إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ما هو دور ساركوزي في الكشف عن شبكات التجسس الإسرائيلي في لبنان

الجمل

نسخة للطباعة 2009-06-03

إقرأ ايضاً


استطاعت قوى الأمن الداخلي اللبناني وتحديداً أجهزة مكافحة التجسس توجيه ضربة قاصمة كسرت ظهر المخابرات الإسرائيلية عندما نجحت في وضع يدها على شبكات التجسس الإسرائيلية الأكثر خطورة في الوقت الراهن، وتقول المعلومات أن الضربة اللبنانية أحدثت المزيد من التداعيات العابرة للحدود في أوساط الأجهزة الأمنية – العسكرية – السياسية الإسرائيلية.

* المخابرات الإسرائيلية و"لعبة إلقاء اللوم":

أكدت المصادر الإسرائيلية بأن التسريبات الاستخبارية قد تحرت في أسباب الضربة المخابراتية وتوصلت أجهزة المخابرات الإسرائيلية إلى أن الأجهزة اللبنانية استطاعت الإيقاع بحلقات التجسس الإسرائيلية بسبب استخدام بعض الأجهزة التكنولوجية المتطورة الجاري استخدمها في والدول الكبرى ضمن تقنيات مكافحة التجسس وأضافت المصادر الإسرائيلية أن هذه الأجهزة المتطورة قد قام الرئيس الفرنسي ساركوزي بتسليمها للبنانيين مقابل التزام شخصي من الرئيس ميشال سليمان بأن يتم استخدامها في القيام حصراً بالآتي:

• رصد التحركات السورية إزاء الانتخابات اللبنانية.

• رصد تحركات حزب الله إزاء الانتخابات اللبنانية.

أضافت التسريبات أنه بعد أن تسلم ضباط القوى الأمنية اللبنانية المعدات والأجهزة الفرنسية حدث الآتي:

• شرح لهم الخبراء والفنيون الفرنسيون كيفية استخدامها.

• تم إخبار الضابط أشرف رافع مدير الأمن العام اللبناني بالموجهات والمحددات المتعلقة باستخدام معدات مكافحة التجسس الفرنسية.

أكدت التسريبات الإسرائيلية بأن رافع استخدام هذه المعدات في مساعي كشف التحركات الإسرائيلية ويعتد الإسرائيليون أن رافع لم يكن في مقدوره تجاوز المحاذير والمحددات والمضي قدماً في استهداف التحركات الإسرائيلية لو لم يجد الموافقة الكافية من الرئيس سليمان.

* المخابرات الإسرائيلية: تداعيات ما بعد الضربة؟

نقلت المصادر الإسرائيلية قول خبراء المخابرات الغربيين الذين أكدوا أن حصول المخابرات اللبنانية على معدات مكافحة التجسس الفرنسية جعل ضباط المخابرات اللبنانيين أمام مهمة غاية في البساطة وكل ما يتوجب عليهم القيام به هو:

• تثبيت هذه المعدات فغي المكان المحدد.

• انتظار التقاط الإشارات الدالة على وجود أجهزة تجسس إلكترونية.

• التقدم من أجل الإمساك بمن في حوزته هذه الأجهزة.

أفادت المصادر الإسرائيلية أن الكثير من عملاء المخابرات الإسرائيلية في لبنان تركوا أجهزتهم وغادروا أماكنهم سعياً للهرب خارج لبنان تفادياً للوقوع في قبضة المخابرات اللبنانية وقد أدى ذلك إلى جعل المخابرات الإسرائيلية في مواجهة المشاكل الآتية:

• عدم القدرة على الحصول على المعلومات الاستخبارية الجارية في الساحة اللبنانية.

• نقص المعلومات الاستخبارية الجارية حول البلدان والأطراف غير اللبنانية لأن شبكات وخلايا التجسس الإسرائيلية الناشطة في لبنان كانت تغطي نطاقاً أوسع من لبنان.

• تزايد مخاوف تل أبيب من وقوع المزيد من عملائها وأجهزتها في أيدي أجهزة الأمن اللبنانية.

• إضعاف قدرة أجهزة المخابرات الإسرائيلية في تجنيد المزيد من العملاء في الساحة اللبنانية لأنه لا أحد سيغامر بعد الآن في التعامل مع المخابرات الإسرائيلية.

• تزايد مخاوف تل أبيب من أن تؤدي اعترافات من تم القبض عليهم إلى الكشف عن العديد من الملفات السرية الإسرائيلية والعمليات السرية التي سبق أن نفذتها المخابرات الإسرائيلية في لبنان وشارك فيها هؤلاء العملاء.

أخذت تداعيات الضربة المخابراتية اللبنانية طابعاً عابراً للحدود وتقول التسريبات والمعلومات الإسرائيلية الآتي:

• تزايد مخاوف أجهزة المخابرات الغربية من احتمالات انكشاف خلايا عملائها المتمركزين في الساحة اللبنانية.

• تزايد ارتباك العمليات المخابراتية الغربية الجارية في الساحة اللبنانية.

أضافت المعلومات أن الجهود تجري حالياً على خط باريس - واشنطن للتفاهم حول كيفية اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية الأنشطة المخابراتية الغربية من خطر الانكشاف بسبب استخدام قوى الأمن اللبنانية لأجهزة مكافحة التجسس الفرنسية وإضافة لذلك، فإن ما يقلق محور واشنطن – تل أبيب يتمثل في المخاوف من أن تنتقل المعدات الفرنسية لتقع في يد السوريين والإيرانيين.

تشير التأكيدات الإسرائيلية إلى أن تل أبيب تسعى حالياً للتفاهم مع واشنطن وباريس وبقية الأطراف الغربية حول ضرورة عدم الوثوق في مصداقية الأطراف اللبنانية أياً كانت ومهما كانت الصلات وثيقة معهم وأضافت المصادر الإسرائيلية أن تل أبيب برغم الأضرار التي لحقت بها في الساحة اللبنانية فإنها تعتبر قيام الرئيس ساركوزي بتسليم اللبنانيين هذه الأجهزة المتطورة هو خطأ غير مقصود. برغم ذلك، فإن قيام ساركوزي بذلك لا يمكن الافتراض بسهولة أنه خطأ غير مقصود وعلى الأغلب أن يكون قيام نتينياهو بمحاولات تهميش الدور الفرنسي في الشرق الأوسط هو الذي دفع ساركوزي إلى معاقبة الإسرائيليين بهذه الطريقة، إضافة إلى رغبة الإليزيه في إرسال رسالة لتل أبيب مفادها أن النفوذ الإسرائيلي في لبنان لا يمكن بأي حال أن يكون على حساب النفوذ الفرنسي، وبالتالي فإن الدور الفرنسي الشرق أوسطي هو دور يرتبط بوزن ومكانة فرنسا الشرق أوسطية وبالتالي فعلى تل أبيب التقاط إشارات الرسالة الفرنسية بشكلها الصحيح واستيعاب مفردات الدرس القائلة أن باريس من غير الممكن لتل أبيب أن تقتلعها من الشرق الأوسط بهذه السهولة ومهما كانت علاقات خط تل أبيب قوية مع واشنطن، فإنه لابد من باريس وإن طال السفر.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024