مديرية رأس بيروت ومديره"> SSNP.INFO: الأمين محمد راشد اللادقي كان يشعّ في محيطه جواً من الاحترام وصدق الانتماء
 
 إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأمين محمد راشد اللادقي كان يشعّ في محيطه جواً من الاحترام وصدق الانتماء

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2024-08-16

إقرأ ايضاً


في الجزء الثاني من مجلده "من الجعبة" يقول الأمين جبران جريج عن مديريات منفذية بيروت (في الفترة 16/11/1935 – 16/11/1936) ما يلي:

مديرية رأس بيروت ومديرها ناجي تميم

ساقية الجنزير ومديرها علي اللبان

وطى المصيطبة ومديرها أديب الزهيري

البسطة وقد اتخذت لنفسها تسمية مديرية "جبل النار" مديرها محمد راشد اللادقي

الناصرة واتخذت لها تسمية مديرية "النصر" مديرها علي بيضون

الأشرفية ومديرها بهيج سمعان

منطقة النجمة ومنها زقاق البلاط، مديرها عبد الله الجارودي

منطقة كركول الدروز، مديرها صلاح بكداش يعاونه الرفيق حسن بكداش"، يضيف: "كان الحد الأدنى للمديرية أربعين عضواً، وقد شذت "جبل النار" فاتسعت لثمانين، ما عدا العدد الوفير من الأعضاء المنتشرين في المصيطبة والمزرعة والجميزة وعائشة بكار وفي الضواحي".

هذا يعني أن الأمين محمد راشد اللادقي كان منتمياً إلى الحزب في تلك الفترة، أما كيف انتمى؟

يفيد الأستاذ عبد الحفيظ اللاذقي عن كيفية إنتماء والده الأمين محمد راشد اللاذقي، بما يلي:

"ذات يوم من العام 1934 وبينما كان الشاب محمد اللادقي مع صديقيه محمد شامل وعبد الرحمن مرعي (الثنائي المسرحي فيما بعد "شامل ومرعي") يقومون ببعض التمارين لمسرحية في منزله، أخبراه أنه يوجد حزب سري زعيمه يبشر بنهضة جديدة. هذا ما دفعه للتوجه مع محمد شامل إلى أحد الأمكنة في شارع المعرض ليتعرف إلى هذا الحزب. هناك استقبلهما شاب فدار نقاش بينهما ثم طلبا مقابلة الزعيم وعندما دخلا، وجدا نفس الشخص الذي تكلما معه أولاً، فهو نفسه الزعيم".

أما الأمين جبران جريج فله رواية أخرى، مشابهة، إذ يقول في الجزء الأول من مجلده "من الجعبة" الصفحة 307 ما يلي:

" تمّ اتصال الرفيق عبد الفتاح زنتوت من رأس بيروت بصديقه الحميم محمد شامل الذي كان على صداقة وطيدة بمحمد راشد اللادقي فاتصل به لتبشيره بالاكتشاف السعيد بوجود النهضة السورية القومية الاجتماعية لإشراكه بالعمل في سبيلها فعقدا على أثرها جلسة تشاور وبحث ونقاش قررا فيها السير قدماً في هذه الطريق فاتفقا مع زنتوت على لقاء مع أحد الدعاة لهذه الرسالة القومية الشريفة.

" حدث اللقاء في مكتب الحزب السري في شارع "فوش" فقابلا فيه شخصاً أخذ يشرح لهما الأفكار الجديدة وبعد مضي ما ينوف على الساعة ونصف الساعة اقتنعا فاستدعى هذا الشخص الرفيق عبد الفتاح زنتوت الذي تسلّمهما وأخذ بدوره يشرح لهما المرحلة الجديدة التي تسبق الانتماء بدءاً من القسم فلم يمانعا في ارتباطهما بالقسم، والالتزام بالقوانين السارية المفعول بهذا الحزب السري وأصبحا عضوين فيه.

"على أثر هذه العملية عرض الرفيق زنتوت عليهما تعريفهما بزعيم هذا الحزب فقادهما إلى الغرفة التي تمّ فيها لقاؤهما بالشخص الأول ولشد ما كانت دهشتهما عندما عرفا أن هذا الشخص هو زعيم الحزب بعينه.

" بهذا الانتماء بدأ عهد جديد لمنطقة رأس النبع والبسطة فقد حصل الرفيق الجديد محمد راشد اللادقي على تفويض لإدخال المواطنين الصالحين في الحزب السري آنذاك، وانطلق يعاونه الرفيق الجديد محمد شامل في هذه المهمة بكل عزيمة صادقة أعطت نتائج مذهلة في هذه المحلة ".

ويضيف الأمين جبران جريج في الجزء الثالث من مجلده "من الجعبة" فيروي:

"وتمر الأيام فتندلع في أواسط شهر تشرين الثاني 1936 فتنة طائفية في بيروت أبطالها أحزاب طائفية مسيحية تمثلت بحزبي "الوحدة اللبنانية" و "الكتائب اللبنانية" في مقابل "الكشاف المسلم" و "حزب النجادة".

حينها وجه سعاده نداءً إلى القوميين الاجتماعيين ثم ألحقه بمقال في مجلة "الجمهور" بعنوان "دم الغوغاء" ووجه منفذية بيروت كي تنظّم فرقاً من القوميين الاجتماعيين تسير إلى أحياء الجميزة والبسطة توزع نداءه وتحول دون تفاقم الفتنة بعد أن كانت تعرضت مخازن المحمديين في الأحياء المسيحية للتعدي، ودعا عدد من خطباء الجوامع إلى التصدي للمسيحيين".

يومئذ كان الأمين محمد راشد اللادقي منفذاً عاماً لبيروت. يروي الأمين عبد الله قبرصي في الجزء الأول من "عبد الله قبرصي يتذكر":

"لست أذكر لماذا عينني سعاده رئيساً لمجلس العمد عوضاً عن نعمة تابت الذي كان رئيساً دائماً، من قبل ومن بعد، لكني أجزم أني عينت بمرسوم من سعاده رئيساً للمجلس لأني عقدت بهذه الصفة مؤتمراً للمنفذين العامين في الأشرفية، كما أصدرت أوامر إلى فرقتين الواحدة بقيادة مأمون أياس للتوجه إلى الأشرفية والثانية بقيادة جورج عبد المسيح للتوجه إلى البسطة، وذلك بطلب من الزعيم نفسه في غاية مواجهة جموع المتظاهرين وإلقاء خطب التهدئة والدعوة إلى نبذ العصبيات الدينية والطائفية والانصهار في الإخاء القومي كما وزعنا نداء كان وجهه سعاده إلى القوميين الاجتماعيين للوقوف في وجه التعصب الطائفي البغيض".

أما جورج عبد المسيح فيقول في الجزء الأول من يومياته: "وضع الزعيم نداءه التاريخي إلى الشعب. طبع البيان وكان علينا أن نوزعه للفرق القومية الاجتماعية المعدة في أماكن متعددة من أحياء بيروت. وكان مركز انطلاقنا بيت صلاح لبكي قرب السراي الكبير، وبيت سلمى الصائغ(1) قرب مدرسة الأميركان للبنات" .

*

إثر وفاته، كتبت عنه "البناء" في قسمها الثقافي، ومما قالت:

في يوم عماطور 19/11/1937، كان الأمين محمد راشد اللادقي يتولى مسؤولية عميد للداخلية، وكان له اليد الطولى في تنظيم الحشد الحزبي الكبير رغم أن مذكرة توقيف كانت صدرت بحقه من قبل المستنطق العام. ويوم عماطور يعتبر من أيام الحزب المشهودة حيث تلاقت القوتان: قوة حكومية تطوق الساحة وقوة قومية اجتماعية خفية تطوق هذه القوة من على السطوح ومن جوانب المداخل إلى الساحة.

"وصل الزعيم فأبلغه القائمقام وقائد الدرك الأسباب الموجبة لإلغاء المهرجان، فأحالهما الزعيم إلى المنفذ العام الرفيق كامل أبو كامل (الأمين فيما بعد) للتفاوض والمشورة. في هذه الأثناء بدأ الزعيم خطابه أمام الحشد الكبير من القوميين الاجتماعيين وأبناء عماطور والشوف، فيما بدأ المنفذ العام يكشف الأوراق المستورة فتبرز إلى الميدان ورقة اثر ورقة: هنا سلاح على سطح وهناك سلاح على مدخل الخ... مما جعل السلطة المحلية ترى بأم عينها أن الاصطدام لن يكون لصالحها كما أنه لم يعد بإمكانها إلغاء المهرجان والزعيم كان قد بدأ الكلام". (جبران جريج الجزء الثالث من مجلده من الجعبة).

وفي هذا الجزء الذي يغطي مرحلة 16/11/1936 – 16/11/1937 يقول الأمين جبران جريج (ص 207) في معرض حديثه عن العمل الحزبي في فترة اعتقال سعاده بعد "يوم بكفيا" الشهير:

"كان مفوض الداخلية الرفيق قاسم حاطوم حركة دائمة لا يغيب حتى يحضر، وهو يتفقد المناطق ويستثير الهمم، ويدعو إلى الانضباط التام. كذلك كانت منفذية بيروت التي تسلمها الرفيق سعيد البستاني بعد الرفيق محمد راشد اللادقي الذي كان قد أصبح عميداً للداخلية ثم سجيناً إثر اعتقاله في مركز الحزب حيث كان على موعد مع الرفيقين صلاح الشيشكلي وخالد أديب، فجرّهما هذا الموعد إلى السجن معه دون معرفة سابقة بهما، فكان سجن فتعارف ولقاء".

في أواخر الثلاثينات اعتقل الأمين محمد راشد اللادقي مع غيره من مسؤولين ورفقاء، وسيق إلى معتقل المية ومية. وعندما وصل سعاده إلى الوطن في 2/3/1947 عائداً من مغتربه القسري كان الأمين اللادقي يتولى مرة جديدة مسؤولية منفذ عام بيروت، وقد ساهم بتنظيم الاستقبال الحاشد الذي لم تشهد له بيروت مثيلاً.

في العام 1954 منح الأمين محمد رتبة الأمانة. إلا أنه في أواخرها ابتعد عن العمل الحزبي لسببين:

الأول وظيفته الحساسة في بلدية بيروت كرئيس للديوان،

والثاني انشقاق الحزب عام 1957 (عبد المسيح)، وما تبعها من حوادث الفتنة عام 1958 والأثر السلبي الذي تركته على العمل الحزبي في مناطق بيروت حيث كانت تتمركز "المقاومة الشعبية".

إلا أنه في السبعينات عاد لتولي المهام الحزبية بنشاط واندفاع لافتين فكان "خازناً" لمنفذية بيروت أكثر من مرة، كما كان ناظراً للمالية. الرفقاء الذين عملوا في بيروت وتعرفوا على الأمين اللادقي، عرفوا فيه القومي الاجتماعي الصادق، الصريح، المبدئي، المناقبي، المحب، المؤمن، فكان يشع في محيطه جواً من الاحترام المقرون بالحب والثقة.

ومع أن رتبة الأمانة سقطت عن الأمين محمد كما عن غيره من حاملي الرتبة في العام 1970 بفعل إلغاء رتبة الأمانة بعد مؤتمر ملكارت، إلا أن الرفقاء استمروا يتوجهون إليه بحضرة الأمين، احتراماً له وتقديراً لالتزامه الواعي وتفانيه.

*

بطاقة هوية

• والده إبراهيم علي اللادقي.

• والدته وداد فاخوري.

• ولد عام 1910 في دمياط (مصر) حيث كان يقيم والده ويعمل.

• بعد وفاة والده عادت الوالدة بأطفالها إلى لبنان.

• درس في المدرسة العلمانية الفرنسية (اللاييك).

• اقترن من السيدة فاطمة غملوش (من جباع).

• رزق بخمسة أولاد: سلمى، عبد الحفيظ، عماد، الرفيق ماهر ولينا.

• أشقــاؤه : - الأستاذ عبد الحفيظ .

- الأستاذ محمد طاهر له أكثر من مؤلف في القراءة العربية .

- الرفيق مصطفى اللادقي، أستاذ جامعي في حلب، متأهل من الرفيقة نعم فاخوري.

- الشاعر الرفيق أمين اللادقي .

• من أقربائه: - الأمين بشير فاخوري.

- الرفيق الشاعر صلاح اللبابيدي.

- الرفيق زكريا اللبابيدي.

• توفي في 30/1/1991 إثر نوبة قلبية حادة.

• عمل في بلدية بيروت كرئيس للديوان فيها من العام 1940 لغاية العام 1974.




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024