 منذ ان عرفته ملتحقاً في مديرية المصيطبة بعد ان كانت الحرب القذرة قد هجرته من منطقة النبعة الى المصيطبة فانخرط في مديريتها وكان شديد الاندفاع الى العمل الحزبي بإخلاص وتفانٍ شهد له الجميع.
واستمر الرفيق ايلي في تفانيه الحزبي عبر ما سطّر من عمل جيد في جمع آثار سعادة وهذا ما عُرف به على مدى سنوات عديدة، الا ان العمل الجيد جداً الذي سطرّه الرفيق ايلي هو تلك الباقة الغنية من الكتابات عن تاريخ سورية القديمة والتي كان ينشرها باستمرار في جريدة "الحياة" الصادرة في لندن، عنها كنت كتبت في اكثر من مرحلة واشهد ان تلك المقالات فيها الكثير الكثير الحلو عن تاريخ سورية القديمة، وسأحاول ان اجمع ما يمكن من تلك الكتابات، وداعيا حضرة الأمين بطرس سعادة ورفقاء عرفوا الرفيق ايلي الى نشر ما امكن من تلك الأبحاث القيّمة، وإمكانية طبعها في مؤلف او اكثر لما فيها من معلومات تاريخية عن مراحل من تاريخنا القومي.
الذين عرفوا الرفيق ايلي سعادة يشهدون مثلي على عطائه المستمر بحيث يمكن نعته بالراهب القومي الاجتماعي لارتباطه المستمر بالعمل الحزبي.
كنت أتوقع وقد عرفت الرفيق ايلي كما عرفه العدد الكبير من القوميين الاجتماعيين، رفقاء وأصدقاء، ان يكتبوا عنه وعن مسيرته الغنية، فبخلوا بالكتابة.
إليهم جميعا ادعوهم كي يكونوا أوفياء لهذا القومي الاجتماعي المميّز في عطائه وان يجعلوا من الجميل الكثير مما سطر عن تاريخنا الحزبي وتاريخ أمتنا، والتي يجب ان تبقى وتحفظ لاجيالنا القادمة، وتبقى اثراً رائعاً من تاريخنا الحزبي والعام.
لقد رحل الرفيق ايلي سعادة باكرا جدا قبل ان ينجز الكثير مما يختزن من معلومات .
اني اذكره بلوعة واحفظ له في اعماقي الكثير الرائع من إنجازاته.
مثله قليلون. ليتنا جميعا نحفظ لهؤلاء الرفقاء الاوفياء لحزبهم ما يستحقونه من كلمات الوفاء.
| 
نسخة للطباعة