منعت غارات «التحالف الدولي» وحدات الجيش السوري من تثبيت مواقع جديدة له في قرى شرق نهر الفرات، سيطروا عليها لساعات على حساب «قوات سوريا الديموقراطية». وأتى ذلك بالتوازي مع تحضيرات لعودة النشاط العسكري على الجبهات المشتركة بين «قسد» و «داعش» في قرى وادي الفرات والمناطق الحدودية مع العراق
عاد التوتر مجدداً إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، مع محاولة الجيش السوري وحلفائه أمس، التقدم على حساب «قوات سوريا الديموقراطية»، على الجانب المقابل لأطراف مدينة دير الزور الشمالية الغربية. الساعات الأولى لتحرك الجيش وحلفائه من قوات «الدفاع الوطني»، أفضت إلى سيطرتهم على بلدات الجيعة والجنينة وحويجة المعيشية والعليان، وصولاً إلى وسط قريتي شقرا والحصان، في الريف الشمالي الغربي لدير الزور. وعلى رغم التقدم السريع لتلك القوات، لم تمض ساعات قبل استهداف مواقعها الجديدة في تلك القرى بغارات نفذتها طائرات «التحالف الدولي»، لتعود وتنسحب إلى خطوط تمركزها الأساسية. وأوضح مصدر عسكري في تصريحه إلى «الأخبار» أن «وحدات الجيش عبرت نهر الفرات عبر قرى البغيلية وحويجة المريعية، ووصلت إلى مواقع تمركز (قسد) وبسطت سيطرتها على أربع قرى». وأضاف أن «الجيش واصل تقدمه باتجاه قريتي شقرا والحصان ووصل إلى مشارف دوار قرية الحصان، قبل أن ينسحب إلى مواقعه السابقة، بعد عدة غارات لطائرات التحالف». وتشير المعطيات المتوافرة أن الجيش وحلفاؤه كانوا يهدفون الوصول إلى قرى المحيميدة والكسرة، وذلك لتأمين المعابر النهرية على الفرات، والتمهيد لبسط السيطرة على قرى الريف الغربي الواقعة شرقه مقابل نقاط سيطرة الجيش. من جهتها، اعتبرت «قسد» في بيان أن هجوم الجيش السوري «يستهدف عرقلة الحملة ضد الإرهاب، ودعمه، بعد تحضيرات القوات لاستكمال حملة عاصفة الجزيرة لتأمين الحدود الشرقية مع العراق» وأكد «حق قوات سوريا الديموقراطية بالدفاع عن النفس».
وفي موازاة ذلك، اندلعت أمس مواجهات بين «قسد» المدعومة من طائرات «التحالف» ومسلحي «داعش» في محيط بلدة هجين في الريف الشرقي لدير الزور، وذلك ضمن خطط «التحالف» للسيطرة على كامل الجيب الحدودي الممتد من تل صفوك في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي وصولاً إلى مشارف البوكمال. ووفق المعطيات الميدانية تسعى «قسد» للسيطرة على بلدة هجين أكبر البلدات التي لا يزال «داعش» يسيطر عليها، بهدف الوصول إلى باغوز والشعفة والسيال والسوسة، وبالتالي الوصول للحدود العراقية، وربط الريف الشمالي لمدينة البوكمال مع ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، عبر السيطرة على آخر ما تبقى للتنظيم في الشريط الحدودي مع العراق. ويتوقع أن تعلن «قسد» غداً خلال مؤتمر صحافي سيعقد في حقل التنك النفطي، استكمال عملية «عاصفة الجزيرة» رسمياً، وذلك تزامناً مع وصول تعزيزات أميركية وفرنسية إلى ريف دير الزور الشرقي، لتقديم الدعم في المعارك ضد «داعش».
|