إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أيّها الأميركيّون... كفاكم حماقة

الياس عشّي - البناء

نسخة للطباعة 2013-09-07

إقرأ ايضاً


بعد غد 9 أيلول ستتجه أنظار العالم إلى واشنطن حيث سيناقش الكونغرس الأميركي خططاً أعدّها أوباما وفريقُ عمله للاعتداء على سورية ومصادرة حق الشعب السوري في معالجة قضاياه الداخلية وفي اختيار أسلوب الحكم وفي الدفاع عن قضاياه القوميّة المجسّدة في استرجاع الجولان وفلسطين المحتلتين من قبل الصهاينة .

وعلى أعضاء الكونغرس الأميركي أن يضعوا أمامهم ثلاثاً من الوقائع تعتبر محطّات رئيسة وبيضاء في وصول الولايات المتّحدة الأميركية إلى مصاف الدول العظمة:

1 - إعلان الثورة على المستعمر الإنكليزي وبروز جورج واشنطن كبطل قومي وانتخابه كأوّل رئيس للولايات المتحدة الأميريكية.

2 - الحرب الأهلية التي قادها ابرهام لينكولن بغية تحرير العبيد.

3 - اشتراك الولايات المتحدة الأميركية في حربين كونيّتين في النصف الأول من القرن الماضي فلجمت بهذه المشاركة التمدّد النازي في القارة الأوروپية وكانت لها اليد الطولى في إعادة الإعمار لتتحوّل أميركا في زمن قصير إلى إمبراطورية اقتصادية جبّارة أوّل من لاحظ خطورتها الجنرال الفرنسي ديغول فسعى إلى قيام إتحاد أوروپي قادر على مواجهة العملاقين الأميركي والروسي.

ويبدو أنّ الولايات المتّحدة الأميركية أصيبت في ما بعد بعقدة جنون العظمة غير آبهة بالدرس الأخلاقي الذي لقّنه جورج واشنطن لأحد ضبّاطه أثناء معركة التحرير من التاج البريطاني منبّهاً إلى الفرق بين الكبرياء والتكبّر أو بين العظمة والعجرفة :

قد مرّ جورج واشنطن بمجموعة من الجنود تحفر الأرض بينما الضابط يتفرّج عليهم فسأله جورج واشنطن: لمَ لا تشاركهم في عملهم؟ فأجابه: لأنّني ضابط. فانحنى واشنطن أمامه ثمّ نزل عن صهوة جواده وأخذ يحفر مع الجنود. وبعد أن أتمّوا العمل عاد إلى صهوة جواده قائلاً للضابط : « إذا احتجت في المستقبل إلى مساعدة ابعث بطلب قائد الجيش ترَني آتياً لتلبية أوامرك».

ليتذكّر أعضاء الكونغرس الأميركي أنّ الغطرسة الأميركيّة ستؤدّي إلى مزيد من الجنون وإلى مزيد من الدمار وإلى مزيد من السقوط في الهاوية وليتذكّروا أنّه إلى جانب تلك المحطّات البيض ثمّة محطّات سود لا تليق بدولة بحجم أمّتهم ليتذكّروا:

1 - معركة خليج الخنازير الخاسرة في كوبا في الأشهر الأولى من ولاية الرئيس كينيدي نيسان 1960 .

2 - حرب ڤيتنام واستعمال الأسلحة الكيماويّة وما جرّته هذه الحرب من ويلات على الشعبين الأميركي والڤييتنامي . ومن قبلُ الهجوم النووي على اليابان .

3 - المحاولة الفاشلة التي أمر بها جيمي كارتر لاستعادة السفارة الأميركية في طهران من محتلّيها .

4 - الحربان الأخيرتان على العراق وأفغانستان وما نتج عنهما من دون تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلنتها أميركا وحلفاؤها.

ولو شئت أن أعدّد حماقات الرؤساء الأميركيين ولا سيّما في موقفهم المنحاز إلى الكيان الصهيوني لاحتجت إلى مقال آخر.

وسأفعل .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024