إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل أصبحت قوات «اليونيفيل» طرفاً في الصراع اللبناني

الجمل

نسخة للطباعة 2008-04-22

إقرأ ايضاً


عملية حفظ السلام الدولي تقوم بها الأمم المتحدة وفقاً لمهام حفظ الأمن والسلم الدوليين الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، ولكن الشواهد والسوابق الماثلة أمام الرأي العام العالمي بدأت تثير الكثير من الشكوك إزاء الدور الحقيقي الذي أصبحت تقوم به القوات الدولية، وعلى خلفية هذه الشكوك والمخاوف أصبحت قوات الأمم المتحدة في لبنان تحت دائرة الشك لجهة الدور الوظيفي المثير للريبة الذي أصبح يتضح أكثر فأكثر يوماً بعد يوم.

* أبرز التسريبات الجديدة:

نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تقريراً أعده الصحفيان باراك رافيد ويواف شتيرن، حمل عنوان «اليونيفيل تعثر على أسلحة لحزب الله، والمسلحون يردون قوات حفظ السلام». وقد أشار التقرير إلى النقاط الآتية:

• اكتشفت قوات اليونيفيل شاحنة محملة بالسلاح والعتاد تتبع لحزب الله ولكن المسلحين التابعين للحزب قاموا بصد قوات اليونيفيل.

• أهمية واقعة اكتشاف الشاحنة تتمثل في أنها حدثت جنوب نهر الليطاني وهي المنطقة التي منع القرار الدولي 1701 حزب الله من العمل فيها.

• المثير للاهتمام والانتباه يتمثل في قيام عناصر حزب الله بصد عناصر اليونيفيل.

• عندما اكتشفت عناصر اليونيفيل الشاحنة نزل عناصر حزب الله وشهروا في وجههم السلاح.

• رفعت قيادة اليونيفيل تقريراً إلى الأمم المتحدة روت فيه تفاصيل الواقعة.

• حدثت الواقعة ليلة 30-31 آذار الماضي. ووصفها تقرير اليونيفيل بأنها "تشكل انتهاكاً خطيراً لقرار مجلس الأمن 1701".

* المنظور الإسرائيلي ليونيفيل ما بعد القرار الدولي 1701:

نقلت الصحافة الإسرائيلية تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في مطلع العام الماضي. والمعلومات المتعلقة بالتخمينات الإسرائيلية إزاء حزب الله، وتركزت المعلومات في النقاط الآتية:

• تقوم قوات اليونيفيل بمراقبة ورصد حزب الله.

• أكدت معلومات اليونيفيل أن حزب الله قد أعاد تسليح نفسه مرة أخرى بعد حرب صيف 2006م.

• تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكينازي الذي قال فيه بأن إسرائيل قد تدخل في مواجهة جديدة مع حزب الله.

• إطلاق النيران ضد طائرة تجسس إسرائيلية بلا طيار في منطقة تيرا الساحلية اللبنانية.

• تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكينازي الذي قال فيه بأن الإسرائيليين يرصدون عمليات تهريب ونقل السلاح والعتاد لحزب الله، وسيتصدون لمعالجة ذلك.

وإضافة لذلك، ومن بين التقارير الصحفية الكثيرة حول حزب الله وقوات اليونيفيل، نشرت صحيفة هاآرتس تقريراً أعده باراك رافيد حمل عنوان « اليونيفيل تمضي قدماً لردع إعادة تسليح حزب الله»، وقد أشار التقرير إلى النقاط الآتية:

• شددت قوات اليونيفيل رقابتها على الطرق والجسور والمعابر من أجل منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه.

• أعلن قائد قوات اليونيفيل بأن الفراغ الرئاسي اللبناني سيساعد حزب الله على إعادة تسليح نفسه.

* قوات اليونيفيل: هل هي غطاء لأجندة أخرى؟

جاءت قوات اليونيفيل إلى جنوب لبنان بموجب القرارين الدوليين 425 و426، واستمرت طوال الفترة من عام 1978م وحتى صيف عام 2006م ولكن بعد حرب الصيف التي أدت إلى هزيمة إسرائيل في جنوب لبنان صدر القرار الدولي 1701 الذي أعاد التأسيس بشكل جديد لقوات اليونيفيل، وذلك لجهة حجم ونوعية ومهام القوات ودورها.

• صلاحيات قوات اليونيفيل: وتعتمد في إسنادها القانوني الدولي على القرارات الدولية:

* رقم 1655 (31 كانون الثاني 2006م).

* رقم 1697 (31 أيار 2006م).

* رقم 1701 (11 آب 2006م).

• تشكيل القوات: ويضم قوام قوات اليونيفيل العاملة حالياً في جنوب لبنان الآتي:

* 2000 عنصر - فرنسا.

* 394 عنصر – بلجيكا.

* 160 عنصر – بلغاريا.

* 50 عنصر – الدانمرك.

* 2400 عنصر – ألمانيا.

* 2500 عنصر – إيطاليا.

* 1000 عنصر – إسبانيا.

* 500 عنصر – بولندا.

إضافة لذلك توجد أعداد صغيرة من العناصر التابعة للدول الأخرى، والتي في معظمها دول غربية حليفة للولايات المتحدة باستثناء الصين وروسيا.

الإطار الكلي لقوام قوات اليونيفيل يشير إلى أنها تتكون بشكل أساسي من قوات الدول الغربية الأوروبية، وبنفوذ عسكري ألماني – إيطالي – فرنسي، وتجدر الإشارة إلى أن تقرير الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد قد أكد على أن المسؤولين الإسرائيليين وبالذات العسكريين والسياسيين قد عبروا عن رضاهم وارتياحهم التام لجهود قوات اليونيفيل التي تتكون أغلبيتها من العناصر الغربية الأوروبية فضلاً عن قائدها الحالي الجنرال الإيطالي كلاوديو غرازيانو.

بمراجعة تقارير الصحافة الإسرائيلية وتصريحات مسؤولي الأمم المتحدة حول طبيعة عمل قوات اليونيفيل تتضح لنا المزيد من الأبعاد المريبة المتعلقة بها، ومن أبرزها نشير إلى تقرير صحيفة هاآرتس المنشور بتاريخ 30 كانون الأول 2007 الذي تطرق إلى تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة التي قالوا فيها بأن المشكلة لا تتمثل في أنه لم يتم فرض الضغوط الكافية على سوريا، ولكن فقط إذا شعرت سوريا بخطر عدم الاستقرار. وأضاف مسؤولو الأمم المتحدة قائلين: إذا قامت أمريكا على سبيل المثال بإرسال سفن حربية إلى الشواطئ اللبنانية فإن ذلك سيرسل رسالة واضحة إلى سوريا ولكن الأمريكيين لم يفعلوا ذلك.

وبمراجعة تسلسل الوقائع والأحداث الجارية التي وجدت بعد ذلك فإننا نلاحظ أن ما قاله مسؤولو الأمم المتحدة افتراضاً قد تحقق بعد ذلك، الأمر الذي يؤكد "الصلة" والخيط الذي يربط بين مسؤولي الأمم المتحدة والأداء العسكري الاستخباري الأمريكي، وهو خيط لا يمكن فصل قوات اليونيفيل عنه لأن مسؤولي الأمم المتحدة الذين كانوا يعرفون سلفاً بأن البنتاغون سيقوم بإرسال السفن الحربية إلى الشواطئ اللبنانية هم نفس المسؤولين الذين يشرفون ويتولون المسؤولية عن قوات اليونيفيل المتركزة حالياً في جنوب لبنان.

* توريط اليونيفيل في الصراع: المدى والنطاق؟

توريط قوات اليونيفيل في الصراع اللبناني ليس فرضية قابلة للشك، وذلك لأن مجلس الأمن الدولي قد تورط سياسياً في الأزمة اللبنانية ومسألة التورط العسكري تبقى مجرد السيناريو الفرعي المكمل لتورطه السياسي الذي بدأ منذ عدة سنوات وقطع أشواطاً بعيدة.

• حدثت الكثير من الوقائع التي أكدت قيام عناصر قوات اليونيفيل وتحديداً التابعين للوحدات العسكرية الأوروبية الغربية بالتحرش بالسكان المدنيين في جنوب لبنان، وعناصر حزب الله.

• بادرت قيادة اليونيفيل بمحاولة اتهام حزب الله عن الحادثة التي تعرض لها أفراد القوة الإسبانية على غرار نفس نموذج مبادرات زعماء قوى 14 آذار في اتهام سوريا قبل البدء بالتحقيقات.

• التصريحات الإسرائيلية وتصريحات قائد اليونيفيل ومسؤولي الأمم المتحدة تشير إلى أن عناصر قوات اليونيفيل تقوم بمهام استخبارية في الداخل اللبناني وهو الأمر الذي يتجاوز صلاحياتها.

• اتهام تقرير اليونيفيل لعناصر حزب الله بشهر أسلحتهم وصد قوات اليونيفيل هو تصريح جاء دون أي قرائن تؤكد هوية الذين كانوا على ظهر الشاحنة، إن كانت فعلاً قصة الشاحنة صحيحة، مع ملاحظة أن التاريخ الذي حدده تقرير اليونيفيل للأمم المتحدة يشير إلى مرور ثلاثة أسابيع كاملة على "سردية الشاحنة"، مع العلم بأن قيادة اليونيفيل ظلت تقوم فوراً بالإعلان عن الوقائع والأحداث الجارية التي تواجهها.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024