إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الإدارة الأمريكية والشوط الأخير ، الجوكر الكردي ..!!.

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2017-09-14

إقرأ ايضاً


النفي الكردي في معرض التأكيد :

قال الناطق بلسان القوى الكردية ( قسد – طلال سلو ) أن لا نية ولا خطط للصدام مع الجيش الوطني السوري . هذا إن كانت منظمته صاحبة القرار وليس أي ضابط من غرفة العمليات الأمريكية التي تضع الخطط وتصدر الأوامر .!.

سأجبر نفسي على تصديق جانب من الادعاء الكردي بأنهم لا يريدون أكثر من عدالة في الحقوق ، ومساواة مع باقي أبناء الشعب وحصول المكتومين على الهوية ـ وأستبعد بالمطلق أطماعهم في اقامة دولة تطابق خطوطها الجغرافية لمخطط نشرناه بعد احتلال العراق بعملية أسموها ( شيخينا -Chikhina ) وتم أخذه من محفوظات البنتاغون ، وأضأنا عليه قبلا ، وهذا المخطط ينفي وجود سورية بالمطلق ويطلقون على كل ما هو غرب الفرات وصولا إلى البحر المتوسط غربا ، والعقبة جنوبا ومعها سيناء وقسم من شمال نجد والحجاز ، والكويت ... كل هذه هي "" Great Israel "" وكل ما بعد الفرات شرقا يسمونها دولة الأكراد .

في هذه الحالة ، ما الذي يدفع بالأكراد لمسابقة الجيش السوري لوضع اليد على الرقة ودير الزور وما بينهما والحسكة والقامشلي وكل المنطقة طبقا للخريطة اياها ويعلمون أنه دون سيطرتهم صدام حتمي مع الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة وأنهم سيصلون نارا لا طاقة لهم بها ، العملية ليست من بنات أفكارهم ، هي الشوط الأخير من اللعبة الأمريكية .!. ومؤكد سيكونون الضحية ويبدو أنهم لم يسمعوا ما صرح به السفير فورد ، هذا إذا افترضنا أنه صعب عليهم أخذ العبرة من دروس الماضي .

البعض يجتهد فيقول أن الثروة النفطية تتركز في المنطقة شرق الفرات ، أو أغلبها على الأقل وأن الشركات الأمريكية تطمح لوضع اليد أو نيل حصة على الأقل ، وبعضها كان يشارك في الماضي ، فهل يكون الكرد كبش المحرقة ليتنسم الرب رائحة الشواء فيرضى ، أم أن النفط على ضآلة كمياته قياسا بما هو متوفر للأمريكي البشع في باقي المحيط ومنه العراق آخر ما يهتمون به ، الأرجح ، هو غلاف لخطة مضمونها أعمق بكثير ، فهي توفر استمرارا للفوضى الخلاقة على طريق بقاء المشروع الصهيوني رغم نبوءة الاستخبارات المركزية ، وبعض الباحثين في الكيان العدو أن النهاية قريبة ... بضع سنوات ولن تتجاوز الربع الأول من القرن . - هل يصدق بعض الأكراد أن الخريطة اياها قابلة للتحقيق وأن المرحلة القادمة هي فرصتهم ليكونوا في الواجهة بعد طمس اسم سورية ..؟. أي صياغة المستحيل .

الأمريكي والبريطاني تخليا عن قوى أعدوها ، ودربوها ومولوها على الأرض الاردنية واستخدموها للمشاغبة والتغطية ، لكن مهامها لم تكن أساسية وأدركوا بعد التجربة أنها فاشلة رغم تمسك العدو الصهيوني بها ، فهي ورقة في كل الأحوال تشاغل وتشغل الحكومة السورية وجزء من القوة العسكرية وناتج عملها لا شك يؤثر على البنية التحتية تخريبا وهدما ، وهذا حصل في مدينة درعا وغيرها من البلدات الصغيرة الأخرى في الجنوب ، أمريكا سحبت أسلحة هذه القوات ، الثقيلة تحديدا وأصدرت أوامرها بانسحابهم إلى الداخل الأردني بانتظار مهام مستقبلية في غير مكان .

السلوك الأمريكي ، وحتى ما يسمى التحالف الدولي بات مكشوفا للرأي العام كله ، إمداد داعش بدءا بالمعلومات والذخائر والعتاد وحتى الغذاء ، رغم محاولة إخفائه إلا أن الحوامات العملاقة لا يمكنها أن تلبس قبعة الاخفاء ، وشوهدت من قبل الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي ، والأهم الأقمار التي تراقب وتوثق على مدار الساعة ، وعندما يقول لهم الروسي فعلتم ... كذا .. بتاريخ وساعة وموقع واحداثيات ... فإن عدم الرد يكون الجواب الأبلغ ومحاولة هز الرأس للتأكيد في معرض النفي ، القيادات العليا في داعش صناعة أمريكية وأدوات يجب أن لا تقع في أيدي العدو ( أي قوات الجيش السوري والحلفاء معه ) لهذا كانت عمليات الإخلاء السريع تسبق حركة وتقدم الجيش السوري بأسابيع أو أيام ، وربما يتأكد أن قوات الإخلاء ( المارينز ) لجأت إلى تصفية من كان قريبا من هؤلاء أي من الدواعش السوريين والعرب ، وهذا ليس بمستبعد ، إنه السلوك والاجراء الطبيعي للاستخبارات في عموم العالم ، والموساد والمركزية الأمريكية .. الأعرق .

ناتج اللعبة للمساومة والمشاركة بالتسوية السياسية :

الولايات المتحدة ومن معها فرضوا أنفسهم لاعبين على هامش المعارك على الأرض السورية ، أعلنوا الحرب على داعش لتضليل الرأي والمجتمع الدولي ، بينما حاربوا الجيش السوري والحشد العراقي والقوى المتحالفة ضد داعش ، حتى الأتراك اكتشفوا ذلك ، وهم الذين اعترضوا في البداية ورفضوا المشاركة وربما ضللهم الأمريكي فصدقوا ، وانتفضوا إذ كيف يحاربون من سهلوا لهم الطريق وفتحوا لهم الموانئ والحدود ، لكنهم اكتشفوا أخيرا أن اللعبة الأمريكية لا تقف عند حدود وهذه إدارة ليس في قوانينها الإخلاص لعهد أو الحفاظ على عميل ، منذ اللحظة التي بدأت تستثمر فيها الكرد ، وأشك بمعارضة تركيا لو صارحها الحليف الأمريكي بأن العملية لخدمة المخطط الصهيوني والحفاظ على المشروع .

قد يتفق الجانبين الروسي والأمريكي على انهاء الحرب الملهاة – المأساة على الشعب السوري وشعوب المنطقة العربية ، لكن ، يبقى الخلاف جوهريا بحيث تقتصر الرغبة الأمريكية على تسويات سياسية ، بينما يرغب الروسي بحلول سياسية ، وشتان ما بين هذا وذاك ، التسويات السياسية تحتفظ بالنار تحت الرماد وتحافظ على أسباب ومسببات وعناصر الأزمة في ركن قريب لإمكانية الاستثمار عند الحاجة ، أما الحلول السياسية فهي تعالج الجذور وتطفئ النيران ، وتعالج العناصر فتصل إلى الانسجام والانصهار في المشروع الوطني ، التسويات تتيح للأمريكي المشاركة عن طريق العناصر التي يدخلها في التسوية ، وهذه لن تكون موجودة أو تشارك بوجود حلول سياسية .

المناورات التي تقودها الادارة الأمريكية هنا وهناك غايتها ممارسة الضغوط للقبول بالتسوية السياسية التي تريدها ، من ذلك ربما دعم نظرية الفدرلة التي توفر لها مناخا وموطئ قدم في الشمال السوري مع امتداد في الشمال العراقي الذي يرتبط بعلاقات متميزة مع العدو الصهيوني والذي إن استمر في تحقيق مخططاته سيكون المثيل والصورة طبق الأصل عن الكيان اليهودي على الأرض الفلسطينية ، وهذا أمر في غاية الخطورة على الأمن القومي ، ولا يسمح لأحدنا أن يحسن الظن بأي اجراء على الأرض ، بدءا من قوات الحماية ، ووضع قانون فيدرالي وممارسة تمنع غير الكردي من التنقل والاقامة كأجهزة دولة ، أو منع لوحات الآليات السورية وكأن هؤلاء يسابقون الزمن ويسبحون عكس التيار ، يا له من سلوك غبي لم يحفظ لأهله ما يمكن تسميته خط الرجعة .

الصدام مع الجيش السوري رغبة أمريكية مؤكدة ، ولأن القيادة الروسية تدرك ذلك فقد أعلنت أن هذا الصدام وارد وأنها ستقف إلى جانب الجيش السوري ما يسقط رهان الكرد على غزل سابق مع الروس لضمان صمتهم ، أما إن حصل الصدام فسيكون نتيجة حتمية لاستمرار الكرد في تنفيذ الخطط الصهيو – أمريكية والاندفاع لمقاطعة خطط الجيش في تحرير الأرض ، كل الأرض ، وطرد كل العصابات لتكون يد السلطة والجيش السوري هي العليا ، وهكذا تنتهي اللعبة الأمريكية بخسارة الجوكر الذي يشكله الكرد ، ومن يعش ... ير .

هامش : كثرت في الآونة الأخيرة الزيارات والمهرجانات والاحتفالات المشتركة بين شريحة كبيرة من الكرد وبين العدو الصهيوني ، وتنشر المواقع تسجيلات لها تزينها الأعلام والرقصات المشتركة وتبادل الكلمات ، وهذا كاف لمعرفة أن الخرق الصهيوني كبير في الأوساط الكردية ، وما عاد السكوت مجديا ، ... على الأكراد الوطنيين قبل غيرهم المبادرة للاحتجاج والرفض والمقاطعة وبصوت عال قبل فوات الأوان .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024