إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«صباح الخير والنُور.. أيها العدو»!

ليلى زيدان عبد الخالق - البناء

نسخة للطباعة 2012-01-14

إقرأ ايضاً


أفيخاي أردعي: صباح الخير


سعد الحريري: صباح الخير والنور


هذا ليس درساً في الحوار، يمكن أن يدرسه أطفالنا في سنيّهم الابتدائية، هذا بكلّ بساطة، «وتوتة» حصلت مساء أول من أمس على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». أما بطلاها فهما: الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الصهيوني أفيخاي أردعي، ورئيس الحكومة اللبنانية السابق ـ النائب الحالي ـ «قائد» تيار المستقبل الجهبذ ـ المدافع الأول عن «حقوق الشعب السوري» ـ الفائز الأول عالمياً بمسابقة رحلات الاستجمام ـ سعد الدين الحريري.

قد يعتبر البعض، أن ما حصل هو مجرّد مصادفة، أو أمراً عادياً، ويعللون حديثهم بعبارة «شو فيها؟ بتصير بأحسن العائلات». حتى سعد الحريري نفسه، وبعد مجادلة «تويترية» على صفحته، سارع إلى الاعتذار.. عفواً.. إلى التبرير، فقال: «بينما كنت أجيب على التحيات الصباحية، أجبت بصباح الخير على تحيّة قال بعضكم لاحقاً أنها جاءت من حساب لمسؤول إسرائيلي على تويتر، إذا كان هذا الأمر صحيحاً، أريد أن أقول بوضوح أنني لما كنت أجبت لو كنت أعلم ذلك، لأنني أعتبر أن إسرائيل هي دولة عدوّة لنا».

وبين اقتراف الفعل وتبريره، مكامنٌ علينا توضيحها إلى الرأي العام وإلى «صاحب الدولة السابق» ومؤيديه.

أولاً: لو اعتبرنا أن ما جرى فخاًّ نُصب للحريري، فكيف يمكن لرئيس حكومة سابق ونائب حالي أن يقع في فخّ صهيوني كهذا، وهو ـ الحريري ـ الذي يجب أن يكون فطناً، ودقيقاً، ومتنبّهاً، ووطنياً، وضدّ «إسرائيل»؟ أليست هذه الصفات اللائقة بمناصب كهذه؟

ثانياً: من يمكنه أن يقنعنا أنّ اسم «أفيخاي أردعي» وصورته لم تشدّا انتباه الحريري حتى لو كان في تلك اللحظة في لجّة «الشات» الكثيف كما يدّعي في تبريره؟

ثالثاً: وبإلقاء الضوء على عبارة «إذا كان هذا الأمر صحيحاً» التي تضمنّها تبرير الحريري، أي أمرٍ هو الذي يسأل عنه إن كان صحيحاً؟ أردّه بالتحية على أردعي، أو أن أردعي هو «إسرائيلي»؟ فإذا كان الاحتمال الأول فتلك مصيبة، حيث يضمّن تبريره بنفيٍ مبطّن كأنه يريد أن ينكر فعلته. أمّا إذا كان الاحتمال الثاني هو الوارد، فالمصيبة أعظم يا من أطلق شعار «حرية ـ سيادة ـ استقلال».

وتكمن أعظمية المصيبة في أنّ الحريري لا يعرف من هو أصلاً أفيخاي اردعي، وللمعلومات فقط، التي يجب أن يدوّنها في مفكّرته اليومية، ويفتحها يوميّاً لدى إشباع رغبته بالمحادثة الإلكترونية التي فضّلها على الظهور الإعلامي، فإننا نقول:

أفيخاي أدرعي، هو ناطق باسم الجيش «الإسرائيلي» برتبة رائد. اشتهر بعد كثرة الظهور على قناة الجزيرة أثناء تغطيتها العدوان «الإسرائيلي» على لبنان عام 2006. وقد أطلقت عليه تسمية «صحّاف إسرائيل». يعمل كناطق بلسان الجيش الصهيوني منذ عام 2005، وقد «استمتع» بعض العرب بعروضه في أوقاتٍ حسّاسة مثل عملية «الرصاص المصبوب» و«حرب لبنان الثانية»، هو من مواليد عام 1982، ويقطن في مدينة حيفا المحتلّة، ويخدم في الجيش الصهيوني منذ العام 2001، وتدرّج في مناصب مختلفة، كما أنّه يتحدّث العربية بطلاقة.

كما أن أدرعي هو «النجم الصهيوني» الساطع في شتّى الظروف والأوقات على قناة الجزيرة، التي أثبتت في الآونة الأخيرة ضلوعها في المؤامرات المحبوكة على منطقتنا، فترى «سبحة» الاتصالات المتلفزة معه تكرّ لدى كل اعتداء، أو عدوانٍ، أو حربٍ، إن على لبنان، أو على قطاع غزّة المحاصر، أو على شعبنا في فلسطين أنى وجد في أي منطقة أو قرية أو شارع.

ألم يحفظ الحريري وجه أدرعي جيداً وهو يطلّ مراراً وتكراراً من على شاشة «الجزيرة»، مدافعاً عن «جيش الدفاع»، وعن المجازر، والجرائم التي يقترفها جيشه المحتل لأرضنا؟

ألم يجد الحريري في قاموس «حنكته السياسية» التي ألصقها به مؤيدوه والمستفيدون من ملياراته، ملفاً لأدرعي يتضمّن «تبريراته» المتتالية لأعمال «إسرائيل» العسكرية، وقتلها الأطفال والنساء والشيوخ؟

إن ما جرى من «وتوتة» و«شات» بين الحريري وأدرعي، وعلى الرغم من التبريرات غير المبرّرة التي عاجل بها الحريري جمهوره «التويتري» لا يمكن اعتباره أمراً يمرّ بهدوء في لبنان، هذا اللبنان الذي عانى ما عاناه من حروبٍ واحتلالات، وتشريدٍ وتدميرٍ ومجازر واعتقالات قام بها كيان أدرعي الغاصب والذي لن يهدأ له بال إلا بالسيطرة على لبناننا والمنطقة، والمؤامرات المتتالية خير شهيدة على ذلك.

إن «صباح الخير والنور» ليست مجرّد ردّ للتحية، إنما يجب أن تكون إخباراً جليّاً برسم القضاء اللبناني، خصوصاً أن القانون اللبناني يجرّم أي تواصل مع أي «إسرائيلي» أو صهيوني أو حتى عميل ويعاقب على ذلك.

ومن الآن، وحتى تأخذ الأمور القضائية مجراها الذي يجب أن يكون طبيعياً، لسان حالنا يقول: صباح الخير يا وطننا.. وبئس الصباحات لك أيها العدو!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024