إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق موسى زراقط

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2021-10-21

إقرأ ايضاً


عرفت الرفيق موسى زراقط ناشطاً في منفذية المتن الجنوبي متولياً فيها مسؤوليات محلية (على الأرجح مسؤوليتي ناظر تدريب ومدير مديرية) ودائماً كنت اراه مميّزاً بحضوره الحزبي اللافت.

اثناء مراجعتي لاعداد قديمة من مجلة "صباح الخير – البناء" قرأت في العدد 1087 (اول حزيران 2007) وفي باب البقاء للأمة الكلمة التالية لحضرة الأمين معن حمية انقلها كما وردت آملاً من رفقاء عرفوا الرفيق موسى زراقط ان يغنوا النبذة عنه بما يفيد سيرته الحزبية النضالية .

ل. ن.

*

يا موسى... عجلّت يوم ألقيت عصاك.

أم أنك رحلت طوعاً، يوم اتاك اليقين ؟

أبو سعادة، كيف لك ان ترحل دون وداع، أنسيت أم تناسيت ان لك أحبّة، وأنت المحب الطيّب الودود، بالرغم من تعمّده في بعض الأحيان القسوة والقوة والاندفاع، إلا انه يملك قلباً رقيقاً وشفافاً. ولا يمنع هذا، انه كان مناضلاً وثائراً قبل ان يكون أباً وأخاً وصديقاً قبل كل شيء.

يوم عرفته، عرفت فيه العزة والشموخ والعنفوان، كيف لا، وهو ابن هذه النهضة السورية القومية الاجتماعية، التي آمن بمبادئها المحيية.

في نفسه كرم أصيل، فلم يستجد العطاء لنبل في نفسه الكبيرة العامرة بالايمان لنصرة القضية التي آمن بها. لم يكن متعصبّاً إلا لعقيدته التي آمن بها قضية تساوي وجوده. فكان مناضلاً متواضعاً، صادق الانتماء، فأعطى صورة مشرفة عن الحزب، وعن الذين لم يتلوثوا بلوثة الوصول الى غاية شخصانيّة ليس إلا.

النضال حكاية بطولة مؤمنة، جسّدها "أبو سعاده" في يومياته الحزبية والحياتية، وهو الذي شارك في الكثير من المحطات النضالية في مواجهة يهود الداخل والخارج، حيث ترعرع على حب العقيد، والحياة التي لم ير فيها سوى صراعاً في سبيل "الحق والخير والجمال".

لم يتعدّ عمره الستين... طلّته المألوفة والمعروفة بين القوميين الاجتماعيين، ترتسم في أذهان عارفيه صورة الرجل المناضل، الذي يجمع البساطة والطيبة، والحب والنضال. هو محب، في كل اطواره لا يعرف الحقد او الضغينة.

منذ زمن ليس ببعيد، لم نعد نلتقي، لكني احتفظ معه بذكريات جميلة، حيث كنا نتقاسم الأعباء والمعاناة في اصعب المراحل واقساها.

موسى زراقط، فارس ترجل عن صهوة النضال ليرتاح من عناء ترحاله في الزمن الضائع.

رحل "أبو سعاده" بصمت بعد ان كان صوته صداحاً، ولكن المرض كان اسرع منه. يوم أبلغت خبر رحيل "أبو سعادة" فكان وقع الخبر كالصاعقة.

قد يكون ذلك الامر خبراً عادياً لدى الكثيرين. لكن الذين عرفوا "أبو سعاده"، يعون الألم الذي خلّفه هذا الخبر من حزن وألم، وأنا واحد منهم، خصوصاً وإني لم اره منذ زمن بعيد.

لكني لم أتوقع رحيله، واتساءل أهي كبوة الفارس، ام ان الحصان كبا به.

يا موسى لن ننسى حضورك الحي في نفوسنا... فأنت تعلم معنى الحياة بكل سطوعها المحيي. فالحياة لا تموت، كما الامة... كما القضية... كما الحقيقة التي تساوي كل وجودنا.




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024