إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عن الأمين ربيع الحايك، ومدرسة البشارة الارثوذكسية بقلم الرفيق عبدالله مصطفى عبد الساتر

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2021-09-01

إقرأ ايضاً


شكراً للمحامي القدير الرفيق عبدالله مصطفى عبد الساتر الذي كتب لنا مروياته عن فترة دراسته في مدرسة البشارة الارثوذكسية، والتي كنت رافقت العمل الحزبي فيها عبر الرفيق (الأمين لاحقاً) أنطون حتي، وقد عرفت معظم من أورد الرفيق عبدالله أسماءهم، وغيرهم من طلبة نشطوا حزبياً في ستينات القرن الماضي، ومن بينهم الرفيقان سهيل وبسام سرور.

كم كنت انتظر تمكُن الأمين ربيع الحايك من كتابة معلوماته عن مدرسة البشارة الارثوذكسية، فرحل ورحلت معه مرويات وذكريات ومعلومات كثيرة، آمل ان ينضم رفقاء آخرون، ومنهم وليد يارد، الى الرفيق المحامي عبدالله عبد الساتر في كتابة الكثير مما يجب ابقاءه لتاريخنا الحزبي.

ل. ن.

*

انطلاقا من المناشدة التي اطلقها حضرة الامين الجزيل الاحترام لبيب ناصيف في معرض كلمة تأبينه لحضرة الامين الجزيل الاحترام المرحوم ربيع حايك كما اطلعت عليها على وسائل التواصل الاجتماعي، وبخصوص مدرسة كلية البشارة الاورثوذكسية في محلة الاشرفية، ومن لديه معلومات عن وضعها بذلك التاريخ اي ستينات القرن المنصرم حيث كان الامين حايك لفترة زمنية احد طلابها. ولما كنت في تلك الفترة من تلامذتها، وبالعودة الى ما تزال الذاكرة الهرمة تكتنزه من امور واخبار. سأحاول الاجابة على المناشدة بالقليل من المعلومات آملًا من الرفقاء ممن ترافقنا سوياً التصحيح او التوضيح والاضافة.

في ستينات القرن الماضي وبالاخص بعد الثورة الانقلابية تحولت كلية البشارة الى ما عُرف في حينه بمدرسة السوريين القوميين الاجتماعيين. اذ كان في حينها الأمين المرحوم هنري حاماتي احد اساتذتها، وكان الاستاذ نايف المعلوف الذي عيّن لاحقا محافظا لمدينة بيروت مديراً لها، والاب هزيم الذي اصبح لاحقا بطريركا لطائفة الروم الاورثوذكس خوري الكنيسة والمسؤول الديني فيها، وكلاهما كانا مقرّبين من الحزب ومتعاطفين معه كلياً، والمدرسة كانت ولا تزال في محلة الاشرفية شارع مستشفى الروم، مقابلها مباشرة، ومجاورة لمدرسة الحكمة التي كانت معروفة بكونها مدرسة اغلبية الكتائبيين. وكان الأمين حاماتي مفوضاً مركزياً اذ كانت قيادة الحزب في السجن، والحزب منحلاً، فأصبحت المدرسة تبعاً لذلك تحت المراقبة المباشرة للشعبة الثانية.

واتذكر المداهمات من وقت لآخر للمدرسة بحثاً عن الامين حاماتي لتوقيفه تبعاً لبيان يكون قد كان اصدره او لموقف صحفي. وغالباً ما كان يعمد الاب هزيم الى تخبئته في الكنيسة التي كانت تقع في طابق علوي من المبنى واحياناً كنا نشاهد الأمين حاماتي مصحوباً من قبل العناصر المداهمة، وحتما مرفوع الرإس مبتسماً ملقياً علينا التحية، نبادله اياها بكل اعتزاز كما انه غالبا ما كان يغيب عن المدرسة بسبب اعتقاله من منزله او اثناء قيامه بعمل حزبي، فكنا ننتظر عودته بالتحية على باب المدرسة بعد الافراج عنه، وكان من القوميين والمواطنين رفقاء الصف معي: وليد يارد، نديم حامض، جبران ابو شعر، جوزف الخولي، رفيق من آل سمعان و .. من آل سرور وهدايا.. وسواهم ممن نستهم الذاكرة البليدة، وكان ربيع حايك في صف ادنى من صفنا كونه كان اصغر سناً والامين انطون حتي في صف اعلى وانتقل بعدها الى كلية الطب في الجامعة اليسوعية، وقد تم تعيين الأمين المرحوم داوود باز الجزيل الاحترام مذيعاً للحلقات الاذاعية في منطقة الاشرفية يعاونه انطون حتي. وكانت تعقد الحلقات اما على سطوح ابنية في محلة ساسين واليسوعية وفرن الحايك كان يقيم فيها رفقاء لنا، او على اسطح ابنية كان يتم اختيارها عشوائيا في محلة النبعة القريبة نوعا ما والمعروفة بكثافتها السكانية الصالحة للتخفي. وكنا ننتقل اليها سيرا على الاقدام بعد تحديد موقعها بدقة وابلاغه منا قبل عدة أيام، وكنا نجلس على الارض او حجارة كان يؤمنها المذيعان ويقوم البعض بالحراسة على المدخل. واذكر مرة تغيّب انطون حتي عن احدى الحلقات علمنا ان المكتب الثاني اوقفه في الجامعة حيث كان يدرس الطب وعند عودته في الاسبوع اللاحق كانت آثار الضرب لا تزال ظاهرة على وجهه جراء التعذيب اذ كان يُطرح عليه السؤال: من ادخلك الى الحزب، وكان دائما جوابه: لولا فؤاد شهاب لما عملت على التعرف الى مبادئ سعادة، مما كان يسبب له علقة مرتبة كما اذكر ان حاماتي طلب منا ذات اول من أذار حضور احتفال في ضهور الشوير حيث دخل القاعة مؤديا التحية الحزبية وكان نصيبه الاعتقال من افراد للشعبة الثانية كانوا متواجدين، وغالبا ما كنا نكلّف بتوزيع او لصق منشورات علما ان اعمارنا في تلك المرحلة لم تكن لتتجاوز الخامسة عشرة عاماً لاكبرنا.

وبسبب تجاورنا مع مدرسة الحكمة غالباً ما كانت تحصل مناوشات بالضرب والصراخ من المداخل الخلفية للمدرستين بسبب مواقف حزبية.

عندما قررت وزارة التربية الغاء مادة التربية المدنية من منهاج صف البكالوريا الأولى قمنا بمظاهرة حاشدة في الاشرفية تمكنت قوة الفرقة 16المعروفة آنذاك من تطويقنا داخل حديقة مار تقلا حتى المساء، وفي اليوم الثاني خرجت جريدة العمل وعلى صفحتها الاولى مانشيت: طلاب كلية البشارة يتظاهرون في ذكرى جلاء الانكليز عن سيناء الذي صادف يوم الاضراب دون معرفة منا، كما قمنا بتظاهرة كبرى في الخامس من حزيران 1967 ودبكنا في ساحة الشهداء وهناك، اي في المدرسة، تعرفت على السيجارة لاول مرة، وكنا نشتريها سيجارة سيجارة بالمفرق، واظن من محل يملكه المرحوم ادمون حايك او احد اقاربه.

بقينا سوية لعدة سنوات برفقة من ذكرت من رفقاء ومسؤولين الى ان تفرقنا لإكمال دراساتنا الجامعية، فذهبت الى فرنسا حيث تعرفت الى الشهيد ابو واجب وانتميت امامه اذ كان مفوضاً مركزياً والتقيت بالشهيد فؤاد الشمالي، ولاحقا بالمرحوم الامين ملحم ربيع ادمون الحايك قبل انتقالي الى مدينة إكس اون بروفانس في الجنوب الفرنسي.

هذا بعض ما فاضت به الذاكرة اعتقد انه واقعي وان يعتريه بعض النقصان لانقضاء سنوات طوال عليها ..



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024