومن الموجب يوجد ما نسبته 65 بالمئة في الشعب الإنكليزي.
وفي الستينات توصل العلماء إلى اكتشاف أنواع أخرى من الدماء تعرف الآن باسم دييجو Diego وفيها الموجب والسالب. الموجب منتشر في شعوب الصين واليابان وكوريا حتى يمكن القول، إن الجماعات الآسيوية هي جماعات هذا النوع من الدماء. في حين نجد النوع السالب في أستراليا. وهناك نوع جديد من الدم سمى كيد Kidd نقع على موجبه أكثر ما نقع في أفريقيا الغربية.(5)
نخلص مما تقدم إلى التوكيد على قضية أن الدليل الدموي دليل سلالي أي أن المقصود من استخدامه هو تضيف النوع الإنساني إلى فئات دموية، وليس البرهان على أن كل أمة هي سلالة دموية مستقلة. بل العكس الذي حصل هو أن كل أمة هي خليط من أنواع من الدماء أي أنها مزيج سلالي وليست مؤلفة من عنصر واحد. حتى الجنين قد لا يشابه دمه دم أمه. لأن الأم لا تمده بدمها بل هو الجنين الذي يولد ودمه خاص منذ بداية تكوينه.
الدليل السلالي الرأسي Cephalic Index:
يعرف علماء الأنتروبولوجيا الطبيعية الدليل الرأسي بقولهم، إنه النسبة المئوية لعرض الجمجمة إلى طولها. أما عرض الجمجمة فيعرفونه بأنه المسافة الدائرية الأفقية حول الجمجمة إلى ما وراء وفوق الأذنين بقليل. وطول الجمجمة يبدأ من نقطة متوسطة بين الحاجبين حتى النهاية القصوى خلف الجمجمة. ويمكننا أن نعبر عن الدليل الرأسي بالمساواة التالية:
د = ع × 100
ط
حيث د، ع، ط رموز تُمثِّل الدليل الرأسي والعرض والطول على التوالي.
استناداً لهذا المقياس وجد أن البشر ثلاث سلالات هي: سلالة المستطيلي الرؤوس dolichacephalic وهي التي أفرادها دليلهم الرأسي المئوي يتراوح بين 65 – 80 وسلالة المفلطحي الرؤوس brachycephalic وهي التي نسبة الدليل الرأسي لأفرادها يتراوح بين 80 – 97 وسلالة المستديري الرؤوس ودليلهم الرأسي حوالي 80.(6)
غاية سعاده التمييز الحاسم بين الأمة والسلالة:
نأتي الآن إلى السؤال التالي: ماذا كان الغرض الأخير لدرس سعاده لقضية السلائل البشرية في كتاب: نشوء الأمم؟ ما علاقة السلالة وقضيتها بالأمة وقضيتها؟ هل كان سعاده سلالياً فأسس معنى الأمة على قاعدة السلالة؟ هذه الأسئلة وقرينها نجيب عليها بما يلي:
لقد أراد سعاده أن يميز تمييزاً علمياً حاسماً بين السلالة والأمة وقد أسعفه علم الاجتماع أيّما إسعاف. وجد سعاده أن علماء الأنتربولوجيا الطبيعية متفقون على حقيقة أن السلالة جماعة جوهرها الاشتراك بصفة جسدية تتوارث جيلاً بعد جيل. هذه الجماعة قد لا تكون مقيمة كلها في قطر واحد لكنها بالرغم من التباين الجغرافي تظل الجماعة سلالة واحدة، ما دامت من الوجهة العلمية الفيزيائية يتمتع أفرادها بنفس الصفة الجسدية.
وفي الفصل الأخير من كتاب نشوء الأمم يشرح سعاده نظريته في الأمة قائلاً، إن جوهر الأمة ليس الاشتراك بصفة جسدية واحدة وإنما الاشتراك في الحياة في قطر معيّن. فإذا كانت السلالة واقعاً فيزيائياً فإن الأمة واقع اجتماعي، وشتّان بين هذا وذاك.(7)
ولما كانت الأمة واقعاً اجتماعياً هو واقع مزيج سلالي، وليست واقع سلالة واحدة، واقع مزيج من سلالات المستطيلي الرؤوس والمفلطحي الرؤوس والمستديري الرؤوس يصبح الكلام على السلالية والعنصرية كلاماً محالاً.
بهذا التمييز العلمي الحاسم بين الأمة والسلالة، أمكن سعاده أن ينشئ تمييزاً موازياً بين الشعور القومي والشعور العنصري أو بين القومية الاجتماعية social nationalism والقومية العنصرية racial nationalism.
فالسوريون أمة واحدة - مجتمع واحد ولو تعددت أشكال جماجمهم أو اختلفت أنواع دمائهم أو تعددت ألوان بشرتهم وعيونهم. حقاً إنّ العرب في سورية والأكراد في سورية والآشوريون في سورية والأرمن في سورية والكلدان في سورية والشركس في سورية وغيرهم وغيرهم كلهم يؤلفون هيئة اجتماعية واحدة هي الأمة السورية، وهذه الأمة بدورها هي أمة عربية بمجرد وجودها في العالم العربي الواحد وانتمائها إليه.
2- سعاده في المقالات:
بلى، كانت مسألة التمييز بين معنى السلالة ومعنى الأمة من المشاغل الفكرية الأساسية عند سعاده. والحق يقال إنه لم يكن يمكن سعاده أن يضع مبادئه الأساسية عموماً والمبدأ السادس القائل: "الأمة مجتمع واحد" خصوصاً إلا بعد أن تمَّ له حل تلك المسألة. صحيح أن كتاب نشوء الأمم ظهر في عام 1937 بعد أن كتب مسوَّدته في سجنه الأول عام 1936، ولكن الثابت أن سعاده كان على بينة من الفرق بين السلالات والأمم قبل تأسيسه الحزب السوري القومي الاجتماعي وقبل كتاب: نشوء الأمم.
لنسمع صوت سعاده في محاضرته عن التربية القومية التي لم تلقَ في المجمع العلمي العربي (ولكنها نشرت فيما بعد) بسبب رفض رئيسه السيد محمد كرد علي في أوائل الثلاثينات: "إن المبدأ القومي الشعبي هو المبدأ الأساسي الضروري لحياة الأمم"، وإذا تضاربت المصالح العنصرية مع المصالح الشعبية، "وجب تقديم هذه على تلك لأن الشعوب قوام العنصر وليس العنصر قوام الشعوب". فالتربية القومية "يجب أن تكون من الشعب، في الشعب، للشعب"(8)
وفي مجلة "المجلة" ظهر لسعاده بحث في أيار عام 1933 عن الأمة ورد فيه مما يتصل بموضوعنا ما يلي: "نرى من مطالعة ما كتب في صحافتنا وكتبنا في المسألة القومية أن الكثيرين ممن تصدّوا لمعالجة هذا الموضوع لم يكونوا على بينة علمية عصرية في ما كتبوا، فوقعوا في أغلاط أفسدت على الأمة رأيها. من ذلك أنهم أساؤا فهم معنى العنصر وجعلوا العنصر أو السلالة (race) والأمة شيئاً واحداً". ويتابع مؤكداً ومشدداً: "الأمة ليست عنصراً من العناصر البشرية ولا مجموعة عنصرية واحدة. والحقيقة التي لا جدال فهيا هي أن كل أمة مؤلفة من مجموعات عنصرية متنوعة أي أنها مزيج من سلالات بشرية مختلفة". وباعتبارها مزيجاً، ليست الأمة سلالة. "لذلك يترتب علينا أن نزيل من أذهاننا فكرة الوحدة الفيزيائية للأمة". إن حقيقة الأمة هي في روحها، في أفكارها العامة وشعورها العام "لا في أشكال جماجمها ولا في أنواع دمائها"(9) أيوجد كلام أوضح من هذا الكلام تعبيراً عن التمييز الحاسم بين السلالة والأمة؟ مع ذلك وجد في بلادنا من اتهم سعاده وحزبه بالنازية والفاشية العنصريتين!
II. مسألة الأقليات عموماً والحلّ الاجتماعي – الثقافي لها
لم يكن سعاده مهتماً اهتماماً جدياً بدرس القضية السلالية المسألة القومية والتمييز بينهما لمجرد المتعة النظرية بل كان يعلم علم اليقين أن هذه المسألة هي من المشاكل الاجتماعية الكبرى لأمته التي بدون إيجاد حلّ لها تظل الأمة جسداً مشلولاً من تطاحن عناصرها.
وقد عرف سعاده كيف كانت تعالج مسألة العناصر عموماً في بلادنا ومسألة الأقليات على وجه التحديد. نضرب مثلاً على العقلية التي عالجت تلك المشكلة معالجة الجهل والظلم ما كانت تفعله "الكتلة الوطنية الشامية" الحاكمة عام 1938 بعدما حرك الفرنسيون مسألة الأقليات. والمثل نأخذه مما كتبه سعاده حول الموضوع في ذلك العام، يقول:
"في وسط اجتماع المجلس النيابي السامي وعلى مرأى وسمع من النواب والنظارة ورجال الصحافة وفي عين الرأي العام وأذنه يقف نواب كتلويون ويقولون إن أعضاء في الدولة السامية هم "أقلية أثيمة" وأنه ليس في لواء الجزيرة رجال كالأمير الفلاني الذي اكتسبوا صداقته أو اشتروها مؤخراً، مفضلين عشائر في لواء الجزيرة على عشائر ورؤساء على رؤساء ومقياسهم في كل ذلك السياسة الشخصية". ثم يتابع قوله: "وبعد هذه الحقائق العلنية التي تصفع الأمة صفعاً وتحول النيابة عن الشعب إلى مهزلة قبيحة وبعد كل التبجحات الكلامية التي أقلق بها الكتلويون راحة الأرض والسماء قائلين: "لا أقليات في سورية" يقفون دون حياء ولا خجل أمام الأمة والتاريخ ويقولون "هذا الجزء من الشعب الذي تدعي النيابة عنه أقلية يجب ألا يؤبه لها – وذلك الأمير هو الرجل والباقون صعاليك"! أما الحق والعدل وأما جعل المساواة القومية أساس كل سياسة www.ssnp.info وكل نظرة حقوقية أو إدارية فكلام خرافي لفطاحل السياسة الكتلوية".
واضح من هذا الوصف لما جرى في المجلس النيابي أن العقلية الرجعية نظرت إلى قضية الأقليات نظرة عنصرية استعلائية مستبدة. فحلت المشكلة بإبقائها، متوهمة أن المشكلة تُحلّ بمجرد الإعلان عن عدم وجودها! إن حكمة الرجعيين العنصريين تلخصها عبارتهم التي استشهد بها سعاده في ختام مقاله: "إيش أخي، أقليات يوق".(10)
وفي جريدة "سورية الجديدة" التي كانت تصدر في سان باولو نشر سعاده مقالا في 29 تموز 1939 عن المشكلة الإثنية في البلاد السورية، وعن نظريته في حلها وذلك بمناسبة تحريك الفرنسيين للنعرات العنصرية، قال هذا الكلام الهام:
"كل بحث في وحدة سورية ونهضتها لا يتناول بالدرس قضية تركيبها الاتنلوجي لا يصل إلى نتيجة ناجحة". أما النتيجة الناجحة فهي الحل الروحي، قال: "إن الطريقة الوحيدة لصهر هذه العناصر هي طريقة تسليط عامل روحي – اجتماعي – ثقافي عليها". وقد عنى سعاده بذلك أنه ما دامت العناصر مختلفة فلا وحدة فيزيائية لها وهذه حقيقة علمية واضحة. فلم يبقَ، لصهر الجماعات الإثنية، وإحداث تغيير في تلك الحال، إلا الحل التربوي المفيد المنتج لأن تلك العناصر مقيمة في ذات القطر، والحل التربوي يكون بنشر ثقافة تفاعل اجتماعية جديدة، هي الثقافة القومية الاجتماعية. المذاهب الدينية لم تقدر أن توفر ذلك العامل الجوهري الصاهر لأنها مذاهب متعددة ومختلفة.
من هنا، من هذه الحاجة الاجتماعية الحيوية كان اتجاه سعاده نحو وضع فلسفة جديدة هي الفلسفة المتجلية في مبادئه الأساسية التي صارت فيما بعد مبادئ حزب النهضة السورية القومية الاجتماعية. وهذه المبادئ هي التي اعتقد أنها تؤلف الحل الوحيد لقضية العناصر. لنسمعه يقول في نفس المقال: "أوجدت مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي العامل – الروحي – الاجتماعي – الثقافي الذي يتمكن من صهر الجماعات الدينية والإثنية في سورية وتحويلها إلى عناصر متجانسة متلاحمة في صلب الأمة السورية. وما كادت الحركة السورية القومية الاجتماعية تحمل مشاعلها وتسير حتى أقبلت على ضوئها جميع العناصر الدينية والإثنية فوجدت فيها النور والحرارة".(11)
كان سعاده دائماً يؤكد على أن مبادئ الحزب هي العامل – الروحي – الاجتماعي – الثقافي الموحد للعناصر المختلفة، وكان يكرر ذلك الاعتقاد دائماً. ففي "سورية الجديدة" وقبل المقال المذكور، أعلاه، نشر سعاده مقالاً عن الأقليات في 18/3/1939 أعلن فيه الطبيعة التوحيدية للمبادئ القومية الاجتماعية الأساسية.(12)
الآن، وبعد أن تمَّ وصفنا للمعضلة بوجوهها: العنصرية، والإثنية، والأقليّاتية - المذهبية في البلاد السورية، وطبيعة الحلّ المطلوب لها، وبعد أن تمَّ تحديدنا للحل بأنه يمثل في مبادئ الحزب الأساسية، بقي لزاماً علينا أن نبرهن على صحة اعتقادنا هذا الذي هو من اعتقاد سعاده نفسه.
فما هي المبادئ الأساسية من الوجهة الفلسفية؟ أو لنسأل ما هو مبدأ المبادئ الأساسية؟ الجواب هو الأمة السورية وفيما يلي إثبات لكلامنا
المبادئ الأساسية الثمانية هي:
1- "مبدأ سورية للسوريين والسوريون أمة تامة". وجوهره تسمية ملكية الأمة.
2- "القضية السورية قضية قومية قائمة بنفسها مستقلة كل الاستقلال عن أية قضية أخرى". وجوهره تحديد الاستقلال الحقوقي للأمة.
3- "القضية السورية هي قضية الأمة السورية والوطن السوري". وجوهره تحديد قضية الأمة.
4- "الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي". وجوهره تحديد نشوء الأمة.
5- "الوطن السوري هو البيئة الطبيعية التي نشأت فيها الأمة السورية، وهي ذات حدود جغرافية تميزها عن سواها، تمتد من جبال طوروس في الشمال الغربي وجبال البختياري في الشمال الشرقي، إلى قناة السويس والبحر الأحمر في الجنوب شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة ومن البحر السوري في الغرب شاملة جزيرة قبرص إلى قوس الصحراء العربية والخليج العربي في الشرق ويعبر عنها بلفظ عام: "الهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص". وجوهر هذا المبدأ تحديد ملكية الأمة.
6- "الأمة السورية مجتمع واحد". وجوهره تعريف الأمة.
7- "تستمد النهضة السورية القومية الاجتماعية روحها من مواهب الأمة السورية وتاريخها الثقافي السياسي القومي". وجوهره تحديد الاستقلال الروحي للأمة.
8- "مصلحة سورية فوق كل مصلحة". وجوهره تحديد المقياس المناقبي للعاملين للأمة.(13)
والمصور التالي يوضح كيف أن المبادئ الأساسية كلّها تدور حول الأمة، أو تتجه إليها، حيث كل مبدأ يتناول ناحية من نواحيها. فتكون الأمة هي المبدأ المركزي للمبادئ الأساسية:
1- من حيث تسمية ملكيتها
2- من حيث استقلالها الحقوقي
3- من حيث تحديد قضيتها الحقوقية
4- من حيث نشوؤها
¬ الأمة
5- من حيث تحديد ملكيتها
6- من حيث تعريفها
7- من حيث استقلالها الروحي
8- من حيث مقياس العمل لها
المبادئ الأساسية إذن تؤسس اتجاهاً جديداً هو الاتجاه نحو الأمة. المبادئ الأساسية إذن تصرف الذهن والنفس عن الاتجاه نحو العنصر. هذا الاتجاه الجديد الذي تؤسسه المبادئ الأساسية في العقل السوري المعاصر هو الروح الجديد الذي حلَّ في عناصر الأمة بديل الروح الرجعي المتعدد في اتجاهاته المتضاربة. ويقول سعاده بالحرف الواحد واصفاً المبادئ الأساسية:
"إن مبادئنا القومية الاجتماعية قد كفلت توحيد اتجاهنا..." ثم يضيف قائلاً "فحيث لا توجد هذه الأسس تظل الأمة موجودة في حالة إمكانية فقط ولا تصير حقيقة إلا بعد أن يحصل الوعي للمبادئ الأساسية التي تكون وحدة الاتجاه وخطط الاتجاه التاريخي. وإننا لا نجد هذه الأسس في سورية الطبيعية كلها إلا في الحزب السوري القومي الاجتماعي".(14)
تجدر الملاحظة أن حلَّ سعاده للمعضلة لمسالة الأقليات في الشعب السوري ليس حلاً خصوصياً كما يبدو لغير الفاهمين المغزى العميق للمبادئ الأساسية. إن حلّ سعاده كان فلسفة اجتماعية – ثقافية تصلح حلاً لهذه المسألة في أي قطر تواجدت فيه. فهي حلّ لمشكلة الأقباط والعرب في القطر المصري، وهي حلّ لمشكلة العرب والطوارق في ليبيا، وهي حلّ لمشكلة العرب والبربر في المغرب عموماً. وهي حل للمشكلة في الأقطار الأفريقية والآسيوية والأوروبية. ذلك لأنه كما أمكننا اكتشاف مبدأ الأمة السورية وراء المبادئ الأساسية للحزب السوري القومي الاجتماعي يمكننا اكتشاف مبدأ الأمة عموماً وراء مبدأ الأمة السورية.
أجل، بالفلسفة القومية الاجتماعية يمكن توحيد الشعوب العربية في أقطارها وعندما ينهض كل شعب في كل قطر تنهض مع نهوض الشعوب رابطة العروبة الحقة التي هي رابطة شعوب العالم العربي، ممثَّلةً بدولها، في الجبهة العربية الواحدة.
III. ملحق: سعاده واليهود
كثيراً ما أسيء فهم موقف سعاده بالنسبة لليهود، فوصف بأنه موقف لا سامي anti-Semitic أو عنصري. لكن الحقيقة خلاف ذلك تماماً. إن قول سعاده المشهور: "إنّ ألدّ عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا وحقنا هم اليهود" يجب تفسيره على الوجه الصحيح الذي هو أن اليهود هم الجانب العدواني aggressive وليس الأمة السورية التي كان سعاده يمثلها. لو أن سعاده قال: "إنّ ألدّ عدو نقاتله (وليس يقاتلنا) هو اليهود لكنا نحن الجانب العدواني. وهذا لم يحصل من سعاده إطلاقاً. حقاً، إن نظرة سعاده إلى المسألة الفلسطينية نظرة قومية. فأية جماعة خارجية تحتل أو تغتصب جزءاً من البلاد السورية، هي في نظر سعاده جماعة عدوانية يجب دفعها وإنهاء عدوانها.
بالرغم من هذا التوضيح نواجه كثيراً بقضية عدم تمييزنا بين اليهودي والصهيوني.
إن الذين يثيرون مثل هذه القضية ينسون أن الحرب قد أعلنت على أمتنا منذ اغتصاب فلسطين وأن هذه الحرب ما زالت قائمة. وفي الحروب لا تفكر جماعة واعية لمصالحها إلا بمصيرها. فنحن لسنا مسؤولين عن مصير اليهود الذي دخلوا فلسطين حتى لو ثبت فيما بعد أن بعض أفرادهم لا ينتمون إلى الحركة الصهيونية. المسؤول عن مصيرهم هو الحركة الصهيونية التي جلبتهم. هذا من جهة.
ومن جهة ثانية مَنْ مِن الذين يثيرون مثل ذلك الجدل في وقت الحرب، في وقت فيه مصيرنا وليس مصير اليهود مهدّداً بالعدم، قد أتمّ لنا إنجاز جدول يضم أسماء اليهود في العالم الذين ليسو صهاينة واليهود الذين هم صهاينة؟ كيف لنا أن نميز بين يهودي ويهودي وليس المجادلون موفرين لنا إحصاء؟ ومن الناحية العملية، كيف نتصرف أمام يهودي مغتصب حاملٍ سلاحاً على إحدى تلال فلسطين فلا يذهب ضحية "بريئة" بنار ثوارنا، هل يسأله ثوارنا أن يجيب عما إذا كان صهيونياً أو يهودياً؟ وإذا طبق أحد ثوارنا حكمة المجادلين، فسأل ذلك الممتشق سلاحه على تلال فلسطين عن هويته اليهودية أو خلافها، ماذا تكون النتيجة غير حصد الثائر بنار الغدر تنصبُّ عليه من كل مكان. إن قضية التمييز بين اليهودي والصهيوني قضية إعلامية وليست قضية تحريرية. حركات التحرير لا قانون لها إلا قانون النصر وحكمتها تقول: التحرير هو النصر.
"السلالة اليهودية":
إن درس قضية ما يسمى "بالسلالة اليهودية" درساً علمياً هو في نظرنا من أهم الدروس الاجتماعية. ذلك لأن بعض الحجج التي دفعها الإعلام الصهيوني في الدوائر السياسية العالمية والساحات الشعبية اتصل بالزعم أنهم نسل العبرانيين القدماء الذين نزلوا فلسطين وأسسوا فيها دولة إسرائيل، لذلك هم ورثة العبرانيين فلا ينازعهم في فلسطين منازع!
اللوائح الإحصائية التالية تثبت أن ما يسمى بنسل العبرانيين أو سلالتهم المتوارثة صفاتهم جيلاً بعد جيل ليس إلا خرافة دحضها العلم.(15) وفي اللوائح المشار إليها يتبين أن الجماعة اليهودية عبارة عن مزيج من سلالات بشرية مختلفة. إن قانون الامتزاج الاجتماعي قد فرض نفسه عليهم بالرغم من الغيتو الذي حصروا نفسهم فيه حيثما تواجدوا. لذلك يمكننا اعتبار الجماعة الصهيونية التي اغتصبت فلسطين جماعة استعمارية تخفَّت بقبعة الدين اليهودي وعن طريقه إدعت أنها صاحبة الحق في فلسطين.
إن الخلط الاجتماعي – السلالي بين جماعة الدين اليهودي العصرية وجماعة الدين اليهودي العبرانية لا ينطلي على أهل العلم. إذ قد يكون الدين واحد في جماعات مختلفة.
وتجدر الملاحظة أن وصف الحركة الصهيونية بأنها "حركة عنصرية" من قبل الأمم المتحدة لم يعنِ أن أهلها سلالة واحدة بل كان المقصود أن تلك الحركة ممارساتها ممارسات العنصريين الإرهابيين التفريقيين.
هذه هي الجداول الإحصائية: (16)
الجدول – 1-
جدول الدليل الرأسي لمجموعات يهودية من الذكور في بلدان مختلفة
مراكش
إسبانيا
الشام
العراق
بولونيا
ألمانيا
أوروبا الشرقية
75.00
78.10
80.90
82.05
83.20
80.80
81.40
الجدول – 2 –
جدول النسب المئوية للدليل الدموي وفقاً للمقياس A, B, O لمجموعات يهودية في بلدان مختلفة
اسم القطر
عدد العينات الفردية
الدم O
الدم A
الدم B
الدم AB
اسم الإحصائي
هولندا
705
42.60
39.40
13.40
4.50
Herweden
بولونيا
818
33.10
41.50
17.40
8.00
Halbert Mydlarski
رومانيا
1135
38.20
39.00
17.50
5.30
Manuila
إيران
431
33.50
32.50
25.00
9.20
Younovitch
مراكش
642
36.90
39.90
19.90
7.30
Kossovitch
اليمن
1000
56.00
26.10
16.10
1.80
Younovitch
الجدول – 3 –
جدول الدليل الأنفي لمجموعات يهودية من الذكور في بلدان مختلفة
اسم القطر
الأنف الأحدب
الأنف المستقيم
الأنف المعقوف
إسبانيا
13.40
37.30
49.30
الشام
ـــ
50.00
50.00
العراق
2.80
25.23
65.42
هوامش
1. المسعودي، كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر، باريس، 1861 الجزء الأول ص 51 وما بعدها.
2. المرجع السابق نفسه.
3. أنطون سعاده، كتاب نشوء الأمم، الآثار الكاملة، الجزء الأول، ص 30 - 31.
4. المرجع السابق، ص 34-35.
5. S. M. Garn, Human Races, Charles C. Thomas Publishers, Springfield Illinois, U.S.A. 1958, pp. 39-47.
6. G. Taylor, Environment Race and Migration, The University of Chicago Press, 1937, pp. 57-58.
7. سعاده، نشوء الأمم، ص 165 كذلك ص 157.
8. محاضرة سعاده في الجامعة الأميركية بيروت: "مبادئ أساسية في التربية القومية" نشرت في جريدة "البناء" عام 1973.
9. مجلة "المجلة" العددان 3 و4 أيار وحزيران 1933. كذلك الآثار الكاملة، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، بيروت، 1976، ص 131-132.
10. جريدة سورية الجديدة السنة الأولى العدد 154، 5 أيار 1938.
11. جريدة "سورية الجديدة"، السنة الأولى، العدد 22، سان باولو، 29 تموز 1939.
12. جريدة "سورية الجديدة"، العدد 2، 18 آذار 1939.
13. أنطون سعاده، مبادئ وتعاليم الحزب السوري القومي الاجتماعي.
14. أنطون سعاده، كتاب المحاضرات العشر، المحاضرة الثانية، ص 33، ص 27.
15. أنطون سعاده، نشوء الأمم، ص 155: هنا سعاده يؤكد أن اليهود جماعة دينية فقط ليسوا سلالة إطلاقاً وليسوا أمة إطلاقاً.
16. Unesco (corporate), The Race Question in Modern Science: Race and Science, Columbia University Press, New York 1969, pp. 1964-1969.
|