إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مدرسة مار الياس بطينا: بدايات والمطران الرفيق جبران رملاوي

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2018-09-07

إقرأ ايضاً


في العام 1954 رغب الاستاذ حليم نهرا(1) إلى والدتي أن تنقل أولادها إلى "مدرسة مار الياس بطينا" التي كانت تأسست قبل عام. كانت الوالدة تتعهد تربيتنا بعد أن خضع والدي لأكثر من عملية جعلته يتوقف عن العمل ملازماً منزله في المصيطبة.

أذكر من الذين عرفتهم في تلك المرحلة، اذكر كلاً من المدير المالي الرفيق الياس سميره(2)، مساعده ميشال نجيب طبال، الفنان المعروف، نقولا صليبا مجدلاني(3)، الشماس جبران رملاوي، الشاعر جورج شكور(4)، ايلي شامي(5)، وديع خوري، جورج نصار(6) وغيرهم.

توطدت علاقتي بمن أوردت أسماءهم أنفاً، وخاصة عندما عمدت مع الصديقين توفيق متري بيطار(7)، وسمير عبد الملك إلى تأسيس "رابطة قدامى مدرسة مار الياس بطينا" التي كنتُ ناشطاً فيها متوليّاً رئاسة اللجنة الثقافية. ومعي الأصدقاء: غسان معلوف، ايلي مجدلاني، خليل سميره، فريدي شامات، جورج مرشد صليبا مجدلاني.

من أعمالها:

أ‌. تنظيم اول ندوة تعقد عن الزواج المدني(8) شارك فيها كل من المطران جورج خضر، الشيخ صبحي صالح، المحامي عبدالله لحود، النائب زاهر الخطيب وأدارها المحامي فوزي غازي.

ب‌. إصدار مجلة "الحصاد" التي توليتُ تحريرها بإشراف من الاستاذ الياس عازار وتكليف من ادارة المدرسة.

غادرتُ مدرسة مار الياس بطينا، إنما لم أنقطع عن التردد إليها أولًا بسبب مسؤوليتي في الرابطة، ثم عبر العلاقات الجيّدة مع مديرها ومع معظم افراد الاسرة التعليمية. كان الاستاذ نهرا قد اختار الانضمام الى الكهنوت، فسيّم شماساً باسم الاب "تريفن" ولاحقاً تولى رئاسة المحكمة الروحية في مطرانية الروم الارثوذكس مصدراُ سلسلة من الكتب الدينية والتوجيهية التي قدمها لي في حينه.

وبقيتُ على تواصل مع الرفيق الياس سميرة ومع مساعده الصديق ميشال نجيب طبال ومع الاب رملاوي الذي كان، الى تدريس اللغة العربية، يعطي دروساً دينية ويقدم برنامجاً دينياً من الاذاعة اللبنانية، فضلاً عن قيامه بتدريب جوقة من الطلاب على التراتيل والاناشيد الدينية بفضل صوته الرخيم وذكائه الوقاد وانصرافه الى الحياة الكهنوتية.

في تلك الفترة أيضًا كان الامين هنري حاماتي، الذي كان يقيم في منطقة "الاونسكو" في جوار مدرسة مار الياس بطينا، يدرّس فيها مقيماً علاقات جيدة مع السلك التعليمي ومع طلاب عديدين وعبرهم مع عائلاتهم في المصيطبة.

الأب جبران رملاوي لم يكن بعيداً عن الحزب بفضل علاقته القوية مع الرفيق الياس سميرة والحضور القوي للأمين حاماتي. لاحقاً توقفتُ عن التردد الى "مدرسة مار الياس بطينا" منصرفاً الى اهتمامات اخرى دراسية وعملية وحزبية.

عندما تسلمتُ مكتب عبر الحدود في أوائل السبعينات، وبدأت اتابع فروع الحزب في الخارج، علمت ان الاب جبران رملاوي الذي كان انتقل الى فنزويلا انتمى الى الحزب. وهذا ما أكده لي لاحقاً الأمين عبدالله قبرصي. ومضت سنوات الى ان توجهت الى استراليا برفقة رئيس الحزب في حينه الأمين عصام المحايري، وكان الأب جبران قد بات أسقفاً للطائفة الأرثوذكسية، تابعاً لأبرشية أميركا الشمالية برئاسة المطران فيليب صليبا الذي كنت أعلم أنه صديق للحزب، إنما تبيّن لاحقاً بشهادة الرفيق جو شوقي صوايا انه كان أدى قسم الانتماء أمام الامين شوقي.

كان المطران رملاوي على تعاط مع عدد من رفقائنا في استراليا، اخصهم الامين فؤاد غزال.

لذلك كان طبيعياً ان نلتقي به، وان نترافق في رحلة سياحية، هي الوحيدة التي شاركت فيها، الى منطقة سياحية رائعة في سيدني، في يخت يملكه أحد مغتربي طرابلس من آل عواضة. واذكر من الحضور، الى رئيس الحزب آنذاك الامين المحايري، معتمد الحزب في استراليا الامين حيدر الحاج اسماعيل، الامين فؤاد غزال، الامين عطية الحاج(9)، وعدد من الرفقاء في تلك الرحلة. كان المطران رملاوي يخصّني باهتمامه ويحادثني في وضع العمل الحزبي في استراليا، ثم عدتُ معه بالذاكرة الى مدرسة "مار الياس بطينا"، والى مجموعة من الأصدقاء المشتركين فيها، بدءاً من الرفيق الياس سميرة.

عندما عاد الامين عبدالله قبرصي الى الوطن وكنت أتردد الى منزله في منطقة "تلة الخياط" روى لي عن علاقة المطران رملاوي به وادائه قسم الانتماء.

كنت ارغب ان التقي الرفيق الياس سميرة بعد بدء اهتمامي بموضوع تاريخ الحزب، انما كان قد غادر حي المزرعة الى منطقة جبيل وهو كان اقترن من سيدة من بلدة "جدايل"(10)، واستقر فيها الى ان وافته المنية.

كنت أرغب أن أسأله عن الحزب في حي المزرعة، عن الرفيق حنا خوري الذي كان موظفاً لديه منذ ما قبل الثورة الانقلابية.ثم أعاده بعد ان كان خرج من الاسر بعد سنوات عديدة بسبب مشاركته في الثورة الانقلابية.

لاحقاً غادر الرفيق خوري، كما الرفقاء من الجنسيتين الشامية والفلسطينية بضغط من الامن العام اللبناني (وهذا ما اورده الامين مسعد حجل في مذكراته "لم أبدل ولن..")، وعن المطران رملاوي وما يعرف عن سيرته وكيفية اخذه بمبادئ الحزب الى ان انتمى.

جدير بالذكر ان رفيقاً من عائلة رملاوي كان مقيماً وناشطاً في جزيرة مرغريتا (فنزويلا) انما هو من مدينة صيدا فيما المطران رملاوي من مدينة طرابلس.

هوامش:

(1) حليم نهرا: اساساً من "ضهور الشوير" ومن سكان المصيطبة، كان مربياً معروفاً. بعد ان درّس في مدرسة "الثلاثة اقمار" عُهدت إليه مدرسة "مار الياس بطينا". كان موسوعة من المعرفة، واستاذاً في مختلف العلوم، كان يملك شخصية آسرة وحضوراً مميزاً.

(2) الياس سميرة: كان تولى مسؤولية أمين صندوق ثم مديراً للصفوف الإبتدائية في مدرسة "مار الياس بطينا". كان نشط حزبياً في الخمسينات. مراجعة ما نشرت عن الحزب في منطقة المزرعة على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(3) نقولا صليبا مجدلاني: كان رساماً معروفاً للأيقونات البيزنطية، كان ناظراً واستاذاً في مدرسة "مار الياس بطينا". انتقل الى منطقة بلونة وكان وراء رسم الايقونات في الكنيسة الارثوذكسية في البلدة المذكورة الى ان وافته المنية.

(4) الشاعر جورج شكور: شاعر مميز، معروف، صديق للحزب، وتخصيصاً لللرفيقين جميل وريما ابي خير في ضهور الشوير.

(5) ايلي شامي: معروف باسم ايلي حاصباني، والد الرفيقة مي.

(6) جورج نصار: استاذ اللغة الانكليزية، من ضهور الشوير ومقيمٌ فيها. كان له حضورٌ مناقبيٌ لافت.

(7) توفيق بيطار: مالك العقار حيث كان استقرّ كمال جنبلاط عام 1958، فأبنه الوزير وليد الى ان غادر الى قصره في منطقة القنطاري.

(8) أقيمت في دار "الندوة اللبنانية" في شارع بشارة الخوري وشهدت حضوراً حاشداً. اصدرنا كتيباً عنها، وعن الكلمات التي ألقيت ووزعنا منه آلاف النسخ.

(9) الامين عطيه الحاج: من مشغرة. نشط في الوطن وفي اكثر من منطقة عبر الحدود. من مسؤولياته: منفذ عام سدني. منفذ عام بيروت ومفتشاً في عمدة الداخلية

(10) جدايل: التي منها الرفيق جميل شكرالله عبدالله اول منفذ عام في جبيل، للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024