إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«جاستا».. والإرهاب السعودي 2

نظام مارديني - البناء

نسخة للطباعة 2016-10-11

إقرأ ايضاً


عشية المجزرة التي نفّذتها الطائرات الحربية السعودية على مجلس عزاء في صنعاء، يُراد لليمن أن يُعامَل كحقل فحم حجري ويفترض أن يحترق، ويحترق، ليغدو حقلاً من الرماد.. عشية هذه المجزرة أرادت الولايات المتحدة الأميركية، أن تذكّر حلفاءها في الرياض بأنهم ملوك الإرهاب الذي ضرب في 11 أيلول/ سبتمبر نيويورك، وأن عليهم دَيناً يجب استيفاؤه تجاه الضحايا.

وبطبيعة الحال هذا لا يعني أن أميركا بريئة من رعايتها لهذا الإرهاب الدولي، بل هي تمارس ما يطلق عليه بـ «القوة الذكية»، التي عرّفتها هيلاري كلينتون العام 2008 بأنها «تسخير كل الأدوات التي تتوافر لدى الولايات المتحدة الأميركية سواء الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية، والقانونية، والثقافية، والإعلامية، والبحث عن الأداة الملائمة من بين هذه الأدوات بما يتناسب مع كل وضع دولي»، وحالياً اختارت الإدارة الأميركية من هذه الأدوات الأداة القانونية «جاستا» ليكون وسيلة ضغط وابتزاز للسعودية، لتنفيذ أجندتها..

قانون «جاستا» أبعد بكثير من أن يكون للاقتصاص المالي أو الايديولوجي، ودائماً باسم العدالة! فهل استنفدت واشنطن أغراضها من هذا الثنائي السيئ الصيت طيلة تحالف دام أكثر من 60 عاماً؟

ورغم ما تضخّه مملكة السواد من أموال لوسائل إعلام دولية وعربية وتسخير كتاب مقالات لتجميل صورتها، يكاد لا يصدر تقرير للمنظمات التي تكافح الإرهاب والمؤسسات التي تحمي حقوق الإنسان من الانتهاك، إلا ويتصدّر اسم السعودية أبرز عناوينه، وهذا ما أكده الأميركيون أنفسهم، ووثائق ويكيليكس، كما أن نائبة رئيس البرلمان الألماني «كلوديا روث» أكّدت مؤخراً أن «السعودية أكبر مصدّر للإرهاب في الشرق الأوسط، مطالبةً بوقف بيع الأسلحة للرياض». روث أشارت إلى أن أغلب الجماعات المسلحة التي تتواجد حالياً في أفغانستان، سورية والعراق قد جاءت من السعودية. وهذا ما كانت قد أكدته وزارة المالية الأميركية حول الدعم السعودي للتنظيمات الإرهابية بما فيها عصابات «داعش الإرهابية».

ولم تسلَم السعودية من سهام الصحافة العالمية ها هي صحيفة «الغارديان» وصفت بدقة واقع المعادلة السعودية في المنطقة، فقد عنونت « لكي تكبح الإرهاب حقاً.. اوقف دعم السعودية». وقد أوضح الكاتب أن السعودية من أكبر الديكتاتوريات في العالم.. المذهل أن يصل روبرت ساتلوف، الباحث البارز، الى حد التحذير من الهلهلة الاستراتيجية «إذا ما بقينا رهائن في قبضة تلك الديكتاتوريات الرثة».

وكان موقع «غلوبال ريسيرش» نشر تقريراً أشار فيه الى وثيقة سرية سعودية تظهر اتفاقاً قامت به السلطات السعودية مع حوالي 1300 سجين ينص على إعفائهم من إقامة الحدّ الشرعي عليهم وصرف معاشات شهرية لعائلاتهم وذويهم مقابل تأهيلهم وتدريبهم وإرسالهم إلى الجهاد في سورية.

السعوديون يستشعرون أن ثمة خللاً بنيوياً، خللاً خطيراً، في العلاقة بينهم وبين الولايات المتحدة.. ولكن ما العمل وما البديل؟ هم قرأوا جيداً ما تردّد إبان عهد الرئيس بيل كلينتون حول تغيير الوجوه، قبل أن تتطوّر هذه الجدلية باتجاه تغيير الأنظمة وصولاً الى تغيير الخرائط…

لآل سعود الماضين في لعبة القبائل.. لا تظنوا أن هذه اللعبة أقل هولاً من.. لعبة الأمم.. فشمس الإرهاب السعودي لن يحجبها غربال «الفيتو» أبداً.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024